الرئيسة \  دراسات  \  الله جل جلاله في الشعر الإسلامي المعاصر

الله جل جلاله في الشعر الإسلامي المعاصر

16.07.2015
الدكتورة زينب بيره جكلي




الله جل جلاله خالق كل شيء ، تسبح له السماوات السبع ومن فيهن، وإن من شيء إلا يسبح بحمده ، هو فالق الحب والنوى، يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ، قد جعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا، لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ، الرؤوف الودود الرحمن الرحيم ، الذي يتقبل التوبة عن عباده ولو بلغت ذنوبهم عنان السماء ، الشديد العقاب لمن طغى وتجبر ، وهتك وفجر، وقد شرَّع شريعة فيها الخير لمن التزمها، وفيها حدود عقابا لمن صدَّ عنها .
والشعراء الإسلاميون هم ناس رقت مشاعرهم، وانفعلت نفوسهم لعظيم خلق الله، وأحسوا بجلاله وكبريائه، فراحوا يناجونه مقرِّين بضعفهم أمام عظمته، وبحاجتهم لعَوْنه ، ومعترفين بسعة علمه، وبدت هذه المعاني السامية في قصائدهم، من ذلك قول الشاعرة أمينة المريني([1]) :
هو ذا الله معك     أينما كنت معك
يعلم الجهر وما     قد يناجي أضلعك
وخفاياك التي      لم تبارح مخدعك
إن تكن ذا قوة      هل تسوِّي أصبعك
وقد بدا تمجيد صفات المولى تعالى في هذا الشعر حبا له وإخلاصا وإحساسا بالقرب منه، وبموالاته،  والشعور بالعزة في الانتماء إليه، والسعادة في ظل مرضاته، كما بدا في التوبة والاستغفار، والإيمان بقدرة الله وبقدره ، وبالابتلاءات التي تحل بالفرد والأمة، وبعبوديته بأداء ما افترضه عليه .
أولا : تمجيد الله سبحانه بصفاته العُلى :
يقول الشاعر عبد الرحمن العبادي([2]) :
لك الجلال والكبرياء    والسنا والعلو والأسماء
ولك المجد إذ تعاليت عما      نسج المبطلون والأهواء([3])
إنه أدب إسلامي رقيق ترجم عن نفس مؤمنة أحبت الله وعظمته ، وترنمت بصفاته ، فهو سبحانه كما عبر الشاعر عادل حسن مكي إله منزه عن الشريك ، خالق ماجد مصوِّر، غني باق لايفنى :
سبحانه مِن إله لاشريك له     نعماؤه في البرايا جمة كثرُ
الخالق البارئ الحي المصور من     باتت تسبحه الأطيار والشجر
الماجد الواحد القهار ذو المنن ال   عظمى ومن لطفه في الناس منتشر ([4])
وهو تعالى يسمع ويرى زحف الظل وحديث النمل ، ويقلب القلوب حيث يشاء، يقول يوسف العظم وهو يناجيه و يذرف دموعه في دجى الليل راجيا رحمته :
أناجيك في ليلي وفي العين أدمع      ومالي إلا رحمة منك تشفع
أادعوك جهرا أم أناجيك خفية     وأنت لزحف الظل والنمل تسمع
فؤادي في كفَّيك ليس يناله    سواك فمن للقلب إلاك مرجع([5])
ويعترف عمر بهاء الدين الأميري برعاية المولى له طفلا وكهلا وشيخا هرما ، وهو يرجوه أن يسدد خطاه وخطا ذريته، وأن ييسر لهم تيسيرا :
إلهي أنت عافيتي وعَوْني     وصَوْني أنت تمكيني وأزري
فأنت برأتني وبدعت خلقي     وأنت حبَوْتني حسي وفكري
وأنت حفَفْتني طفلا وكهلا     وشيخا بالندى تابعت بري
فسدِّدني إلهي واصطنعني     لما يرضيك في سر وجهر
وأبنائي وأحفادي وزدنا     جَدا وندى ويسرا إثر يسر([6])
وتدعو الشاعرة ثريا العسيلي([7]) بارئها وهي تستشعر لطفه ورحمته ، راجية هداه :
إلهي إليك مددت اليدا     فكن لي بهذا الدجى مرشدا
فأنت الرؤوف وأنت المجير      وأنت اللطيف وأنت الهدى([8])
وهو الهادي إلى سواء السبيل بدينه القويم ، يقول د. عارف الشيخ ([9]):
نحمد الله أن سدد للحق خطانا
وإلى الإيمان والتوحيد والنور هدانا
وحبانا الدين لولاه لما كنا وكانا([10])
ويُحْسِن محمد علي حمودة([11]) ظنه ببارئه فهو المنعم المجير، ولئن ابتلاه المولى تعالى صبر، وإن أنعم عليه شكر ، يقول :
راش الزمانُ سهامه ورماني      وهوى علي بصارم وسنان
أحسنت ظني بالإله وعدله     فأقالني من فاقة وهوان    
وأجارني من ظلم من فقدوا الهدى    وتشدقوا بالبر والإحسان
وإذا ابتلاني في الحياة بشدة     عالجتها بالصبر والإيمان
ويحمد أحمد الشرقاوي إقبال([12]) ربه أيضا على نعمائه سرا وعلانية ويقول :
إلى من له الحمد أجزي الثنا       مسرّا به القولَ أو معلِنا
سبقتَ بآلائك الضافيات       فمنها الفُرادى ومنها الثُّنا([13])
ويحكي لنا محمد عبد الرحمن صان الدين([14]) قصة ملحد رآه في مقبرة نثرت فيها الرياح أعظم الموتى، وكان بعضهم من ذوي المناصب، فذرفت عينا الشاعر لهذا المشهد، وذكر الموت والبعث والحساب وما بعدهما من جنة أو نار، فسخر الملحد منه وقال إن كل شيء سيتلاشى ولن يعود، فنصحه الشاعر المؤمن، وذكره بمخلوقات الله وأنه يحيي الغصن اليابس وكذلك العظام الرميمة، فهداه الله سواء السبيل ، يقول في البدء على لسان الملحد :
في دياجي الموت يخفى ال     ناس في ليل طويل
مارأينا أنَّ ميتا     عاد من بعد الرحيل
فرد عليه الشاعر قائلا :
قلتُ ياهذا تأمل      ذلك الغصن الرطيب
كان من عهد قريب     يابسا يؤسي القلوبا
ليس فيه من حياة     لاترى إلا شحوبا
ماله قد عاد غضا    يرتدي ثوبا قشيبا
إن عَظْم المرء يحيا     قائما يوم الشهادة
فالذي سواه بَدءا     باختيار وإرادة   
في جمال واكتمال    ليس تُعييه الإعادة
فاهتدى الرجل كما ذكر الشاعر في قوله :
ثم حيا في خشوع    قائلا أين المصلى
ثانيا : حب الله سبحانه ومظاهر هذا الحب :
هام الشعراء الإسلاميون حبا لله سبحانه ، وتعلقت قلوبهم به وراحوا يتقربون إليه بهذا الحب النقي، يقول مخلص الحديثي([15]) في محبة ووجد للمولى تعالى : 
وما لي سوى حب الإله وسيلة     إذا ضمني قفر وأوحشني قبر
وإن يقيني للنجاة وسيلتي     على أن جهدي لايقوم به عذر
عشقت به الرحمن جل جلاله    حبيبا قريبا دونه السر والجهر
نحب به حتى كأن نفوسَنا     يقربها قربٌ ويهجُرها هجر
أحبك ياربي وحقك صادقا     وإنك ذو علم بما يكتم الصدر
أقصر في سعيي وأعثر تارة     وما مسني شرك وما نالني كفر
ويعبر أحمد محمد الصديق عن حبه لمولاه تعالى ذي الجمال المطلق الذي لايحدُّ، ويرى أن حبه تعالى هو الباقي وغيره لايوثق به، يقول :
أنا من معينك ياإلهي استقي     وأهيم حبا بالجمال المطلق
وأذيب فيك حشاشتي وصبابتي     شعرا يؤجج لوعتي وتحرقي
مولاي ذكرك في فؤادي نشوة     علوية فاضت كنهر مغدق
يصفو به عقلي وتصفو مهجتي     يانعم ذاك الطهر والورد النقي
 مِنَن تجود بها عليَّ كثيرة     وجزيل فضلك ياعظيم مطوقي
وحبل المودة فيك موثوق العُرى     لكن حبل سواك غير موثق([16])
ويحس الأميري بحب جارف لله سبحانه فيناديه بلهفة :
ياحبيبي أنا عبد     ياحبيبي أنت ربي
أنت في خفق جناني    وكياني ملءَ قلبي
فإذا جاوزت حدي     أفلا يشفع حبي([17])
ومن مظاهر هذا الحب الإيمانية إخلاص القلب لله تعالى، يقول الأميري مبينا أن على المرء أن ينفق عمره مخلصا لوجه الله سبحانه في عمله، وهويوفقه بذلك :
علمتني الحياة أن ابتغاء الله   -   فذا  في كل شأن وقصد
يبلِغُ المرءَ سؤله ومُناه      وسواه مهما ادعى ليس يجدي
كم طلبت العلا وأنفقت فيها     عنفوان الصبا وغاية جهدي
فاستحالت علي حتى طلبت الله   -   عبدا حرا وإذ هي عندي([18])
 وتعجب الشاعرة صفاء حسني ناعسة([19]) ممن لايتوجه بقلبه إلى مولاه وهو البارئ له، والهادي والرازق:
أنقصد غير خالقنا    ورازقنا وهادينا
فلا عشنا إذا أبدا      ولا كانت أمانينا
فإن الدين نفديه     ولا نبغي سوى الدينا
ومن المظاهر الإيمانية أيضا أن يجعل الشاعر شهادة الحق " لاإله إلا الله " محررة للإنسان من العبودية لغير الله، وقد نادى بها ربعي بن عامر حين قال لكسرى الفرس " جئنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد القهار " ويقول د. عثمان مكانسي في ذلك :
وشهادة الحق المبين شعارنا     والمسلمون بدونها أيتام
فيها التحرر من عبادة ظالم     يعتز فيها المؤمن المقدام([20])
ويوضح الشاعر إبراهيم عزت([21]) معنى ( الله أكبر ) فيقول :
الله اكبر باسم الله مجريها     الله أكبر بالتقوى سنرسيها
الله اكبر قولوها بلا وجل    وحققوا القلب من مغزى معانيها
بها ستعلو على أفق الزمان لنا     رايات عز نسينا كيف نفديها
الله أكبر ماأحلى النداء بها      كأنه الري في الأرواح يحييها
ومن المظاهر الإيمانية أيضا أن يحب المرء في الله ويكره في الله ، ويحس الشاعر د. محمد علي الرباوي([22]) أنه مقصر في حبه له سبحانه وتعالى لأنه لم يحب فيه ويكره فيه، فيقول معاتبا نفسه :
    كيف تناديه حبيبي
    كيف تناديه؟
    لو أنك حقا تهواه 
    كنت تعادي فيه
    وتوالي فيه
    كيف تناديه حبيبي ؟
    كيف تناديه ؟([23])
ومن هذه المظاهر الإحساس بالعزة في الانتماء إليه ، يقول الأميري :
باهى عبيد حطام بانتمائهم    إلى العظيم فلان وابتغوا جاها
والحر عبدك يارب العوالم لا    لاينتمي ، وبغير الله ماباهى([24])
ويكرر د.حسام النعيمي([25]) هذا المعنى فيقول :
ذلُّ النفوس لمن براها عزها    والذل في ذات الإله مليح
ياربِّ ذلتُنا لنورك رفعةٌ    فاصفح فإنك ياكريم صفوح
ومن علائم هذا الحب اتباع شرعه فإن المحب لمن يحب مطيع، يقول خالد البيطار([26]) :
النور في قلبي وفي عقلي فكيف أضيع دربي ؟
أم كيف أركن للضلال  وكيف أهتف أو ألبي
من أجل دنيا ؟ بئست الدنيا إذا أغضبت ربي
سأظل معتصما ومعتزا بربي وهو حسبي
ويحس أحمد محمد صديق بالسعادة في اتباع شرعه فيقول :
إن السبيل إلى السعادة بيّن     قد أوضحته شريعة غرّاء
هي للحياة نظامها،هي للنفو     س سلامها ، هي رفعة وضياء
في ظلها القدسي قامت دولة     مرهوبة دانت لها الأعداء
فلْيعلُ دستور السماء فإنما     هو منتهى مايبتغي العقلاء([27])
ومن المظاهر الإيمانية أيضا رجاء مغفرته والإحساس بالعجز أمام عظمته ، يقول الشاعر نبيل الزبير :
رباه جئتك تائبا ومنيبا    أرجو رضاك فقد هجرت ذنوبا
وإليك ياربي أفرُّ فما لنا     يارب غيرك إن أردت هروبا
أدعوك ياربي فأجب لي دعوتي     إن لم تجبني من يكون مجيبا([28])
وقد أحرق الشاعر محمود النجار([29]) شعره القديم الذي نظمه أيام جهله لئلا يبقى من ماضيه السيئ بقية تذكره بالضلال، وراح يقول :
يارب جئتك من همومي قد هربت
وتركت أوساخ الحياة بها كفرت
ورميت ماقد كنت قبلُ به شغلت
وحرقت أوراقي التي جهلا كتبت
مسترحما أرجو رضاك فقد ندمت
ويخاف د. محمد بن ظافر الشهري مما اقترفته يداه مما نسيه والله لاينساه ، وهو يرجو أن يصفح عنه:
     جاء بي حر ذنوبي
     ساقني يارب تأنيب ضميري
     ياإلهي
     أنا لاأعرف ماتعرف عني
     أنت أدرى
     غير أني
     بؤت يارب بما قد كان مني
     فاعف عني
     ولنفسي لاتكلني([30])
    ويستعيذ الأميري بالله من شر شيطانه الذي لايفتأ يكيد له فيقول :
ويل إبليس إذ  كاد يودي     بي لكن أخزاه ربي فأفلس
وإذا العبد لاذ بالله نجاه  -   فولى الشيطان عنه وأبلس([31])
وهذه امرأة سقطت ثم أحست بالوزر وعرفت أن السعادة في السير على الطريق المستقيم، فذرفت الدمع
غزيرا علَّ الله سبحانه يتوب عليها وينقذها من الشقاء الذي هي فيه، تقول لولوة الجاسم([32]) فيها :
أنا ياإلهي حائرة        في درب همي سائرة
أنا زهرة لعبت بها       ياصاح أيد فاجرة
لاتحسبَنْ أني بأج    نحة السعادة طائرة
سل كل من عرفتْ هوى  حتما تجدها خاسرة
إلا التي تابت إلى     رب الورى متحسرة
ترجو النجاة من اللظى   والعين تدمع ساهرة
ومن علائم حب المولى الإحساس بأن ماقدره سيكون مع الرضا به،وأن على المرء أن يسعى (وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى)، يقول الأميري :
أنت رب الخير رب الشر رب العالمين
أنت سويت نفوس الخلق .. خلقت الجنين
ووهبت العقل للناس ليهدي ويزين
ونداء الله يدعو بلسان المرسلين
لصراط مستقيم نير البون أمين
ولقد يصرف عنه شيطان لعين
فالذي يتبعه يرديه في زيغ أفين
ويحب الله أن نختار درب الراشدين
قدَر الله .. قضاء الله في الحق اليقين
فيحيق الشر عدلا بالعصاة القاسطين
وثواب الخير فضلا بالعباد المحسنين([33])
ولقد يصاب العبد بابتلاءات ما فيلجأ إلى المولى عله يفرج الكرب عنه ، يقول د. العشماوي :
أعوذ بنور وجهك ياإلهي     من البلوى ومن سوء المصير
إلهي ماسألت سواك عونا     فحسبي العون من رب قدير
إذا لم أستعن بك ياإلهي     فمن عوني سواك ومن مجيري([34])
وقد يكون الابتلاء بالرزق وهاهي لولوة الجاسم تدعو نفسها إلى الرضا بما قسم الله لها من رزق فهي نعمة منه تعالى :
ياقلب مالك تشتكي هما وغما     وتزيدك الأيام تخويفا وعتما
أوَلست تؤمن بالذي خلق الورى     ومقسما ارزاقهم كيفا وكما
واقنع بما يعطي الإله فإنه     رغم الذنوب يزيدنا فضلا ونعمى([35])
والغربة قدر وابتلاء ابتلاه الله عباده، يقول د. بهجت الحديثي([36]) :
لاتجزعي يانفس إن حياتنا     قدَر على قدر بنا يتكفل
إن الفراق على العباد مقدر     والرزق من فوق السما يتنزل
فلترض بالمقسوم والأمر الذي     من ربنا فهو الكفيل الأكفل([37])
ثالثا :إكرام كلام المولى تعالى القرآن الكريم :
القرآن الكريم حبيب القلوب وروحها ، به تتنسم نفحات الإيمان ،وتترنم بأعذب الألحان، وتستضيء بأنواره الساطعات ، وهو الكتاب المبشر والمنذر ، والدستور المبين، هدى ورحمة وموعظة للمتقين ، نتعبد بتلاوته وحفظ آياته الكريمات آناء الليل وأطراف النهار ، من حكَم به أفلح ، ومن أعرض عنه هوى في الجحيم وبئس المصير ، يقول أحمد بشار بركات([38]) فيه :
نورَ الإله نزلت حقا خالصا     تنجي وتنقذ من عذاب حريق
لله كم أحييت ! كم أنقذت مَن    قد كان قبل كميت وغريق([39])
وقد أنزله المولى تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم لينذر به الثقلين ، يقول د. أكرم قنبس([40]) :
أوحى به الله للأمي معجزة     جاءت لتنذر فيه الإنس والجانا
لاريب في أمره إلا لمن كفروا     فيه وكانوا مع الشيطان إخوانا
وتحدى المولى تعالى العرب الفصحاء بل البشرية جمعاء أن يأتوا بمثله حينما ادعوا أنه كلام البشر، فعجزوا ولا يزالون عن أن يأتوا بمثل آياته فصاحة وتشريعا ، يقول د.صابر عبد الدايم([41]) :
في كل عصر أعجز الخلق سرُّه     له تخضع الألباب عن كل إذعان
فما قدرت يوما على سبر غوره     وما أدركت يوما له أي عنوان
قديما رأى الأعراب فيه فصاحة     وما أدرك الفصحى به نظم سحبان
له لم تزل في كل قلب مهابة    له نبضات القلب أنغام تبيان([42])
ويطرب أحمد محمد الصديق عند سماع آياته الكريمات المعجزات بلاغة وإحكاما،يقول في إعجاب وانتشاء:
أي نجوى معسولة الألحان    ألهبت خاطري وهزت كياني
تلك آي الكتاب تنساب نورا     في حنايا الضلوع والوجدان
قمة فوق مايبلغ الفك      ر  وفوق التصور الإنساني
معجز أذهل العباقرة الأف     ذاذ من كل ملة أو لسان
أحكم الله نسجه فتسامى     شامخا في كماله الرباني([43])
وتشتاق الشاعرة بشرى عبد الله لتلاوته وتعجب ممن يغفل عنه، تقول :
عجبا للُب تاه عن تعظيمه     الله أكبر لاإله سواه
قرآننا تهفو النفوس لأجله    شوقا ويسري في الفؤاد شذاه
سبحان ربي كيف يغفل راغب    عن فيض قرآن به تقواه([44])
وما جاء فيه من غيبيات عن الأنبياء والأمم البائدة وعما بعد الموت يثبت إعجازه أيضا ، وقد حفظه المولى
فلا تناله أيدي الملحدين ،وهو يهدي العالمين إلى سواء السبيل يقول خالد محمد سليم([45]) في ذلك :
ضياء قد أهل من السماء    يغيث الأرض من ليل الشقاء
أتى بالغيب يبسطه كأنا     شهدنا الغيب فيه بعين راء
ويحكي قصة للخلق كانت    وقبل وجودنا طي الخفاء
وعن أمم الأحقاب عاشت     ومن قد أرسلوا من أنبياء
وما سيكون بعد الموت فينا     ورحلة بعثنا بعد الفناء
كلام الله ... من يرقى لربي     يكلمه ويسمع في جلاء
أحاط به إله العرش حفظا     ومن ذا مثل ربي في الوفاء
ينادينا غنيا عن هدانا     وعن طاعاتنا كل الغناء
ترى ماذا نجيب إذا رددنا     إلى الديان في يوم الجزاء([46])
وهو يضرب الأمثال للاتعاظ يقول محمد جميل العقاد([47]) في ذلك :
تضرب الأمثال  ضربا معجزا     يكشف الريبة عن وجه اليقين
فترى الدنيا متاعا هينا     ينقضي في مثل عمر الياسمين
لك في القصة منه عجب      يبرز الغائب في شكل الرهين
فنرى آدم في جنته    خارجا يلعن إبليس اللعين
ونرى فرعون في طغيانه     ونرى موسى وسخر الساخرين
وأحكام القرآن الكريم جاءت للدين والدنيا فلا فصل بينهما،وهي صالحة لكل زمان ومكان مهما تقادمت العصور يقول أحمد محمد صديق :
هو للدين مثلما هو للدن    يا منار الهدى وظل الأماني
هو في جِدة على الدهر لاتب      لى شفاء القلوب والأذهان
فيه حل لكل مايشغل الدنيا     سواء وفيه فصل بيان
وهو في ذروة الحياة ينادي    فأصيخي قوافل الركبان
أيها الحائرون في مفرق الدر     هلموا هذا سبيل الأمان([48])
وصلاحه لكل زمان ومكان جعله كما أراد المولى دستور المسلمين الذي يجب أن يسيروا عليه حتى يفوزوا في حياتهم ويعيدوا حضارتهم، يقول الأميري  في ذلك :
وأعد لأمة أحمد أيامها     ياجاعلا إسلامها دستورها
قرآنها المهجور ضع من قلبها    أقفاله عنه ليشرح صدرها
ويكون بعد تدبر نبراسها    ليعيد سيرتها ويعلي قدرها
فتسود ثم ترود وهي رحيمة     إيمانها الواعي يسدد سيرها
تبني حضارتها تشع عطاءها      للناس كل الناس تمنح خيرها([49])
وقد شقي الناس بالأنظمة الغربية، ومع ذلك أحزنهم نهضة الصحوة الإسلامية التي تتمسك بكتاب الله
سبحانه ولا ترى لها بديلا عنه، يقول محمد المنتصر الريسوني([50]) بمناسبة أسبوع القرآن الكريم في 1399ه
شقي الورى بمناهج الغرب الحقو     د فشاقهم صبح ترنُّ مزاهره
تلك الطلائع أعلنت أن الولا      ء لربها فيعز من هو شاكره
تلك الطلائع لاتبايع حاكما     يسلو الكتاب يخزنه ويكابره
تلك الطلائع مالها إلا الكتا    ب منارة تملي العهود أوامره([51])
وحرر القرآن الكريم العقول، ورسم للناس طريق الإصلاح والجهاد، وطريق الرقي والعمران ، يقول أحمد محمد الصديق :
تلك آي الكتاب تنساب نورا    في حنايا الضلوع والوجدان
حررتنا من القيود وخطت     للبرايا دستورها الرباني
هل تأملت منهج الوحي فازدد    ت يقينا وخضت بحر المعاني
وترسَّمتَها جهادا وإصلاحا     وعدلا في السر والإعلان
وترفعت بالهداية عن رج    س الدنايا وفزت بالرضوان   
كيف نهوي إلى الحضيض وشرع الله  -   أصل الرقي والعمران
يغرف العالمون من بحره الثرّ  -    فيربو على مرور الزمان
كم دعانا إلى التأمل في الكو     ن  وجني العلوم والعرفان([52])
والأمة أصابها الذل والهوان بعد تخليها عنه ،وحلت بها المصائب فشُتِّت أبناؤها، واستُعمِرت أراضيها بعدما كانت رائدة العالم، يقول محمد ضياء الدين الصابوني([53])
ولما هجرناه تشتت شملنا     وعُدنا بخزي وانقسام وذلة
ومزقنا الأعداء كل ممزق   وقد أفقدونا كل عز وهيبة
وكانت ملوك الأرض ترهب بأسنا    وقد عرفت منا مضاء العزيمة
ولما تغيرنا تغير عزنا    وصرنا إلى ذل وزَيغ وفتنة([54])
ويعظم المسلم القرآن الكريم ويستفتح به حفلاته لأنه يدرك أنه نور وبركة وهدى للدهور، يقول الأميري :
لم لانستفتح الأحفال بالذكر الحكيم     أيها الأحباب والقرآن خير لايحور
بركات الله والتاريخ والمجد العظيم    والحجا والنور الحافز للسعي الغيور
نحن عصريون والقرآن تنزيل قديم !!..    أيها الأحباب كلا،إنه هدي الدهور([55])
ولا ننسى دعوة القرآن الكريم إلى الخلق الرفيع ولذلك قالت الشاعرة بشرى عبد الله :
قد نزل القرآن وحيا داعيا    لمكارم الأخلاق فيه رضاه
وتراه يدعو للفضائل  إنه      دستور إسلام لنا أجراه
قرآننا يسمو وتسمو نفوسنا    بتذوق وقراءة لهداه([56])
وقد نزل القرآن الكريم باللغة العربية لجمالها فحفظت به كما يقول د. وليد قصاب
الله عظمها فصاغت وحيه     بالمعجزات وبالسنا الوضاء
نزل الكتاب بها فصارت وحدها     قدسية القسمات والأسماء
صاغته فكرا معجزا متألقا    خرت لديه أكابر الفصحاء([57])
 
ويدعو محمود مفلح([58]) أبناء المسلمين إلى تعلم القرآن الكريم في نشيد له يترنمون به فيقول :
لاتهجر أبدا قرآنك     تطرد ياولدي شيطانك
واجعله دوما بستانك     واقطف من هذا البستانْ
غرد ياولدي حسان
اتل المصحف فجرا عصرا     تعشق روحك ذاك السحرا
تلق الخير وتلق الأجرا    وتحرِّر فيه الإنسانْ
غرد ياولدي حسان([59])
 
رابعا : مظاهر تعبدية :
تحدث الشعراء الإسلاميون عن  مظاهر تنم على حب المولى تعالى كعبادته بأداء فرائضه وغيرها، ولعل أهمها :
- الصلاة فهي الركن الثاني في الإسلام بعد شهادة أن لاإله إلا الله ، وهي عماد الدين، ولا يكاد يمر وقت في العالم الإسلامي لايرتفع فيه نداء الله أكبرطالبا من المسلمين أداء هذه الشعيرة، أو يرى فيه مسلم يتبتل إلى الله تبتيلا، يقول أحمد راتب حموش([60]) :
في موسم الطاعات يصفو المنهل     ويغص بالناس الظماء ويجمل
يتطهرون بصالح من سعيهم     برياض خير يزدهي لايذبل
ويعانقون الفجر في أسحارهم     فتظل أنفسهم به تتغزل
وإذا الأذان علا سبا أرواحهم     نغمٌ حبيب يشتهى فيُقَبَّل
وهذه العبادة دائمة لاتنقطع والأذان قبلها دائم كذلك، يقول عبد الوهاب عزام([61]) :
يدوي على الدهر صوت الأذان     فلا ينقضي ساعة واحدة   
إذا بلدة أمسكت صوتها      تنادي التي بعدها جاهدة
تهز السماوات أنغامه      وتلفى الجبال له راعدة
وهذا الأذان ليس دعوة للصلاة فحسب وإنما هو دعوة للتحرر من الدنيا والإقبال على الله ، يقول محمد عياش الكبيسي([62]) :
قم يابلال وأعلنها مدويّة     الله أكبر في أرجاء دنيانا
الله أكبر فلتُحنَ الجباهُ له       ولتستكين له ذلا وإذعانا
الله أكبر لاعزّى ولا هبل     الكل هانوا وصوت الحق ماهانا
فنحن لانبتغي جاها ومنزلة    قد خاب من يبتغي بالدين أثمانا
ويحس الأميري بنشوة الصلاة في المسجد الحرام حتى كأنه غدا من نور فيقول في إحساس بأثرها عليه :
وقفت أصلي أمام المقام     وفي مقلتيَّ السنا والسناء
وللبيت ملء جناني جلال     ونشوة وَجْد ووجد انتشاء
وأنسيت نفسي وغاب زماني      وغاب مكاني وغاب الثِّواء
أراني كأني من النور خلق    جديد ولست بطين وماء
وراجعْت ماكان من غابري    ومن حاضري فاعتراني حياء([63])
وينصح كاظم حبيب([64]) بأن يصلي المرء قيام الليل ليناجي به ربه، يقول :
وركضا إلى الله قبل الفوات    سراعا فقد آن أن ترجعي
وقومي وصلّي صلاة القيام    لرب الخلائق واستشفعي
وناجي كريما كثير العطاء      غفورا رحيما ولا تفزعي
ونوحي نُواح الفقير إليه   وما لي سوى الله من مفزع([65])
ويندد الشاعر الإسلامي بمن يؤدي حركات الصلاة دون أن يفقه مغزاها ، يقول ذو النون الأطرقجي([66]):
نقرتُهُنَّ ، هل أنا نقّارُ     لاهُمَّ غفرانك ياغفار
نقرتهن حلكا وصبحا    أطلب منك في السجود فتحا
ولا تدعني في الصلاة صخرة     تهوي بلا معنى بقعر حفرة
وينظر د. عثمان مكانسي إلى الصلاة من منظار اجتماعي فإذا هي شعار المتقين، كما أنها تساوي بين المسلمين يقول :
جعل الصلاة علامة للمهتدي     قد أفلح المتبتِّل القوام
وبها المساواة الحقيقة يلتقي      في ظلها المحكوم والحكام([67])
وفي المساجد تزكية للنفوس ، يقول مخلص الحديثي :
وكَفٌّ تُشِيْدُ البر لله خالصا     مساجد يزكو بين أركانها الأجر
إذا افترشت غر الجباه أديمها     سرت في رحاب الكون أنفاسها الغر
وإن أمَّن الداعون خلف إمامهم      تراءت برغم الجدب أحلامنا الخضر([68])
وفي هذا المقام يذكر المسلم المسجد الأقصى أولى القبلتين ومعراج الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويدعو يوسف العظم في هذا السياق المسلمين إلى العودة إلى كتاب الله لينصرهم الله على الصهاينة المحتلين ، يقول :
لقد ذكرت لدى الأقصى تهجدنا     وليلة القدر نحييها فتحيينا
وقبلة المصطفى الأولى وصخرته    وومضة النور في دنيا أمانينا
قد أقسم الله بالزيتون تكرمة    فاحتل منا العدا الزيتون والتينا
متى نعود إلى القرآن رائدنا     ليُخرج الظلمُ والعدوان من سينا([69])
- وعبادة الزكاة تزكي النفس وتعين الفقير وتؤلف بين المسلمين، يقول محمد جميل العقاد :
مدُّوا الفقير فهذه أيامه     يجتاز فيها كل أمر صعب
أدوا الزكاة فهذه حق له     فبدفعها يقوى رباط الحب([70])
-كما أن الفقير ينعم في شهر رمضان فتكون هذه العبادة رحمة له أيضا فضلا عن أنها صحة للمسلمين ووقاية لهم من الشرور والآثام، يقول الشاعر نفسه في ذلك :
إن الصيام وقاية     للنفس من وخز السهام
بل جُنَّةٌ ياقومنا     للعبد في يوم الزحام
شعر الغني بصومه      بعذاب من فقدوا الطعام
فحنا عليه تعطُّفا      وبعطفه نشر السلام
وغدا الفقير منعما     فيما يجود به الكرام
ثق للصيام روابط     لولاه باتت بانفصام([71])
     وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وفيه نزل خير كتاب العالمين، وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر ، يقول د. عثمان مكانسي في ذلك :
رمضان هلَّ بوافر الخيرات     يهدي لنا الآمال والبركات
برضا الإله إلى الجنان مآلنا    ياسعد من يسعى إلى الجنات
فيك الكتاب تنزَّلت أنواره       هديا يضيء بمحكم الآيات
ياليلة القدر الجميل بهاؤها      فيك الرضا الموسوم بالخيرات
خير من الألف الشهور تنزَّل ال     روح الملاك بأعذب الكلمات
في عَشْرِهِ الأولى مكارم رحمة     يتلوه غفران مع الحسنات
ثم المتاب به انعتاق رقابنا    من لفح نار لاهب الجمرات([72]
وهو في نظر د. أحمد حسبو خضر([73]) عرس في المساجد بالتراويح والقيام ، وعرس للفقير ، وكذلك للصغار والكبار، يقول :
أقام على الأرض أعراسه     وألبسها حُلَّة من ضياء
فعرس المساجد تلك الجموع     أهلَّت تواصل بعد الجفاء
وعرس الفقير ففيه يؤمل  -   ماليس يعهده من عطاء
ذكرت الصغار إذا أسرعوا     قبيل الغروب بساح النداء
وجاء مؤذننا خاشعا     وأرسل صوتا يجوب الفضاء
هنالك تغمرنا نشوة    كأنَّا بحق لمسنا السماء([74])
   
ويحذر الشاعر أحمد مظهر العظمة([75]) من أن يكون الصيام جوعا لاأثر فيه على الفرد والمجتمع، فيقول :
لا الصوم صوم ولا الإيمان إيمان     أتت على الصوم والإيمان أزمان
كانوا يصومون فالأخلاق سامية     ويفطُرون فأجر الله غفران
والصوم طِبٌّ وأخلاق ورابطة     وتقى ودين وترويضٌ وإحسان
لكنه اليوم أضحى وهو مخمصة     على الفساد فما للحزم سلطان
وربط بعض الشعراء الإسلاميين بين رمضان وواقع الأمة المعاصر، يقول رافع سليم الحديثي([76]) :
رمضان هل أشجاك ماأشجاني ؟     رمضان هل أضناك ما أضناني ؟
ظلم وسحت وامتهان كرامة     وتفاخر بالكفر والعصيان
رمضان ياشهر الجهاد ألم تعد      بدر وحطين بوصف ثان
فتدك فيها للطغاة معاقل     وتحطم الأوثان بالأوثان
وتموت صهيون ولا مبكى لها     ويلفُّ ثوب الخزي كل جبان
ويقارن أحمد حسبو بهذه المناسبة بين الماضي المجيد والحاضر المؤلم فيقول :
أتى رمضان فياأمتي     سليه عن الأمس دون استياء
فأبصرت في وجهه مسحة     من الحزن ممزوجة بالحياء
وقال سلاما على أمة     على أرضها درج الأنبياء
وعهدي إذا جاءها معتَدٍ      رأيت بنيها له الأكفياء
لها المجد يشرع أبوابه     ويرفع فوق رباها اللواء([77])
ويحزن المسلمون لفراق هذا الشهر الكريم، فيقول علي أحمد باكثير([78]) :
لهفي على شهر الصيام    ولى ولم نوف الذمام
ياليت شعري هل حططنا     فيه أثقال الذنوب
أم هل جلونا بالتقى     صدأ الفساد من القلوب
ماكان أقصرها وأط       يبها ليال كالشباب
طوبى لعبد فاز فيها     بالدعاء المستجاب([79])
وأحب أن أنوه أخيرا إلى أن الشعراء الإسلاميين نأوا عن وصف الشهر وأطعمته وهلاله مما فعله الشعراء القدامى لأن همُّ الذات وتقواها وهمُّ الأمة كانا يشغلان تفكيرهم وعواطفهم .
    - أما الحج وهو الركن الخامس في الإسلام فقد كان له نصيب وافر في الشعر الإسلامي المعاصر على المستوى الفردي والجماعي،فالشاعر د. حسن الأمراني([80]) يشتاق إلى زيارة الكعبة الشريفة ويذرف الدمع غزيرا حينما يحل موسم الحج، ويرسل سلامه إلى الحبيب المصطفى مع زائريه ويقول :
هل يسعف الروح ما يوحي به الأمل     أم يدرك النفس دون المبتغى الأجل
ياصاحبي ودموع العين تسبقني     وليس عن زورة المحبوب لي شغل
إذا نسيم من البيت العتيق سرى     أرسلت دمعا فلا كبر ولا خجل
ياحادي الروح خذني نحو خيمتهم     فالقلب في حضرة المحبوب معتقل
خذني إليهم فما أبغي بهم بدلا      وكيف ينهض عمن شاقني بدل
 والشاعر د. فاضل السامرائي يرجو المثوبة من ذهابه إليه فيقول :
أتيت إلى الرحمن أطلب عفوه      وقائمة الأوزار ملأى كما هيا
فيارب لاتطرد ذليلا مضيفا       هوى مستجيرا عند بيتك جاثيا
يلوذ برب البيت والركن خائفا     ويمسح مسكوبا على الخد جاريا
يمد يديه نحو بابك سيدي     أيرجع صفرا من جميلك خاليا([81])
     وكان الشاعر المغربي محمد علي الرباوي قد مرض مرضا أقعده عن السير كما يبدو من قصيدته، فلما عافاه الله احتاج إلى عكاز ، فنوى الحج وسار في طريقه مستهلا بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم :
     اللهم اجعل في قلبي نورا
     في سمعي نورا
     في بصري نورا
     واجعل في نفسي نورا
     لبيك أنت حبيبي
     لك الحمد
     قولك حق
     ولقاؤك حق
     والجنة حق
     ... فاغفر لي ماقدمت
     وما أخرت
     وما أسررت
     وما أعلنت
    واعف حبيبي وتكرم إنك أنت الأعظم
     والأرحم ... والأكرم([82])
ويسمي مئزر الإحرام إكليل العشق، ويشبه نفسه أمام الكعبة المشرفة بفراشة تطير في الصحراء ، ثم يذهب إلى عرفات، ويعود إلى زمزم ليغسل حوبته ويقول :
واغسل يامولاي خطاياي
بزمزم قبل غروب الشمس
ثم يخاطب الكعبة المشرفة فيقول:
أنا جئتكِ أشعث
من كل فجاج حياتي
أرجو تقبيل محياكِ الفاتن
إذ يقطر مسكا
ويصف بعض الشعراء مناسك الحج في حب ولهفة، يقول عبد الهادي الغواص([83]) في هذا :
ضج الحجيج مهلِّلا ومكبِّرا     لشعائر الله الكريم معظِّما
كم كان مشتاقا منازل مكة     لينال بالحج المنى والمغنما
وهي التي شد الرحال لحجها    فرض تفدى بالنفوس وبالدما
ويقبِّل الشاعر الأميري الحجر الأسود وهو سعيد أيما سعادة لأنه يقتدي بما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم :
الحجر الأسود قبَّلته     بشفتَي قلبي وكُلِّي وَلَه
لا لاعتقادي أنه نافع     بل لهيامي بالذي قبَّله
محمد أطهر أنفاسه     كانت على صفحته مرسلة([84])
ويذكر أحمد البيانوني([85]) عرفات والعيد ومِنى ورمي الجمرات في سعادة غامرة فيقول :
ياحبذا يوم أغرُّ قضيته     متجردا لله في عرفات
والعيد في وادي مِنى لاتنقضي     ذكراه بين الخِيف والجمرات
أيام أنس في الحجاز تمر بي     مرّا كريما والزمان مُوات
 مابين مكة والمدينة رحله     من جنة أسعى إلى جنات
وفي عرفات يتجرد الناس لله فلا فرق بين غنيهم وفقيرهم ، وهتاف الجميع واحد ( لبيك اللهم لبيك ) ، يقول مصطفى عكرمة([86]) :
يامن لك الروح قبل الجسم ترتحل     يامنبع النور إلا أنه جبل
تهفو إليك قلوب أنت رحمتها     وأنت فيها الهوى القدسي والأمل
من كل فج إليك الناس ترتحل     وتسأل الله ماترجو وتبتهل
مافرق اللون فيما بينهم أبدا     ولا الزمان ولا من أين قد رحلوا
هتافهم واحد لبيك خالقنا    يامن عليك جميع الخلق تتكل
لبيك وحدك ياذا العرش لاولد    ولاشريك ولازوج ولا مثَل
وموسم الحج يتداول فيه المسلمون الآراء حول ماينفعهم فكأنه مؤتمر عام للمسلمين ، يقول العقاد :
واذكر حجيجا ببيت الله قد وقفوا     يرجون رحمته بالسر والعلن
ترى أميرهم يسوس أمرهم    منزها عن صفات العجب والكبر
هذا هو الحج لااسم وجعجعة    بل فيه مؤتمر يهدي إلى البر
تحيا به أمم قد غللت يدها     مظالم نسجت بالعسف والجور([87])
وقد يربط الشاعر الإسلامي بين الحج وواقع المسلمين ، فميمون الكبيسي([88]) يشكو إلى بارئه ماحل بالمسلمين من ضعف وتمزيق فيقول :
يامعين الضعفاء أنت لي كل رجائي
كيف والآفات حاقت ببلاد الأنبياء
غير ذل وهوان وانقطاع للرجاء
مزقتنا لدويلات رؤوس الأوصياء
فإذا الوحدة قد أضحت هباء في هباء
ولما رأى يوسف العظم جموع الحجيج عند رمي الجمرات تمنى لو كانت هذه لإعلاء دين الله في أرضه :
لو تداعى قومي لساح جهاد     مثلما أقبلوا لرمي الجِمار
لهزمنا العدو في كل أرض     ودحرنا جحافل الكفار
ولبات الأقصى عزيزا يباهي    هامة النجم أو عروس النهار([89])
- وهناك مواسم عبادة لله تعالى غير الأركان الرئيسة الخمسة، وهي تذكِّر المسلم بربه وتؤلف بين المسلمين، ومنها الأعياد ، فهي فرحة بانتهاج سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي صلة للرحم، ورحمة وتوسعة على الفقراء، يقول أحمد محمد الصديق في عيد الأضحى المبارك :
ضحيتُ بالشاة وسال الدم    وطاب منها اللحم والأعظم
سنة إبراهيم قد سنها     من بعده نبينا الأعظم
للجار منها قسمة والذي     قد مسَّه الحرمان والمعدَم
فداء إسماعيل كانت وما    زالت لأسمى غاية تلهم
ماأعظم السرَّ الذي ينطوي      عليه هذا الرمز والمَعلَم([90])
ويحكي المسلمون بهذه المناسبة واقعهم الأليم ، ويدعو العقاد إلى أن يضحي المسلمون باليهود لتطهير البلاد من رجسهم كما يطهر المذنب بها من آثامه ، يقول :
عيدنا في الحج عيد أكبر     فانحروا الأعداء فيه كبّروا
طهروا قدسكم من رجسهم     فاليهود سرطان أكبر
وانحروا عمالهم في أرضنا     فالصهايين وباء أصفر([91])
وحين ينظر يوسف العظم إلى الديار المسلوبة في العيد تغدو الفرحة حسرة لأن الفرحة لاتتم إلا بالعودة إلى الأرض السليبة ، يقول :
أقبل العيد ورفت ذكريات      وتلظى في الحنايا أمنيات
أين حيفا ؟ أين يافا؟ ولَكَم      في رُبى الكرمل تحلو السهرات
عيدنا " عَود " كريم ظافر     وبغير " العَود " لاطابت حياة([92])
ويصف الشاعر صالح علي العمري([93]) يتيما قتل الصهاينة أباه فغدت بهجة العيد لديه ترحا ، يقول :
بأي وجه أتيت اليوم ياعيدي     وكسوتي فيك أحزاني وتنكيدي
ياعيد لم تدر ماأبعاد محنتنا     حتى تزينتَ في أيامنا السود
ياعيد ماذا أثرت اليوم من شجن     على فؤاد من الآلام مكبود
أما أبي فظلام القبر يحضنه     قد مات من أجلنا موت الصناديد
قد كان لي منه قبلات وجائزة    ودعوة في صباح العيد ياعيدي
واليوم أبكي ، أبكي ياعيد في لهف    فهل علمت بمفقود كمفقود
وهكذا عبر الشعراء الإسلاميون عن حبهم للمولى تعالى من خلال مناجاته واستغفاره، وكان تمسكهم بالقرآن الكريم وبالعبادات أحد هذه المظاهر الجليلة .
 
[1] - أمينة المريني شاعرة من المغرب في فاس ولدت 1955م وهي عضو في رابطة الأدب الإسلامي العالمية ، لها ديوان صدر 1997م : شاعرات معاصرات / 35 ، والشعر في نفسه / 39
[2] - عبد الرحمن العبادي شاعر من دبي بالإمارات ، شعره متناثر في الصحف والمجلات : معجم الأدباء الإسلاميين 3/ 1359
[3] - مجلة الأسرة اختيار الأسرة المتميزة،ع46 محرم 1418هـ يونيو حزيران1997م، د . عبد الرحمن العبادي/38
[4] - مجلة الأدب الإسلامي ع55 جمادى الآخرة –شعبان 1428هـ،عادل حسن مكي، ياخالق الكون خذ بيدي/16
[5] - في رحاب الأقصى/ 177
[6] - سبحات ونفحات / 43
[7] -ثريا العسيلي شاعرة مصرية ولدت 1938ملها مؤلفات وديوان ألحان الطفولة : معجم الأدباء الإسلاميين2/833
[8] -  نفسه 2 / 835
[9] - د. عارف الشيخ عبد الله الحسن شاعر من دبي بالإمارات ولد 1952م له دواوين كثيرة منها شذرات، وهمس القريض، ونداء الوجدان، ونداء الإسلام : معجم الأدباء الإسلاميين 2/ 633
[10] - أناشيد الدعوة الإسلامية 2 / 60
[11] - محمد علي حسني حمودة شاعر فلسطين ولد 1928م، له ديوان طريق النصر ومجموعة أناشيد مدرسية : معجم الأدباء الإسلاميين 3/ 1195 ، والشعر في نفسه / 1197
[12] - أحمد بن العباس الشرقاوي إقبال شاعر من مراكش بالمغرب ولد 1937 له مؤلفات منها شاعر الحمراء في الغربال ومعجم المعاجم العربية : مجلة المشكاة ع52 1430هـ2009م بعنوان أحمد الشرقاوي إقبال / 113
[13] - نفسه / 144
[14] - محمد عبد الرحمن صان الدين شاعر من مصر ولد 1923م: شعراء الدعوة الإسلامية 10/ 91والشعر 102
[15] ) مخلص عبد اللطيف الحديثي شاعر من الحديثة بالعراق ولد 1941م له ديوان عاشق من العراق : القصيدة الإسلامية / 377 ، والشعر / 382
[16] -  رائق الشهد / 72
[17] - قلب ورب / 277
[18] - قلب ورب  / 35
[19] - صفاء حسني ناعسة شاعرة من حلب بسوريا،ولدت 1980، وحافظة وحاصلة على إجازات كثيرة في القرآن الكريم، وهي ابنة المؤلفة، لها كتاب بدر الدين حامد حياته وشعره ( رسالة ماجستير ). والأبيات من رسالة لها .
[20] - نبضات قلب / 50
[21] - إبراهيم عزت محمد سليمان شاعر من مصر ( 1939-1983م) له ديوان بعنوان الله اكبر : معجم الأدباء الإسلاميين 1/42 ، والشعر في / 43
[22] - د. محمد علي الرباوي شاعر من المغرب ولد 1949 له دواوين كثيرة منها أول الغيث ودم كذب والأعشاب البرية : معجم الأدباء الإسلاميين 3/ 1198
[23] - من ديوانه كتاب الشدة / 6
[24] -  ديوان إشراق / 161
[25] - د. حسام بن سعيد النعيمي شاعر من بغداد بالعراق ولد 1939م له كتب عديدة منها من أسرار البيان القرآني : القصيدة الإسلامية / 137 ، والشعر 145
[26] - خالد كامل البيطار شاعر من حمص ولد 1942م له ديوان أجل سيأتي الربيع ، واشواق وأحلام : معجم الأدباء الإسلاميين 1/ 400 ، والشعر 401
[27] - قادمون مع الفجر / 25
[28] - مجلة الأدب الإسلامي م15 ع60 س1429هـ 2008م ، مناجاة نبيل الزبير  ( يمني )/90
[29] - محمود النجار بن علي خميس النجار شاعر من غزة بفلسطين ولد 1958م له ديوان حروف من رصاص وبراعم الإيمان للأطفال : معجم الأدباء الإسلاميين 3/ 1326 ، والشعر في نفسه 
[30] - مجلة الإصلاح ع 286 في 28/4/1994م ، محمد بن ظافر الشهري ( سعودي ) /43
[31] - قلب ورب / 190
[32] - لولوة الجاسم شاعرة من دبي بالإمارات حازت على جائزة المرأة الإماراتية،  لها ديوان تؤرقني الهموم وفيه سيرتها الذاتية ، والشعر فيه / 11 
[33] - أذان القرآن / 125، ومثله في : مع الله / 186
[34] - نقوش على واجهة القرن الخامس عشر / 26
[35] - تؤرقني الهموم / 121
[36] - د. بهجت الحديثي شاعر من الحديثة بالعراق ولد 1943 له ديوان النبويات والغريب وتراتيل في محراب الوطن : معجم الأدباء الإسلاميين 1/ 234
[37] - ديوان الغريب / 108
[38] - أحمد بشار بركات شاعر من حماة بسوريا له ديوان صهيل الشوق ( شبكة المعلوماتية )
[39] - مجلة الأدب الإسلامي م5 ع17، أحمد بشار بركات ، القرآن الكريم / 19
[40] - د. أكرم جميل قنبس شاعر من درعا بسوريا له ديوان أبابيل الأقصى، نداء الضاد، رسول التوحيد وفيه ترجمته /88 ، والشعر في / 48
[41] - د. صابر عبد الدايم يونس شاعر من الزقازيق بمصر ولد 1948م، له مؤلفات ودواوين :من الشعر الإسلامي الحديث / 319
[42] -مجلة الأدب الإسلامي م5 ع20 1419هـ، د. صابر عبد الدايم ، القرآن الكريم / 26
[43] - قادمون مع الفجر / 7
[44] - مرافئ / 89
[45] - خالد محمد سليم شاعر مصري ( 1939-2007م) له ديوان قيثارة من شاطئ النسيان ، قبل الرحيل، قطوف دانية : معجم الأدباء الإسلاميين 1/ 416
[46] - مجلة الأدب الإسلامي ع 68 شوال –ذي الحجة 1431هـ ، ت1-ك1 2010م، خالد محمد سليم ، القرآن الكريم معجزة الله الكبرى /
[47] - محمد جميل العقاد شاعر من حلب بسوريا ( 1896-1968م) جمع شعره بعد وفاته في ديوان باسم ديوان الشيخ العلامة محمد جميل العقاد وفيه ترجمة حياته /19 ، والشعر في / 409
[48] - قادمون مع الفجر / 8
[49] - أذان القرآن / 144
[50] - محمد المنتصر بن أحمد الريسوني( 1941-2000م) شاعر من تطوان بالمغرب له ديوان على درب الله، أفغانستان أعراس الدم في معارك الفتح، وله مسرحية شعرية : معجم الأدباء الإسلاميين 3/ 1262
[51] - من الشعر الإسلامي الحديث / 191
[52] -قادمون مع الفجر / 7
[53] - محمد ضياء الدين الصابوني شاعر من حلب بسوريا (1927-2013م) ، لقب بشاعر طيبة ، له ديوان نشيد الإيمان وملحمة النبوة وفي رحاب رمضان : معجم الأدباء الإسلاميين 3/ 1174ن ولوفاته: مجلة الأدب الأسلامي ع79 ص26 .
[54] - من الشعر الإسلامي الحديث / 45
[55] - أذان القرآن / 44
[56] - مرافئ / 89
[57] - الملتقى الأول لحماية اللغة العربية / 141
[58] - محمود حسين مفلح شاعر من طبريا بفلسطين ولد 1943م له ديوان مذكرات شهيد فلسطيني والمرايا والراية ، وله للأطفال ديوان غرد ياشبل الإسلام : معجم الأدباء الإسلاميين 3/1322 ، ومعجم شعراء الطفولة / 342
[59] - أناشيد الدعوة الإسلامية 4 / 23-24
[60] - أحمد راتب حموش شاعر من دمشق بسوريا ولد 1932 له ديوان همس الخاطر وقصة سراب الشعرية : معجم الأدباء الإسلاميين 1/ 116، والشعر في 117
[61] - عبد الوهاب بن محمد عزام ( 1894-1959م) شاعر من مصر له مؤلفات كثيرة منها ترجمته لديوان السرار والرموز لمحمد إقبال : معجم الأدباء الإسلاميين 2/ 831 والشعر في / 832
[62] - محمد عياش الكبيسي ولد 1962م في مدينة كبيسة بالعراق، له مؤلفات منها العقيدة افسلامية في القرآن الكريم ومناهج المتكلمين : القصيدة الإسلامية / 339 ، والشعر في نفسه / 348-349
[63] - إشراق / 66-68
[64] - كاظم حبيب شاعر سوري من حلب ولد 1933 له شعر متناثر في الصحف : من رسالة من الشاعر .
[65] - مجلة منار الإسلام ع2 س18 صفر 1412هـ 1992م كاظم حبيب ، أنشودة أيانفس توبي / 98
[66] - ذو النون يونس الأطرقجي ولد 1940م شاعر من الموصل كان رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في نينوى له الترجل عن صهوة البراق وحجر الكعبة : القصيدة الإسلامية / 183 ، والشعر في 193
[67] - نبضات قلب / 51
[68] - القصيدة الإسلامية / 381 -382 ومثلها في ديوان محمد جميل العقاد / 339
[69] - في رحاب الأقصى / 69
[70] - ديوان محمد جميل العقاد / 132
[71] - ديوان محمد جميل العقاد / 385
[72] - من رسالة المؤلف في غرة رمضان 1428هـ 2007م
[73] - د. أحمد حسبو خضر له مدائح نبوية متناثرة وأنشطة أدبية  ( شبكة المعلوماتية )
[74] - مجلة الشقائق ع 39 رمضان 1421هـ 2000م ، أحمد حسبو ، أتى رمضان / 53
[75] - أحمد مظهر العظمة شاعر من دمشق بسوريا (1909-1982م ) له ديوانا شعر هما دعوة المجد ، ونفحات : معجم الأدباء الإسلاميين 1/ 169 والشعر في الصفحة نفسها ، وموسوعة أعلام القرن الرابع عشر والخامس عشر 2/ 740
[76] - رافع سليم الحديثي شاعر من العراق شعره متناثر في الصحف : القصيدة الإسلامية / 199 والشعر في 203
[77] - مجلة الشقائق ع 39 رمضان 1421هـ ديسمبر 2000م ، أحمد حسبو ، أتى رمضان / 53
[78] - علي أحمد باكثير( 1910-1969م) شاعر يمني من حضرموت استقر في مصر له مسرحيات وملاحم شعرية ونثرية منها الشيماء شادية الإسلام وملحمة عمر، وله شعر طفولي لم يجمع : معجم الأدباء الإسلاميين 2/ 878 ، ومعجم شعراء الطفولة / 228
[79] - مجلة الإصلاح الثقافي ع 281 س 17 في 24/3/1994م علي أحمد باكثير ، وداعا يارمضان
[80] - د. حسن الأمراني (ولد 1949م) شاعر من وجدة بالمغرب له دواوين شعرية منها شرق القدس غرب يافا، وجسر على نهر درينا ، وملحمة الإسلام في البوسنة : معجم الأدباء الإسلاميين 1/ 316
[81] -القصيدة الإسلامية / 304-305
[82] - ديوان الشدة / 82
[83] - عبد الهادي الغواص شاعر من رصافة العراق ( 1914-1083م) له ديوان شعر معظمه في الدعوة والسيرة النبوية : معجم الأدباء الإسلاميين 2/828 والشعر في 829
[84] - نجاوى محمدية / 21
[85] - أحمد البيانوني(1930-1975م) شاعر من حلب بسوريا وهو مؤسس جماعة الهدى الإسلامي ن له قصائد متناثرة : معجم الأدباء الإسلاميين 1/ 89 والشعر في ص 90
[86] - مصطفى عدنان عكرمة (ولد 1943م) شاعر من اللاذقية بسوريا له ديوان محمديات وفتى الإسلام ، وله للأطفال أجمل ماغنى الأطفال، وقصة جذور وفروع للأطفال : معجم الأدباء السوريين 3/ 1359 والشعر في 1360، ومعجم شعراء الأطفال / 354
[87]- ديوان محمد جميل العقاد / 321
[88] - ميمون الكبيسي (ولد 1934م) من مدينة كبيسة بالعراق أكثر شعره في المناسبات الدينية : القصيدة الإسلامية /393 والشعر في 398
[89] - في رحاب الأقصى / 161
[90] - قادمون مع الفجر / 36
[91] - ديوان محمد جميل العقاد / 291
[92] - في رحاب الأقصى / 255
[93] - صالح علي العمري ( ولد 1968م) شاعر من عسير بالمملكة العربية السعودية له ديوان ألحان واشجان : معجم الأدباء الإسلاميين 2/ 603 والشعر في 604