اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ القائد الصالح : هِبَة من الله ، لايصنعه الناس ، بإجماعهم ، ولا يختارونه !
القائد الصالح : هِبَة من الله ، لايصنعه الناس ، بإجماعهم ، ولا يختارونه !
15.06.2020
عبدالله عيسى السلامة
يأتي الحكّام ، عادة : بالاختيار، أو بالوراثة ، أو بالتغلب .. بَيدَ أنّ ثمّة تفصيلات ، لا بدّ منها ، حول كلّ طريقة !
الاختيار : يتمّ عبر نظام شوري ، أو ديموقراطي .. ولكلّ منهما أساليبه ! فالنظام الشوري في الإسلام ، تاريخياً، له أساليب مختلفة ،عن أساليب النظام الديموقراطي:
الخلفاء الراشدون الأربعة ، كلّ منهم تمّت له بيعة ، مختلفة عن بيعة الآخر!
وبعد الخلاف ، الذي نشب بين عليّ ومعاوية ، وبعد قتل عليّ ، انتقل الحكم إلى معاوية ، فولّى ابنه يزيداً ، خليفة من بعده ، فصار الحكم وراثياً ، وانتقل ، بعدها ، إلى الأسرة المروانية ، فتوارثه الأبناء عن الآباء ، إلاّ فترة عمر بن عبد العزيز! واستمرّ كذلك ، متنقلاً من أسرة إلى أسرة ، حتى العصر الحديث !
أمّا النظام الديموقراطي : فظهر في اليونان ، ثمّ تطوّر، إلاّ أنّ عهود الملكيات المطلقة ، كانت هي السائدة ، وكان للملوك هيمنة تامّة ، على مفاصل الدول ، بشكل عامّ ، إلاّ ماندر! ولم تأخذ الدول بالأنظمة الديموقراطية ، حتى العصر الحديث !
حُكم التغلّب ، ظهر في عهود مختلفة ، في كثير من الدول ، ولا يزال يظهر، في بعض الدول ، عبر الانقلابات العسكرية !
نقاط أساسية :
أوّلاً : نظراً للمنافسات الشديدة ، على السلطة ، بين قوى كثيرة ، من : قبائل ، وأحزاب ، وأفراد ، وكتل عسكرية .. يصعب أن يأتي نظام حكم ، يُرضي الناس جميعاً ؛ فما يرضي فريقاً ، يُغضب غيره ! واستناداً إلى هذه النقطة ، يُعَدّ فقه السياسة الشرعية ، في مجال اختيار الحكّام : فقه ضرورات ؛ لأن مَن يعمل بالسياسة مضطرّ، إلى التنازل ، عن بعض اختياراته وتفضيلاته - في دوّامة التنافس والصراع - لتحصيل مايمكن تحصيله ، من حقوق أو مكاسب، ولو في الحدود الدنيا!
ثانياً : ليس ثمّة نموذج ، يقاس عليه ، في اختيار الحكّام ؛ فلكلّ شعب ظروفه ومعادلاته ، وطرائق اختياره لحكّامه !
ثالثاً : بعض الحكّام يأتون ، على شكل طفرات ، يصعب تعميمها ، مثل : عمر بن عبد العزيز!
رابعاً : بالنظر إلى عهد عمر بن عبد العزيز، الذي لم يسبقه ، ولم يعقبه ، مثله ، في العهود الملكية الوراثية .. يمكن القول ، ببساطة : إنّ الحاكم الصالح الكفء ، هو هبَة من الله ، لايأتي باختيار الناس ، ولا يمكن صناعته ؛ وإلاّ لصنّعت الدول حكّاماً صالحين أكفاء ! فالجامعات قد تخرّج أطبّاء أفذاذاً ، ومهندسين مميّزين ، وعلماء متفوّقين ، في علوم كثيرة ، لكنْ ، للحكم الصالح معادلاتُه الخاصّة ، وللحاكم المميّز الفذّ ، مؤهّلاتُه الخاصّة !