الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- الغرب مسئول عن بقاء أسد

المانيا- الغرب مسئول عن بقاء أسد

05.11.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏‏04‏/11‏/2016
ربما قرأتم او نما الى سمعكم تصريحات  تصريحات سوريا بشار اسد الى صحيفة / نيويورك تايمز / في عددها الذي وزعته يوم الثلاثاء من 1 تشرين ثان / نوفمبر الحالي  التي أشار فيها بانه سيبقى على رأس سلطة نظامه حتى عام 2021 على أقل تقدير ، فهذه التصريحات لا تعتبر جديدة ولم تخرج عبثا. فقد أكد قبل ايام قليلة رئيس روسيا فلاديمير بوتين انه يريد اجراء انتخابات رئاسية جديدة في سوريا مؤكدا دعمه ترشيح بشار اسد نفسه لهذه الانتخابات .
وعزا السياسي الالماني ايلمار بروك الذي يرأس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الاوروبي بتصريح للمحطة الاولى من الرائي / التلفزيون / الالماني قبل يوم أمس الاربعاء 2 الشهر الحالي ، مسئولية واشنطن وطهران وموسكو ببقاء بشار اسد بمنصبه حتى وقتنا هذا ، فموسكو كانت قد أعلنت قبل مدة تأييدها ترشيح اسد نفسه للانتخابات التي جرت في سوريا عام  2014 كما اعلن رئيس روسيا فلاديمير بوتين قبل ايام انه يريد انتخابات جديدة بتلك الدولة التي ترزح تحت الاحتلالين الروسي والفارسي وواشنطن التي تمارس سياسة نفاق مع الشعب السوري تمارس السياسة نفسها مع موسكو وبشار اسد فواشنطن لا تريد انهاء مأساة الشعب السوري والاتحاد الاوروبي يرى نفسه عاجزا عن القيام بدور رائد لانهاء الحرب في سوريا مؤكدا انه اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه دون سياسة حاسمة تجاه بشار اسد وموسكو وعدم ردع طهران بدعمها اسد عسكريا وماليا فاسد باق بمنصبه ومحنة الشعب السوري مستمرة .
ويرى خبراء السياسة الدولية انه من اسباب عدم تفاعل حقيقي لواشنطن والغرب وموسكو لانهاء نظام اسد بجميع الوسائل المتاحة الى سببين هامين أحدهما ، ملف ايران النووي ، فمن شروط الاتفاق الذي تم بين الغرب وطهران لانهاء الملف النووي عدم حيلولة  التدخل باطماع ايران بمنطقة الخليج العربي والعراق وسوريا ودعم اطماعها فواشنطن وموسكو تساندان طهران بتدخلها العسكري الى جانب اسد ودعمها القوي لجماعة الحوثيين في اليمن الذين يريدون بلادهم واقعة تحت الاحتلال الفارسي وبالتالي دعمها بنشر مذهب التشيع ببعض الدول العربية وخاصة سوريا ودعم تأثيرها السياسي والديني والمعنوي في العراق مقابل عدم قيام طهران بتخصيب اليورانيوم باراضيها وتطوير سلاحها العسكري نوويا .
والسبب الثاني ، الانتخابات الامريكية ، فالرئيس باراك اوباما لم يهتم بالوضع السوري على الاطلاق بفتهدياته بشار اسد بالويل والثبور للجرائم التي اقدم عليها بقتل شعبه بالاسلحة الكيمياوية وغيرها كانت فقاعات هوائية ، ويعتقد هؤلاء الخبراء ان يتخذ الرئيس الامريكي الجديد سواء هيلاري كلينتون او دونالد ترامب سياسة شبيهة بسياسة اوباما فواشنطن لا تريد إثارة طهران .
كما ويعتقد هؤلاء المراقبون عدم وجود سياسة حزم للاوروبيين تجاه جرائم اسد وماساة الشعب السوري الى انهم لا يريدون الاحتكاك مع موسكو فالرئيس بوتين اصبح يدق طبول حرب جديدة في اوروبا ضد حلف شمال الاطلسي / الناتو / واوروبا تعيش بأجواء خلافات مع بعضهم البعض . اذن فليبقى بشار اسد بمنصبه وعلى منطقة الشرق الاوسط السلام على حسب رأي هؤلاء الخبراء من بينهم استاذ العلوم السياسية والتاريخ الاوروبي هاينريش اوجوست فينكلر .