العهود تُنسَب إلى أصحابها، فليَحرص كلٌّ ،على نقاء عهده !

العهود تنسَب إلى أصحابها، فيقال : حدث هذا في عهد الفاروق ، وحدث ذاك في عهد المأمون ، وجرى ذلك في عهد المعتصم ..! فليَحرص كلٌّ ، على نقاء عهده ، ولو كان مديراً لمدرسة ،أو رئيساً لنادٍ ؛ بَله ،أن يكون رئيساً لدولة ، أو قبيلة ، أو حزب! والنماذج- الحسنة والسيئة – كثيرة ! ومعلوم ، أن ذِكر العهد يأتي ، ثمّ يأتي ذِكر صاحبه ، ثمّ يأتي ذِكر الأسباب ، المؤدّية إلى المآلات ، والمقدّمات المفضية إلى النتائج ! وهذا ممّا تختلف فيه العقول ، كثيراً ، من حيث : ذِكر الأسباب ، ومن حيث: أهمّية النتائج ، ومن حيث : تأثير صاحب العهد ، فيما حصل ، وتأثير العناصر المحيطة به ، من بشرية وغيرها ، ومن سياسية ، واقتصادية واجتماعية .. وغيرها!
نماذج قديمة :
حدثت فتنة المعتزلة ، التي زعموا فيها خلقَ القرآن ، في عهد المأمون .. وانتهت في عهد المتوكّل !
اجتاح التتار، بقيادة هولاكو ، وبخيانة الوزير ابن العلقمي ، في عهد المستعصم !
تمّ تحرير القدس ، من احتلال الصليبيين ، في عهد صلاح الدين الأيّوبي !
نماذج حديثة :
ألغيت الخلافة العثمانية ، في عهد كمال أتاتورك ، الذي حوّل تركيا ، من سلطنة عثمانية ، إلى دولة علمانية ، وألغى كثيراً من الأحكام ، والشعائر الإسلامية !
احتلت فرنسا سورية ، في عهد الملك فيصل الأوّل ، بعد الحرب العالمية الأولى ، وبعد اتفاقية سايكس بيكو ، وبعد أن خاض وزير الدفاع السوري ، يوسف العظمة، معركة ميسلون ، واستشهد فيها !
سقط الجولان ، في أيدي الصهاينة ، في عهد وزير الدفاع ، حافظ أسد ، الذي سلّمه بلا حرب ، وصار، بعد ذلك ، رئيساً للجمهورية !
وقعت سورية ، تحت احتلالات عدّة : إيرانية ، وروسية ، وأمريكية .. في عهد بشار الأسد ، بعضُها بطلب منه ؛ حرصاً على السيادة ، وبعضها رغماً عنه !
أقامت أثيوبيا ، سدّ النهضة ، على نهر النيل ، الذي يُعدّ المصدر الأساسي للمياه ، في مصر.. وذلك ، في عهد الرئيس ، عبد الفتاح السيسي !
هذا غيض من فيض .. والنماذج كثيرة ، جدّاً ، يصعب إحصاؤها ، أو استقصاؤها !