الرئيسة \  مشاركات  \  الكبتاجون سلاح الأسد ضد الحكام العرب عقاباً على تقصيرهم بدعمه مالياً

الكبتاجون سلاح الأسد ضد الحكام العرب عقاباً على تقصيرهم بدعمه مالياً

13.09.2023
المهندس هشام نجار



الكبتاجون سلاح الأسد ضد الحكام العرب عقاباً على تقصيرهم بدعمه مالياً
المهندس هشام نجار
أعزائي القراء …
بدأ حكام العرب وبتوجيه امريكي بدعم الجزار الأول حافظ أسد منذ إنقلابه عام ١٩٧٠ ، وكانت أول هدية تلقاها من الكويت تتألف من ١٢ سيارة مرسيدس حديثة دعماً لانقلابه ، ثم توالت الهدايا من حكام عرب آخرين. لاشك تعتبر الهدايا تعبيراً عن تأييد الأسد ، ولكن ماذا عن مساعدات الدعم؟ هذه المساعدات تحتاج لعنوان عريض ، فتم إختيار عنوان "التوازن الإستراتيجي مع العدو الصهيوني" ، يوم كانت القضية الفلسطينية تحتل المرتبة الأولى في سياسة العرب تحت ضغط الشعوب، فمن يستطيع أن يقول لا لدعم الأسد وهو يقود هذه السياسة الوطنية؟
والأهم من ذلك أن سياسة التوازن الإستراتيجي كانت مدعومة من الولايات المتحدة وهو امر يثير الضحك والغثيان بنفس الوقت ،
بدأ العرب باقتسام الدعم للأسد حتى بلغت المبالغ السنوية التي يتلقاها حوالي مليار ونصف المليار من الدولارات سنوياً . وكانت أولى خطوات الصمود تمثيلية تعتمد على تنظيف الأسد من خيانة ١٩٦٧ بتمثيلة جديدة تعتمد على نقعه بالكوراكس لتنظيفه في ما سمي بحرب ١٩٧٣، ليلحق بها إخلاء جنوب لبنان والمسمى بأرض فتح من الفلسطينيين لوضع جنوب لبنان تحت سيطرة الطائفيين من عصابة حزب الله الشيعية باتفاق مع حكومة الكيان الصهيوني ، وزادت ميزانية التوازن الاستراتيجي عندما سلم لبنان له تحت شعار قوات الردع. وبعد وقفة الأسد مع الامريكان ودول الخليج فيما سمي بحرب تحرير الكويت تم اضافة أخرى جديدة لميزانية دعم التوازن الإستراتيجي مع العدو الصهيوني كمكافأة أخرى له .
 ورغم هذا الدعم الهائل ، كان معظم انتاج البترول في شمال شرق سوريا يصب في هذا المنحى المخادع ايضاً حيث تحولت كل الأموال إلى جيوب الاسد واقربائه وعصاباته الداعمة لنظامه ، فتحول الأسد ونظامه إلى قوة مخيفة للعرب ومدمرة للشعب السوري وفق مسرحية التوازن الاستراتيجي مع العدو الصهيوني . وفي فترة حكم الملك عبد الله ملك السعودية وصل الخلاف بين الطرفين الى أوجهه ، وخاصة بعد أن تبين تحالف نظام الأسد الثاني مع إيران بشكل واضح وعلى المكشوف، والذي قاد إلى اغتيال الرئيس رفيق الحريري لوضع لبنان تحت سيطرة حزب الله بالكامل .
استيقظ العرب متأخرين كالعادة ليروا أموالهم صرفت في ذبح الشعب السوري وتسليم لبنان والعراق لإيران وفتح الطريق لعصابات إيران في سوريا لاحتلالها والتوجه جنوباً لقضم الجزيرة العربية ،كل ذلك حصل بدعم العرب لسياسة التوازن الاستراتيجي مع العدو الصهيوني ،
توقف الملك فهد عن دعم سوريا بعد خراب البصرة، ثم توقف الدعم العربي باستثناء تسرب بعض الاموال من الأمارات للمحافظة على نظام الأسد ولو بالحد الادنى ، ولكن هذا لايكفي ، فحرب الأسد الثاني على الشعب السوري يحتاج لمليارات الدولارات وعلى العرب الاستمرار بالدفع بينما مليارات الأسد وعصاباته تصب في تنفيذ مشاريع روسية واوروبية ودول اخرى ،حيث صمتت الدول الأوروبية على مشروع الأسد التدميري ضد الشعب السوري على مبدأ (طعمي التم بتستحي العين )
وعندما دمر الجزار أسد سوريا ، بدأ بشن حرب من نوع جديد على الحكام العرب إن لم يدعموه وكان سلاح التدمير الشامل الذي استعمله هو سلاح المخدرات بعموده الفقري الكبتاجون ، ورغم إتفاق الحكام العرب مع إمبراطور الكبتاجون على سياسة الخطوة خطوة وأهمها إيقاف تصدير الكبتاجون - اخراج المعتقلين - ايقاف علاقاته العسكرية والسياسية مع ايران - ثم تنفيذ مقررات مجلس الامن . وكان ثمن كل خطوة مبلغ من المال يقدم للجزار أسد لإرضائه.
ضرب الأسد بمطالب الحكام العرب عرض الحائط وسخر منهم ، ومازالت حربه ضد الحكام العرب مستمرة ومازالت المخدرات تأخد طريقها لدول الخليج .
انه تاريخ مليء بالمآسي بسبب أوامر صدرت للحكام العرب بدعم نظام الأسد فكانت مؤامرة صهيونية امريكية ايرانية أوصلت العالم العربي بشعوبه وحكامه إلى عنق الزجاجة .
الحل الوحيد لتحرر العرب من المؤامرة الدولية ولاحل غيره هو دعم ثورة الشعب السوري مادياً وعسكرياً وسياسياً لتشكيل فصائل عسكرية وطنية موحدة . ومزودة بكل أنواع الأسلحة التي تحييد أسلحة الأسد المجرم وحلفائه لتحقيق التوازن ، وهو التوازن الإستراتيجي الوحيد مع العدو لطرد الأسد وعصاباته و إعادة اللحمة للأمة العربية !