الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- آراء السياسة وبعض الصحافة حول معاداة ترامب للمسلمين

المانيا- آراء السياسة وبعض الصحافة حول معاداة ترامب للمسلمين

01.02.2017
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 31‏/01‏/2017
أبدى بعض السياسيين اضافة الى الصحافة في المانيا قلقهم حول السياسة التي ينتهجها زعيم البيت الابيض  دونالد ترامب  ولا سيما توقيعه على قرار منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الامريكية ، القرار الذي ألغته المحكمة الامريكية العليا يوم الجمعة الفائت 27 كانون ثان / يناير . فقد نجم عن القرار مظاهرات واستياء لدى الكثير من السياسيين الامريكيين . فقد أكدت المستشارة انجيلا ميركيل من خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه  ترامب معها قبل يوم أمس السبت 28 الشهر الحالي استياءها من هذه السياسة مطالبته بتحسين وجهه للحيلولة دون فقدان امريكا هيبتها والحيلولة دون ازدياد المعادة للادارة الامريكية .
كما انتقدته بشكل رسمي اثناء مؤتمر صحافي عقدته يوم أمس  الاثنين  30 كانون ثان / يناير  مع الرئيس الاوكراني  بيترو بوروشينكو معتبرة حججه بالواهية   اذ لا ينبغي وضع جميع المسلمين بالاتهام معتبرة منعه تدفق مسلمين من بلاد معينة  سياسة عنصرية ترفضها المانيا ومعها اوروبا الى جانب رفض الشعب الامريكي لهذه السياسة التي تعتبر منافية للاتفاقيات الدولية حول مساعدة اللاجئين والتعاون بين الدول بشأنهم مؤكدة ان دائرة المستشارية الالمانية على اتصال وتعاون وثيق مع وزارة الخارجية لمساعدة الذين يحملون الجنسية المزدوجة من الالمان وغيرهم من الذين يحملون الجنسية الاوروبية مع جنسية اخرى لمساعداتهم بقضاياهم اذا ما أرادوا زيارة الولايات المتحدة الامريكية وان الاوروبيين سيتخذون اجراءات حاسمة لمواجهة السياسة الامريكية الجديدة على حسب قولها .
ومن جهته فقد اعتبر عضو لجان شئن السياسة الخارجية عن كتلة الخضر بالبرلمان الالماني اوميد نوريبور / ايراني الاصل / سياسة ترامب تجاه المسلمين الدعوة الى محاولة استئناف سياسة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الابن / المعادية للمسلمين مؤكدا ان ترامب سيشفل في هذا السياسة كما فشل بوش معربا عن أمله ابداء اوروبا بشكل موقفها من سياسة ترامب   بصراحة فالرجل يستهجن بالاوروبيين وبالمسلمين والعمل ضرورة ملحة لردعه عن الاستمرار بسياسته مبديا رأيه اتفاق يتم بين الاوروبيين والمسلمين بعقوبات اقتصادية ضد الولايات المتحدة الامريكية .
اما  بعض الصحف الالمانية فقد اعتبرت سياسة ترامب بالطائشة . فتعتقد صحيفة / تاجيس شبيغيل – مرآة اليوم / ان ترامب مصاب بمرض جنون العظمة مثل اصابة معمر القذافي بهذا المرض مطالبة مجلس الشيوخ الامريكي / الكونجرس / بعرض ترامب على طبيب نفساني وازاحته عن منصبه اذا ثبت المرض المذكور فيه ، فسياسة ترامب تجاه المسلمين خرق لحقوق الشعوب ومعاداة للديموقراطية بامريكا والاساءة لها .
اما صحيفة  / فرانكفورتر الجماينه تسايتونغ – صحيفة فرانكفورت العامة / فقد وصفت سياسة ترامب  بالهمجية فهو يريد محاربة الارهاب مع رئيس روسيا فلاديمير بوتين الذي يرى بان الشعب السوري  ارهابي يدمر سوريا ويفتك بشعبها ويتدخل بسياسة اوروبا والولايات المتحدة الامريكية واقدام ترامب على منع دخول مسلمين من سبعة دول اسلامية دليل واضح على ان ترامب لا يعي بما يفعله اذ ستؤدي سياسته هذه الى ارتفاع خطر الارهاب على الولايات المتحدة واوروبا والعالم أيضا مطالبة بسياسة حزم ينتهجها الاوروبيون وحكماء العالم لمواجهة الاخطار الجديدة التي تحدق بالعالم بوصول متطرف الى البيت الابيض .
وحثت صحيفة / زوددويتشيه تسايتونغ – صحيفة جنوب المانيا / الامريكيين الاخذ على يد ترامب بتنبيهه ان الولايات المتحدة الامريكية ليست ملكا خاصا به مثل ملكيته لمجموعة العقارات يبيع ويشتري ما يشاء ، فالشعب الامريكي شعب حر ويجب عليه البقاء حرا ومنعه المسلمين من دخول الولايات المتحدة الامريكية دليل واضح على ان  البروجوازي المذكور لا يعي ما يفعل .
فقد دافعت صحيفة / دي فيلت – العالم / وهي بوق الصهيونية والمعادين للاسلام في المانيا واوروبا للمرة الثانية عن سياسة ترامب ، الا انها حثت بتعليقها هذا اليوم الثلاثاء  31 كانون ثان / يناير ترامب ان يشمل السعوديين من دخول بلاده ، مشيرة ، ان منع مسلمين من سبع بلدان اسلامية من مجموع حوالي ست وخمسون دولة اسلامية دخول امريكا قليل ، فقد استثنى ترامب السعودية كما استثنى روسيا ، اذ نسي زعيم الادارة الامريكية ان مهاجمي مركز التجارة الدولي بواشنطن يوم 11 أيلول / سبتمبر من عام 2001 كانوا سعوديون كما ان مهاجم سباق الجري / مراتون /  في بوسطن  شيشانيا يحمل الجنسية الروسية منتقدة المظاهرات المنددة بقرار ترامب وكأنه منع جميع المسلمين من القدوم الى الولايات المتحدة الامريكية مطالبة ترامب وادارته باعادة النظر حول استثناء السعودية من دول الخليج ومن روسيا  وغيرها دخول امريكا .
ودافعت  صحيفة / نويه دوتشلاند – المانيا الجديدة / المحسوبة على الشيوعيين الالمان ، دافعت عن المظاهرات والانتقادات لسياسة ترامب التي وصفتها عنصرية قحة مدعاة لحرب بين الاسلام والغرب مشيرة ان جل الصناعة الامريكية من التقنيات وما شابهها تباع باسواق اوروبا والعالم الاسلامي  وما على زعماء العالم الاسلامي بعض دول الاتحاد الاوروبي التي ترفض سياسة العنصرية هذه الا معاملة ترامب بالمثل منعه من دخول بلادهم وعدم استيراد بضائع امريكا.