الرئيسة \  مشاركات  \  القيادة : قد تعني الريادة والسيادة ، وقد لاتعني أيّاً منهما !

القيادة : قد تعني الريادة والسيادة ، وقد لاتعني أيّاً منهما !

11.07.2018
عبدالله عيسى السلامة




لابدّ ، من وجود القائد الفرد ، في أيّة جماعة بشرية ! في الحديث النبويّ : إذا كنتم ثلاثة ، فأمِّروا أحدكم ! وقد يكون القائد رائدا لجماعته، وقد يكلف غيره بالريادة، كما قد يكون سيّداً ، لجماعته ، وقد تكون السيادة لغيره ، ويكلفه السيّد ، بالقيادة !
الأسرة : لابدّ ، من وجود قائد لها : الزوج ، أو الزوجة - في حال غياب الزوج ، أو عدم قدرته، على القيادة ، بسبب مرض ، أو غيره - .. أو أن يكون القائدُ ، أحدَ الأبناء الكبار، المؤهّلين لهذه المهمّة ، في حال غياب قيادة : الأب ، أو الأمّ ! وإذا كان للأسرة قائدان ، يتنازعان سلطة القيادة والقرار، فسدت الأسرة ، أو تمزقت !
والعشيرة : لا بدّ لها ، من قائد .. والقبيلة : المكوّنة من مجموعة عشائر، لابدّ لها ، من قائد !
والحزب : لابدّ له ، من قائد ، يقوده ، ويتحمّل ، بشخصه ، مسؤولية القيادة ، بعد أن يعطى الصلاحيات الضرورية ، لعمل القيادة !
والدولة ، كذلك ، من باب أولى : لابدّ ، أن يكون لها قائد ، يقودها ، ويسيّرأمورها .. قد يُسمّى: رئيساً ، أو ملكاً ، أو سلطاناً ، أو أميراً .. أو أيّة تسمية ، ينصّ عليها ، دستور البلاد !
وإذا كان القائد ، يحمل ، بالضرورة ، مسؤولية القيادة ، في أيّ تجمّع بشري ، فالأصل أن يحصل ، على السلطات الكافية ، لممارسة مهمّة القائد ! ولو انتقصت هذه السلطات ، أو فُقدت، تحت أيّ ظرف ، أو ذريعة ..آلت أمور التجمّع ، إلى الفوضى والاضطراب ، والتنافس ، بين العناصر القويّة ، الطامعة بالقيادة ؛ فيتمزّق التجمّع ، بين أطراف عدّة ، سواء أكان على مستوى أسرة ، أم على مستوى دولة .. وبينهما : العشيرة ، والقبيلة ، والحزب ، وسائر التجمّعات ، التي تحتاج إلى قيادة ، داخل كيان الدولة ، تحت سلطة القيادة العليا للدولة ! 
والجيش - في أيّة دولة في العالم- لابدّ له ، من قائد أعلى ، تحت إمرته مجموعات ، من قادة الفرق ، والألوية، والكتائب ، والسرايا، والفصائل! وكلُّ قائد وحدة عسكرية ، له سلطات معيّنة، على وحدته ، وهو مسؤول ، أمام صاحب الوحدة الأكبر، التي يشكّل - مع وحدته- جزءاّ منها !
الله – عزّوجلّ- يقول ، عن السموات والأرض : (لو كان فيها ألهةٌ إلاّ الله لفَسدتا..)
ويقول ، جلّ شأنه :  
(ما اتخذ الله مِن وَلد وما كان معَه من إله إذاً لذهبَ كلّ إلهٍ بِما خَلقَ ولَعَلا بعضُهم على بعض..).
أمّا مؤهّلات القائد، المطلوبة ، لفيادة تجمّعه ، فتختلف: باختلاف الزمان ، والمكان، والأشخاص، والتجمّع الذي يقاد ! لكن ثمّة مؤهّلات ، لابدّ ، من توافرها ، في كلّ قائد ، تتلاءم ، مع التجمّع الذي تحت قيادته !
بنو إسرائيل : طلبوا ملكاً ، يقاتلون ، تحت إمرته ، فهيّأ لهم الله ، طالوت ، وقد زاده بسطة ، في العلم والجسم !
خالد بن الوليد : القائد العسكري الفذّ ، وصفه النبيّ ، بأنه : سيف سَلّه الله ، على أعدائه ! وقد تولّى قيادة الجيوش ، في عدد من معارك المسلمين ، بسبب أهليته العسكرية !
الشاعر القديم ، قال ، عن القيادة ، التي تعني السيادة !
لا يَصلحُ الناسُ فوضى ، لاسراةَ لهمْ =  ولا سَراةَ ، إذا جُهّالهم سادُوا