الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- تركيا جسر يصل الاسلام بالغرب

المانيا- تركيا جسر يصل الاسلام بالغرب

04.05.2017
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏03‏/05‏/2017
 يعتبر الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان وحكومة العدالة والتنمية وارتفاع ظاهرة التدين والتمسك بأهداب الدين الاسلامي والحفاظ على شخصية اسلامية تركيا حديث الساعة . فالعلاقات الالمانية التركية وعلاقات تركيا مع اوروبا فاترة شبه متدهورة منذ إقالة اردوغان رئيس الوزراء السابق احمد داود اوغلو بعيد الاتفاق التركي الاوروبي حول اللجوء الذي تم في وقت سابق من عام 2016 الماضي وعدم تنفيذ الاوروبيين وعودهم الاتراك بالغاء تأشيرة دخولهم الى دول منطقة / شينغين / اضافة الى امتناع بعض الدول الاوروبية ومنها المانيا التي يعيش فيها جالية تركية مجي وزراء اتراك لتفهيم ابناء بلدهم حول المغزى من تغيير نظام الحكم ببلادهم الذي كانت نتيجة الاستفتاء عليه لصالح التغيير ، الى جانب استهداف الصحافة الشعبية الالمانية المحسوبة على مجموعة / اكسيل شبرينجر /  الاعلامية بوق الكيان الصهيوني في المانيا واوروبا  الرئيس التركي اردوغان بشكل خاص ولا سيما بعيد اعتقال الصحافي التركي الذي يحمل الجنسية الالمانية دنيس يوكسل الذي يعمل مراسلا لصحيفتي / دي فيلت – العالم / ويوديشيه الجماينه تساينغ – صحيفة اليهود العامة / .
وبالرغم من معارضة النمسا والتشيك وهنغاريا ومطالبة بعض  اعضاء البرلمان الاوروبي بوقف مفاوضات الاوروبيين مع تركيا الخاصة بعضوية الاتحاد  فقد أعلن وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي باجتماعهم الذي عقدوه مؤخرا في مالطا يومي الخميس والجمعة الماضيين 27 و 28 نيسان /ابريل المنصرم استمرار مفاوضاتهم مع تركيا لدخول الاتحاد الاوروبي .
وتسود آراء كثيرة حول مستقبل تركيا باوروبا وحلف شمال الاطلسي / الناتو / وبالتالي مستقبل الحريات العامة والديموقراطية في ذلك البلد بعد أن كسب الرئيس اردوغان من خلال الاستفتاء الذي جرى حول تغيير نظام الحكم ببلاده ، قوة أكثر، ما اذا كانت تركيا ستصبح في يد سلطوية منفردة ان أن الديموقرطية والحياة البرلمانية ستستمر بها .
ويستبعد أستاذ السياسة الدولية بجامعة مدينة فرانكفورت   وخبير الشرق الاوسط غونتر زويْفَرْت  بندوة دعا اليها المركز الاوروبي للدراسات السياسية بالعاصمة برلين مساء يوم أمس الثلاثاء 2 أيار /مايو حول تطورات السياسة في تركيا ومستقبلها بالاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي / الناتو / اختفاء الحريات العامة والحياة البرلمانية بتلك الدولة التي اعتبرها جزء من منطقة الشرق الاوسط واوروبا وجسر هام يصل بين الشرق الاسلامي والغرب المسيحي وشراكة  عسكرية واستراتيجية هامة قوية مع المانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية وبالتالي علاقات اقتصادية قوية مع المانيا واوروبا وغيرها بالرغم من المشاكل والازمات التي تعاني تركيا منها فهي تحارب على جبهات متعددة لحفظ امن بلادها واستقرارها سياسيا وامنيا واقتصاديا ، كما ان شعبها يتطلع لعضوية الاتحاد الاوروبي ويشعر نفسه اوروبا ، متوقعا انه اذا ما دعا اردوغان شعبه للادلاء برأيه حول استمرار مفاوضات الاتراك مع الاوروبيين وصول نسبة الموافقة الى ما بين 50 و55 بالمائة ونسبة الرفض الى ما بين 35 و38 بالمائة  مؤكدا ان نتائج الاستفتاء حول  تغيير نظام الحكم لم يؤدي الى انقسام المجتمع التركي على نفسه كما يؤكد الكثيرون على ذلك فاردوغان  طالب شعبه الاستفاء حول استقلالية بلادهم  تركيا سياسيا واجتماعيا  واقتصاديا او البقاء ضمن اتفاقيات لوزان عام 1923 التي تكمن بابقاء تركيا تفعل ما يملي الغرب عليها ، ونسبة الذين رفضوا تغيير نظام لحكم من البرلماني الى الرئاسي التي وصلت نسبتهم الى 49 بالمائة تبدي  نسبة منهم تصل الى  14 بالمائة مخاوفها من تلك الاقاويل التي تقول ان اردوغان يريد تنصيب نفسه خليفة .
وانتقد زويفرت سياسة تطهير موظفي مؤسسات الدولة التي بدأت بعيد فشل محاولة الانقلاب العسكري الذي استهدف يوم 15 تموز / يوليو 2016 تركيا وحكومة العدالة والتنمية والرئيس التركي اردوغان مشيرا ان التطهير تجاوز حدوده  معربا عن أمله مبادرة اردوغان بالمصالحة مع مناوئيه . وطالب زويفرت الاتحاد الاوروبي بعلاقات صريحة مع تركيا مشيرا ان خروج وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الذي عقدوه في مالطا يومي الخميس والجمعة المنصرمين بقرار استمرار المفاوضات مع انقرة دليل واضح على اعتراف الاوروبيين باخطائهم تجاه تلك الدولة متوقعا مصالحة رسمية تتم بين الاوروبيين وتركيا على حد رايه .