الرئيسة \  مشاركات  \  القائد : يَطلب منه أتباعُه كلّ ما يهمّهم، ممّا يتعلق بمنصبه؛ لِما له ، من سُلطة القرار والتكليف !

القائد : يَطلب منه أتباعُه كلّ ما يهمّهم، ممّا يتعلق بمنصبه؛ لِما له ، من سُلطة القرار والتكليف !

26.12.2019
عبدالله عيسى السلامة




روي عن الخليفة الفاروق ، قوله : لو أن بغلة زلقت على شاطئ دجلة ، لخشيت أن يسألني الله عنها ؛ لمَ لمْ أعبّد لها الطريق ! حاسَب نفسَه ، قبل أن يحاسَب !
الفرد العادي : لا يكلف إلاّ بما يستطيع ويُحسن ؛ فلا يكلف المهندس ، بأعمال الطبيب .. ولا الطبيب ، بأعمال المحامي .. ولا المحامي بأعمال المهندس .. ولا المقاتل ، الذي لايحسن الكتابة ، بأعمال الكاتب .. ولا الكاتب ، الذي لا يحسن القتال ، أو لا يستطيعه ، بأعمال المقاتل؛ فلكلّ عمله ، الذي يحسنه ويستطيعه ! وسبحان القائل:
(لا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعَها..).
وهو القائل ، جلّ شأنه : ( ولكلّ وِجهَةٌ هو مُوَلّيها فاستَبِقوا الخَيرات..).
وقد ورد في الحديث الشريف : اعمَلوا ؛ فكلٌّ ميَسّرٌ لِما خُلق له !
ولو كُلف مَن يُحسن عملاً ، بعمل آخر لايُحسنه ، لا اضطربت الأمور، وعمّ الخراب !
أمّا القائد ، فله سلطات على أتباعه ، ومن حقّه أن يُكلّف كلّ فرد ، بما يستطيعه ويُحسنه ! وهذا واجب عليه ، كما هو حقّ له !
وإذا قصّر القائد ، في توزيع المهمّات ، على أتباعه ، ومحاسبتهم على التقصير في أدائها، لسبب ما ، فهو محاسَب على تقصيره، في الدنيا والآخرة ! وإذا وُجدت حوائل ، تحول بينه ، وبين ممارسة أعماله ، في قيادة أتباعه، وفي تكليفهم بمسؤولياتهم، فعليه أن يعلن لأتباعه، ذلك، ليُعينوه ، في إزاله الحوائل .. أو يَعذروه ، في تقصيره ، أو في عجزه !
كان الفاروق ، فيما روي عنه ، حين ينظر في إمكانيات أتباعه ، لتكليفهم بمسؤوليات معيّنة .. كان يستعيذ بالله ، من عجز الثقة ، وجَلَد الفاجر!
أمّا شَغَب الأتباع على القائد ، وتنصّلهم من مسؤولياتهم ، والضغط عليه ، لتعيين زيد ، في موقع ، لايحسن العمل فيه .. وتنحية عمرو، عن موقع ، يحسن العمل فيه .. أمّا هذا، كلّه، فمِن أسباب الخراب للصفّ ، الذي يتولّى أيّ قائد ، قيادته !
وقد سئل الأمام عليّ بن أبي طالب ، بعد أن صار خليفة ، وكَثر الشغب عليه ، وانشغل بالمشكلات الداخليه ، في صفّه ، عن الأمور الجسيمة ، الملقاة على عاتقه ، والتي يفرضها عليه منصبه .. سُئل عن سبب طاعة الناس ، للخليفتين أبي بكر وعمر، وعصيانِهم أوامرَه ، بل والخروجِ عليه ، كما فعل الخوارج وغيرهم .. فقال للسائل : حين كان أبوبكر وعمرُ خليفتين ، كنّا نحن الرعيّة ، أمّا اليوم ، في عهدي ، فقد صرتم أنتم الرعيّة !
وما نحسبنا في حاجة ، إلى التذكير، بالآيات القرآنية ، والأحاديث الشريفة .. الداعية إلى وحدة الصفّ المسلم ، وإلى طاعة القائد ، الذي اختاره الصفّ ، والتحذير من الخروج عليه ؛ فهذا ، كلّه ، ممّا يعرفه كلّ عامل ، في الصفّ الإسلامي !
***
هذه القصيدة ، مُهداة إلى كلّ شعب مسلم ، على وجه الأرض ، مازال يستمرئ الذلّ والهوان ، تحت أحذية جلاّديه، الخونة الأنذال !

مطايا للمطايا !
أغرقتَ  في بحرِ iiالخطايا
فـغَـدوتَ ، iiيـامتمرّداً
أفَـلستَ مَن قد علم iiالـ
أفَلستَ من يَروي iiالوَرى
هل مِتَّ مِن خَوفِ الرَدى
يـدَع الأبـيّ iiضـحـية
وتعربد  الذؤبان في iiالـ
ويـصـير  جزّارُ iiالبلادِ
ويـقـدّم  ( الموتى) iiله
يلهو بها.. ولقد iiيوزّعها
وركـامُ أرباب iiالشوارب
يـتسامرون،  iiويشربون
فـإلامَ دونـكَ سنّةَ iiالـ
مَـن  سـلّ سيفاً، مِنهمُ












 
فذَهِلتَ  عن قرعِ iiالرزايا
أنِـفـاً  ، مطايا للمطايا
دنـيـا  مقارعةَ iiالمنايا
عـنه  القصائدَ iiوالحَكايا
خَوفُ  الرَدى شَرُّ iiالبلايا
للوهم ، تَحقِرُها الضَحايا
أوطان  .. تأخذها iiسبايا
مـكرّماً ، حسنَ السجايا
أشْـلاءَ  شَـعبهمُ iiهدايا
نـذوراً .. أو iiوصـايـا
فـي الـمحافل iiوالزوايا
طِـلىً على سير الصَبايا
مـاضين  .. آثاراً، وآيا
للحرب،  أو مَن سلّ iiنايا