الرئيسة \  مشاركات  \  العملاء: بعضُهم يُصنع ، ليَقتل شعبَه.. وبعضُهم يُصنع ، ليُقتل به وبشعاراته ، شعبُه !

العملاء: بعضُهم يُصنع ، ليَقتل شعبَه.. وبعضُهم يُصنع ، ليُقتل به وبشعاراته ، شعبُه !

13.11.2019
عبدالله عيسى السلامة




طرفة :
يروى أن أحد المغفّلين ، جاء إلى الشيطان ، وطلب منه ، أن يخيره ، كيف يستدرج الناس، ويُضلّهم ، ويستعبدهم ! فنظر إليه الشيطان، متفحّصاً ، وقال له : إنّ ماذكرتَه ، من استدراج وإضلال واستعباد .. يحتاج إلى جهد ، أبذله ، لأحقّق الهدف ، ولكن أخبرك ، بشرط !
قال الرجل : ماهو؟
قال الشيطان : أن تذهب راكضاً ، إلى تلك الشجرة البعيدة ، وتعود إليّ راكضاً !
قال الرجل : لا بأس ، هذا أمر سهل ! وانطلق راكضاً بسرعة ، حتى وصل الشجرة ، ثمّ عاد مسرعاً ، وقال للشيطان ، وهو يلهث من التعب :
ها قد ذهبتُ وعدتُ .. فأخبرني !
قال الشيطان :
أنت تلميذ نجيب ، لاتحتاج منّي إلى تعب ، وبإمكانك أن تَعدّ نفسك ، من جنودي ، منذ اللحظة !
*** 
العملاء: حملة المطامح الخاصّة ، يُصنعون ، ليقتلوا شعوبهم ، وحملة الشعارات الخادعة، يُصنعون ، لتُقتل بهم شعوبهم ؛ بأيديهم ، وبأيدي صانعيهم ! فأين شياطين الإنس ، من هؤلاء ؟
حملة المطامح الخاصّة : الطموح إلى الزعامة .. الطموح إلى الوزارة .. الطموح إلى منصب رفيع ، في وزارة ، أو محافظة ، أو بلدية .. هذه الطموحات الشخصية ، كلّها ، عناصر إغراء للمرء ، تجرّه إلى محاضن المتربّصين ، بالأمّة ، من أعداء ، داخليين أو خارجيين ! ويضحّي في سبيلها ، بكثير من القيم السامية ، ثمّ يصبح خاضعاً ، لمن استدرجوه ؛ ليوظفوه جاسوساً على قومه وأهل بلده ، أو جزّاراً يمارس العنف والعسف ، ضدّ أبناء شعبه .. وهكذا ! 
   المطامح الحزبية : قد تدفع المصالح الحزبية ، شخصاً ما ، إلى ارتكاب مخالفات ، مسيئة إلى حزبه ؛ سواء أكانت على مستوى تصريح ، أم حضور مؤتمر، أم كتابة مقالة ، أم غير ذلك ، ممّا يسيء إلى حزبه ؛ كأن يُقدّم عنه ، صورة غير لائقة ، أو أن يظهره بمظهر الموافق ، على أمور، يرفضها في الأساس .. أو نحو ذلك ! فمثل هذه المبادرات الفردية ، التي يرى صاحبها، أنها تقوّي الحزب ، مجرّد معاول ، تحفر أساس أيّ حزب ، مهما كانت صفته ، أو كان اتجاهه !
   المطامح الوطنية : والمطامح الوطنية ، التي يَقصد منها صاحبها ، خدمة الوطن ، قد تجرّ الوطن ، إلى مآزق ، هو في غنى عنها ؛ إذا كانت المبادرات ، غير مدروسة بعناية ، في مؤسسّات الوطن !
   المطامح الفكرية والدعوية : وتقاس هذه ومثيلاتها ، على المطامح الوطنية والحزبية !
    حملة الشعارات البرّاقة الخادعة :
أمّا حملة الشعارات البرّاقة الخادعة ، فما أكثر مايقعون في المصائب ، إذا كانوا مخلصين، ويوقعون غيرهم ، من أتباعهم ، أو ممّن يلوذ بهم ، أو من أبناء أوطانهم ، جميعاً !
   أمّا إذا كانت هذه الشعارات ، صنعت من قبل جهات معادية ، ليحملها هؤلاء ، ويتاجروا بها، فالكارثة أخطر ، والمصيبة أعمّ وأشمل ! ومن الشعارات ، التي تُرفع كثيراً :
  الشعارات الحزبية : وقد رأى العالم ، مافعلت شعارات بعض الأحزاب ، التي حكمت بعض الدول العربية ، وما جرّته هذه الأحزاب ، من مصائب ، على أبناء شعوبها ، ومن ويلات ، ماتزال بعض الشعوب ، تعاني منها ، حتى اليوم !
   الشعارات الوطنية : والشعارات الوطنية ، البرّاقة الفضفاضة ، لاتختلف كثيراً ، عن الشعارات الحزبية ، من حيث التأثير، على الأوطان والشعوب ؛ إذا كان المقصود بهذه الشعارات ، مجرّد الحصول ، على مكاسب سياسية معيّنة ، لأصحاب الشعارات ، ولمَن يحميهم أو يؤازرهم ، من خارج بلادهم !
   الشعارات الدعوية : والشعارات الدعوية ، التي يطلقها أصحابها ، لخدمة دعواتهم ، قد تجرّ أذىً كبيراً ، على هذه الدعوات ، إذا كان حاملوها : من أصحاب الجهل ، أومن ذوي النفوس الحاقدة ، أو المريضة !