الرئيسة \  مشاركات  \  اللاجئون العرب : هل يظلون عبئاً على تركيا ، أم يكونون عونا لها !؟

اللاجئون العرب : هل يظلون عبئاً على تركيا ، أم يكونون عونا لها !؟

30.05.2018
عبدالله عيسى السلامة




الحرب على أمّتنا ، واحدة ، وجبهاتها متعدّدة !
أعداء الأمّة كثيرون ، ينسّقون جهودهم ، في حربهم ، على أمّتنا !
الروم والفرس ، يتعاونون ضدّنا ، وإن اختلفوا ، حول بعض المسائل !
والروس والروم، ينسّقون ، فيما بينهم ، لاقتسامنا ، نحن وأوطاننا ، أسلاباً!
والروس والفرس ، يشتركون في مصالح ، عدّة ، في بلادنا ، وضدّ شعوبنا !
وعبيد هؤلاء وأولئك ، من أبناء ملّتنا ، ينفذون أوامر هذا الطرف ، وذاك الطرف ، كل عبد ينفذ أوامر الطرف ، الذي يحقق مصالحه الدونية ، ويتسابقون ، في تقديم العون : للروم ، والروس، والفرس، وحلفائهم.. من حساب أمّتنا!
وأمّتنا(الضحيّة) ، ليست بين المحيط والخليج ، فحسب .. بل هي بين المحيطين ، بل هي في القارّات ، كلها ! وأيّ ضعف ، لدى أيّ فريق، في أيّة جبهة، ينعكس سلباً، عليه، في الجبهات كلها! وأيّة قوّة، لأيّ فريق، في أيّة جبهة، تنعكس قوّة، له ، في الجبهات كلها( معركة العلمين، التي هَزم فيها جيش الإنجليز، بقيادة مونتغومري، جيش الألمان ، بقيادة رومل ، في إفريقيا.. انعكست ، على الحرب كلها ، قوّة للحلفاء، وضعفاً لدول المحور!) .
وتركيا، اليوم، هي الدولة الوحيدة ، التي تتصدّى- بوعي وقوّة وحزم- لأعداء الأمّة، جميعاً، للدفاع عن الأمّة ، كلها !
 فهل يعجز اللاجئون العرب ، المقيمون في تركيا، الذين ينعمون بخيراتها وأمنها، ويحتمون بها، من ويلات الدمار، في بلدانهم – ولا سيّما الإسلاميون منهم –.. هل يعجزون ، عن تقديم بعض مايستطيعونه ، ممّا تحتاجه تركيا، في صراعها المرير، ضدّ أعدائها واعدائهم .. ولديهم صلات وثيقة ، مع أكثر الحركات الإسلامية ، في العالم ، القادرة على تحريك الملايين ، من أتباعها، ومحازبيها، وأنصارها.. للخروج ، بمظاهرات عارمة ، في عواصم بلدانها ؛ نصرة لتركيا، ولقضايا الأمّة ، التي تناصرها تركيا .. ليشعر العالم، أن تركيا ليست وحدها، وأن لها أنصاراً ، في سائر بقاع الأرض ، وأن مصالح الذين يعتدون عليها، أو يهدّدونها ، ستكون مهدّدة، في أنحاء الدنيا! ( أحمد داود أوغلو - في كتابه: العمق الاستراتيجي- حين يذكر عناصر القوّة التركية ، يعدّ الشعوب ، التي تشترك مع تركيا ، في ثقافة واحدة .. عنصراً أساسياً، من عناصر القوّة ، التي تملكها تركيا !) .
معلوم ، أن المظاهرات الحاشدة ، في دولة ما ، تبعث برسائل عدّة ، إلى صنّاع الرأي والقرار، في الدولة ذاتها ، وفي العالم .. تأييداً لقضية ما ، أوشجباً لأمر ما !
وهذا هو الحدّ الأدنى ، الذي تستطيعه الحركات الإسلامية، في بلدانها، ويستطيع الإسلاميون، اللاجئون إلى تركيا، حضّ الحركات الإسلامية ، عليه !
فهل استطلع الإسلاميون ، اللاجئون في تركيا، رأي القادة الأتراك ، فيما يحتاجونه من مساعدة ، منهم– بحدود مايستطيعون- في مسألة تحريك المظاهرات، في العالم..وفي غيرها من المسائل؟
 وهل وضعَ اللاجئون، شيئاً من قدراتهم وإمكاناتهم: المادّية والمعنوية، تحت تصرّف قيادة الدولة، التي صاروا عبئاً ثقيلاً عليها: سياسياً، وأمنياً، واقتصادياً..لتقديم بعض المعروف،الذي يستطيعونه– دون أن تطلب القيادة، منهم، ذلك- على قاعدة :(هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان)!
لانعلم ، ما إذا كان اللاجئون ، فعلوا شيئاً من ذلك ، أم لا ! – والحديث كله ، هنا ، في هذه السطور، عن اللاجئين العرب ، جميعاً ، من شتى أقطارهم .. لا عن السوريين ، فحسب ، وهم الذين يشكّلون أكثرية اللاجئين العرب - ! فإن كانوا قد فعلوا، فقد أدّوا بعض واجبهم ، تجاه أنفسهم وشعوبهم، أوّلاً.. وتجاه الدولة ، التي صارت لهم : مأوى ، و حصناً، وأمّاً وأباً، ثانياً ! وإلاّ؛ فهي ذكرى.. والذكرى تنفع المؤمنين !