الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- تقييم لمؤتمر ميونيخ .. مغازلات امريكية امريكية وحوار الطرشان بالشرق الاوسط

المانيا- تقييم لمؤتمر ميونيخ .. مغازلات امريكية امريكية وحوار الطرشان بالشرق الاوسط

21.02.2017
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
ميونيخ / ‏19‏/02‏/2017
انتهى مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين هذا اليوم الاحد 19 شباط/ فبراير الي بدأ أعماله قبل يوم أمس الجمعة  17 الشهر الحالي ، وأعرب رئيس المؤتمر فولفجانغ ايشينجر عن اعتقاده بان مناقشات المؤتمر ربما ستساهم بإنهاء قلق الاوروبيين ومعهم   حلف شمال الاطلسي / الناتو / من الادارة الامريكية  التي يدأب زعيمها بانتقادهم متطرقا الى مناقشة الوضع في سوريا مشيرا انه لمس من خلال المناقشة بانه لن ينتهي الوضع الماساوي للشعب السوري دون تدخل عسكري دولي لانهاء نظام بشار أسد .
مناقشات المؤتمر وخاصة العلاقات الاوروبية الامريكية والناتو التي كانت طيلة يوم أمس السبت كانت بمثابة إخراج ما بنفس الاوروبيين والروس والامريكيين من ضغائن خلال الاتهامات والانتقادات المتبادلة بينهم ، فوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اتهم حلف شمال الاطلسي / الناتو / بأنه معاهد لإشعال الحرب الباردة وحب السيطرة على العالم والاعتداء على روسيا من خلال توسعت رقعته بالشرق الاوروبي  وحشده فرقه العسكرية بدول بحر البلطيق التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي وفي بولندا وغيرها اضافة الى المناورات الغير طبيعية  ، وذلك ردا على اتهام زعيم حلف / الناتو / ينس شتولتنبيرج الذي حذر من  اجتياح روسيا لدول البلطيق ونشر صواريخها باوروبا الشرقية إضافة الى تشجيع موسكو لنعرات القومية باوروبا . كما دافع لافروف عن التدخل العسكري في سوريا الى جانب ايران لدعم بشار اسد مدعيا  محاربة روسيا الارهاب بتلك الدولة وسلخ موسكو شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا جاء بطلب من سكان القرم ردا على نائب الرئيس الامريكي مايك بينس الذي طالب موسكو بارجاع القرم الى اصحابه الاوكرانيين . وحول علاقات / الناتو / الاوروبيين مع واشنطن التي يدأب زعيم البيت الابيض دونالد ترامب انتقاده وانتقاد  وزير دفاعه جيمس ماتيس للحلف اثناء الاجتماع الاخير لوزراء دفاع الدول العضوة فيه .
كان واضحا بأن كلمة نائب الرئيس الامريكي بينس ووزير الدفاع الامريكي جون تيلرسون حرص الادارة الامريكية على دعم / الناتو / وأهميته الا أن انتقادات المستشارة الالمانية انجلا ميركيل ووزيرة دفاعها اورزولا فون در لاين  لموقف الادارة الامريكية اذ اكدتا ااسلوب الانتقاد لا يعتبر تشجيعا للتعاون بين الاوروبيين والادارة الامريكية ، بينما أكدت ميركيل  ان واشنطن لا تستطيع العيش بمفردها بالعالم ومعاداته ومعاداة الاوروبيين .
وتعتبر كلمة وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون حرص  التي أكد فيها على علاقات قوية للادارة الامريكية مع أوروبا بمثابة رسالة مغازلة للاوروبيين ومحاولة ضغط على زعيم الادارة الامريكية ترامب بالكف عن  انتقاداته ، بينما كان وزير الخارجية الالمانية ريغمار جابرييل اكثر دبلوماسية اذ اعتبر المشاركة الامريكية الفعالة بمؤتمر ميونيخ  حرص الادارة الامريكية على تعاون قوي مع الاوروبيين .
المناقشات حول العلاقات الاوروبية الامريكية والروسية وحلف / الناتو / تعتبر  رسالة واضحة لانهاء الخلافات بينهم ، فوزير الخارجية الروسي لافروف اكد رغبة بلاده بتعاون قوي مع واشنطن وبادله الرأي  نظيره الامريكي تيلرسون  أيضا اذ اتفق الجميع على محاربة الارهاب بلا هوادة كما اتفقوا ايضا وبشكل غير مباشر على علاقات قوية مع ايران ، فوزير الخارجية الايراني جواد ظريف الذي أشار بكلمة القاها ان بلاده متمسكة باتفاقيات انهاء الملف النووي متهما الادارة الامريكية بالتحرش ببلاده من خلال تهديدات ترامب بفرض عقوبات جديدة على ايران وانه يعد العدة لحرب ضد ايران الا انه أشار رغبة بلاده المشاركة بشمل فعال محاربة الارهاب .
المناقشات التي جرت هذا اليوم حول سوريا والعلاقات السعودية مع فارس  وعلاقات الاخيرة مع دول الخليج  أثبتت الهوة الواسعة وعمق الحفرة بين دول تلك المنطقة .
لم تصل العلاقات السعودية مع فارس الى الفتور مثل ما وصلت اليه منذ استلام حسن روحاني رئاسة ايران ، صحيح ان الرئيس الفارسي السابق محمود احمدي نجاد معروف بالتشدد مع أوروبا والولايات المتحدة الامريكية  الا انه لم يكن متشددا مثل عداوة حسن روحاني للسعودية فحكومة الملالي وراء الحرب باليمن وتتحرش بالسعودية وزادت من تدخلاتها  السياسية والدينية بالبحرين  من خلال التحريض على الفوضى ، وتدخلها مع روسيا الى جانب بشار اسد بمحاربة الشعب السوري ودعمها لميليشيات الشيعة من لبنان وافغانستان وغيرها في سوريا وجماعة الحوثي باليمن اثبتت مدى عداوتها للسعودية ودول الخيج وسوريا ولعراق واليمن . فوزير الخارجية الفارسي  جواد ظريف  اتهم مع نظيره التركي مولود جاوش اوغلو الولايات المتحدة الامريكية بانها وراء العنف في سوريا  بينما التزم جاويش اوغلو الصمت حول  جرائم موسكو وطهران في سوريا ، وهذا ما ثبت أثناء الندوة حول سوريا بالمؤتمر ، أذ اعلن مندوب روسيا ان موسكو وانقرة اتفقتا من خطط لانهاء ماساة الشعب السوري واقترحا مؤتمر استانا ثم دخلت طهران الى الاتفاق التركي الروسي .
ولم يتوقف ظريف عن الاتهامات بل شملت اتهاماته السعودية بانها تحارب الشعب اليمني وتقف مع حكومة البحرين ضد الشعب البحريني وبلاده مستعدة لمحاربة الارهاب نافيا ان تكون لبلاده مصالح باليمن وسوريا . الا ان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير استطاع بكلمته المقتضبة امام المؤتمر  دحض اتهامات ظريف والدفاع ايضا عن الاسلام مؤكدا ان الارهاب لا يعرف دينا ولصقه بالاسلام يعتبر ظلما وعدوانا مشيرا الى ان الارهاب استهدف السعودية كما استهدف تركيا وفرنسا والمانيا وايضا افغانستان والباكستان الاان ايران بقيت بمنأى عن ذلك فالدول المذكورة تشارك بتدمير سوريا وتحاول تغيير أنظمة منطقة الشرق الاوسط مؤكدا ان طهران هي المشكلة وليست الحل . وبالرغم من ذلك فقد أكد الجبير حرص الرياض على علاقات طبيعية مع طهران شرط ان تتوقف عن التدخل بمنطقة الخليج العربي والشرق الاوسط .
المناقشة حول سوريا كانت مناقشة بين الطرشان ، فمندوب الامم المتحدة ستيفان دي ميستورا الذي أكد بذل جهوده لحل سياسي اعترف بشكل صريح انه منذ مشاركته بمفاوضات لانهاء نزاعات بعض دول في العالم لم يجد مثل الحرب في سوريا مثل هذه الصعوبات التي تواجه الحل السياسي ، زاعما ان اتفاقيات وقف اطلاق  أثبتت فعاليتها بالرغم من الانتهاكات معربا عن أمله ان يسفر مؤتمر جنيف القادم عن نتائج ايجابية . رئيس الائتلاف السوري انس العبدة أكد انه لا حل في سوريا بوجود بشار اسد وانه ائتلافه سيذهب الى جنيف وعلى مشاركي المؤتمر ان  يضعوا نصب اعينهم رحيل بشار اسد عن السلطة مؤكدا دعمه لمطالب تركيا باقامة مناطق آمنة للاجئين السوريين مطالبا  بالضغط على نظام اسد بوقف قصفهم المدن بالبراميل الحارقة ,بينما حذر مندوب واشنطن من مغبة عودة تنظيم ما يُطلق عليه بتنظيم / الدولة الاسلامية / للسيطرة على مدينة حلب ، وهو تحذير لم يكن عبثا  فهناك تقارير تؤكد الى وجود عناصر من / داعش / بمدينة حلب مثل ما أعاد نظام سوريا تسليم مدينة تدمر الى التنظيم المذكور بعد خروجه منها .
مناقشو ازمة الحرب في سوريا  التي جرت بين مندوبي  موسكو وواشنطن والامم المتحدة اضافة الى العبدة  كانت مناقشة بين الطرشان . هذه المناقشات حظيت بانتقادات من بعض مراقبي الوضع في سوريا من بينهم أيضا رئيس مؤتمر مونيخ للامن والسلام الدوليين فولفجانغ ايشينجر  الذي أعرب عن رأيه  ان المناقشات كان عليها ان تكون واقعية . فقد خلت من اقتراحات .