اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ المأساة السورية .. مَن يبكي فيها، ومن يرقص ، ومن ينظر ببلاهة !؟
المأساة السورية .. مَن يبكي فيها، ومن يرقص ، ومن ينظر ببلاهة !؟
31.01.2018
عبدالله عيسى السلامة
1) حين يموت شخص ما ، في حيّ ، أو قرية ، أو قبيلة .. تختلف مواقف الناس ، حول تأثير موته ، في حياتهم :
*) بعض الناس يحسّ بعظَم المصيبة ، ويحسّ بأن ظهره قد كسِر( حسب أهمّية الفقيد ، بالنسبة لكل من هؤلاء !) ، ويبكي بحرارة ، أو يتفجّع بمرارة ، وينظر في حاضره البائس ، ومستقبله الذي يراه مظلماً ، بغياب الفقيد ، ويَحار في أمره ، وفيما يفعل..! وغالباً مايكون هؤلاء ، مِن أهل الفقيد الأدنَين العقلاء ، الذين يعرفون كيف يفكّرون بالحال والمآل! وإذا كان الفقيد ذا أهمّية وشأن ، في المسائل الاجتماعية ،أوالسياسية ، أو الثقافية ، أو العلمية ، أو التربوية .. أحسّ بعض الناس ، الذين يعرفون أهمّيته ، وتأثير فقده ، بفراغ يتناسب مع حجم الفقيد ، وباشروا بالنظر فيمن يخلفه ، في موقعه، أو في المهمّة التي يمكن أن يؤدّيها ، ممّا كان الفقيد يؤدّيه ، في حياته ! وقد يكون الفقيد على مستوى قرية ، أو محافظة ، أو على مستوى الوطن كله ، في المجال السياسي ، أو الاجتماعي ، أو الثقافي ، أو العلمي ..!
*) وبعض الناس يرقص فرحاً ، لغياب الفقيد ..! وهؤلاء أصناف شتّى ، منهم :
- أعداء الفقيد ، وحاسدوه ، ومنافسوه .. من الغرباء ، وربّما كان بعضهم من الأقارب!
- الأطفال والبـُله في أسرة الفقيد ، الذين يرون اجتماع الناس من حولهم ، واهتمامهم بهم ، وحدبَهم عليهم ..! وقد يحصلون منهم على بعض الهِبات الصغيرة ، من حلويات وألعاب .. تطييباً لخواطرهم ، ومعالجة لنفوسهم المجروحة ، بخسارة فقيدهم ! فيصير المأتم ، لدى هؤلاء الأطفال والبله ، عيداً سعيداً ، مفعما بالفرح والسرور.. والمأكولات الشهيّة والهدايا !
*) وبعض الناس قد ينظر ببلاهة ، أو عدم اكتراث ، إلى الأمر، لأنه لايعنيه ، من قريب أو بعيد !
2) هو ذا حال سورية ، وطناً وشعباً :
- إن مصيبة الشعب السوري ، بهذا الحكم الشاذّ المدمّر ، يصعب تخيّلها ، أو تخيّل وقعِها، على نفوس العقلاء ، من أبناء هذا الشعب وقلوبهم ..! فلمْ تترك هذه الزمرة الحاكمة ، شيئاً في البلاد ، إلاّ استباحته ، من دماء بشرية ، وأموال ، وكرامات .. ومن ثروات وطنية ، ومن قيَم وطنية وإنسانية ! فلم يسلم من عبثها جيش ، ولا قضاء ، ولا تشريع ، ولا تربية ، ولا تعليم ، ولا ثقافة ، ولا تاريخ ! وأخيراً .. جاء دور العقيدة ، التي استبيحت جهاراً نهاراً ، من قبل المبشّرين الفرس ، بحماية رسمية صارمة ، من أجهزة الأمن ! إنها مأساة تقصم ظهور الجبال ! هكذا ينظر إليها عقلاء الشعب السوري ، الذي يعرفون معنى الوطن ، ومعنى الكرامة ، ومعنى استباحة الأوطان والشعوب ، من قبل عصابات الإجرام .. أياً كانت جنسياتها ، وأياً كان انتماؤها ، وأياً كانت شعاراتها !
- أمّا الصِبية والبله ، فينظرون إلى الأمر من زاوية ما يحصلون عليه ، من منافع هزيلة ، كالمال الحرام ، والمنصب الخادع الزائل ، و نحو ذلك ، ممّا يغرَى به ، ضعاف النفوس والعقول !
- أمّا الآخرون ، الذين لايعرفون ماذا يجري في سورية ، فينظرون إلى الأمر ببلاهة ، أو عدم اكتراث ..! وربما نظر بعضهم مستغرباً ، إلى مايحسّ به العقلاء السوريون ، من عظم المصيبة ، ووجّه إليهم اللوم ، لأنهم لم يحسنوا التعامل مع صنّاع الكارثة المستمرّة في بلادهم! بل ربّما وقف بعض هؤلاء البعيدين ، موقف الفيلسوف السياسي ، الذي يَسمع شعارات الزمرة الحاكمة ، ويعجب من موقف المعارضة ، التي لاتتجاوب مع هذه الشعارات ، ولا تصفّق لها! مع أنها آخر الشعارات التي تردّد في (ساحة النضال القومي.. بين المحيط والخليج !).
وحسبنا الله ونعم الوكيل !