المؤامرة على أمتنا العربية هي إستراتيجية بعيدة الاهداف

المؤامرة على أمتنا العربية هي إستراتيجية بعيدة الاهداف

المهندس هشام نجار
أعزائي القراء…
التاريخ الأسود لاحتلال العراق ثم تسليمه لملالي طهران كان خطوة متقدمة في إستراتيجية الغرب لتدمير امتنا العربية ، ولتغطية ذلك يتحفنا بعض سياسيي الولايات المتحدة بقولهم المشبوه : لقد أخطأنا باحتلالنا للعراق وخسرنا الرجال ومليارات الدولارات وما كان علينا ان نقوم بهذه الحرب ضد العراق وعلينا تقديم اعتذارنا عن هذا (الخطأ)!! ، وكان كلامهم كذباً، فأموال الاحتلال كان مصدرها عربي ، و يكفي الولايات المتحدة ربحا ً تدميرها للعراق وتسليمه لملالي طهران كخطوة أولى في مشروع تدمير المنطقة العربية والذي نلمس اثارها اليوم، وحتى تتضح المؤامرة الكبرى على الأمة العربية، علينا مقارنة موقف عداء واشنطن ضد العراق العربي ، والذي تعاون يومها مع مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة الى آخر مدى، مع موقفها من كوريا الشمالية ، حيث سعت في الوقت نفسه ومازالت تسعى إلى حل سلمي معها، رغم طردها للمفتشين الدوليين من أراضيها دون اي ردة فعل أمريكية سوى التصريحات الإعلامية . بل أكثر من ذلك، فقد صرحت الحكومة الأمريكية يومها بأنها تأمل في إنهاء الأزمة مع كوريا الشمالية بسلام. إذن، إستراتيجية المؤامرة واضحة على أمتنا منذ انقلاب الخمينيين المدعوم غربياً على حكم شاه إيران لاحتلال العراق كونه عربياً ، إضافة لوضع أولى خطواته على طريق التقدم التكنولوجي، فكان المطلوب تدميره ، فتدمير أمتنا لايحتاج لموافقة مجلس أمن ولا موافقة الامم المتحدة ، ثم استمرت هذه الإستراتيجية تشق طريقها غرباً في طريقها لتفكيك الأمة العربية دولة بعد دولة بعمودها الفقري الإسلام السني .
والسؤال اليوم : هل التكتيك الامريكي بمحاصرة إيران في شمال شرق سوريا هو انحراف عن إستراتيجية المؤامرة ؟
أعزائي القراء…
هناك فرق بين التكتيك والإستراتيجية، فالتكتيك هو فن إدارة المؤامرة البعيدة المدى بما يتوافق مع الظروف الراهنة دون تغيير في الاستراتيجية المرسومة للمنطقة والتي تحتاج لعدة رؤساء غربيين لتنفيذها.
اليوم ما تقوم به امريكا في شمال شرق سوريا هو تكتيك لاقناعنا بعداوتها للايرانيين ، بينما الخطوات البطيئة للمؤامرة تسير وفق ما هو مخطط لها منذ انتهاء الإتحاد السوفيتي واختراع ملالي طهران .
وعلى ثوارنا في شمال شرق سوريا والذين يحققون انتصاراتهم على مؤامرة شرذمة سوريا بدمائهم ، ان ينتبهوا إلى اي التفاف تكتيكي عليهم ، فهذا الالتفاف هو عملية غادرة ومؤقتة للوصول لأهدافهم.
إن إنتصارنا على المؤامرة والتي تنفذ عن طريق إيران ونظام الخيانة في سوريا ومليشيات قسد لن يتم الا بوحدة كافة مكونات الشعب السوري . فوحدتنا تعني انتصارنا بإذن الله .