الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا - انتهاكات مستمرة لحقوق الانسان

المانيا - انتهاكات مستمرة لحقوق الانسان

29.03.2017
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏28‏/03‏/2017
أعربت الحكومة الالمانية بتقريرها السنوي لعام 2016 عن تطورات حقوق الانسان عن أسفها لاستمرار ظاهرة انتهاك حقوق الانسان بالعالم .
جاء ذلك خلال مناقشة أعضاء لجان شئون سياسة حقوق الانسان والسياسة الخارجية بالبرلمان الالماني مع خبراء جامعيين بمجال حقوق الانسان وذلك مساء يوم أمس الاثنين 27 آذار /مارس .
وأشارت الحكومة بتقريرها ان انتهاكات حقوق الانسان لم تعد منحصرة بالدول ذات السلطة المطلقة بل تعدت ايضا الى بعض دول عضوة بالاتحاد الاوروبي تمارس عنصرية دينية وعنصرية اللون ، عدا عن ذلك فان حرية الاعتقاد بالكثير من دول العالم اصبحت محصورة بشكل مخيف والحكومة الالمانية التي تبذل جهودها خلال علاقاتها المميزة مع دول كثيرة بالعالم لم تستطع انجاز هدفها الرئيسي بانهاء ممارسات انتهاك حقوق الانسان  الا انها ستستمر بجهودها .
أستاذ مادة حقوق وحريات  الشعوب  بجامعة ايرلنجن هاينر بيلفيلد رأى ان الحكومة الالمانية لم تبذل أي جهد يُذكر لوقف ظاهرة انتهاكات حقوق الانسان وممارسة العنصرية في المانيا واوروبا ايضا ، فالكثير من اللاجئين والاجانب بمقدمتهم المسلمين  في المانيا يعانون من تمييز عنصري وديني وعلى الانسان ان يكون صريحا مع نفسه ومن غير استطاعة الحكومة الالمانية الإمساك براية حقوق الانسان وإشهارها عاليا اذا لم تقم بمحاربة ظاهرة التمييز العنصري والديني في المانيا وأوروبا وتضع حدا لسياسة الرئيس الامريكي دونالد ترامب المعادية للمسلمين ، وربما يكمن إلغاء بريطانيا عضويتها من الاتحاد الاوروبي هو جراء ارتفاع ظاهرة التمييز الديني والعنصري في اوروبا.
وعزت زعيمة معهد حقوق الانسان البرليني بيئاتيه رودولف ارتفاع ظاهرة انتهاك حقوق الانسان في العالم الى مضايقات تتعرض لها منظمات المجتمع المدني  التي تعتبر مأوى لأصحاب الآراء الحرة ، فمنظمات المجتمع المدني كانت دائما السند الرئيسي لمناهضي العنصرية وناشطي حقوق الانسان وعلى الحكومة الالمانية التي تسعى لوقف ظاهرة انتهاك حقوق الانسان دعم هذه المنظمات .
وحذر رئيس مركز حقوق الانسان بمدينة نورنبيرج ميشائيل كرينِريش الحكومة الالمانية من فقدان ثقة العالم بسياستها حول حقوق الانسان فالمباحثات التي تجريها الحكومة الالمانية مع الاوروبيين التي تكمن اولوياتها بمحاربة الارهاب ووقف ظاهرة تدفق اللاجئين وتغييرات على سياسة اللجوء وعدم المبالاة باعلان بعض دول الاتحاد الاوروبي  رفضها استقبال مسلمين  باعتبار ذلك شأن داخلي اضافة الى تصدير اسلحة لبعض دول معروفة بمحاربة الحريات العامة وانتهاك حقوق الانسان يعتبر ايضا عاملا رئيسيا لانتهاك حقوق الانسان وعلى الحكومة الالمانية إبداء رفضها للدول الاوروبية التي ترفض استقبال لاجئين وتمارس سياسة عنصرية وعدم توريد الدول ذات السلطة الفردية اسلحة حتى تكسب المانيا ثقة الشعوب التي تتعرض للاضطهاد .
الدعايات المناهضة للاسلام واتهام الدين الاسلامي بمعاداته لحرية الاعتقاد والتحذير من المسلمين المتدينين وعدم السماح للمسلمات اللواتي يحملن شهادات جامعية ومهنية عليا العمل بارتداء لباسهم الاسلامي عنصرية قحة وانتهاكا صريحا لحقوق الانسان فالأسلام اعطى للانسان حرية مطلقة باختيار العقيدة التي يريدها / لا إكراه في الدين / يعتبر دستورا اسلاميا ومقولة الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب / رضي الله عنه / متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا ، يعتبر رمز المناهضة للعنصرية ، وعلى الاوروبيين بمقدمتهم الحكومة الالمانية محاربة العنصرية اذا ما ارادوا بالفعل ان يكون اتحادهم اتحاد كرامة حقوق الانسان  . اوروبا وراء انتهاكات حقوق الانسان التي تمارس في مصر وسوريا وفلسطين والعراق وغيرها فبعضها يرفض حوارا مع زعماء الحركات الاسلامية مارسوا سياسة فرق تسد بمحاباتهم فرقة على فرقة كانوا وراء الانقلابات العسكرية التي أطاحت بحكومات أعطت لشعوبها حريتهم في مصر والجزائر وغيرها ووراء عزل غزة عن الضفة الغربية لمحاباتهم منظمة  فتح وتحريضها على تنظيم حماس وعلى اوروبا تغيير سياستها هذه ،على حد رأي احد المسلمين الذين شاركوا بمناقشة تقرير الحكومة الالمانية عن حقوق الانسان في العالم .