الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- قلق على تركيا

المانيا- قلق على تركيا

12.01.2017
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏11‏/01‏/2017
يناقش منذ قبل يوم امس الاثنين 9 كانون ثان / يناير اعضاء البرلمان التركي حول اعطاء الرئيس التركي سلطات اكثر يستطيع من خلالها انتهاج سياسة اكثر ببلاده وسحب بسط السياسة من رئيس الوزراء والبرلمان اي ان تصبح تركيا تحت سلة الرئاسة على غرار فرنسا ، فالرئيس الفرنسي يملك سلطات السياسة الخارجية والمفاوضات ورئيس وزراءه ينتهج السياسة الداخلية للدولة اي ان تصبح مهام رئيس الوزراء بالسياسة الداخلية مثل تحسين الاقتصاد والسياسة الاجتماعية وغيرها .
ويرى مراقبو تطورات الاحداث السياسية في تركيا ان تلك الدولة تتجه نحو السلطة الفردوية للرئيس التركي رجب الطيب اردوغان الامر الذي يعني احتمال تضييق الخناق على نشطاء المجتمع المدني وان يصبح البرلمان  التركي رمزا لا غير .
ومن خلال ندوة حول العلاقات الالمانية الاوروبية مع تركيا دعت اليها مجموعة / صباح / الاعلامية التركية صباح هذا اليوم الاربعاء 11   كانون ثان / يناير بالعاصمة برلين ، عزا خبير منطقة الشرق الاوسط والاسلام اودو شتاينباخ مناقشة اسناد سلطات اكثر للرئيس التركي الى عدم مصداقية الاوروبيين مع تركيا فبالرغم تأكيد الاوروبيين وخاصة الالمان اهمية تركيا بالاتحاد الاوروبي وشراكتها الاستراتيجية  الا انهم لم يصدقوا تركيا بالاتفاقيات التي تمت بينهما ولم يقومو بتنفيذ وعودهم وخاصة تلك الوعود المكتوبة والموقعة عليها بإلغاء تأشيرة دخول الاتراك الى دول منطقة / شينغين / بالاتحاد الاوروبي  ، فاعضاء البرلمان الاوروبي أكدوا معارضتهم استئناف مفاوضات الاوروبيين مع انقرة من اجل الحصول على عضوية الاتحاد منذ الأيام الاولى بعد التوقيع على الاتفاق الاوروبي التركي لتجاوز ازمة اللاجئين وعدم ابداء رأيهم بصراحة حول محاولة  الانقلاب العسكري  التي استهدفت تركيا في وقت سابق من شهر تموز / يوليو 2016 وإدانة البرلمان الالماني الدولة العثمانية بتهجير الارمن وقتل بعضهم اثناء الحرب العالمية الاولى دون الرجوع الى وثائق أسباب وقوع الحرب المذكورة واسباب تهجير الارمن الى جانب تقاعسهم الوقوف الى جانب تركيا التي تحارب على جهات كثيرة . هذه الاسباب واسباب اخرى تجعل احتمال اعطاء رئيس الدولة  التركي سلطات أكثر .
وأبدى رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان  نوربرت روتجين قلقه حول اعطاء الرئيس التركي سلطات اكثر ، اذ يعتقد ابتعاد تركيا عن اوروبا واقترابها من روسيا ودول وسط آسيا بشكل اكثر مما عليه الأن مشيرا ان انتقال سلطات اكثر للرئيس التركي لا يعني انه الحاكم المفرد فحسب بل ستلقى على عاتقه مهام واعباء كثيرة  ولذلك فعلى الاوروبيين اذا يهمهم امر تركيا انتهاج سياسة مصداقية معها قبل ان تضيع تركيا من اوروبا بشكل تام .
على الاوروبيين اذا ما ارادوا ابقاء علاقاتهم قوية مع تركيا والمحافظة على  شراكة تركيا الاستراتيجية انهاء ماساة الشعب السوري وإنهاء دعمهم لحزب العمال الكردستاني الذي يستغل حرب تركيا لما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية / بزعزعة الامن التركي ويسعى لاقامة دويلة له بالشرق التركي بتشجيع من اكراد العراق ونظام سوريا ، فاكثر الاسلحة التي يستعملها الاكراد بعملياتهم الارهابية ضد الاتراك مصدرها اكراد السليمانية واربيل العراقيتين وبالتالي فعلى الاوروبيين إعادة إحياء المفاوضات مع انقرة لدخولها عضوية الاتحاد الاوروبي وإلا فان اوروبا ستسفر عن  وجهها الحقيقي الذي يكمن سبب  رفضها ومعاداتها تركيا  بسبب الاسلام .
وهناك مخاوف من أن يؤدي امتلاك رجب الطيب اردوغان سلطات كثيرة الى وقوع تركيا تحت رحمة الحاكم الفرد اذ سينجم عنه اضياع الحريات العامة والحياة البرلمانية ووقوع تلك الدولة بفوضى العنف  شبيها لوضعه اثناء حكم العسكر .