الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- خيبة امل من ترامب

المانيا- خيبة امل من ترامب

30.05.2017
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏29‏/05‏/2017
فشل مؤتمر الدول الصناعية السبعة الذي عقد يومي الجمعة والسبت المنصرمين 26 و 27 أيار /مايو في جزيرة صقلية الايطالية ، اذ اعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب رفضه لاتفاقيات المناخ التي تم التوصل اليها في باريس عام 2015  وتم التوقيع عليها بمؤتمر البيئة الدولي في مراكش عام 2016 الماضي ، عدا عن فشل المساعي الاوروبية لقيام اتفاقية تجارة حرة بين الاتحاد الاووربي والولايات المتحدة الامريكية ,
مؤتمر الدول الصناعية كان مكتوب عليه الفشل قبل انعقاده ، حتى مؤتمر زعماء حلف شمال الاطلسي / الناتو / الذي عقد يوم الخميس من 26 الشهر الحالي ببروكسل بمشاركة ترامب ايضا كان فاشلا . فقد تبين ان زعيم الادارة الامريكية الجديد ضد الاوروبيين والامريكيين على حد سواء وهو ما وصفه وزير الخارجية الالماني زيغمار جابرييل  الذي رأى بترامب انه اساءة لاوروبا والولايات المتحدة الامريكية على حد سواء وضررا على الديموقراطية معتقدا ان السنوات الاربع القادمة ، أي مدة بقاء ترامب بالبيت الابيض ان لم يبادر مجلس الشيوخ الامريكي / الكونجرس / إزاحته من الادارة الامريكية ، أعواما صعبة على العالم أجمع .
واعتبرت المستشارة انجيلا  ميركيل اثر وصولها الى مدينة ميونيخ  للاجتماع مع رئيس وزراء ولاية بايرن هورست زيهوفر يوم امس الاحد 28 أيار /مايو ، فشل مؤتمر الدول الصناعية دليل واضح على ضرورة عدم  الاتكال على الولايات المتحدة الامريكية واتخاذها شريك استراتيجي في ظل ترامب وعلى الاوروبيين تدبير امورهم بانفسهم والايام والاسابيع وربما الاشهر المقبلة ستشهد تطورات خطيرة على الاوروبيين مواجهتها بشجاعة مضيفة ان اتفاقيات البيئة والمناخ التي قرر الاوروبيون واكثر الدول العالم يتنفيذها ستنفذ بالرغم من رفض ترامب لها مؤكدة على ضرورة الابقاء على صداقة الامريكيين والحرص على علاقات وطيدة وقوية مع بريطانيا التي ستخرج من الاتحاد الاوروبي .
وبالرغم من اعلان ترامب رفضه لاتفقيات البيئة الا ان الرفض التام لن يكون ساريا ، اذ من المقرر ان يتم اجتماع  حول البيئة في وقت لاحق من الاسبوع المقبل فاما توقيع واشنطن على رفضها او قبولها .
وكان من الملاحظ ان الرئيس الامريكي ترامب يعاني من مرضي نفسي ، فاثناء الاستغراض العسكري لحلف شمال الاطلسي / الناتو / يوم امس الجمعة ، زاحم ترامب بعض زعماء / الناتو / ليظهر بالمقدمة  مشيرا الى رئيس وزراء بولندا باصبع الاشارة وهو يؤنبها .
لم يحظى مسئول دولة اعلاميا مثل ما حظي الرئيس ترامب ، فزيارته الى المملكة العربية السعودية رافقه الاعلام أيضا وكان خطابه الذي أنذر به المسلمين بالويل والثبور اعلان حرب على الاسلام في عقر دار المسلمين . ومع ذلك فالمستشارة انجيلا ميركيل اكدت  على خيبة املها من ترامب مؤكدة ان الرجل أخطر مما يوصف وعلى الاوروبيين امتلاك مصيرهم بأيديهم وان لا  يثقوا بالبيت الابيض . ويبقى الامل ان يعرف زعماء العالم الاسلامي انه لا ثقة بالبيت الابيض ولا بدونالد ترامب بالرغم من  انذاره بشار اسد بالويل والثبور ، وقد أثبتت التقارير بان الطائرات الامريكية التي قصفت  القاعدة التي انطلقت منها الاسلحة الكمياوية السامة التي استهدفت خان شيخون انما هي مسرحية وخدعة . وترامب والبيت الابيض والسياسة الامريكية مثل  موسكو تماما مع بشار اسد وضد الاسلام والمسلمين .