اخر تحديث
الخميس-18/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الكتابة ، في دوائر الخوف المتشابكة !
الكتابة ، في دوائر الخوف المتشابكة !
14.01.2020
عبدالله عيسى السلامة
رويَ عن أحد الخلفاء قوله: شيّبتني أعواد المنابر، فأنا أعرض عقلي، على الناس، كلّ أسبوع ! وذلك أنه يخطب في الناس ، يوم الجمعة ، في أحد المساجد !
وهو محقّ ، في ذلك ؛ فليس سهلاً ، على المرء ، أن يعرض عقله على الناس ؛ فالكلام هو نتاج العقل ، وهو نافذة الناس الأساسية ، عليه ! وقد قال أحد الحكماء ، لشخص صامت في مجلسه : تكلّم لأراك ! والشاعر يقول :
إنّ الكلامَ مِن الفـؤاد، وإنّما جُعلَ اللسانُ، على الفؤادِ، دَليلا!
فما ذا يقول ، مَن ابتُليَ بمهنة الكتابة ؟ إنه يَكتب ، ضمن دوائر شتّى، من الخوف ! والحديث، هنا، هو، عن العقلاء ، الذين يحرصون ، على انتقاء كلماتهم ، حين يوجّهونها إلى الآخرين ! أما الجهلة والحمقى ، فليس لديهم إحساس : بالكلمة ، وأهمّيتها ، ونظر الآخرين إليها ، وإلى قائلها !
أمّا دوائر الخوف ، التي تحاصر الكاتب ، حين يؤدّي واجب الكتابة ، فهي متنوّعة ، من أهمّها :
الخوف من الخطأ في اللغة ! ( وهذا خوف خاصّ ، بمَن يحرصون على الكتابة ، بلغة عربية فصيحة ، خالية من الأخطاء ، ويَعدّون الخطأ ثلمة بشعة ، في النصّ المكتوب) !
الخوف من الخطأ ، في معالجة الأفكار ، بشكل عامّ ، وفيما يتصل بالعقيدة ، بشكل خاصّ؛ لحساسية موضوع العقيدة، لدى المؤمنين !
الخوف من التناقض ؛ تناقض المادّة المكتوبة ، مع الواقع ، أو تناقض الأفكار، داخل النصّ المكتوب !
الخوف من الخطأ في السياسة ، مثل : المسّ بسياسة دولة ، يحرص الكاتب على رضاها ، أو على عدم الإساءة إليها ؛ لأسباب شخصية ، أو حزبية .. أو لأسباب تتعلق بسياسة دولته !
الخوف من إيذاء الناس ، أفراداً ، أو جماعات ! والأذى أنواع ، منه : ما يمسّ الفرد ، نفسه ، ومنها ما يمسّ أحد أفراد أسرته ! ومن مسبّبات الأذى : الشتم والقدح ، والتُهم الباطلة..ونحو ذلك! وممّا يؤذي الجماعات ، كالأحزاب والقبائل : الشتم والتجريح ، والتّهم الباطلة ؛ بفساد الأخلاق، أو بالعمالة لجهة أجنبية.. أو نحو ذلك!
الخوف من استهجان القرّاء ، أو من عدم ارتياحهم ، لما يُكتب ، ممّا يدعوهم ، إلى الانصراف عنه ، وعدم الإفادة منه ، أو عدم التأثّر به ؛ إذا كان التأثير به ، ممّا يحرص عليه الكاتب !
الخوف من الانزلاق، إلى الرياء، عبر الحرص على إرضاء الناس، على حساب الإخلاص لله، في الكتابة ! (وهذا النوع من الخوف ، مقتصر على المؤمنين ، الحريصين على الكتابة ؛ إرضاء لله ، وابتغاءَ وجهه) !
الخوف من مقصّ الرقيب ! ( وهو خوف خاصّ ، بمَن يكتبون لصحف ، لا يضمنون فيها ، إعجاب الرقيب ، بما يكتبون ، أو موافقته عليه ) !
الخوف من أن يُفهم بعض الكلام ، على غير الوجه ، الذي أراده الكاتب ، فيلام الكاتب ، أو تعاب عليه ، طريقة معالجته ، لفكرة ما ، في نصّه ! وهذا ممّا عبّر عنه المتنبّي ، بقوله :
وكَمْ مِن عائبٍ قولاً صَحيحاً وآفَتُه مِن الفَهـم السـَقيمِ
ولكنْ تَأخذُ الأذهـانُ منـهُ على قَدرِ القَرائح والفُهومِ
الخوف من تسرّب أهواء النفس : كحبّ الشهرة ، وحبّ الظهور، وحبّ الغلبة .. إلى نيّة الكاتب، قبل العمل ، أو في أثنائه؛ فيضيع ثوابه ، المرجوّ عند الله ! ( وهذا خوف خاصّ بالمؤمنين ، الذين يبتغون وجه الله ، فيما يكتبون) !
الخوف من تسرّب أمراض القلب : كالحقد ، والكِبر، والعُجب ، إلى النيّة الخالصة لله ، فتُضيع ثواب العمل ، عند الله ! ( وهذا خوف خاصّ بالمؤمنين ، الذين يرجون ثواب الله، فيما يعملون)!
رويّ عن أمير المؤمنين الفاروق ، أنه حمل قربة الماء ، ودار بها على الحاضرين ، يسقيهم ، فقيل له : لو شئتَ لكفيناك ! فقال : أعجبتني نفسي ، فأحببتُ أن أهينَها !