الرئيسة \  ملفات المركز  \  العلاقات الايرانية الاسرائيلية تعاون سري وتاريخي 2-5-2015

العلاقات الايرانية الاسرائيلية تعاون سري وتاريخي 2-5-2015

03.05.2015
Admin



عناوين الملف
1.     قصة التعاون الإسرائيلي الإيراني
2.     دعم إسرائيل لإيران أثناء حرب الخليج الأولى
3.     إيران تنفي وجود "علاقة سرية" مع إسرائيل ودوريات لسفنها الحربية بمدخل "باب المندب"
4.     إيران وإسرائيل والعلاقة المشبوهة
5.     استخبارات إسرائيل: إيران وحزب الله فشلا بتأمين نظام الأسد
6.     صحفي يكشف لـ"العربية.نت" عن علاقة "حميمة" بين إيران وإسرائيل...حصيلة 20 ساعة مع الموساد و200 ساعة مع الاطلاعات
7.     ايران واسرائيل والرابطة التاريخية
8.     "هآرتس": هذه هي المصالح المشتركة بين إيران و "إسرائيل" وعبارات العداء ما هي إلا شعارات سياسية
9.     إيران تُطَبِّع مع إسرائيل داخل منظمة حظر التجارب النووية
10.   العلاقات الخفية بين إيران و"إسرائيل"
11.   ايران - اسرائيل وجهان لعملة واحدة  -  
12.   ايران تنفي وجود "علاقة سرية" مع إسرائيل ودوريات لسفنها الحربية بمدخل "باب المندب"
13.   التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران والولايات المتّحدة الأمريكية
14.   علاقات سرية بين إسرائيل وإيران وأميركا.. وراء صفقة جنيف
15.   تجار اسلحة من إسرائيل يعقدون صفقات مع ايران
16.   «إيران غيت» تلوح في الأفق
17.   فضيحة ايران جيت القصة الكاملة
18.   فضيحة إيران غيت تعود إلى الواجهة ..اتهام العميل فرانكلين بتسريب معلومات عن إيران إلى إسرائيل
19.   إيران غيت جديدة: إسرائيليون يشحنون معدات عسكرية إلى طهران...السلطات الأميركية تحقق في شحنات عسكرية تم اعتراضها في اليونان كانت في طريقها من إسرائيل إلى إيران.
20.   العلاقات بين إسرائيل وإيران ما بين التحالف والعداء
21.   تعاون إيراني إسرائيلي بتدريبات للكشف عن تجارب نووية
22.   مسلسل «فضائح جيت». الملفات السرية
23.   صحيفة معاريف تكشف حقيقة الرئيس الإيراني روحاني رجل الصفقات والعلاقات القوية مع إسرائيل
24.   من ذاكرة التاريخ:أسرار وخفايا الحرب العراقية الإيرانية ..حرب الخليج الأولى
25.   وثائق عن التعاون الإيراني الصهيوني في عهد الخميني
26.   العلاقات الايرانية الاسرائيلية هل هي "عداء" ام "تعاون في الخفاء" ؟
 
قصة التعاون الإسرائيلي الإيراني
islamicweb
كانو الإيرانيون الشيعة يصرون على التظاهر في مكة ضد أمريكا و إسرائيل ثم فضح الله أمرهم بعد أيام من هذا الإصرار فنكشف للعالم أجمع أن سيلا من الأسلحة و قطع الغيار كانت تشحن من أمريكا عبر إسرائيل إلى طهران مع أن أخبارا متقطعة كانت تبرز من حينٍ لآخر عن حقيقة هذا التعاون بين إيران و إسرائيل منذ بداية الحرب العراقية الإيرانية لقد تبين أن الشيخ صادق طبطبائي كان حلقة الوسط بين إيران وإسرائيل من خلال علاقته المتميزة مع يوسف عازر الذي كانت له علاقة بأجهزة المخابرات الإسرائيلية و الجيش الإسرائيلي و قد زار إسرائيل معه في 6 كانون الأول 1980 وانكشف ختم دخوله إلى إسرائيل على جوازه عندما ضبطه البوليس الألماني على المطار و في حقيبته مئة و نصف كيلو من المخدرات مادة الهيروين وذلك في كانون الثاني 1983 و قد عرض ختم دخوله إلى إسرائيل على ملاين الناس في التلفزيون الألماني و كان من جملة الوسطاء في تصدير السلاح الإسرائيلي إلى إيران أندريه فريدل و زوجته يهوديان إسرائيليان يعشان في لندن وقّع فيه خمس صفقات كبيرة مع أكبر شركات تصدير السلاح في إسرائيل إسمها شركة بتاريخ 28-3-1981 TAT والصفقة الثانية بتاريخ 6-1- 1983يعقوب النمرودي الذي وقع صفقة و توجد صورة لكل وثيقة من هذه الصفقات و كذلك العقيد اليهودي أسلحه كبيرة مع العقيد كوشك نائب وزير الدفاع الإسرائيلي.
 
و في 18تموز1981 إنكشف التصدير الإسرائيلي إلى إيران عندما أسقطت وسائل الدفاع السوفيتية طائرة أرجنتينية تابعة لشركة اروريو بلنتس و هي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنتقل بين إيران و إسرائيل محملة بأنواع السلاح و قطع الغيار و كانت الطائرة قد ضلت طريقها و دخلت الأجواء السوفيتية على أن صحيفة التايمز اللندنية نشرت تفاصيل دقيقة عن هذا الجسر الجوي المتكتم و كان سمسار العملية آن ذاك التاجر البريطاني إستويب ألن حيث إستلمت إيران ثلاث شحنات الأولى إستلمتها في 10-7-1981والثانية في 12-7-1981 والثالثة في 17-7-1981 وفي طريق العودة ضلت طريقها ثم أسقطت و في 28 آب 1981 أعلن ناطق رسمي بإسم الحكومه القبرصية في نقوسيا أن الطائرة الأرجنتينية من طراز (كنادير سي إل 44) رقم رحلتها ( 224 آى آر ) قد هبطت في 11 تموز 1981 في مطار لارنكا قادمة من تل ابيب و قادرته في اليوم ذاته إلى طهران حاملة 50 صندوق وزنها 6750 كيلوغرام و في 12 تموز حطت الطائرة نفسها في مطار لارنكا قادمه من طهران و قادرته في اليوم نفسه إلى إسرائيل يقودها الكابتن (كرديرو) و في 13 من نفس الشهر حطت الطائرة نفسها قادمة من تلابيب وقادر ته إلى طهران في اليوم نفسه يقوده الكابتن نفسه.
 
و في مقابلة مع جريدة ( الهيرلد تريديون) الإمريكية في 24-8-1981 إعترف الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني صدر أنه أحيط علماً بوجود هذه العلاقة بين إيران و إسرائيل و أنه لم يكن يستطيع أن يواجه التيار الديني هناك و الذي كان متورطاً في التنسيق و التعاون الإيراني الإسرائيلي و في 3 حزيران 1982 إعترف مناحيم بيجن بأن إسرائيل كانت تمد إيران بالسلاح وعلل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي أسباب ذلك المد العسكري الإسرائيلي إلى إيران بأن من شأن ذلك إضعاف العراق وقد أفادة مجلة ميدل إيست البريطانية في عددها تشرين الثاني 1982 أن مباحثات تجري بين إيران وإسرائيل بشأن عقد صفقة تبيع فيها إيران النفط إلى إسرائيل في مقابل إعطاء إسرائيل أسلحة إلى إيران بمبلغ 100 مليون دولار كانت قد صادرتها من الفلسطينيين بجنوب لبنان و ذكرت مجلة أكتوبر المصرية في عددها آب1982 أن المعلومات المتوفرة تفيد بأن إيران قد عقدة صفقه مع إسرائيل اشترت بموجبها جميع السلاح الذي صادرته من جنوب لبنان وتبلغ قيمة العقد 100 مليون دولار و ذكرت المجلة السويدية TT في 18 آذار 1984 ومجلة الأوبذيفر في عددها بتاريخ 7-4-1984 ذكرت عقد صفقة أسلحه إسرائيلية إلى إيران قالت المجلة الأخيرة إنها بلغت 4 مليارات دولار فهل كانت إسرائيل لترضى بشحن السلاح إلى إيران لو كانت إيران تشكل أدنى خطر على الوجود والكيان اليهودي؟! وهل كانت أمريكا لتعطي السلاح إلى إيران لو كانت أن إيران تشكل الخطر الإسلامي الحقيقي الذي تهابه أمريكا و روسيا و غيرهما؟!

 
و في سنة 1989 استطاع بعض الشيعة الكويتيين تهريب كمية من المتفجرات و ذلك عن طريق السفارة الإيرانية في الكويت و دخلوا بها الى مكة ثم قاموا بتفجير بعضها و قد أصيب الحجاج بالذعر فقتل من جراء ذلك رجل واحد و جرح عشرات آخرون من الحجاج ثم مالبث أن إنكشف أمرهم و قبض عليهم و كانوا 14 من الأشقياء الذين أخذ بعضهم يبكي و يظهر الندم و التوبة أثناء مقابلة تلفزيونية أجريت معهم اعترفوا خلال ذلك بالتنسيق الذي كان بينهم و بين السفارة الإيرانية في الكويت و أنها سلمتهم المتفجرات هناك.
 
إن علاقات حسن الجوار الممتازة بين إيران و بين الدول الملحدة المجاورة لها تثير المخاوف و الشكوك في نفوس المراقبين هذه العلاقات الجيدة التي لم يعكر صفوها أبداً موقف الإتحاد السوفيتي المجرم إتجاه إخواننا المجاهدين في أفغانستان بل إن أحسن العلاقات وأطيبها قائمة بين إيران و بين دول جائرة ظالمة تتعامل مع شعوبها بالنار و البطش بل أن إيران نفسها أقامت في أفغانستان بعض الأحزاب الشيعية الأفغانية التي كان لها دور كبير في إعاقة عمل الجهاد في أفغانستان ثم ما لبثت أن استخدمت بعض طوائف من الشيعة في لبنان الذين تم على يدهم قتل الآلاف من المسلمين الفلسطينين و تدمير بيوتهم و ممتلكاتهم و قتل رجالهم و شيوخهم و نسائهم بلا رحمة.
 
(((الموت لأمريكا الموت لإسرائيل الموت لإيران)))
=====================
دعم إسرائيل لإيران أثناء حرب الخليج الأولى
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
إمدادات الأسلحة
بحسب ما ذكره رونن برجمان، قامت إسرائيل ببيع أسلحة قيمتها 75 مليون دولار أمريكي من مخزون الصناعات العسكرية الاسرائيلية وصناعات الطيران الإسرائيلي ومخزون قوات الدفاع الإسرائيلية، في عمليات سيشل عام 1981.[1] ولقد ضمت المواد 150 مدفع إم 40 المضاد للدبابات مع 24.000 قذيفة لكل مدفع وقطع غيار لمحركات الدبابات والطائرات، وقذائف 106 مم و130 مم و203 مم و175 مم وصواريخ بي جي إم 71 تاو. ولقد تم نقل تلك المواد في بداية الأمر جوًا عبر الخطوط الجوية الأرجنتينية Transporte Aéreo Rioplatense ثم نقلت بحرًا.
بحسب ما أوردته تريتا بارسي، لقد تألف الدعم الإسرائيلي لإيران من عدة عوامل:[2]
مبيعات الأسلحة إلى إيران التي قدرت إجمالاً بـ 500 مليون دولار أمريكي في الفترة من عام 1981 إلى 1983 وفق ما ذكره معهد جيف للدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب. ولقد تم دفع معظم هذا المبلغ من خلال النفط الإيراني المقدم إلى إسرائيل. "وفقًا لأحمد حيدي، "تاجر الأسلحة الإيراني الذي يعمل لصالح نظام الخميني، 80% بالكاد من الأسلحة التي اشترتها طهران" بعد شن الحرب مباشرةً أنتجت في إسرائيل.
قامت إسرائيل بتسهيل عمليات شحن الأسلحة من الولايات المتحدة إلى إيران في مسألة إيران - كونترا.
قيام إسرائيل في السابع من يونيو من عام 1981 بمهاجمة المفاعل أوزيراك النووي العراقي مما أعاق البرنامج النووي العراقي. وفي حقيقة الأمر قصفت إيران المفاعل أولاً عام 1980، ولكنها لم تدمر سوى المنشآت الثانوية.[3]
يذكر أن إسرائيل قدمت أيضًا لإيران المدربين والمساعدات غير التسليحية من أجل المجهود الحربي.
بحسب مارك فيثيان، تُعزَى جزئيًا حقيقة "أن القوات الجوية الإيرانية يمكنها العمل جيدًا" بعد الهجوم العراقي الأولي و"أنها يمكنها تنفيذ عدد من الغارات فوق بغداد ومهاجمة المواقع الإستراتيجية" إلى قرار إدارة ريجان بالسماح لإسرائيل بتمرير الأسلحة الأمريكية إلى إيران لمنع العراق من تحقيق نصر سريع وسهل."[4]
لقد وقع تاجر الأسلحة الإسرائيلي ياعكوف نيمرودي ظاهريًا عقدًا مع وزارة الدفاع الوطني الإسرائيلية لبيع أسلحة قيمتها 135,842,000 دولارًا أمريكي، وتشمل الصفقة صواريخ مدفعية وقذائف كوبرهيد وصواريخ هوك. وفي مارس 1982، ذكرت جريدة نيويورك تايمز مستندات تبين أن إسرائيل وردت لطهران ما يقدر بنصف أو أكثر من الأسلحة التي وصلتها خلال الأشهر الثمانية عشر السابقة، وتقدر تلك المبيعات بـ 100 مليون دولار أمريكي على الأقل. وذكرت مجلة بانوراما، الصادرة في ميلان، أن إسرائيل باعت لنظام الخميني 45 ألف قطعة من المسدس الرشاش عوزي وقاذفات الصواريخ الموجهة المضادة للدروع وصواريخ وهاوتزر وقطع غيار للطائرات. وذكرت المجلة أن جزءًا كبيرًا من الغنيمة المتحصلة من منظمة التحرير الفلسطينية أثناء حرب لبنان 1982 قد تم إنهاؤها من طهران".[5]
تدمير مفاعل أوزيراك
في السابع من يونيو عام 1981، قام سرب من الطائرات القتالية إف-16 فاينتج فالكون التابعة لـ القوات الجوية الإسرائيلية، بحراسة الطائرة إف-15 إيغل، بقذف المفاعل النووي أوزيراك في العراق وتدميره. وبحسب الصحفي نيكولاس كريستوف، لولا هذا الهجوم "لامتلك العراق السلاح النووي خلال الثمانينيات، ولكان لديها محافظة اسمها الكويت وجزء من إيران ولعانت المنطقة من الدمار النووي."[6] فلقد كان هذا المفاعل جزءًا من برنامج الأسلحة العراقية حسبما ذُكر في الثامن من سبتمبر من عام 1975، فلقد أعلن حينئذٍ نائب الرئيس العراقي صدام حسين على الملأ أن امتلاك المفاعلات الفرنسية كان الخطوة الأولى الفعلية في إنتاج السلاح النووي العربي. وكانت الصفقة مع فرنسا تشتمل مبدئيًا على شحن يورانيوم مخصب بنسبة 7%، ولكن تم نقض هذا الاتفاق بعد "الضغط الاقتصادي الكبير" الذي مارسته دولة العراق الغنية بالنفط على الفرنسيين حتى يضم الاتفاق توريد 75 كيلو جرام من اليوانيوم المخصب النقي بنسبة 93%، ومن الناحية النظرية يعد هذا كافيًا لإنتاج "خمس أو ست" قنابل نووية، ولجعل العراقيين على مسافة أكبر من إنتاج هذا السلاح.[7] ولكن أدت الثورة الإسلامية الإيرانية إلى زيادة اهتمام صدام بامتلاك القنابل النووية وأمر العلماء مباشرةً عام 1979 بتصنيع تلك القنابل. ويقال إنه لو لم يتم تدمير مفاعل أوزيراك لأصبحت العراق دولة نووية ولاستولى صدام على جزء كبير من الأراضي الإيرانية والكويت.[8] كانت الولايات المتحدة تفضل في ذلك الوقت أن تحل العراق محل إيران بوصفها "قوة توازن" كبرى في المنطقة، فقد كان يحكم العراق نظامٌ أقل تطرفًا من إيران، ومن ثم لم تعترض الولايات المتحدة على الطموح النووي للعراق.[7]
مساعدات أخرى
وفقًا لجون بولوخ وهارفي موريس، قام الإسرائيليون بتصميم وتصنيع كتل كبيرة من مادة متعدد الستيرين خفيفة الوزن التي حملتها القوات الإيرانية المعتدية لبناء ممرات فورية مؤقتة عبر المياه العراقية الضحلة الدفاعية في مواجهة البصرة؛ ولقد جعلت إسرائيل الطائرات الإيرانية تستمر في الطيران رغم نقص قطع الغيار، وعَلم المدربون الإسرائيليون القادة الإيرانيين كيف يتعاملون مع القوات.
ورغم جميع خطب الزعماء الإيرانيين والدعاء على إسرائيل في صلاة الجمعة، لم يكن أبدًا في إيران أقل من ألف مستشار وفني إسرائيلي تقريبًا في أي وقت طوال الحرب، ولقد كانوا يعيشون في معسكر شديد الحماية والتنظيم شمال طهران، ولقد ظلوا على هذا الحال حتى بعد وقف إطلاق النار.[9]
ذكرت صحيفة إيروسبيس ديلي في شهر أغسطس من عام 1982 أن الدعم الإسرائيلي كان "حاسمًا" في إستمرار تحليق القوات الجوية الإيرانية في مواجهة العراق. كما شملت المبيعات الإسرائيلية قطع غيار للطائرة النفاثة الأمريكية إف 4 فانتوم الثانية. ذكرت نيوزويك أيضًا أنه بعدما هبط أحد المنشقين الإيرانيين بطائرته النفاثة إف 4 فانتوم في المملكة العربية السعودية عام 1984، قرر خبراء المخابرات أن العديد من أجزاء الطائرة قد بيعت أساسًا إلى إسرائيل ثم أعيد تصديرها إلى طهران بما يعد انتهاكًا للقانون الأمريكي.
الأهداف
بحسب برجمان، كانت أهداف إسرائيل هي: إعادة خلق بعض النفوذ الذي فقدته في إيران بعد الإطاحة بالشاه عام 1979؛ وزيادة حدة حرب الخليج الأولى وإضعاف كل من إيران والعراق اللذين يعارضان وجود إسرائيل؛ ومنع العراق من هزيمة إيران حيث كانت إسرائيل تخشى انتصار صدام حسين، وإقامة أعمال تجارية لصناعة السلاح الإسرائيلي[10]
كتبت تريتا بارسي أن إسرائيل أمدت إيران بالسلاح والذخيرة لأنها ترى أن العراق يمثل خطرًا على عملية السلام في الشرق الأوسط. آريل شارون كان يرى أنه من الأهمية بمكان "أن يظل الباب مفتوحًا قليلاً" أمام إمكانية إقامة علاقات جيدة مع إيران في المستقبل. وبحسب ما ذكره ديفيد مينشري من جامعة تل أبيب، خبير كبير في شئون إيران، "على مدار الثمانينيات من القرن العشرين، لم يقل أي شخص في إسرائيل كلمة عن الخطر الإيراني - لم تكن هذه الكلمة تنطق." ولقد فسرت بارسي في لقاء مع دياني رهيم أنه رغم الخطب المعادية لإسرائيل التي كانت تعرض على الملأ في إيران، ففي واقع الأمر كانت الدولتان تعتمدان سرًا على دعم بعضهما البعض لمواجهة المعارضة الهائلة من كل من العراق والاتحاد السوفيتي. ويستدل على ذلك بحقيقة استمرار هذه العلاقة رغم زيادة حدة الخطاب نتيجة الثورة الإسلامية في إيران، والذي استمر حتى انهيار الاتحاد السوفيتي وتدمير الولايات المتحدة للعسكرية العراقية في حرب الخليج الأولى واللذين حدثا عام 1991. ورغم أنه أدعى أنه لطالما استخدمت إيران إسرائيل كوسيلة لخلق شعور عربي جامع معادٍ لإسرائيل تتجمع حوله جميع الدول المسلمة في المنطقة بزعامة إيران، بدأت إسرائيل وإيران حقًا اعتبار بعضهما البعض منافسًا إستراتيجيًا بعد تلاشي خطر الاتحاد السوفيتي وبعد ما لم تعد العراق تمثل نقطة اختبار للقوة في المنطقة.[11]
يقول مصدر آخر إن إسرائيل رأت أن حرب الخليج تعد فرصةً لضمان سلامة المجتمع اليهودي في إيران والذي يُعتقد أنه كان يعيش في خطر. فقد كان يعيش في إيران وقت الثورة ما يقرب من 80 ألف يهودي. وكانوا يعتبرون أقلية هم والمسيحيون والزرادشتيون في إيران، ولكنهم لم يواجهوا عمومًا عمليات إعدام واستطاعوا متابعة حياتهم دون مشكلات. لكن أصولية الخميني جعلت الجميع في ورطة. فكان الدعم الظاهري لإيران يضمن سلامة المجتمع اليهودي وسمح لآلاف منهم بالهجرة؛ ولقد ساهم ذلك مساهمةً كبيرة في نجاح إيران في الزود عن حدودها.
إنكار إيران
دأب المسؤولون الإيرانيون أثناء وبعد الحرب على نفي حصولهم على مساعدات من إسرائيل التي كانوا يدينونها باعتبارها "دولة غير شرعية". ولقد أنكر آية الله روح الله الخميني، زعيم إيران أثناء الحرب، غاضبًا أن إسرائيل قد أرسلت أسلحة إلى إيران. ولقد أكد في خطبة ألقاها يوم 24 أغسطس 1981، أن أعداء إيران يحاولون النيل من الثورة الإسلامية الإيرانية بنشر إشاعات كاذبة عن التعاون بين إسرائيل وإيران، وأن صدام حسين ما هو في الواقع سوى حليف لإسرائيل ودفعها لقصف وتدمير منشآت مفاعل أوزيراك النووي العراقي:
«إنهم يتهموننا باستيراد الأسلحة من إسرائيل. إنهم يقولون ذلك على دولة نهضت لمعارضة هذا الادعاء الصهيوني البغيض منذ البداية .... لقد تحدثنا في الخطب وفي البيانات على مدار أكثر من عشرين عامًا عن إسرائيل وعن ممارساتها القمعية، رغم أن هناك عددًا كبيرًا من الدول الإسلامية التي لم تقم بأية خطوة على طريق معارضة إسرائيل. إن هذا الرجل صدامًا الذي لجأ إلى التمثيل وأجبر إسرائيل على قذف المركز [النووي] لينقذ نفسه من العار الذي صنعه بيده عندما هاجم دولة إيران الإسلامية - فهدفه من ذلك هو التغطية على هذه الجريمة وإعطاء انطباع أن إسرائيل تعادي صدام، .... إن هذا لأمر سخيف وطفولي»
.
انظر أيضًا
مساعدات دولية لطرفا القتال في الحرب بين إيران والعراق
دعم إيطاليا للعراق أثناء حرب الخليج الأولى
المراجع
^ Ronen Bergman, The Secret War with Iran, Free Press, 2008, p.40-48
^ Parsi, Trita Treacherous Alliance: The secret dealings of Israel, Iran and the United States, by Trita Parsi, Yale University Press, 2007
^ Jones، Nate. "Document Friday: When Iran Bombed Iraq’s Nuclear Reactor". NSA Archive. اطلع عليه بتاريخ 4 May 2012.
^ Phythian, Mark. Arming Iraq : How the U.S. and Britain Secretly Built Saddam's War Machine, p.20
^ Scott, Peter Dale, The Iran-Contra Connection: Secret Teams and Covert Operations in Reagan Era, 1987, p. 173-174
^ Nicholas Kristof, ‘‘The Osirak Option,’’ New York Times, Nov. 15, 2002, p. A31.
^ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب Dowell، William (31). "Iraqi-French nuclear deal worries Israel". The Christian Science Monitor. اطلع عليه بتاريخ 25 June 2013.
^ VIEWPOINT: PREVENTIVE ATTACKS AGAINST NUCLEAR PROGRAMS AND THE ‘‘SUCCESS’’ AT OSIRAQ by Dan Reiter
^ Bulloch, John, The Gulf War : Its Origins, History and Consequences by John Bulloch and Harvey Morris, London : Methuen London, 1989, p.17
^ Bergman, Secret War, 2008, p.43-44
^ Rehm، Diane (8). treacherous-alliance-yale "Trita Parsi: “Treacherous Alliance” (Yale)". The Diane Rehm Show. National Public Radio. اطلع عليه بتاريخ 24 June 2013.
 
=====================
إيران تنفي وجود "علاقة سرية" مع إسرائيل ودوريات لسفنها الحربية بمدخل "باب المندب"
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- نفت إيران الجمعة، صحة التقارير الإعلامية التي ترددت مؤخراً، عن وجود "علاقة سرية" بين طهران وتل أبيب، في الوقت الذي كشفت فيه الجمهورية الإسلامية عن قيام سفنها الحربية بدوريات عند مضيق "باب المندب"، بالمدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
النفي الإيراني لم يصدر من طهران كما جرت العادة، وإنما جاء هذه المرة عبر "مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة"، بعد أن نقلت وسائل إعلام مصرية تصريحات منسوبة لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ذكر فيها أن بلاده لا تمانع من إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
ووصف المكتب تقريراً لصحيفة "اليوم السابع" القاهرية، بعنوان "تل أبيب وطهران.. أعداء في العلن أصدقاء في الخفاء"، بأنه "أكاذيب مفضوحة"، مشيراً إلى أن التقرير احتوى "تصريحات مزيفة" منسوبة للوزير ظريف، وكذلك "اتهامات ومزاعم واهية وكاذبة، بوجود علاقات بين إيران والكيان الإسرائيلي."
وشدد المكتب، التابع للخارجية الإيرانية، على أن "الموقف الصريح والمبدئي للجمهورية الإسلامية الإيرانية حول الطبيعة اللا مشروعة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، والدعم الشامل للقضية الفلسطينية، والقدس الشريف، واضح وبين للجميع، خاصةً للرأي العام والنخب في العالمين العربي والإسلامي."
وأضاف في بيان أوردته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، أن "وسائل الإعلام الصهيونية لها الكثير من سوابق فبركة الأكاذيب، ببث مزاعم وادعاءات كاذبة ووهمية، ونسبها إلى البعض"، كما نقل عن الوزير ظريف تأكيده أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتحاور أبداً من الكيان الإسرائيلي."
في الغضون، كشف قائد القوة البحرية بالجيش الإيراني، الأدميرال حبيب الله سياري، عن قيام سفينتين حربيتين إيرانيتين بدوريات بالقرب من مضيق "باب المندب"، على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، بعد تقارير عن قيام سفن حربية أمريكية بإجبار السفن الإيرانية على الابتعاد عن السواحل اليمنية.
وقال المسؤول الإيراني، في تصريحات للصحفيين على هامش مراسم "يوم المعلم"، مساء الخميس، إن "تواجد المجموعة البحرية الإيرانية الـ34 في خليج عدن، يأتي في إطار القوانين الدولية، وتوفير الأمن للسفن التجارية الإيرانية، في مواجهة قرصنة البحر"، بحسب الوكالة الرسمية.
ونفى سياري الأنباء عن قيام سفن حربية أجنبية بتوجيه تحذيرات لمجموعة السفن الإيرانية، أو أن تكون الأخيرة قد غادرت المنطقة على خلفية تلك التحذيرات، وقال: "إننا متواجدون الآن في خليج عدن.. وتقوم المدمرة (البرز) والفرقاطة اللوجستية (بوشهر) بعمل الدورية في مدخل مضيق باب المندب."
وبينما ذكر أن السفن الحربية الإيرانية لا تدخل المياه الإقليمية للدول الأخرى، وفقاً للقوانين الدولية، فقد لفت إلى أن تلك السفن المتواجدة في خليج عدن حالياً، ستستمر في مهمتها لغاية 22 يونيو/ حزيران القادم، ومن ثم ستعود إلى البلاد، ليتم إرسال المجموعة الـ25 بدلاً منها إلى نفس المنطقة.
وعن قيام البحرية الإيرانية باعتراض سفينة شحن تجارية ترفع علم "جزر المارشال"، عند مضيق "هرمز"، واقتيادها إلى ميناء "بندر عباس"، قال سياري إن تلك السفينة "تم توقيفها بقرار قضائي، في ضوء المخالفة التي ارتكبتها.. وعليها تسديد الغرامة المحددة لها، لحل مشكلتها."
يُذكر أن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" كان قد ذكر في وقت سابق من الأسبوع المنصرم، أن سفن البحرية الأمريكية سترافق كل سفينة ترفع العلم الأمريكي عند مرورها بمضيق هرمز، في أعقاب قيام الحرس الثوري الإيراني باحتجاز السفينة التجارية.
=====================
إيران وإسرائيل والعلاقة المشبوهة
التنوير
محمد أمين
تتعالى التصريحات والحرب الإعلامية بين إيران من طرف والكيان الصهيوني والولايات المتحدة من طرف آخر، والمتطلع لتلك التصريحات يعتقد أن هناك عداء غير محدود بين الأطراف الثلاثة، وأن كل طرف ينتظر الوقت المناسب للانقضاض على الآخر لتدميره، وملخصاً لذلك فإننا نجد تصريحات إيرانية على غرار "ينبغي إزالة إسرائيل من على الخريطة"، "ينبغي عودة اليهود إلى مواطنهم الأصلية"، وعلى الصعيد الآخر نجد الكيان الصهيوني يصدر تصريحات مشابهة يطالب فيها القيام بعملية عسكرية ضد طهران، باعتبار أن العقوبات الدولية غير كافية لإيقاف البرنامج النووي لإيران.
كل تلك التصريحات السابقة أثبتت مجريات الأحداث أنها كلمات للاستهلاك المحلي والعالمي ومحاولة اكتساب شعبية في أوساط العرب والمسلمين، خاصة من ناحية النظام الإيراني، حيث أظهرت وكالات الأنباء مؤخراً عن اعتزام الكيان الصهيوني شراء صفقات غاز طبيعي من إيران، فأين العداء.. وأين الحرص على تدمير "إسرائيل" وإزالتها من الوجود.؟؟
غير أن تلك الأخبار الحالية ليست جديدة في حد ذاتها، بل هي قديمة متجددة تطفو على السطح بين وقت وآخر، والمتابع لشأن العلاقات الإيرانية - الإسرائيلية يجدها قديمة ومتجذرة بين الطرفين، منذ نظام الشاه وحتى انقلاب الخميني ، ودلائل وحجج التاريخ لا تغفل ذلك أبداً، وأن أمر كشف تلك العلاقة لا يحتاج إلا إلى بحث بسيط في التاريخ حتى نسبر أغوار تلك العلاقة الخفية الظاهرة، فالتاريخ القديم والحديث يزخر بدلائل تعمق تلك العلاقة بين الفرس والصهاينة.
دلائل... وشواهد
مصداقاً لما سبق، فهناك أدلة وبراهين كثيرة على عمق العلاقات الإيرانية الصهيونية، والتي لا يستطيع حتى من يمتلك منهم وجهة نظر حيادية تجاه عدوانية إيران وإسرائيل وأطماعهما في المنطقة العربية والإسلامية أن ينكرها، ومنها ما كشف عنه من التعاون الإيراني الإسرائيلي الحثيث أثناء حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران، حيث أظهرت الوثائق التاريخية أن جسراً من الأسلحة كانت تأتي إلى إيران من أمريكا عبر الكيان الصهيوني، وأنه كان هناك تعاون بين الأطراف الثلاثة منذ بداية الحرب العراقية - الإيرانية، حتى تبين أن أحد الإيرانيين واسمه "صادق طبطبائي "، أحد أقرباء "آية الله الخميني "، والذي كان يلعب دور الوسيط بين الطرفين، وذلك من خلال علاقته المميزة مع الصهيوني "جوزيف عازر "، الذي كان بدوره له علاقة بأجهزة المخابرات الصهيونية والجيش الإسرائيلي، وتم اكتشاف حقيقة تلك العلاقة بعد إلقاء القبض على طبطبائي في يناير (1983) في مطار برلين وبحوزته كميات من الهيروين وعلى جواز سفره تأشيرات دخول وخروج صهيونية.
وفي واقعة أخرى مماثلة، وبالتحديد في (18) يوليو عام (1981)، انكشف التعاون الإيراني الإسرائيلي الحثيث في المجال العسكري، وذلك عندما تمكنت قوات الدفاع الجوي السوفيتية من إسقاط طائرة أرجنتينية، تابعة لشركة "أروريو بلنتس"، ضلت طريقها ودخلت الأجواء السوفيتية، وكانت هذه الطائرة تنتقل بين طهران والكيان الصهيوني، محملة بالسلاح، وكشفت صحيفة "التايمز" البريطانية وقتها تفاصيل دقيقة عن هذا التعاون العسكري الصهيوني الإيراني، حيث أكدت أن إيران استلمت ثلاث شحنات أسلحة في أيام (10و12و17) من يوليو عام (1981).
وفيما يعد دليلاً دامغاً على سعي النظام الإيراني على التعاون الكامل مع الكيان الصهيوني، فقد اعترف الرئيس الإيراني السابق "أبو الحسن بني صدر "، في مقابلة صحفية له مع صحيفة (الهيرالد تريبيون) الأمريكية نشرت في الرابع والعشرين من أغسطس عام (1981) "أنه أحيط علماً بوجود هذه العلاقة بين إيران وإسرائيل و أنه لم يكن يستطيع أن يواجه التيار الديني هناك والذي كان متورطاً في التنسيق والتعاون الإيراني الإسرائيلي"، وفي (3) يونيو (1982) اعترف مناحيم بيجن بأن الكيان الصهيوني كان يمد إيران بالسلاح، وعلل شارون وزير الحرب الصهيوني آنذاك أسباب ذلك إلى "أن تقوية إيران من شأنه أن يضعف العراق"، وهو ما يؤكد حجم الأطماع الإيرانية - الإسرائيلية التوسعية في المنطقة - والليلة أشبه بالبارحة.
وفي هذا السياق أفادت أيضاً مجلة (ميدل إيست) البريطانية في عددها الصادر في نوفمبر عام (1982) أن مباحثات كانت تجري بين إيران والكيان الصهيوني بشأن عقد صفقة يحصل الكيان بموجبها على النفط الإيراني في مقابل حصول إيران على السلاح الإسرائيلي، الذي كان الاحتلال الصهيوني قد صادره من رجال المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وأكد البعض وقتها أن قيمة تلك الصفقة وصلت (100) مليون دولار.
وفي العام الماضي كشفت صحيفة (الحياة) اللندنية في عددها الصادر في الرابع والعشرين من أبريل عام (2006)، نقلاً عن صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية أن ثلاثة مهندسين يهود عادوا إلى الكيان الصهيوني قبل نحو أسبوع من نشر الخبر، قادمين من طهران تلبية لدعوة رسمية، للمساهمة في إعادة تأهيل بنى تحتية دمرها زلزال قبل سنوات، وذكرت الصحيفة أن المهندسين الثلاثة أبدوا سعادتهم وارتياحهم للاستقبال الحميمي الذي لاقوه من المسئولين والشعب الإيراني، بل وأكدت الصحيفة أن استعانة إيران بالخبراء الصهاينة ممتدة منذ نحو عقد ونصف.
وعطفاً على ما سبق، فقد كشفت (هيئة الإذاعة البريطانية)، منذ يومين فقط عن رسالة إيرانية إلى الإدارة الأمريكية محتواها توقف إيران عن مساندة "حزب الله" الشيعي في لبنان، ووقف دعمها لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في فلسطين، ووقف دعم العصابات الشيعية في العراق، في مقابل حصولها على مكاسب سياسية فيما يتعلق بملفها النووي.
وقبل ذلك بنحو شهور قليلة وبالتحديد في يونيو الماضي ورطت إيران لبنان في حرب غير مستعد لها مع الكيان الصهيوني، وذلك بفضل نفوذها على حزب الله الشيعي، وذلك لإلهاء المجتمع الدولي عن ملفها النووي وتوجيه الأنظار بعيداً عن مخططاتها النووية، خاصة وأن مجلس الأمن الدولي كان وقتها على وشك إصدار قرار إدانة للبرنامج النووي الإيراني، أي : أن إيران استخدمت حزب الله كورقة مساومة، وهذا الموقف تحديداً يظهر أن إيران وإسرائيل والولايات المتحدة متساوون في مخاطرهم على العرب والمسلمين، فهم جميعاً لديهم طموحاتهم الإمبريالية الاستعمارية ضد دول المنطقة.
ثم إن هناك موقفاً تاريخياً لا ينبغي أن نسقط الحديث عنه، انطلاقاً من أنه يجسد حميمية العلاقات الإيرانية الصهيونية، فينبغي أن نعرف أن إيران كانت من أوائل الدول التي اعترفت بالكيان الصهيوني كدولة، حيث سارعت إيران بالاعتراف بذلك الكيان بعد عامين من قيامه، وكان ذلك في (1950)، وهو ما ترتب عليه تكون تحالف إستراتيجي بين الطرفين في المجال الأمني، وتمكن الكيان الصهيوني من خلال ذلك التعاون الإستراتيجي من كسر عزلته الإقليمية والدولية، بل إن العلاقات بينهما اتخذت منحى الصداقة في ظل عدوانيتهم المشتركة تجاه العرب والمسلمين، وهو ما قد يفسر لنا تعمق تلك العلاقات إبان حقبة الستينيات في ظل العداء المطلق من الرئيس المصري جمال عبد الناصر لكل من إيران والكيان الصهيوني على حد سواء.
وكانت تلك العلاقات الإيرانية الإسرائيلية العميقة خلال فترة الستينيات بلغت ذروتها من خلال قيام الكيان الصهيوني بتسليح شاه إيران، وعقد اتفاقيات أمنية موسعة بين الموساد الإسرائيلي والسافاك الإيراني. واقتصادياً، كانت إيران هي المصدر الرئيسي لواردات النفط الإسرائيلية، ولا سيما أثناء حربي (1967 و1973).
وهناك جانب آخر لا ينبغي إغفال الحديث عنه عند دراستنا لواقع العلاقات الإيرانية الخارجية وانعكاساتها الخطيرة على واقع قضايا العرب والمسلمين، فالمتطلع إلى السياسة الخارجية الإيرانية يجدها متهاونة مع أعداء الأمة، وإلا بماذا نفسر حسن علاقتها بالدول الشيوعية الملحدة المجاورة لها وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي (سابقاً)، روسيا حالياً، أليست تلك العلاقة تثير القلق في نفوس المراقبين، خاصة مع موقف الاتحاد السوفيتي السابق تجاه غزو أفغانستان، ثم أين كان الموقف الإيراني من ذلك الغزو؟ أليست أفغانستان دولة مسلمة، وإيران تدعي مراعاتها لمصالح المسلمين؟
وفي التاريخ المعاصر، أثبتت مجريات الأحداث أن إيران كان لها دور مشبوه في إسقاط نظام طالبان في أفغانستان وتقديم دعماً بطريق غير مباشر للقوات الأمريكية الغازية التي تمكنت من إسقاط حكومة طالبان عام (2001)، حتى أن بعض المحللين السياسيين أكدوا أن أمريكا ما كان لها أن تحتل أفغانستان لو لا مساعدة طهران.
انطلاقاً من التاريخ المخزي لإيران في التعاطي والتعامل الحميمي مع أعداء الأمة العربية والإسلامية، يتضح لنا أن إيران لديها مشروع توسعي استعماري في المنطقة، لا يقل في الخطورة عن المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة، وهو ما يدفع هذه الأطراف إلى السعي نحو التعاون الجدي بينهم لتحقيق تلك الأهداف، والتي وإن اختلفت إيديولوجياً وسياسياً عن بعضها البعض إلا أنهم في النهاية متساوون في الأطماع في المنطقة العربية، وليس أدل على ذلك من التقاء تلك الأطماع مجتمعة في العراق المحتل، فإيران تدعم الشيعة للسيطرة على العراق وجعله نقطة انطلاق نحو نشر التشيع في باقي دول المنطقة، وهو ما رصده مؤتمر التقريب بين المذاهب والذي استضافته قطر يوم السبت الموافق الـ(20) من يناير لعام (2006)، وعلى الصعيد الإسرائيلي نجد مخابراتها متغللة في الشمال العراقي وتحديداً في منطقة الأكراد التي أكدت بعض المصادر أن هناك تواجداً للموساد الإسرائيلي لتدريب الضباط الأكراد، بل إن هناك أخباراً تؤكد توطين اليهود في شمال العراق في كردستان، لجعله نقطة لتحقيق حلم الكيان الصهيوني الكبير - من الفرات إلى النيل.
كما أن الخبراء والمحللين السياسيين والإستراتيجيين يؤكدون أن التواجد الصهيوني في شمال العراق، يؤهل تلك المنطقة أن تصبح مرتعاً لصراعات شرسة في المستقبل القريب، خاصة مع غنى منطقة كردستان بالنفط وخاصة مدينة كركوك، إضافة إلى اقتراب موعد الاستفتاء على وضع المدينة في نهاية العام الجاري، بشأن انضمامها لإقليم كردستان العراقي، الذي يتمتع بحكم ذاتي، وهو ما يؤهل تلك المدينة لأن تصبح مركزاً لصراعات إقليمية ودولية بين الكيان الصهيوني الرامي إلى إعادة إحياء خط نفط كركوك - حيفا، الذي أنشأ عام (1931) لضمان إيصال النفط إلى الكيان الصهيوني، وبين إيران وتركيا المتخوفتين من نشأة دولة كردية في شمال العراق، بشكل يهدد وحدة واستقلال أراضيهم، وهو ما قد يدفع تلك الأطراف الثلاثة للالتقاء للتعاون بينهم كل حسب هدفه، مما يقد يعطي دليلاً آخر على احتمالات التآمر الإيراني بين طهران والكيان الصهيوني، ضد العراق.
وفي هذا الإطار يذكر أن النظام العراقي السابق بقيادة الرئيس الراحل (صدام حسين ) قد سجل موقفاً تاريخياً إسلامياً شريفاً ضد الأطماع الصهيونية في المنطقة، حيث رفض الرئيس الراحل تصدير نفط كركوك إلى الكيان الصهيوني، الذي تقدم بطلب استيراده مقابل دعمه في حربه ضد إيران، في الوقت الذي لم تتورع إيران عن استيراد السلاح الصهيوني للحرب ضد العراق.
كل ما سبق ليس بغريب على إيران والكيان الصهيوني، فقد يكون لهما مشروعهما السياسي الذي يسعون لتحقيقه، إلا أن الأغرب هو الموقف العربي والإسلامي السلبي تجاه هذين المشروعين الاستعماريين في المنطقة، وأن العرب والمسلمين لن تكون لهما القدرة على التصدي لهذين الخطرين إلا باستحداث مشروع عربي إسلامي نهضوي يجمع شمل الأمة العربية والإسلامية، ويكون قادراً على وضع الأمور في نصابها الحقيقي، ويحمي الأمة من مخاطر الانخداع بلغة الشعارات التي يتبناها النظام الإيراني، الذي يلعب على وتر القضية الفلسطينية، لكسب تأييد الشعب العربي المسلم، دون تحرك جدي نحو مناهضة الكيان الصهيوني.
كما أنه يكفي أن نعرف أن المنطقة العربية والإسلامية محتلة من إيران والكيان الصهيوني والولايات المتحدة، فإيران تحتل الجزر الإماراتية الثلاث، وتثير بين فترة وأخرى قضية تبعية مملكة البحرين لها، وإسرائيل تحتل هضبة الجولان وأجزاء من الجنوب اللبناني وفلسطين، والولايات المتحدة تحتل العراق وأفغانستان، أليست تلك دلائل على المخاطر المحدقة بالعرب والمسلمين من جانب هذه الدول الثلاث، التي تعتبر "محور شر" حقيقي ضد دول المنطقة؟
=====================
استخبارات إسرائيل: إيران وحزب الله فشلا بتأمين نظام الأسد
التاريخ:27/4/2015 - الوقت: 3:03م
أكدت الاستخبارات الإسرائيلية أن الحملة التي قام بها كل من إيران وحزب الله بقيادة قائد "قوة القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني لحماية نظام الأسد وتأمين استعادته مناطق في جنوب سوريا، قد باءت بالفشل الذريع.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الاثنين، عن محافل استخبارية إسرائيلية قولها إن المفاجأة تمثلت في نجاح قوات المعارضة السورية في دحر جنود النظام ومقاتلي حزب الله دون أن تبذل جهودا كبيرة، منوهة إلى أن مظاهر الإعياء باتت واضحة على نظام الأسد بشكل غير مسبوق.
وأكدت المحافل أن بشار الأسد بات غير قادر على النوم في قصره بهدوء، بسبب تعمد قوات المعارضة قصف المنطقة التي يتواجد فيها القصر الرئاسي بالصواريخ.
وشددت المحافل على أن الدعم الإيراني ومساندة قوات حزب الله العاملة إلى جانب نظام الأسد لم تكن كافية لتمكين النظام من تأمين احتفاظه بالمناطق التي تعد ذخرًا استراتيجيًا لبقائه.
ونوهت المصادر إلى أن أكثر ما يثير الرعب في أوساط قادة النظام السوري هو أن يتمكن الثوار من السيطرة على مطار دمشق الدولي، الذي يقومون بقصفه بين الحين والآخر، مشيرة إلى أن النظام معني أيضا بالحفاظ على الخط الذي يربط لبنان بسوريا لضمان تدفق الدعم العسكري من حزب الله.
وشددت المصادر على أن إسرائيل ستكون منزعجة جدا من سيطرة الثوار على مطار دمشق، وذلك لتواجد مخازن ضخمة من السلاح النوعي في محيطه، مشيرة إلى أن حصول الثوار على هذا السلاح سيمثل تهديدا استراتيجيا للعمق الإسرائيلي.
وشددت المصادر على أن إسرائيل لن تتردد في التدخل في الصراع الدائر حاليا، في حال شعرت بأن مصالحها معرضة للخطر.
وأقرت الاستخبارات الإسرائيلية بعجزها عن ترقب وتوقع التحولات في العالم العربي بسبب كثافة التطورات ومفاجأتها.
ونقل موقع صحيفة "هآرتس" عن مصدر استخباري صهيوني قوله، إن الوتيرة العالية الكبيرة للتحولات المتلاحقة التي تتواصل في العالم العربي، والتي تمتد من العراق في الشرق وحتى ليبيا غربا، تثقل كاهل الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية وتجعلها عاجزة عن تقديم تقديرات استراتيجية وازنة لدوائر صنع القرار في تل أبيب
وفي السياق، حذر عدد من المعلقين الصهاينة من أنه على الرغم من حرص حزب الله على عدم فتح مواجهة مع إسرائيل، إلا أن مثل هذه المواجهة قد تحدث بسبب التعقيدات التي تشهدها مناطق الحدود مع لبنان وسوريا.
وذكر المعلق العسكري لصحيفة "يسرائيل هيوم" القريبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوآف ليمور، أن إسرائيل غير معنية بإهانة حزب الله للدرجة التي تجعله مضطرا للتورط في مواجهة مع إسرائيل دون تخطيط.
من ناحيته، قال المعلق العسكري ألون بن دافيد، إن الردع الإسرائيلي يتآكل في أعقاب الحرب الأخيرة ضد حركة حماس، ويمكن أن يغري حزب الله بفتح مواجهة مع إسرائيل في حال فرضت عليه.
وفي تحليل نشرته صحيفة "معاريف" الاثنين، فقد طالب بن دافيد بضرورة التعامل بحساسية كبيرة تجاه ما يحدث في سوريا حتى لا تجد إسرائيل نفسها في معمعة لا طائل منها.
(عربي 21)
=====================
صحفي يكشف لـ"العربية.نت" عن علاقة "حميمة" بين إيران وإسرائيل...حصيلة 20 ساعة مع الموساد و200 ساعة مع الاطلاعات
دبي – سعود الزاهد، بيروت - إيليا جزائري
العربية نت
11-1-2011
كشف صحافي معتقل في أحد السجون الإيرانية أن طهران ترتبط بعلاقة سرية حميمة مع إسرائيل، وذلك من واقع مقابلات يقول إنه تمكن من إجرائها مع عناصر من الموساد استمرت 20 ساعة، ومع المخابرات الإيرانية "الاطلاعات" تخللتها استجوابات وصلت مدتها إلى 200 ساعة ترافق بعضها مع تعرضه لتعذيب جسدي.
وزود الصحفي الإيراني نادر كريمي نزيل سجن ايفين في طهران، "العربية.نت" بمعلومات حول ذلك، واعداً بنشر كتاب عنها بعد خروجه من السجن.
ويعد نادر كريمي من الصحفيين المنتقدين لحكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وهو من جرحى الحرب العراقية الإيرانية حيث كان عضوا في قوات الحرس الثوري الإيراني وترأس لفترة تحرير صحف منها "سياست روز" و "جهان صنعت" ومجلة "كزارش".
وكانت المحكمة الابتدائية قد حكمت عليه بالسجن عشرة أعوام وبعد استئناف الحكم قبل عامين ونصف خفض إلى خمسة أعوام.
وعرض التلفزيون الحكومي الإيراني قبل أشهر اعترافات مسجلة لنادر كريمي، إلا أنه
نفى خلال المقال الذي أرسله لـ "العربية.نت" كل ما أدلى به في تلك الاعترافات وقال "إنها انتُزعت منه قسراً بواسطة وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية "اطلاعات".
وأضاف أنه التقى عددا من عملاء "الموساد" بهدف إجراء مقابلات معهم لصالح الكتاب الذي ينوي نشره بخصوص العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.
حرب كلامية
ويؤكد كريمي أن الحرب بين طهران وتل أبيب لا تتجاوز الحرب الكلامية قائلا :"إن الحرب الكلامية والعنتريات التي تخوضها طهران ضد تل أبيب أوهمت المسلمين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ألد أوعلى أقل تقدير أحد ألد أعداء إسرائيل وأهم حماة الفلسطينيين أو أحد أهم حماتهم في العالم".
وأضافت أنه لم تتوفر الظروف لوضع إيران على المحك ولم يتمكن المحللون والمراقبون والصحفيون من الاتصال بصنّاع القرار على هذا الصعيد، سيما عناصر الاستخبارات في البلدين، الأمر الذي أغرق المراقبين في متاهة الحرب الكلامية، وذلك نتيجة لعدم اطلاعهم على واقع العلاقات بين طهران وتل أبيب.
ويضيف هذا الصحفي السجين أن حكومتي إيران وإسرائيل حولتا الصحفيين إلى أداة للنفخ في بالون العداء بين البلدين، وإلى أدوات مثيرة في مسرحية التخاصم بينهما إلا أن ثمة واقعاً آخر خلف ستار هذه التمثيلية التي كتبت فصولها في فئة الإثارة.
عداء يستثمره الجانبان
ويقول كريمي، الخبير في الشؤون الإيرانية الإسرائيلية أن السنوات التي أمضاها في الحديث مع الدبلوماسيين الإيرانيين ودراسة خارطة العداء بين طهران وتل أبيب زادت لديه الغموض الذي يكتنف جوهر هذا العداء وهو يعتقد أنه في واقع الأمر هناك تمثيل عدائي يستثمره الطرفان لصالح مصالحهما السياسية، مؤكدا :"مما لا شك فيه
لاتخفي كل من إيران وإسرائيل العداء اللفظي بينهما إلا أن الهدف من وراء هذا العداء وخلافا للحرب الإعلامية يتبلور في استثماره بصورة نفعية".
اللقاء بعملاء الموساد في تركيا
وأشار نادر كريمي إلى أنه التقى بعملاء الموساد في تركيا وكتب بهذا الخصوص: "كصحفي ملتزم بعقائده وبالرأي العام، رأيت أن الخوض في هذا المجال (العلاقات الإيرانية الإسرائيلية) دون مقابلة العناصر الاستخباراتية للبلدين سيكون عملا ناقصا ولكن الأسئلة الملحة التي طرحت نفسها كانت كيف وأين أتمكن أن ألتقي عملاء جهازي الاستخبارات للبلدين لسماع الحقيقة نسبيا منهم ".
وأضاف "أنا أعترف أن الالتقاء بمسؤولي شعبة إيران في الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) كان أسهل وأئمن وأقل كلفة بكثير من الالتقاء بمسؤولي شعبة إسرائيل في الاستخبارات الإيرانية (إطلاعات) حيث كان يكفي أن أمثل على العملاء الإسرائيليين اليهود من أصول إيرانية في تركيا، دور الصحفي المعارض للحكومة الإيرانية والداعي إلى الإطاحة بها حتى أحصل على ثقتهم".
وحول حصوله على المعلومات من الجانب الإيراني كتب يقول: "أما تمهيدا لأرضية اللقاء بعناصر الاستخبارات الإيرانية الذين يحظون بتعاون الاستخبارات التركية لمراقبة القنصلية الإسرائيلية في اسطنبول فقد مثلت دور متهم أحمق نادم لأخطائه السابقة فحاولت تفريغ المعلومات والتحليلات الاستخباراتية الإيرانية بخصوص إسرائيل".
ويكشف نادر كريمي أنه أجرى 20 ساعة من المقابلات على مدى شهرين مع عملاء الموساد، وتحمل حوالي 200 ساعة من الاستجواب الذي رافقه التعذيب الجسدي في بعض الأحيان على يد عناصر الاستخبارات الإيرانية في وزارة الأمن والاستخبارات، مما أرغموه على كتابة اعترافات قسرية، إلا أنه يؤكد أن الحصول على المعلومات من عملاء الاستخبارات الإيرانية خلال الاستجواب أسهل بكثير من حصول مثل هذه المعلومات من العملاء الإسرائيليين.
إيران تشتري بضائع إسرائيلية
وينتقل نادر كريمي بالحديث حول شراء إيران بضائع إسرائيلية مشيرا إلى أنه " في الوقت الذي تستخدم إيران لغة غاضبة ضد إسرائيل ولصالح الشعب الفلسطيني المظلوم، ويبذل المسؤولون الإيرانيون في الداخل والخارج جهودا مضنية لتأليب الرأي
العام، إلا انهم يقدمون في بعض الأحيان على شراء البضائع الاستهلاكية الإسرائيلية كالفواكه على سبيل المثال، أو يختارون في تعاملاتهم شركات من أصول إسرائيلية، وبهذا يرفدون اقتصاد البلد الذي ينعتونه بالعدو".
ويواصل قائلا إن إيران لم تنظم أي قائمة للبضائع أو الشركات الإسرائيلية المحظورة من قبلها كما لا تنوي القيام بذلك.
وأشار نادر كريمي إلى ما اعتبرها صفقات بين تل أبيب وطهران "منذ الحرب العراقية الإيرانية ولحد الآن يقوم وسطاء إيرانيون المليئة جيوبهم بالأموال بشراء أسلحة وأجهزة غربية غالية الثمن بمساعدة وسطاء إسرائيليين جشعين حيث يدفع الزبون الإيراني الفائض الكرم أضعاف الأسعار الحقيقية للأسلحة المتطورة الغربية".
وحول هذه الصفقات ينوه كريمي إلى"أن الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية أثناء الحرب العراقية الإيرانية إلى أدوات الحرب الإلكترونية والرادارات الحساسة للغاية وأجهزة اللاسلكي المشفرة. تشكل كلها غيضا من فيض على صعيد الصفقات المبرمة في الظلام والصمت بين إيران والوسطاء الإسرائيليين".
كما يشير كريمي إلى دخول وخروج عملاء إسرائيل بحرية وبجوازات غير إسرائيلية إلى إيران ويلتقون بأصدقائهم تحت مرأى وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية حسب قوله.
إرغام فلسطينيين على التجسس
ويقول هذا الصحفي السجين من خلال المعلومات التي قدمها لـ"العربية.نت" إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستغل بعض الطلاب الفلسطينيين الموجودين على الأراضي الإيرانية : "الكثير من الفلسطينيين الذين حصلوا على منح دراسية من قبل ممثليات الجمهورية الإسلامية الإيرانية السياسية والثقافية في الخارج، وانتقلوا للدراسة في الحوزة الدينية والجامعات الإيرانية فقد تعرضوا للضغط بغية إرغامهم على التجسس على المجموعات الفلسطينية والسفارات العربية في طهران".
وذكر نادر كريمي بالاسم طالبا فلسطينيا تحول إلى المذهب الشيعي وكان يحضر لرسالة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي بجامعة إعداد المدرسين بطهران، كلفته وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية مهمة التجسس على سفارتي الأردن والسودان في طهران إلا أنه طرد في النهاية من إيران بعد أن سجن فيها لمدة 15 شهرا".
وينقل عن خبراء وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية قولهم: "من الضروري وجود كيان إسرائيلي يطلق بين الحين والآخر حربا كلامية ويغامر بتصرفاته في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي من شأنه أن يمهد الأرضية للجمهورية الإسلامية الإيرانية لتستعرض عضلاتها وتطبق سياساتها في المنطقة وتمارس الضغط على الحكومات العربية عبر تحريض الرأي العام العربي في البلدان العربية".
ويزعم أن خبراء الاستخبارات الإيرانية (إطلاعات) يؤكدون في تحليلاتهم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحالها تشكل عامل عدم استقرار في الأراضي المحتلة، ولا يهم طهران كم من الفلسطينيين يلقون حتفهم نتيجة لتحريضاتها.
ومن خلال المعلومات التي زود بها "العربيه.نت" يستنتج الصحفي الإيراني السجين من تحليلات وأقوال عملاء الاستخبارات الإسرائيلية الذين قابلهم في تركيا أن سقوط النظام الإيراني على المديين القصير والمتوسط لا يتلائم كثيرا مع مصالح إسرائيل
ويضيف بهذا الخصوص قائلا :"إن الشعارات الإيرانية ضد إسرائيل ومغامرات النظام الإيراني تمنح إسرائيل أفضل الأوراق لتمثل دور الضحية المظلوم أمام الرأي العام العالمي وتمارس الضغوط على الفلسطينيين وتتملص بذلك من التزاماتها ومسؤولياتها الإقليمية والدولية وتجلب بالمقابل المزيد من المساعدات الأوروبية والأمريكية".
ويؤكد نادر كريمي "في واقع الأمر أن تصرفات إيران غير المعقولة لا تعرض الفلسطينيين للضغط فحسب، بل تمتد الضغوط لتشمل سائر الشعوب العربية وبذلك تستمر عملية التنازلات العربية خلال مفاوضات السلام.
ويستشف كريمي من حصيلة لقاءاته بالعملاء الإسرائيليين أن إسرائيل لن تكون البادئة في الهجوم على إيران قائلا: "أنا على يقين أن إسرائيل ليست لديها أي خطة استباقية للهجوم على إيران، وحتى لو وجهت إيران ضربة صاروخية لإسرائيل لن يختلف موقف تل أبيب عن ذلك الذي اتخذته في أعقاب الهجوم الصاروخي العراقي عليها أي أنها ستتجنب الرد".
واختتم قائلا "إسرائيل تفضل نظاما إيرانيا منعزلا وفقيرا، ويقوم قادته بأنشطة وتجارب عسكرية وإطلاق حرب كلامية جوفاء بغية انتشار الرعب والخوف في المنطقة. وخير دليل على هذا الادعاء هو جعل إيران منشغلة بأنشطة تسليحية عملاقة ومكلفة وذلك بتحريض من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل".
=====================
ايران واسرائيل والرابطة التاريخية
ستانلي فايس      Tuesday 18-07 -2006
الركن الاخضر
ان كوني يهوديا امريكيا اقوم بزيارة ايران قد جعلني مادة دسمة لانتقادات المتشددين الايرانيين. احد المسؤولين الذين قابلتهم هناك قال لي ان »اسرائيل الصهيونية« هي اصل جميع المشاكل التي يعاني منها الشرق الاوسط, فهي كيان »استعماري مفروض« على المسلمين من قبل الغرب.
وقد اجبته قائلا:»ان الذنب يقع على ايران. فلو لم يبادر سيروس الكبير الى تحرير اليهود من العبودية قبل 2500 سنة ويسمح لهم بالعودة الى اورشليم واعادة بناء الهيكل لما كانت هناك اسرائيل اليوم«.
يصعب تصور وجود عدوين لدودين في عالم اليوم اشد تناحرا وتباغضا من ايران واسرائيل. الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يدعو الى ازالة اسرائيل من الخارطة. ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت يعتبر ايران خطرا على وجود اسرائيل في حالة حصولها على السلاح النووي.
لكن العداوة بين ايران واسرائيل ليست سوى شذوذ عن مسيرة العلاقة التاريخية بين الشعبين, فقد عملت الروابط الثقافية والمصالح الاستراتيجية بين الفرس واليهود على جعل ايران واسرائيل حليفتين متضامنتين لحين قيام الثورة الاسلامية في ايران. وعلى الرغم من الصورة القاتمة لما آلت اليه العلاقة بين البلدين في الوقت الحاضر, فان المصالح الاستراتيجية الثابتة تشير الى ان اعادة احياء الشراكة الفارسية-اليهودية امر محتوم وان لم يكن متوقعا على المدى القريب.
فلو كان الرئيس الايراني احمدي نجاد مطلعا على تاريخ بلاده لتذكر بان الدبلوماسيين الايرانيين في اوروبا هم الذين انقذوا الاف اليهود من المحرقة وان ايران قد وفرت طريق الهروب امام يهود العراق الراغبين في الهجرة الى اسرائيل بعد عام 1948 . وقد كانت ايران واحدة من اوائل الدول الاسلامية التي اقامت علاقات دبلوماسية وتجارية مع دولة اسرائيل.
على مدى السنوات الثلاثين التي تلت قيام دولة اسرائيل عمل العدو المشترك المتمثل في العرب السنة على عقد روابط الصداقة الوثيقة بين الفرس واليهود, وكان شاه ايران, محمد رضا بهلوي, يعتمد على اسرائيل كمصدر لاستمرار تدفق السلاح والمعلومات الاستخبارية. واعتمدت اسرائيل على ايران كجزء من سياستها في »دائرة الطوق« القائمة على عقد تحالفات استراتيجية مع الدول والجماعات غير العربية في الشرق الاوسط. ومن بينها تركيا واثيوبيا والمسيحيين اللبنانيين.
وقد حافظت ايران الفارسية على موقفها من اسرائيل اثناء الحروب العربية-الاسرائيلية الثلاث, وواصلت تزويد اسرائيل بالنفط في فترة الحظر النفطي الذي فرضه العرب في سبعينات القرن الماضي. وساهم اليهود البالغ عددهم 100 الف يهودي في ايران في المحافظة على عافية حركة التجارة الايرانية-الاسرائيلية النشيطة.
وعندما قامت الثورة الاسلامية بقيادة اية الله روح الله الخميني بقطع تلك العلاقات الوطيدة وارغمت اليهود الايرانيين على الهرب من ايران, ظلت المصالح المتداخلة للدولتين تفعل فعلها في حمل اصدقاء الامس واعداء اليوم على القيام بصفقات تمليها تلك المصالح.
فقد دفع العداء المشترك للعراق ورغبة اسرائيل في المحافظة على نفوذها بين صفوف المعتدلين الايرانيين, الاسرائيليين الى تزويد الجمهورية الاسلامية في ايران بالسلاح في ثمانينات القرن الماضي, والى لعب دور الوسيط في صفقة السلاح مقابل الرهائن التي ابرمت في عهد ادارة الرئيس الامريكي رونالد ريغان.
استمرت حالات التقارب بين اسرائيل وايران في احلك فترات التوتر بين الدولتين في سنوات التسعينات, وعلى الرغم من الدعم الايراني المقدم لحزب الله في لبنان وللمسلمين والفلسطينيين وتفجير السفارة الاسرائيلية والمركز الثقافي اليهودي في الارجنتين.
اثناء زيارة قمت بها لايران في السنة الاولى من ولاية الرئيس الايراني الاصلاحي محمد خاتمي, كان المسؤولون الاسرائيليون يستطلعون الافاق بحثا عن وسيلة تمكنهم من تسديد الديون التي يدينون بها لايران عن كميات النفط التي استلموها في زمن الشاه. وقيل في حينه ان صادرات اسرائيل الى ايران عبر دول اوروبية تدخل كطرف ثالث في العملية قد تجاوزت 300 مليون دولار, وشكلت المعدات الزراعية الجزء الاكبر من تلك الصادرات.
صمدت المصالح المشتركة بين ايران واسرائيل بوجه محاولات المتشددين في طهران وواشنطن وتل ابيب لاعاقة فتح الحوار بين الدولتين. وتشعر الدولتان بان لديهما مصلحة حيوية مشتركة في تجنب اضطرار اسرائيل الى توجيه ضربة جوية الى المنشآت النووية الايرانية والحيلولة دون تشظي العراق على اسس عرقية وطائفية. ففي حالة نشوب حرب اقليمية واسعة بين الشيعة والسنة ستجد ايران واسرائيل انهما اصبحتا ثانية بمواجهة عدو مشترك.
تحتاج اسرائيل الى ايران, كما الى سورية, من اجل كبح زمام حزب الله, وحركة حماس, والجهاد الاسلامي, ولسوف تحتاج ايران الى اسرائيل ولوبيها القوي في واشنطن من اجل الغاء العقوبات الاقتصادية الامريكية.
والواقع ان واشنطن التي انهت سياستها التي استمرت 27 عاما والقائمة على معارضة اي حوار مباشر مع طهران, قد فتحت الباب مواربا امام تقارب ايراني-امريكي اوسع. لكن الطريق الى المصالحة فيما بينهما يمر عبر تل ابيب.
عندما تصل كل من الحكومتين الاسرائيلية والايرانية الى مرحلة الاستعداد لتقبل المصالحة, ستكون الروابط الثقافية الراسخة بين الشعبين الجسر الامثل للعبور الى المصالحة المنشودة.
ويتمتع مواطنو اسرائيل من اصل يهودي ايراني والذين يبلغ عددهم 200 الف نسمة بفرصة طيبة لاقامة علاقات تجارية وثقافية جديدة مع الارض التي انحدر منها اجدادهم خصوصا ان بين افراد الجالية الاسرائيلية ايرانية الاصل قائد عسكري, ونائب لرئيس الوزراء ورئيس دولة يتكلم الفارسية.
اما في ايران فان الجالية اليهودية التي يبلغ عدد افرادها 25 الف نسمة تعتبر اكبر الجاليات اليهودية في الشرق الاوسط خارج اسرائيل, ومن المتوقع ان يرحب الشعب الايراني, وفي مقدمته ابناء تلك الجالية, بمبادرات التقارب الاسرائيلية.
لقد قال بنجامين دزرائيلي قولته المشهورة وهي »ليس لدى الدول اعداء دائمون او اصدقاء دائمون, انما مصالح دائمة فحسب«. وعلى الرغم من صعوبة تصور الامر تحت تأثير الظروف السائدة اليوم, فان المصالح الدائمة بين ايران الفارسية واسرائيل اليهودية ستحول هذين العدوين الى صديقين من جديد.
عن
هيرالد تريبيون
=====================
"هآرتس": هذه هي المصالح المشتركة بين إيران و "إسرائيل" وعبارات العداء ما هي إلا شعارات سياسية
آذار/مارس 3, 2015كتبه وطن
"هآرتس": هذه هي المصالح المشتركة بين إيران و "إسرائيل" وعبارات العداء ما هي إلا شعارات سياسية
نشرت صحيفة "هآرتس" تحليلاً سياسياً خاصاً يوضّح "حقيقة العلاقة بين إسرائيل وإيران، ويوضح الجوانب المختلفة لهذه العلاقة والتي لا تقوم على العداء الفعلي وإنما على مصالح اقتصادية وسيادية مشتركة، يخدمها الخطاب العدائي من الطرفين.
ويقول السياسي للصحيفة "ألوف بِن" إن الخطاب العام المعروف الذي تصف فيه إسرائيل إيران ب "النازيين الجدد" وتبادلها إيران بوصفها إسرائيل ب "الشيطان الأصغر"، ليست إلا شعارات سياسية، وأن الطرفين أعداء فعلا لكن على شاكلة الروح القتالية القديمة حيث يحترم الأعداء مصالح بعضهم.
ويضرب مثالاً على ذلك من الجانب الاقتصادي للعلاقات، فمنذ 47 عاماً وقعت حكومة إسرائيل على اتفاقية شراكة مع حكومة إيران لإنشاء أنبوب نفط يمرر النفط الإيراني لإسرائيل ويتخطاها لدول أخرى. لكن العلاقات قطعت بعد الثورة الإيرانية مما أبقى إسرائيل مدينة لإيران بمبالغ طائلة لشركة النفط الإيرانية.
وعلى عكس توقعات الإسرائيليين، الذين يتصورن إيران عدواً "مجنونا" و"غير عقلاني" يحل المشاكل بالعنف، عملت إيران على حل القضية مثل أي دائن يواجه مشاكل في استرجاع مستحقاته. وبالتالي توجّهت للتحكيم القضائي – وفقا للاتفاق- واستأنفوا الأحكام الصادرة لمحاكم أوروبية، ولم يستغلوا الموضوع للدعاية السياسية ولـ "شيطنة العدو".
ويضيف هنا بأن تصرف الجانب الإسرائيلي في هذه القضية أيضاً يدل على تطلّعهم لفتح الأبواب من جديد للمحادثات والتعاون في مجال الاقتصاد والأعمال مع إيران, إلى جانب التعاون القديم في مسألة النفط والحل "السلمي" لمشكلة الديون، هناك فائدة اقتصادية كبيرة تجنيها إسرائيل من الملف النووي. فبحسب الصحيفة، تتمتع إسرائيل منذ عام 1966 باحتكار نووي، والذي يساعدها على التطور في ظل صغر مساحتها وقلة أفرادها ومواردها. كما أن "الغموض النووي" الذي تتمتع به إسرائيل منذ 1969 مبارك على يد الولايات المتحدة حتى اليوم، ولولا هذه الموافقة لكانت إسرائيل اليوم عرضة لضغط دولي لإغلاق مفاعل ديمونا النووي والتخلص من إنتاجاته.
وعليه فإن البرنامج النووي الإيراني يسعى لإنشاء "احتكار ثنائي" في الشرق الأوسط، الأمر الذي يضر إسرائيل. لهذا السبب تناهض إسرائيل البرنامج النووي لإيران، بالخفية والعلن، من أجل الحفاظ على مكانتها كقوة اقتصادية في الشرق الأوسط، وليس من أجل "الخطر الوجودي" الذي تدعي إسرائيل أن إيران تشكله عليها.
ويقول الكاتب وعن تهديدات السياسيين الإسرائيليين المتكررة بإرسال القوات الجوية الإسرائيلية لضرب مفاعل إيران النووي والبدء بحرب ضدها، إن هذا ليس إلا محض شعارات. وتم الكشف عن دليل لهذا الكلام منذ يومين. إذ صرّح رئيس الأركان لجيش الاحتلال السابق "بيني غينيتس"، في مقابلة تلفزيونية على القناة الثانية، بأن الكلام عن ضرب إيران ظلّ في حيز التصريحات ولم يصل أبداً مرحلة التنفيذ أو التخطيط، وأن رئيس الأركان نفسه حذر المستوى السياسي عدة مرات من التفكير بهذه الخطوة، لكنه اعترف بأن هذه التصريحات عززت الجهود الدبلوماسية الإسرائيلية.
وتعليقاً على هذا يقول إنه برعاية الكلام عن الضربات الجوية الإسرائيلية، عززت إسرائيل قوات الردع البحرية التي تشكل خطراً كبيراً على كل دولة تفكر بضرب إسرائيل. وبسبب الفزاعة الإيرانية أيضاً عقدت إسرائيل صفقات سلاح ضخمة واقتنت غواصات من ألمانيا.
وتعترف الصحيفة بأن إيران ليست عدواً "مجنوناً" وأنها لن تسارع بضرب إسرائيل ولن تجر نفسها لمواجهة عسكرية فعلية. ودليلاً على ذلك يقول الكاتب إن المنظومات الصاروخية التي تزود بها إيران قوّات "حزب الله" وتنصبها جنوبي لبنان لم تكن لتستخدم لولا "قلة مسؤولية" رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق "إيهود أولمرت" عندما قرر شن حرب على لبنان رداً على خطف جثتين لجنود إسرائيليين. وفي هذا السياق يضيف الكاتب بأن إيران اعترفت بتفوق إسرائيل النووي بالتالي تجاوزته الباب الخلفي، عن طريق تسليح جنوب لبنان لتشكيل قوة ردع.
ويضيف الكاتب إن رد الفعلي الإيراني على مقتل جنراله بعملية اغتيال نسب تنفيذها لإسرائيل، يدل على مستويات عالية من ضبط النفس وعلى أنهم يعتمدون على حساب الاحتمالات والمخاطر، وليسوا مندفعين كما يروّج لهم الخطاب الإسرائيلي المعلن.
و تذكر الصحيفة بأن الدول العظمى تستطيع التوصل لاتفاق مع القيادة الإيرانية بالملف النووي. وتعتبر بأن إسرائيل نجحت بالتوصل لنوع من الاتفاق معهم، والذي عن طريقه استطاع الطرفين خدمة مصالحهما دون الدخول بمواجهة عنيفة. فمن ناحية استطاعت إيران -عن الطريق "الفزاعة الإسرائيلية"-بالحفاظ على حكمها، ونجحت إسرائيل بحفظ السيطرة على الأراضي الفلسطينية.
=====================
إيران تُطَبِّع مع إسرائيل داخل منظمة حظر التجارب النووية
First Published: 2015-04-13
 ميدل ايست أونلاين
قال مدير منظمة دولية أنشئت لمراقبة حظر على تجارب التفجيرات النووية الاثنين إن إيران وإسرائيل تتعاونان تحت رعاية المنظمة.
وتحظى معاهدة حظر التجارب النووية الشاملة التي تم التفاوض بشأنها في تسعينات القرن العشرين بتأييد عالمي، ولكن ينبغي أن تصدق عليها ثمان دول إضافية تمتلك التكنولوجيا النووية منها إسرائيل وإيران وكذا مصر والولايات المتحدة كي تصبح سارية.
وفي الوقت الراهن يعقد الموقعون على المعاهدة من دول الشرق الأوسط اجتماعات فنية دورية منها اجتماعات عقدت في الأردن في نوفمبر تشرين/الثاني وديسمبر/كانون الأول لللتدريب على الكشف عن التجارب السرية.
وقال لاسينا زيربو السكرتير التنفيذي للجنة التحضيرية لمنظمة حظر التجارب النووية الشاملة خلال زيارة لإسرائيل "إيران شاركت في التدريب.. ومصر شاركت في التدريب.. وأعتقد أن جميع الدول العربية كان لديها تمثيل في الأردن خلال هذا التدريب."
وأضاف "خلال التدريب وعندما كنا نعقد مناقشات مائدة مستديرة أو اجتماعات على العشاء أو إلغداء.. كان يوجد خبراء إيرانيون وإسرائيليون يجلسون على الطاولة نفسها.. وليس غريبا أن نشهد في المجال التكنولوجي لقاء بين أشخاص لا يشتركون بالضرورة في وجهة النظر السياسية ولكن يتفقون على أشياء في الإطار العلمي."
ووضعت اللجنة التحضيرية لمنظمة حظر التجارب النووية الشاملة نظاما للكشف على أي تفجيرات نووية من خلال أكثر من 337 منشأة مراقبة في أنحاء العالم.
وأضاف زيربو أن من ضمن هذه المنشآت توجد محطتان لقياس النشاط الزلزالي في إسرائيل واخرى في إيران والتي توقف نشاطها منذ عام 2006 حينما جرى تحديث الشبكة الدولية كما أن العقوبات الدولية المفروضة على إيران جعلت من العسير أخذ معدات إلى هناك.
ويمهد اتفاق الإطار المبرم بين إيران والقوى العالمية في الثاني من ابريل نيسان الطريق للوصول إلى تسوية تهدئ مخاوف الغرب من أن تصنع إيران سلاحا نوويا.
وفي المقابل سترفع العقوبات الاقتصادية عن إيران.
وعبر زيربو عن أمله في إعادة تشغيل الموقع الإيراني. وهو ما يجعل إيران على نفس شبكة رصد التجارب النووية مثل إسرائيل التي تتهم طهران بأن لها مخططات لامتلاك سلاح نووي.
وتقول إسرائيل- التي يعتقد أنها الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الأوسط ولكنها لا تؤكد ذلك أو تنفيه- إنها تعتقد أن إيران مصممة على تدمير إسرائيل.
وتصر إيران على أن مشاريعها النووية سلمية تماما. وهو موقف قال زيربو إنه يمكن ضمانه من خلال التصديق على معاهدة حظر التجارب النووية الشاملة. ولكنه قال إن "أسلوبهم هو أن المنهج الدبلوماسي دائما ما يتحرك خطوة بخطوة."
ومن خلال عدم التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووي الاختيارية التي تضم إيران فقد أبقت إسرائيل منشآتها النووية الرئيسية في منأى عن التفتيش من أي طرف خارجي.
=====================
العلاقات الخفية بين إيران و"إسرائيل"
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى  | 21/4/1435 هـ
المسلم
أعادت الحادثة التي كشفت عنها صحيفة التلغراف مؤخرا بشأن ضبط شحنة أسلحة مهربة من "إسرائيل" إلى إيران عبر اليونان الحديث عن العلاقات الخفية التي تربط بين الطرفين رغم الصخب الإعلامي..فكل طرف يكيل الاتهامات والتهديدات للطرف الآخر عبر الصحف وشاشات التلفزة وعندما تنظر في الواقع لا تجد صدى حقيقي لهذه التصريحات بل من وقت لآخر تتكشف علاقات خفية بين الجانبين....
 إن الحادثة الأخيرة التي كشفتها الصحيفة البريطانية بشأن نقل سفن لشحنات تحتوي على قطع غيار لطائرات عسكرية  ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فكما يذكر تريتا بارسي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز"، في مقدمة كتابه "التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران والولايات المتّحدة الأميركية"، إن إيران و"إسرائيل" ليستا في صراع أيديولوجي كما يتخيل الكثيرون بقدر ما هو نزاع إستراتيجي بينهما"....
 واستدل على ذلك بعدم لجوء كل طرف إلى استخدام أو تطبيق ما يعلنه خلال تصريحاته النارية، فالخطابات في واد والتصرفات في واد آخر معاكس, مضيفا "إن هذا الرأي يكشف سبب عدم إقدام "إسرائيل" على ضرب إيران، رغم أنها هدّدت في أكثر من مناسبة بأنها ستقوم بذلك، سواء وقفت الولايات المتحدة إلى جانبها أم لا...
 وكشف المحلل السياسي أن إيران، الباحثة، عن مدخل إلى الشرق الأوسط والمنطقة العربية عموما، استخدمت ورقة الصراع العربي- "الإسرائيلي"، وحاولت أن تظهر في مظهر "عدو" إسرائيل اللدود، والداعمة الرئيسية للقضية الفلسطينية. لكن الخفايا تبطن عكس الظواهر، فإيران وإسرائيل، يتعاملان معا وفق سياسة الإخوة الأعداء، وما التصريحات المتبادلة بين الطرفين إلا لعبا سياسيا وديبلوماسية لتحقيق المصالح، مثلما هو الحال مع شعار "الشيطان الأكبر" الذي أطلقته إيران على أميركا، وشعار "محور الشر" الذي أطلقته أميركا بدورها على إيران والدول التابعة لها"...
 وأوضح أن إيران و"إسرائيل" تربطهما علاقات اقتصادية متينة، قد تكون تأثرت منذ سقوط الشاه وصعود الخميني، لكنها بقيت قوية يتم التباحث بخصوصها خلال اجتماعات تعقد في دول أوروبية في سرية تامة"...ويقول عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: ".. مقارنة بإيران، كانت علاقة مصر مع إسرائيل أكثر عداء بكثير من علاقتها مع إيران اليوم، حيث كان هناك قتال وصراعات عسكرية على نطاق واسع مع العرب، على العكس مع طهران، فحتى بعد ثورة الخميني واصلت إسرائيل علاقتها مع إيران وكانت الأخيرة تمدها بالسلاح والنفط من أجل مواصلة الحرب في سيناء. وأيضا إسرائيل كانت تضغط على واشنطن من أجل بيع الأسلحة إلى طهران"..
 أما عبد المنعم المشاط أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة فيرى أن التقارب بين أميركا وإيران هو جزء لا يتجزّأ من تحسين العلاقة بين إيران و"إسرائيل", مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ليست لديها مصلحة في إبرام اتفاق مع إيران وتترك "إسرائيل" غاضبة كونها الدولة المتضررة والضعيفة من وراء هذا الاتفاق، لذلك سيعمل الجانبان في وقت لاحق على إيجاد وسيلة للعمل من خلال الاتفاق لطرح ضمانات سياسية وعسكرية بين "إسرائيل" وإيران مستقبلا....
 كما كان الصحفي الإيراني المعتقل في أحد السجون الإيرانية نادر كريمي قد كشف عن معلومات تؤكد هذه العلاقات الخفية بين الطرفين  وأكد أن الحرب بين طهران و"تل أبيب" لا تتجاوز الحرب الكلامية وأن حكومتي إيران و"إسرائيل" حولتا الصحفيين إلى أداة للنفخ في بالون العداء بين البلدين، وإلى أدوات مثيرة في مسرحية التخاصم بينهما إلا أن ثمة واقعاً آخر خلف ستار هذه التمثيلية التي كتبت فصولها في فئة الإثارة, عداء يستثمره الجانبان..
 وأكد كريمي المعتقل الآن خوفا مما لديه من معلومات بهذا الشأن، أن السنوات التي أمضاها في الحديث مع الدبلوماسيين الإيرانيين ودراسة خارطة العداء بين طهران وتل أبيب زادت لديه الغموض الذي يكتنف جوهر هذا العداء وهو يعتقد أنه في واقع الأمر هناك تمثيل عدائي يستثمره الطرفان لصالح مصالحهما السياسية، كاشفا عن "أن الهدف من وراء هذا العداء وخلافا للحرب الإعلامية يتبلور في استثماره بصورة نفعية"...
 إن الكثيرين تعجبوا بعد الاتفاق الأخير بين الدول الكبرى وإيران وثورة غضب "إسرائيل" على الاتفاق ولكن عندما نضع معايير المصالح وتقسيم النفوذ وتاريخ العلاقات بين الجانبين يتبين أن كل ما يجري ما هو إلا محاولات لإخفاء ما هو أعمق وأن "إسرائيل" ستكون قريبا أحد أطراف هذا الاتفاق ولكن بشكل سري كالعادة وما ستشكف عنه الأيام القادمة هو نصيب الكيان الصهيوني من الكعكة...
=====================
ايران - اسرائيل وجهان لعملة واحدة  -  
 - الاربعاء 30 نوفمبر -1- كتب منصورة نيوز
mansouranews
أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر الجمعة 27-5-2011 فرض عقوبات أمريكية على شركة إسرائيلية بعد إتهامها بإبرام صفقات مع إيران .
وكتبت الصحيفة بهذا الخصوص في تقرير لها بقلم إيزابل كرشنر تقول في الوقت الذي مجد بنيامين نتانياهو يوم الثلاثاء في خطابه الولايات المتحدة الأمريكية لفرضها المزيد من العقوبات على إيران في إطار ملف طهران النووي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية معاقبة شركة "الإخوان عوفر" الإسرائيلية نتيجة لأنشطتها لصالح قطاع الطاقة في إيران.
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نشرت مساء أمس الخميس تقريرا حول خرق قانون الحظر الاقتصادي الذي فرضته الكنيست الإسرائيلي على إيران منذ 2008 دون أن تحرك الحكومة الإسرائيلية ساكنا بهذا الخصوص.
وتتردد بين الحين والآخر أنباء حول العلاقات التجارية بين طهران وتل أبيب رغم الحرب الكلامية التي تدار رحاها على ساحات وسائل الإعلام المحلية والدولية بين البلدين، سيما وأن الرئيس الإيراني شن خلال الفترات السابقة حملات ضد إسرائيل بلغت التشكيك في المحرقة النازية ضد اليهود .
وعلى صعيد متصل، كشفت صحيفة "هآرتس" أمس الخميس أن حكومة إسرائيل تتجاهل حقيقة وجود 200 شركة إسرائيلية لها صلات تجارية مع إيران.
وأضافت الصحيفة أن التبادل التجاري بين البلدين يشمل استثمار الإسرائيليين في قطاع الطاقة الإيراني الذي ترفد إيراداته تطوير المشروع النوي الإيراني.
وجاء في التقرير أن الشركات الإسرائيلية تصدر إلى إيران مواد تستخدم في الإنتاج الزراعي من قبيل الأسمدة العضوية وأجهزة التنقيط وهورمونات لإنتاج الألبان والبقول.
وبخصوص الحظر المفروض على شركة "عوفر"، نفت وزارة الدفاع الإسرائيلية علمها أو ضلوعها في بيع ناقلة نفط من قبل الشركة المذكورة إلى إيران جملة وتفصيلا واعتبرت ماتردد بهذا الشأن أنباء مضللة.
وجاء إعلان وزارة الخارجية الأمريكية فرض العقوبات على الشركة الإسرائيلية تزامنا مع الخلافات بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي حول عودة إسرائيلي إلى حدود عام 1967 تمهيدا لتشكيل دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول إسرائيلي، رفض الكشف عن هويته، أن تزامن إعلان وزارة الخارجية الأمريكية فرض العقوبات على شركة "عوفر" الإسرائيلية مباشرة بعد رفض نتنياهو العودة إلى حدود 1967 لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تسبب في إثارة المزيد من الضجيج.
وأضاف المسؤول "لا احد يريد تهويل الأسباب من وراء التوقيت لإعلان العقوبات إلا ان الخارجية الأمريكية لا تمتلك أسباب منطقية لإعلان الخبر في هذا الوقت".
يذكر أن شركة "عوفر" التي أبرمت صفقة بيع ناقلة نفط إلى إيران تمتلكها أسرة تجارية بارزة في إسرائيل، وقد أدرج إسمها في القائمة السوداء الأمريكية. ولا تشمل العقوبات "عوفر" فحسب بل تمتد إلى شركات تابعة لها من قبل "تانكر باسيفيك" ومقرها في سنغافورة، وشركة "اسوشيتد شيب بروكينغ" ومقرها في إمارة موناكو.
وكانت هذه الشركات أبرمت في سبتمبر/أيلول 2010 صفقة مع خطوط الملاحة البحرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية قدرها800 مليون و65 الف دولار.
ويمتلك مجموعة "عوفر" الاستثمارية، الأخوان سامي ويولي عوفر، وتأسست في عام 1956 في تل أبيب، وتعتبر حاليا من الشركات الإسرائيلية العملاقة، وتعد أسرة "عوفر" من بين عشرة أسر تمتلك 25% من الشركات المسجلة في إسرائيل.
هذا ولم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي إيراني لشرح دوافع إبرام صفقات بين طهران وشركات إسرائيلية.
=====================
ايران تنفي وجود "علاقة سرية" مع إسرائيل ودوريات لسفنها الحربية بمدخل "باب المندب"
1-5-2015
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- نفت إيران الجمعة، صحة التقارير الإعلامية التي ترددت مؤخراً، عن وجود "علاقة سرية" بين طهران وتل أبيب، في الوقت الذي كشفت فيه الجمهورية الإسلامية عن قيام سفنها الحربية بدوريات عند مضيق "باب المندب"، بالمدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
النفي الإيراني لم يصدر من طهران كما جرت العادة، وإنما جاء هذه المرة عبر "مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة"، بعد أن نقلت وسائل إعلام مصرية تصريحات منسوبة لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ذكر فيها أن بلاده لا تمانع من إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
ووصف المكتب تقريراً لصحيفة "اليوم السابع" القاهرية، بعنوان "تل أبيب وطهران.. أعداء في العلن أصدقاء في الخفاء"، بأنه "أكاذيب مفضوحة"، مشيراً إلى أن التقرير احتوى "تصريحات مزيفة" منسوبة للوزير ظريف، وكذلك "اتهامات ومزاعم واهية وكاذبة، بوجود علاقات بين إيران والكيان الإسرائيلي."
وشدد المكتب، التابع للخارجية الإيرانية، على أن "الموقف الصريح والمبدئي للجمهورية الإسلامية الإيرانية حول الطبيعة اللا مشروعة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، والدعم الشامل للقضية الفلسطينية، والقدس الشريف، واضح وبين للجميع، خاصةً للرأي العام والنخب في العالمين العربي والإسلامي."
وأضاف في بيان أوردته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، أن "وسائل الإعلام الصهيونية لها الكثير من سوابق فبركة الأكاذيب، ببث مزاعم وادعاءات كاذبة ووهمية، ونسبها إلى البعض"، كما نقل عن الوزير ظريف تأكيده أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتحاور أبداً من الكيان الإسرائيلي."
في الغضون، كشف قائد القوة البحرية بالجيش الإيراني، الأدميرال حبيب الله سياري، عن قيام سفينتين حربيتين إيرانيتين بدوريات بالقرب من مضيق "باب المندب"، على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، بعد تقارير عن قيام سفن حربية أمريكية بإجبار السفن الإيرانية على الابتعاد عن السواحل اليمنية.
وقال المسؤول الإيراني، في تصريحات للصحفيين على هامش مراسم "يوم المعلم"، مساء الخميس، إن "تواجد المجموعة البحرية الإيرانية الـ34 في خليج عدن، يأتي في إطار القوانين الدولية، وتوفير الأمن للسفن التجارية الإيرانية، في مواجهة قرصنة البحر"، بحسب الوكالة الرسمية.
ونفى سياري الأنباء عن قيام سفن حربية أجنبية بتوجيه تحذيرات لمجموعة السفن الإيرانية، أو أن تكون الأخيرة قد غادرت المنطقة على خلفية تلك التحذيرات، وقال: "إننا متواجدون الآن في خليج عدن.. وتقوم المدمرة (البرز) والفرقاطة اللوجستية (بوشهر) بعمل الدورية في مدخل مضيق باب المندب."
وبينما ذكر أن السفن الحربية الإيرانية لا تدخل المياه الإقليمية للدول الأخرى، وفقاً للقوانين الدولية، فقد لفت إلى أن تلك السفن المتواجدة في خليج عدن حالياً، ستستمر في مهمتها لغاية 22 يونيو/ حزيران القادم، ومن ثم ستعود إلى البلاد، ليتم إرسال المجموعة الـ25 بدلاً منها إلى نفس المنطقة.
وعن قيام البحرية الإيرانية باعتراض سفينة شحن تجارية ترفع علم "جزر المارشال"، عند مضيق "هرمز"، واقتيادها إلى ميناء "بندر عباس"، قال سياري إن تلك السفينة "تم توقيفها بقرار قضائي، في ضوء المخالفة التي ارتكبتها.. وعليها تسديد الغرامة المحددة لها، لحل مشكلتها."
يُذكر أن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" كان قد ذكر في وقت سابق من الأسبوع المنصرم، أن سفن البحرية الأمريكية سترافق كل سفينة ترفع العلم الأمريكي عند مرورها بمضيق هرمز، في أعقاب قيام الحرس الثوري الإيراني باحتجاز السفينة التجارية.
=====================
التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران والولايات المتّحدة الأمريكية
Publié le juillet 19, 2011 par ...
15.05.2008|علي حسين باكير | مركز الشرق العربي
 
 
 
« التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل و إيران و الولايات المتّحدة الأمريكية ». هذا ليس عنوانا لمقال لأحد المهووسين بنظرية المؤامرة من العرب، و هو بالتأكيد ليس بحثا أو تقريرا لمن يحب أن يسميهم البعض « الوهابيين » أو أن يتّهمهم بذلك، لمجرد عرضه للعلاقة بين إسرائيل و إيران و أمريكا و للمصالح المتبادلة بينهم و للعلاقات الخفيّة.
 
 انه قنبلة الكتب لهذا الموسم و الكتاب الأكثر أهمية على الإطلاق من حيث الموضوع و طبيعة المعلومات الواردة فيه و الأسرار التي يكشف بعضها للمرة الأولى و أيضا في توقيت و سياق الأحداث المتسارعه في الشرق الأوسط و وسط الأزمة النووية الإيرانية مع الولايات المتّحدة.
 
الكاتب هو « تريتا بارسي » أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة « جون هوبكينز »، ولد في إيران و نشأ في السويد و حصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية ثم على شهادة ماجستير ثانية في الاقتصاد من جامعة « ستكوهولم » لينال فيما بعد شهادة الدكتوراة في العلاقات الدولية من جامعة « جون هوبكينز » في رسالة عن العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية.
 
و تأتي أهمية هذا الكتاب من خلال كم المعلومات الدقيقة و التي يكشف عن بعضها للمرة الأولى، إضافة إلى كشف الكاتب لطبيعة العلاقات و الاتصالات التي تجري بين هذه البلدان (إسرائيل- إيران – أمريكا) خلف الكواليس شارحا الآليات و طرق الاتصال و التواصل فيما بينهم في سبيل تحقيق المصلحة المشتركة التي لا تعكسها الشعارات و الخطابات و السجالات الإعلامية الشعبوية و الموجّهة.
 
كما يكتسب الكتاب أهميته من خلال المصداقية التي يتمتّع بها الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية « تريتا بارسي ». فعدا عن كونه أستاذا أكاديميا، يرأس « بارسي » المجلس القومي الإيرانى-الأمريكي، و له العديد من الكتابات حول الشرق الأوسط، و هو خبير في السياسة الخارجية الأمريكية، و هو الكاتب الأمريكي الوحيد تقريبا الذي استطاع الوصول إلى صنّاع القرار (على مستوى متعدد) في البلدان الثلاث  أمريكا، إسرائيل و إيران.
 
يتناول الكاتب العلاقات الإيرانية- الإسرائيلية خلال الخمسين سنة الماضية و تأثيرها على السياسات الأمريكية وعلى موقع أمريكا في الشرق الأوسط. و يعتبر هذا الكتاب الأول منذ أكثر من عشرين عاما، الذي يتناول موضوعا حسّاسا جدا حول التعاملات الإيرانية الإسرائيلية و العلاقات الثنائية بينهما.
 
يستند الكتاب إلى أكثر من 130 مقابلة مع مسؤولين رسميين إسرائيليين، إيرانيين و أمريكيين رفيعي المستوى و من أصحاب صنّاع القرار في بلدانهم. إضافة إلى العديد من الوثاق و التحليلات و المعلومات المعتبرة و الخاصة.
 
و يعالج « تريتا بارسي » في هذا الكتاب العلاقة الثلاثية بين كل من إسرائيل، إيران و أمريكا لينفذ من خلالها إلى شرح الآلية التي تتواصل من خلالها حكومات الدول الثلاث و تصل من خلال الصفقات السريّة و التعاملات غير العلنية إلى تحقيق مصالحها على الرغم من الخطاب الإعلامي الاستهلاكي للعداء الظاهر فيما بينها.
 
وفقا لبارسي فانّ إدراك طبيعة العلاقة بين هذه المحاور الثلاث يستلزم فهما صحيحا لما يحمله النزاع الكلامي الشفوي الإعلامي، و قد نجح الكاتب من خلال الكتاب في تفسير هذا النزاع الكلامي ضمن إطار اللعبة السياسية التي تتّبعها هذه الأطراف الثلاث، و يعرض بارسي في تفسير العلاقة الثلاثية لوجهتي نظر متداخلتين في فحصه للموقف بينهم:
 
أولا: الاختلاف بين الخطاب الاستهلاكي العام و الشعبوي (أي ما يسمى الأيديولوجيا هنا)، و بين المحادثات و الاتفاقات السريّة التي يجريها الأطراف الثلاث غالبا مع بعضهم البعض (أي ما يمكن تسميه الجيو-استراتيجيا هنا).
 
ثانيا: يشير إلى الاختلافات في التصورات والتوجهات استنادا إلى المعطيات الجيو-ستراتيجية التي تعود إلى زمن معين و وقت معين.
 
ليكون الناتج محصلة في النهاية لوجهات النظر المتعارضة بين « الأيديولوجية » و « الجيو-ستراتيجية »، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ المحرّك الأساسي للأحداث يكمن في العامل « الجيو-ستراتيجي » و ليس « الأيديولوجي » الذي يعتبر مجرّد وسيلة أو رافعة.
 
بمعنى ابسط، يعتقد بارسي أنّ العلاقة بين المثلث الإسرائيلي- الإيراني – الأمريكي تقوم على المصالح و التنافس الإقليمي و الجيو-استراتيجي و ليس على الأيديولوجيا و الخطابات و الشعارات التعبوية الحماسية…الخ.
 
و في إطار المشهد الثلاثي لهذه الدول، تعتمد إسرائيل في نظرتها إلى إيران على « عقيدة الطرف » الذي يكون بعيدا عن المحور، فيما تعتمد إيران على المحافظة على قوّة الاعتماد على « العصر السابق » أو التاريخ حين كانت الهيمنة « الطبيعية » لإيران تمتد لتطال الجيران القريبين منها.
 
و بين هذا و ذاك يأتي دور اللاعب الأمريكي الذي يتلاعب بهذا المشهد و يتم التلاعب به أيضا خلال مسيرته للوصول إلى أهدافه الخاصّة و المتغيّرة تباعا.
 
و استنادا إلى الكتاب، وعلى عكس التفكير السائد، فإن إيران و إسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي بقدر ما هو نزاع استراتيجي قابل للحل. يشرح الكتاب هذه المقولة و يكشف الكثير من التعاملات الإيرانية – الإسرائيلية السريّة التي تجري خلف الكواليس و التي لم يتم كشفها من قبل. كما يؤّكد الكتاب في سياقه التحليلي إلى أنّ أحداً من الطرفين (إسرائيل و إيران) لم يستخدم أو يطبّق خطاباته النارية، فالخطابات في واد و التصرفات في واد آخر معاكس.
 
وفقا لبارسي، فإنّ إيران الثيوقراطية ليست « خصما لا عقلانيا » للولايات المتّحدة و إسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدّام و أفغانستان بقيادة الطالبان. فطهران تعمد إلى تقليد « اللاعقلانيين » من خلال الشعارات و الخطابات الاستهلاكية و ذلك كرافعة سياسية و تموضع ديبلوماسي فقط. فهي تستخدم التصريحات الاستفزازية و لكنها لا تتصرف بناءاً عليها بأسلوب متهور و أرعن من شانه أن يزعزع نظامها. و عليه فيمكن توقع تحركات إيران و هي ضمن هذا المنظور « لا تشكّل « خطرا لا يمكن احتواؤه » عبر الطرق التقليدية الدبلوماسية.
 
و إذا ما تجاوزنا القشور السطحية التي تظهر من خلال المهاترات و التراشقات الإعلامية و الدعائية بين إيران و إسرائيل، فإننا سنرى تشابها مثيرا بين الدولتين في العديد من المحاور بحيث أننا سنجد أنّ ما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما.
 
كلتا الدولتين تميلان إلى تقديم أنفسهما على أنّهما متفوقتين على جيرانهم العرب (superior). إذ ينظر العديد من الإيرانيين إلى أنّ جيرانهم العرب في الغرب و الجنوب اقل منهم شأنا من الناحية الثقافية و التاريخية و في مستوى دوني. و يعتبرون أن الوجود الفارسي على تخومهم ساعد في تحضّرهم و تمدّنهم و لولاه لما كان لهم شأن يذكر.
 
في المقابل، يرى الإسرائيليون أنّهم متفوقين على العرب بدليل أنّهم انتصروا عليهم في حروب كثيرة، و يقول أحد المسؤولين الإسرائيليين في هذا المجال لبارسي « إننا نعرف ما باستطاعة العرب فعله، و هو ليس بالشيء الكبير » في إشارة إلى استهزائه بقدرتهم على فعل شي حيال الأمور.
 
و يشير الكتاب إلى أننا إذا ما أمعنّا النظر في الوضع الجيو-سياسي الذي تعيشه كل من إيران و إسرائيل ضمن المحيط العربي، سنلاحظ أنهما يلتقيان أيضا حاليا في نظرية « لا حرب، لا سلام ». الإسرائيليون لا يستطيعون إجبار أنفسهم على عقد سلام دائم مع من يظنون أنهم اقل منهم شأنا و لا يريدون أيضا خوض حروب طالما أنّ الوضع لصالحهم، لذلك فان نظرية « لا حرب، لا سلام » هي السائدة في المنظور الإسرائيلي. في المقابل، فقد توصّل الإيرانيون إلى هذا المفهوم من قبل، و اعتبروا أنّ « العرب يريدون النيل منّا ».
 
الأهم من هذا كلّه، أنّ الطرفين يعتقدان أنّهما منفصلان عن المنطقة ثقافيا و سياسيا. اثنيا، الإسرائيليين محاطين ببحر من العرب و دينيا محاطين بالمسلمين السنّة. أما بالنسبة لإيران، فالأمر مشابه نسبيا. عرقيا هم محاطين بمجموعة من الأعراق غالبها عربي خاصة إلى الجنوب و الغرب، و طائفيا محاطين ببحر من المسلمين السنّة. يشير الكاتب إلى أنّه و حتى ضمن الدائرة الإسلامية، فإن إيران اختارت إن تميّز نفسها عن محيطها عبر إتّباع التشيّع بدلا من المذهب السني السائد و الغالب.
 
و يؤكد الكتاب على حقيقة أنّ إيران و إسرائيل تتنافسان ضمن دائرة نفوذهما في العالم العربي و بأنّ هذا التنافس طبيعي و ليس وليدة الثورة الإسلامية في إيران، بل كان موجودا حتى إبان حقبة الشاه « حليف إسرائيل ». فإيران تخشى أن يؤدي أي سلام بين إسرائيل و العرب إلى تهميشها إقليميا بحيث تصبح معزولة، و في المقابل فإنّ إسرائيل تخشى من الورقة « الإسلامية » التي تلعب بها إيران على الساحة العربية ضد إسرائيل.
 
استنادا إلى « بارسي »، فإن السلام بين إسرائيل و العرب يضرب مصالح إيران الإستراتيجية في العمق في هذه المنطقة و يبعد الأطراف العربية عنها و لاسيما سوريا، مما يؤدي إلى عزلها استراتيجيا. ليس هذا فقط، بل إنّ التوصل إلى تسوية سياسية في المنطقة سيؤدي إلى زيادة النفوذ الأمريكي و القوات العسكرية و هو أمر لا تحبّذه طهران.
 
و يؤكّد الكاتب في هذا السياق أنّ أحد أسباب « انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في العام 2000 هو أنّ إسرائيل أرادت تقويض التأثير و الفعالية الإيرانية في عملية السلام من خلال تجريد حزب الله من شرعيته كمنظمة مقاومة بعد أن يكون الانسحاب الإسرائيلي قد تمّ من لبنان.
 
و يكشف الكتاب انّ اجتماعات سرية كثيرة عقدت بين ايران و اسرائيل في عواصم اوروبية اقترح فيها الايرانيون تحقيق المصالح المشتركة للبلدين من خلال سلة متكاملة تشكل صفقة كبيرة، تابع الطرفان الاجتماعات فيما بعد و كان منها اجتماع « مؤتمر أثينا » في العام 2003 و الذي بدأ أكاديميا و تحول فيما الى منبر للتفاوض بين الطرفين تحت غطاء كونه مؤتمرا اكاديميا.
 
و يكشف الكتاب من ضمن ما يكشف ايضا من وثائق و معلومات سرية جدا و موثقة فيه، أنّ المسؤولين الرسميين الإيرانيين وجدوا أنّ الفرصة الوحيدة لكسب الإدارة الأمريكية تكمن في تقديم مساعدة أكبر وأهم لها في غزو العراق العام 2003 عبر الاستجابة لما تحتاجه, مقابل ما ستطلبه إيران منها, على أمل أن يؤدي ذلك إلى عقد صفقة متكاملة تعود العلاقات الطبيعية بموجبها بين البلدين و تنتهي مخاوف الطرفين.
 
و بينما كان الأمريكيون يغزون العراق في نيسان من العام 2003, كانت إيران تعمل على إعداد « اقتراح » جريء و متكامل يتضمن جميع المواضيع المهمة ليكون أساسا لعقد « صفقة كبيرة » مع الأمريكيين عند التفاوض عليه في حل النزاع الأمريكي-الإيراني.
 
تمّ إرسال العرض الإيراني أو الوثيقة السريّة إلى واشنطن. لقد عرض الاقتراح الإيراني السرّي مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية التي ستقوم بها إيران في حال تمّت الموافقة على « الصفقة الكبرى » و هو يتناول عددا من المواضيع منها: برنامجها النووي, سياستها تجاه إسرائيل, و محاربة القاعدة. كما عرضت الوثيقة إنشاء ثلاث مجموعات عمل مشتركة أمريكية-إيرانية بالتوازي للتفاوض على « خارطة طريق » بخصوص ثلاث مواضيع: « أسلحة الدمار الشامل », « الإرهاب و الأمن الإقليمي », « التعاون الاقتصادي ».
 
وفقا لـ »بارسي », فإنّ هذه الورقة هي مجرّد ملخّص لعرض تفاوضي إيراني أكثر تفصيلا كان قد علم به في العام 2003 عبر وسيط سويسري (تيم غولدمان) نقله إلى وزارة الخارجية الأمريكية بعد تلقّيه من السفارة السويسرية أواخر نيسان / أوائل أيار من العام 2003.
 
هذا و تضمّنت الوثيقة السريّة الإيرانية لعام 2003 و التي مرّت بمراحل عديدة منذ 11 أيلول 2001 ما يلي: [1]
 
1-   عرض إيران استخدام نفوذها في العراق لـ (تحقيق الأمن و الاستقرار, إنشاء مؤسسات ديمقراطية, و حكومة غير دينية).
 
2-    عرض إيران (شفافية كاملة) لتوفير الاطمئنان و التأكيد بأنّها لا تطوّر أسلحة دمار شامل, و الالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل و دون قيود.
 
3-   عرض إيران إيقاف دعمها للمجموعات الفلسطينية المعارضة و الضغط عليها لإيقاف عملياتها العنيفة ضدّ المدنيين الإسرائيليين داخل حدود إسرائيل العام 1967.
 
4-       التزام إيران بتحويل حزب الله اللبناني إلى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الإطار اللبناني.
 
5-   قبول إيران بإعلان المبادرة العربية التي طرحت في قمّة بيروت عام 2002, أو ما يسمى « طرح الدولتين » و التي تنص على إقامة دولتين و القبول بعلاقات طبيعية و سلام مع إسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل إلى ما بعد حدود 1967.
 
المفاجأة الكبرى في هذا العرض كانت تتمثل باستعداد إيران تقديم اعترافها بإسرائيل كدولة شرعية!! لقد سبّب ذلك إحراجا كبيرا لجماعة المحافظين الجدد و الصقور الذين كانوا يناورون على مسألة « تدمير إيران لإسرائيل » و « محوها عن الخريطة ».
 
ينقل « بارسي » في كتابه أنّ الإدارة الأمريكية المتمثلة بنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني و وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد كانا وراء تعطيل هذا الاقتراح و رفضه على اعتبار « أننا (أي الإدارة الأمريكية) نرفض التحدّث إلى محور الشر ». بل إن هذه الإدارة قامت بتوبيخ الوسيط السويسري الذي قام بنقل الرسالة.
 
و يشير الكتاب أيضا إلى أنّ إيران حاولت مرّات عديدة التقرب من الولايات المتّحدة لكن إسرائيل كانت تعطّل هذه المساعي دوما خوفا من أن تكون هذه العلاقة على حسابها في المنطقة.
 
و من المفارقات الذي يذكرها الكاتب أيضا أنّ اللوبي الإسرائيلي في أمريكا كان من أوائل الذي نصحوا الإدارة الأمريكية في بداية الثمانينيات بأن لا تأخذ التصريحات و الشعارات الإيرانية المرفوعة بعين الاعتبار لأنها ظاهرة صوتية لا تأثير لها في السياسة الإيرانية.
 
باختصار، الكتاب من أروع و أهم الدراسات و الأبحاث النادرة التي كتبت في هذا المجال لاسيما انّه يكشف جزءا مهما من العلاقات السريّة بين هذا المثلّث الإسرائيلي – الإيراني – الأمريكي. و لا شك انّه يعطي دفعا و مصداقية لأصحاب وجهة النظر هذه في العالم العربي و الذين حرصوا دوما على شرح هذه الوضعية الثلاثية دون أن يملكوا الوسائل المناسبة لإيصالها للنخب و الجمهور على حدا سواء و هو ما استطاع « تريتا بارسي » تحقيقه في هذا الكتاب في قالب علمي و بحثي دقيق و مهم ، ولكن ما لم يتم ترجمة الكتاب كاملاً للعربية ووصوله للقارئ العربي والمسلم فسيظل الكثير من شعوبنا يعيش في أوهام النصرة و النجدة الإيرانية للقضايا الإسلامية والعربية وعلى رأسها قضية فلسطين !!
 
_______________________________________________________________
 
في هذا السياق أقدم لكم هذه المحاضرة للدكتور عبد الله النفيسي بعنوان « إيران وأمن الـخليج » :  
 
 
 
 
________________________________________________________________
 
About these ads
Share this:
TwitterFacebook85GooglePlus
 
Sur le même thème
الدكتور عبدالله النفيسي بمحاضرة "موجة التغيير في الوطن العربي" بجامعة الكويت
Dans "Moyen-Orient et Afrique du Nord (MENA)"
Mehdi, futur ingénieur. En prison.
Dans "Maroc"
إيران والعرب: معركة واحدة ضد الاستعمار
Dans "Moyen-Orient et Afrique du Nord (MENA)"
Ce contenu a été publié dans Moyen-Orient et Afrique du Nord (MENA), avec comme mot(s)-clef(s) كتاب, إيران, إسرائيل, الولايات المتّحدة الأمريكية, التحالف, الغادر, بارسي, تريتا. Vous pouvez le mettre en favoris avec ce permalien.
Les conséquences d’Internet sur la mémoire humaineLe mouvement du 20 février ou le coup d’Etat chronique
4 réponses à التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران والولايات المتّحدة الأمريكية
Arab4unit dit :
juillet 19, 2011 à 10:15
تحميل الكتاب التحالف الغادر: تريتا بارسي
Treacherous Alliance : The Secret Dealings of Israel, Iran, and the United States
Yale University Press | 2007 | ISBN: 0300120575 | Pages: 384 | PDF | 1.54 MB
Répondre
... dit :
juillet 19, 2011 à 10:18
Trita Parsi is the author of Treacherous Alliance – The Secret Dealings of Iran, Israel and the United States (Yale University Press, 2007) and President of the National Iranian American Council, the largest Iranian American grassroots organization in the US.
 
Treacherous Alliance is the recipient of the Grawemeyer 2010 Award for Improving the World Order, and the 2008 Arthur Ross Silver Medallion.
 
He wrote his Doctoral thesis on Israeli-Iranian relations under Professor Francis Fukuyama (and Drs. Zbigniew Brzezinski, R. K. Ramazani, Jakub Grygiel, Charles Doran) at Johns Hopkins University School of Advanced International Studies.
 
Treacherous Alliance is the first book directly addressing Israeli-Iranian relations, and their impact on US national interest, since 1987. It is the only book based on extensive interviews with decision-makers from all three countries.
 
Dr. Parsi has conducted more than 130 interviews with senior Israeli, Iranian and American decision-makers in all three countries. He is fluent in Persian/Farsi.
 
Dr. Parsi has served as an adjunct professor of International Relations at Johns Hopkins University SAIS.
 
He has followed Middle East politics for more than a decade, both through work in the field, and through extensive experience on Capitol Hill and the United Nations.
 
Dr. Parsi’s articles on Middle East affairs have been published in the Financial Times, Jane’s Intelligence Review, the Nation, The Wall Street Journal, The American Conservative, the Jerusalem Post, and The Forward to name a few.
 
He is a frequent commentator on Middle Eastern affairs and has appeared on BBC World News, PBS NewsHour with Jim Lehrer, CNN, Al Jazeera, C-Span, NPR, MSNBC, and Democracy Now to name a few.
 
Dr. Parsi has worked for the Swedish Permanent Mission to the UN in New York where he served in the Security Council handling the affairs of Afghanistan, Iraq, Tajikistan and Western Sahara, and the General Assembly’s Third Committee addressing human rights in Iran, Afghanistan, Myanmar and Iraq.
 
Dr. Parsi was born in Iran and grew up in Sweden. He earned a Master’s Degree in International Relations at Uppsala University, a second Master’s Degree in Economics at Stockholm School of Economics and a PhD in International Relations from Johns Hopkins University SAIS.
 
Source: http://www.huffingtonpost.com/trita-parsi
Répondre
Arab4unit dit :
juillet 19, 2011 à 10:44
 
تمهيد
 
تصدر بين الحين والآخر كتابات تستغرب المواقف السلبية التي تنتهجها إيران إزاء قضايا المسلمين وخاصة في أفغانستان والعراق، حيث تعاونت إيران مع الولايات المتحدة وسهّلت لها احتلال هذين البلدين.
لكن الحيرة سرعان ما تزول عند مطالعة النظريات الإيرانية، المستمدة من المذهب الشيعي، والتي تقدم تصورات لدور إيران ومكانتها، وضرورة قيادتها للعالم الإسلامي دون غيرها من الدول، باعتبارها دولة الإسلام الصحيح وولاية الفقيه.
وتعتبر “نظرية أم القرى” إحدى النظريات التي تحكم مسار السياسة الخارجية لإيران، وتفسر بما لا يدع مجالا للشك، مواقف إيران السلبية تجاه العالم الإسلامي (السني) وليس آخرها خذلان المسلمين في غزة.
و”نظرية أم القرى الشيعية” صاغها وأطّر لها محمد جواد لاريجاني، وقدّمها إلى القارئ العربي: د.لبيب المنور، في الكتاب الصادر مؤخرا (1429 هـ / 2008 م) عن مركز الدراسات العلمية في مكة المكرمة.
وقد قدمنا ملخص للنظرية من مواضع عديدة من الكتاب، مع حذف معظم الهوامش التي أضافها المحقق، بغية الاختصار، وثمة ما يشار إليه، وهو أن مبادرة مركز الدراسات العلمية بقراءة الفكر السياسي الإيراني المعاصر، وتقديمه للقارئ العربيتعد خطوة رائدة، ، في وقت تزداد الحاجة فيه لمعرفة هذا الفكر، لتجلية الكثير من الغموض والارتياب لكن تحتاج لمزيد من الجهد في دقة الترجمة والتعليق.
وتعد نظرية أم القري إحدى النظريات التي طرحت لتشكيل سياسة إيران الخارجية كما سيتضح لاحقا من خلال تعليقات المترجم.
كما تكشف هذه النظرية عن عدم اعتراف إيــران بسائر الدول العربية والإسلامية، وســعيها للإستيلاء علــيها باسم وحدة العالم الإسلامي. الراصد
 
تعريف بالمؤلف:
محمد لاريجاني هو أحد أبرز خبراء إيران في مجال الفيزياء، وهو رئيس مؤسسة دراسات العلوم. تولى منصب مساعد وزير الخارجية لعدة سنين في عهد الخميني، وقد أقيل من مهامه بعد دعوته إلى قيام علاقات مع الولايات المتحدة، وخلافاً لشقيقه الأصغر علي لاريجاني – رئيس البرلمان الإيراني حالياً – فإن جواد لاريجاني ـ الذي يحمل شهادة الدكتوراة في الفيزياء من إحدى الجامعات الأمريكية المعروفة ـ معجب بالمجتمع الأمريكي وثقافته، ويجيد اللغة الإنجليزية بدرجة ممتازة، وحين ظهرت مشكلة في وضوح رئاسته الوفد الإيراني في مباحثات بغداد مع الولايات المتحدة الأمريكية حول الأمن في العراق عام 2005 ارتبكت القيادة الإيرانية لأيام عدة؛ إذ إن قيادة الحرس الثوري المعنية بشأن العراق كانت تعتبر إيفاد رجل مثل محمد جواد لاريجاني ـ المعروف بتوجهاته الليبرالية، وعلاقاته الوثيقة مع الأوساط الإعلامية والجامعية ومراكز الأبحاث المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط في الولايات المتحدة ـ سوف يحرج القيادة الإيرانية لعدة أسباب؛ إذ لا يخفي لاريجاني إعجابه الشديد بالمجتمع الأمريكي؛ فالتفاوض مع الأمريكيين علناً سوف يُشكل خطراً على مصالحها، ودعماً غير مباشر للأطراف الإصلاحية والليبرالية الداعية إلى المصالحة مع الولايات المتحدة، وسوف يفضح السياسة الإيرانية التي تقيم أصلا علاقات سرية مع الولايات المتحدة من خلال المفاوضات العلنية التي سيقودها لاريجاني علناً، مما أدى إلى اتخاذ المرشد علي خامنئي ـ بعد اجتماع مع أحمدي نجاد ـ قراراً برفض إيفاد محمد جواد لاريجاني للتفاوض ؛ لما ينطوي عليه ذلك من مخاطر .
تتسم شخصية محمد جواد لاريجاني بمزجها بين الجوانب الثقافية القومية والمذهبية الشيعية والبراغماتية السياسية وربما كان مرد ذلك الخلفية العائلية والعلمية والتربوية له .
ورغم طغيان جانب الخبرة السياسية على شخصية لاريجاني لم تخل حياته في الجانب الثقافي من الإثارة والجذب؛ فبالإضافة إلى أنه واحد من مثقفي إيران البارزين، كان له من الأطروحات الثقافية ما أثار الكثير من الجدل والإشكاليات والاجتهادات السياسية والمذهبية داخل إيران خاصة، نذكر منها أطروحته الموسومة بنظرية “أم القرى“، وهي محاولة لبناء نظرية مذهبية وفق رؤية شيعية خالصة تسهم في صياغة العلاقات المتبادلة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعالم العربي خصوصاً والإسلامي عموماً، مفترضا أن إيران مركز العالم الإسلامي سياسياً ومذهبياً؛ إذ يملك هذا المركز مقاليد الوصاية والقيادة لمسلمي العالم جميعهم .
وقد أطّر لاريجاني نظريته لتكون القاعدة التي يوفر لها المذهب الشيعي غطاءً دينيا وشرعيا، مما يجعل منها النظرية الموجهة لإيران وسلوكها الخارجي في العالم الإسلامي المحيط بها، على اعتبار أن دول العالم العربي ستصبح بمثابة المقاطعات التي ستدين لولي الفقيه الشيعي “ولي أمر المسلمين” القاطن في طهران بالسمع والطاعة .
وفيما يخص لاريجاني يهمنا أن نذكر بعض مواقعه المؤثرة التي شغلها ـ سابقاً ـ في وزارة الخارجية الإيرانية أثناء سنوات الحرب العراقية الإيرانية، في الفترة التي سبقت موافقة إيران على القرار رقم (598) الذي كان له دور مهم في دفع رفسنجاني لقبوله، حيث أٌوقف بموجبه إطلاق النار بين العراق وإيران، مما أدى إلى عدّ لاريجاني رجل الظل الذي كان يقود الفريق الخاص الذي اعتمد عليه الرئيس هاشمي رفسنجاني بعد الحرب في بناء سياسته في الحقلين الاقتصادي والسياسي .
شغل لاريجاني ـ بالإضافة إلى ذالك ـ عددا من المواقع المُهمة؛ فقد كان عضوا ومستشارا في مجلس الأمن القومي الإيراني، ليصبح أحد أهم العقول التي صاغت السياسة الخارجية التي تعتمدها الجمهورية الإسلامية اليوم، والتي أثرت في توجهها وبلورة رؤيتها الإستراتيجية تجاه المنطقة والعالم. كما شغل عدة مناصب أخرى لا تقل أهمية عما سبق ؛ كموقعه في مجلس الشورى الإسلامي إذ كان نائبا عن العاصمة طهران، ومديرا لمركز الدراسات الإستراتيجية التابع لمجلس الشورى، الذي كان يقترح لأعضائه السياسات والتصورات الإستراتيجية على صعيد السياسة الخارجية .
لقيت تحليلات لاريجاني خارج إيران المزيد من الاهتمام في المحافل ومراكز الأبحاث وصناعة القرار الغربية؛ لكونها تسهم في صياغة السياسة الخارجية الإيرانية في كثير من الأحيان، إذ إن لاريجاني لم يخرج من دائرة الفعل السياسي، وفي كثير من الأحيان يتم تبادل اسمه لشغل موقع وزير الخارجية، أو حتى تكليفه بإدارة الملف النووي، لكن شغل أخيه علي لاريجاني لهذا المنصب ومناصب أخرى أدى إلى استبعاده مرة أخرى .
 
وفيما يلي بيان بأهم ما تضمنته “نظرية أم القرى الشيعية” بحسب ما أطّره لاريجاني:
السياسة والمسؤولية الشرعية (ص 30-40)
لقد كان لسماحة الإمام الخميني ـ قدس سره الشريف ـ أيضاً تأملات كثيرة في موضوع الحكومة وفي أمر (الواجب) و(العمل الفردي)، إذ يلحظ في آراء سماحته أسلوب خاص في التلفيق بين هذين الأمرين؛ فهو من ناحية يعتبر أن (القيام بالواجب) توفيق أساسي وفوز عظيم، بعد ذالك يجد من قاعدة المشرع المقدس أن تأسيس الحكومة الصالحة ومن ثم المحافظة عليها ورعايتها تعد من أعلى الواجبات؛ لهذا يمكن القول إن العقيدة السياسية لهذا العظيم ـ بعيدا عن خطر الاضطراب والسقوط في ورطة المصالح السياسية ـ ممكنة فقط عن طريق إدخال عنصر الشرع .
ربما يكون توجه سماحته إلى الحكم المتعالي هو مصدر هذا الأمر، لأن الحكماء بعد صدر المتألهين قد سعوا لأن يثبتوا فكرهم من خلال ثلاثة أركان: يتمثل ركن منها في عقيدة أرسطو، وإذا كان التصوف محضاً فإن سقراط أكثر جاذبية بوصفه ركنا، وفي الوسط فإن القرآن يمكن أن يفتح الطريق لكلا الاثنين .
لهذا فإننا إذا كنا متشددين في الاستيعاب الفلسفي ربما لن نستطيع أن ننسب بحث السياسة المحض إلى أصحاب الحكمة المتعالية، لكن هذا الأمر لا يقلل بأي حال من الأحوال من قيمة العمل؛ لأن التصوف والاعتقادات الدينية لهذه المجموعة من الحكماء جميعها قائمة على البناء المعرفي. بالرغم من أن هذا النوع من المعرفة يتمايز مع المعرفة الفلسفية المحضة، إلا أنه يوجد على الدوام مكان لسؤال فلسفي مهم، وهو: هل يمكن تقديم نظرية فلسفية تتضمن تصورا منطقيا لهيكل الحكومة وجوهر (العمل السياسي) ؟ يجب القول إن الفلسفة السياسية المعاصرة تتمايز بهذا السؤال عن تجربتها .
 
ملاحظات :
(أ‌) الفكر السياسي القائم على الواجب (براكسيس) ليس أمراً مصلحيا بل يشمل كافة شؤون الحياة الفردية والاجتماعية للإنسان. بعبارة أخرى يغير الفرد السياسة من (مهنة) مختصة بساعات عمل إداري إلى فضاء للتنفيس الإنساني، أي الشخص بمهنته وتنزهه وزواجه وكل هذه الأمور و… تصبح جميعها سياسة. وإذا كان هذا الواجب ينبع من مصدر (الشرع) (الإسلام) ففي هذه الحالة يتحد الدين والسياسة . أنتم تلاحظون أن الدين في الواقع يضم كافة نواحي الحياة؛ أي الجو الكامل (الروح) (الإنسانية)، وإذا لم تكن السياسة الإسلامية قائمة على (الواجب) فلن تعد السياسة والديانة متحدتين .
 
(ب‌) ورد في الأخبار عن الأئمة المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) إشارات كثيرة تؤيد بنحو ما هذا الاعتقاد؛ مثلا في رسالة إلى حضرة الرضا ـ عليه السلام ـ فإنه يعتبر الولاية ركنا، ودون هذا الركن تعد الزكاة والصلاة والصيام … غير تامة. أو في حديث آخر عن الإمام الباقر (ع) فهو يضع للإسلام قاعدة (أو في رواية أخرى خمس قواعد)، والولاية تسمو عليها جميعها، على نحو يبدو الإسلام دونها غير تام .
 
(ج) لا يمكن لأي مسلم أو حكومة إسلامية أن تكون معارضة لعالم البحث والفرض، ولكن النقطة الأساسية تكمن في أن أهم واجب شرعي لنا هو بذل الجهد لتثبيت الحكومة الإسلامية ومن ثم المحافظة عليها. وهذا الفكر من الناحية العملية يمكن أن يكون (مكلفا جداً)، فمثلا إذا قامت حكومة فاسدة في بلاد المسلمين فمن الواجب بذل الجهد من أجل القضاء على هذه الحكومة .
يمكن للإنسان بسهولة أن يؤدي العبادات من الفروض، وحتى المستحبات، أن يصلي قيام الليل، أن يعتكف، أن يؤدي مناسك الحج كل عام، وأن يقيم مجالس عزاء سيد الشهداء، و… لكنه لا يسعى إلى استقرار حكومة الحق. الحكومة الجائزة لا تتدخل في عبادات الإنسان ما دام لا يشكل خطرا على الحكومة، وبمحض أنه وضع رجله في هذا الوادي يتعرض للسجن، ويتعرض للتعذيب وللإعدام والإبعاد من البلد، و…! إذن الاختلاف بين العقيدتين كبير جداً، ويظهر في كل عمله .
 
(د) يعتبر سماحة الإمام المحافظة على النظام الشرعي بعد استقراره من أهم الواجبات، وهذا من الأصول التي تشتمل عليها النتائج. ويمكن أن تبنى هذه القضية على أساس قوي، وقد أسميتها قبل عدة سنوات بـ (نظرية أم القرى)، وسأبحث فيها في المكان المخصص لها بالتفصيل .
 
لب الموضوع في نظرية “أم القرى” أنه إذا أصبحت دولة من بين البلاد الإسلامية أم القرى، دار الإسلام على نحو تعد فيه هزيمتها أو انتصارها هزيمة أو انتصارا للإسلام كله، فإن الحفاظ عليها يأخذ أولوية على أي أمر أخر، حتى إنه في حال الضرورة يمكن تعطيل الأحكام الأولية، وقس على هذا .
ومما لا شك فيه أن الحفاظ هنا يقصد به المعنى الكامل للكلمة، إذ لا يقتصر على الحفاظ على حيز الدولة الجغرافي، بل يتعدى ذلك إلى النظام الحكومي الكامل الذي يشمل على السيادة والنظام الحكومي الخاص، ولهذا السبب أصبح هذا النظام أم القرى .
حقيقة الأمر أن الحكومة مثل الإنسان لديها أساس خارجي، ومادي، وجوهر معنوي. والحفاظ على النظام يعني الحفاظ على كلا الاثنين، وليس فقط السيادة والعرق والجنسية واللغة وأمثالها.
وهذا الأساس ـ نظرية أم القرى ـ مؤثر في الكثير من الأمور الهامة والحساسة، ويمكن للسياسي أن يشخص خطوته الأخرى ويخطوها. وبالطبع عندما طرحت هذا الرأي في ذلك الوقت، قام البعض بهجوم شديد عليه، واعتبروه معادلاًً للبراغماتية الكاملة في العمل السياسي. هم يقولون: يجب على المسلم أن يكون شجاعا وحرا، ولسانه مثل سيفه، يسعى في طريق الحق، ويجب أن يكون شمسا على الظلم وفقدان العدالة، ومدافعا عن المظلوم. والحكومة الإسلامية يجب أن تقوم بهذا الشيء نفسه، لكنها أسرع في المقياس .
لماذا تقومون (بالمحاسبة) هذا الأمر يجركم إلى التردد على سلاطين الجور والكفر، ويوقعكم في (الفكر بالمصلحة)، وأخيراً في غور البراغماتية! الأصل الصرخة لأجل الحق والدفاع عنه.
نقول في الجواب عن ذلك: (الدفاع عن الحق) هو هدف فقط، لكن أي دفاع أفضل من المحافظة على قاعدة الحق؟ نحن نقبل بكافة المواضيع التي قالها المسلم حول الغليان الثوري، لكن هذا الغليان لا يمكن أن يكون أصيلا في نفسه؛ أي إنه لهدف وهو الدفاع عن الحق. صحيح أنه في بعض الوقت من أجل المحافظة على أم القرى يجب أن يكون هناك تصرف معتدل مع بعض الدول على الرغم من فسادها وجورها، لكن من أجل المحافظة على أم القرى يمكن شرب كأس السم ؟
خلاصة القول أن أم القرى ما دامت في هذا الشأن فإن المحافظة عليها هي أولوية على كافة الأمور. طبعاً (شأن أم القرى) يستدعي لوازم وضرورات لا نغفل عنها .
بعبارة أخرى: الدعايات، وإصدار البيانات وإذاعتها من وسائل الإعلام لا يمكن أن تكون وحدها مظهرا للحكومة. بالطبع إن ذلك عمل الحكومة. من واجبنا أن نشكل الحكومة الإسلامية، ومن واجبنا أيضاً بذل الجهود من أجل تحقيق كافة الشؤون اللازمة وتهيئة كل المستلزمات؛ لهذا فإن حركات الحكومة لا يمكن أن تبرر فقط من معيار (اتخاذ القرار) و(الدعاية)، ويجب في جميع الاتجاهات ملاحظة حركات الدولة .
 
جدية أمر السياسة (ص 43)
اليوم، وبينما الثورة الإسلامية، أسقطت حكومة الجور والفساد في إيران، وحلت محلها الحكومة الإسلامية. وطبقاً لرؤية سماحة الإمام الخميني ـ قدس سره الشريف ـ فإن الواجب الرئيسي لكل فرد مسلم في الدرجة الأولى هو المحافظة على إيران الإسلامية، إيران التي هي دون أدنى شك أم القرى في العالم الإسلامي. لهذا لدينا سؤال أساسي أمام أنفسنا: كيف يجب إدارة إيران الإسلامية ؟
 
(ص 58)
كل سياسة (policy) خاصة تحتاج إلى طرح علمي لتحقيقها، وهذا الطرح نفسه يحتاج إلى فن، ويكمن هذا الفن في اختيار طريق صحيح ومناسب يصمم بنجاح من بين طرق متعددة، ومن ثم يتحقق بالاستخدام المناسب للقوى والإمكانيات .
ويلزم هنا الذكاء والفطنة ! من الممكن أن يكون لدينا وزارة خارجية طويلة وعريضة ومئات الدبلوماسيين النشطين، لكن لا يملك أي منهم أن يكون مدبراً في العلاقات الخارجية للنظام . تعني (الحكومة) للبعض مجموعة من الأفراد بألقاب خاصة، فأنت مثلاً تضع مئتي شخص في مكان، وتعطي كل واحد منهم لقباً، أحدهم رئيس، وآخر وزير، وآخر مدير عام، وقس على هذا، وتقول إننا شكلنا حكومة !
 
هوية الاستراتيجية الوطنية (ص 67-79)
من المهم جداً للسياسي أن يعرف أولاً ما يريده، وثانياً أن يقدر على الأمور التي يريدها ! السياسي الذي يريد أن يدير الدولة يواجه عدداً وافراً من القضايا المرتبطة المبهمة، وكل حزمة من القضايا مرتبطة بمصالح سياسية أو اقتصادية لمجموعة. إذن، من أين يجب أن يبدأ السياسي؟ ولأي من القضايا يعطي الأولوية ؟ ولأي حد يدفع ثمن كل قضية ؟ بعض السياسيين يتصرفون بشكل وكأنهم أول مراجعين؛ يقومون أولاً بطرح قضاياهم وتوضع في بداية جداول أعمالهم، ثم يتواصل هذا الأمر ما دام أنه لا يواجه بحواجز أو مجموعات منافسة .
وهكذا يكون السياسي؛ فهو أولاً : بدلا من أن يقوم بتوجيه الأمور يسجن من قبل حركة الأعمال ويسير مرافقاً لها .
ثانياً: مثل هذا السياسي يقوم في بداية العمل بإرضاء الجميع! لكن مدة لا يرضى عنه الجميع ! لأنهم يرون منه ـ على الأقل ـ لمدة دورة واحدة تصرفات متلونة ومتذبذبة .
ثالثاً: أكبر ضرر وخسارة توجه للدولة من قبل السياسي أنه يباشر في حل قضاياه بدلا من حل قضايا الدولة، هذا إذا تفنن واستطاع أن يحلها !
(السياسي) ليس دلاّلا ولا (مهييء أعمال) . السياسي يعنى بتدبير أمور الدولة وإدارة الدولة بمعناها الإداري؛ لذلك يجب عليه أن يعلم بالدرجة الأولى الأمر أو الأمور المحورية بحكم كونه المصدر لقضايا الدولة، ومن ثم يسعى إلى حل الفروع بالرجوع إلى الأصول.
ومن ناحية أخرى تستوجب الأعمال الرئيسية للدولة أن تتمركز الإمكانيات بنحو معين ولمدة طويلة نسبياً للقيام بالأمور الإدارية، وأن تتابع بشكل مستمر حتى يكون هناك احتمال لأن تصل إلى نتيجة. وإذا تقرر أن يكون العمل كل يوم بالوتيرة نفسها (للمجموعة النشطة)، فمن المؤكد أنه لن يستطيع القيام بعمل رئيس أو أساسي. (الإستراتيجية الوطنية) هي إطار يجب على رجل السياسة أن يستعين بها لتحديد أولوياته، وأن يقوم بتوجيه وتعبئة إمكانيات الدولة لتحقيق أهدافها .
(الإستراتيجية الوطنية) ليست برنامجاً خيالياً، بل يجب تصميمها مع الأخذ بعين الاعتبار الوضع القائم، والذي هو نفسه حاصل نتاجات متنوعة، وأوضاع سابقة ومستقبلية، وهيكل القوة الكلية للنظام، وليست قوة السياسي! يوجد هنا نقطة دقيقة: إن السياسيين ـ في الغالب ـ يشتبهون في قوتهم مع قوة النظام: من الممكن أن يكون أمام السياسي مجموعات معارضة متعددة، بحيث تحول كل واحدة منها بينه وبين أن يقوم ببعض متطلباته، لكن (الإستراتيجية الوطنية) يجب أن تكون فوق (إستراتيجية السياسي)؛ ولهذا السبب هذه هي حالة (الوطنية) بشكل دقيق .
من الممكن أن يكون للسياسي دور أساسي في تحديد وتقديم الإستراتيجية الوطنية، لكن في أية حال يجب على الإستراتيجية الوطنية أن لا تتغير بقوة أو ضعف، أو ذهاب أو بقاء سياسي؛ ولهذا نحن نحتاج إلى آلية ميتافيزيقية لاتخاذ القرارات العادية في الهيكل التنفيذي للدولة من أجل (تحديد الإستراتيجية الوطنية) .
يجب أن يكون لدينا نظام خاص يحتوي على الهيكل القانوني اللازم بدقة .
 
الأهداف المصيرية للنظام
من أجل تدوين وتصميم الإستراتيجية الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في العقد الثاني من حياتها المليئة بالفخر والعزة أرى أن هناك ثلاث قواعد أساسية تمثل المصدر لجميع القضايا المتعلقة بإستراتيجيتنا الوطنية:
الأولى : موقع إيران في العالم الإسلامي (إيران أم القرى) .
الثانية : الأمن الإيراني (الدفاع المؤثر) .
الثالثة : تعمير إيران (التنمية) .
وكل ركن من الأركان الثلاثة المذكورة يحتاج إلى أبحاث دقيقة، سنشير ـ إن شاء الله ـ إلى بعض منها في هذا الفصل والفصول القادمة، لكننا سنكتفي هنا ببيان النقاط التالية:
النقطة الأولى: إلى أي حد يجب علينا تحديد نطاق اهتماماتنا فيما يتعلق بموقع إيران في العالم الإسلامي؟ هل تشمل إستراتيجيتنا الوطنية حدودنا الجغرافية فقط، أم أنها تتعدى ذلك؟ هناك فكرتان متباينتان في هذا الخصوص: إحداهما تدعو إلى أن تكون مسؤوليتنا ـ بصفتنا حكومة إيران ـ محدودة بها، وفيما يتعلق بما وراء الحدود فعلينا أن نقوم فقط بتبليغ الإسلام، طبعاً إلى الحد الذي لا يجري فيه الصدام مع القوانين الدولية؛ يجب علينا أن نعمل فقط على إعمار إيران وأن نقويها. هذا نفسه أفضل دعاية للإسلام والثورة الإسلامية .
يقول مؤيدو هذه المجموعة أنه بمجرد أن نقلنا نطاق عملنا إلى أبعد من الحدود يجب علينا أن ندفع الثمن، لماذا ؟
والرأي الثاني هو أن إيران الإسلامية ليست إحدى الدول الإسلامية فحسب، فهذا تجاهل للوضع التاريخي للشعب الإيراني، وفي الحقيقة هو تنازل (الإنسان) إلى (الإقليم الجغرافي).
والواقع أن إيران هي (أم القرى/ دار الإسلام). انتصار أو هزيمة إيران هما انتصار وهزيمة الإسلام. ومن ناحية أخرى، إيران هي مهد الإسلام الحقيقي والخالص.
هل تجد في أي مكان من العالم الإسلامي نموذجاً قابلا للمقارنة بهذا النموذج؟ هل هناك حكومة في أي مكان من العالم الإسلامي همها الأساسي فيها هو (الإسلام) ؟
إننا نحمل رسالة دينية ومسؤولية إسلامية بأن نحافظ على إيران بصفتها أم القرى . لا أن نتنازل عن إيران لمنطقة جغرافية، وبعد ذلك نجتهد في المحافظة عليها. إذا كان هناك تكاليف مالية لأم القرى فليس هذا مهماً. فهذه التكاليف من مقولة الإسلام نفسه . أليس انتصارنا انتصارا للإسلام ؟ إذن لماذا يجب أن نتحدث أساسا في المصاريف ؟ لذلك يجب أن يطرح الدفاع عن العالم الإسلامي في إستراتيجيتنا الوطنية كركن أساسي، ويجب أن يكون مد نظرنا قيادة العالم الإسلامي .
إنني أعرف الرأي الثاني بشكل صحيح؛ ولذالك وضعته أحد أركان الإستراتيجية الوطنية. ومن البديهي أن يرافق هذا الركن أثناء العمل آثار كبيرة سواء في داخل إيران أو في خارجها .
 
النقطة الثانية : الحكومة ـ وكما أشير سابقاً ـ ليست فقط مجموعة من الأشخاص بألقاب خاصة، بل لها هوية عاملة (functional) . في تحليل هذه الجهة نصل إلى مفهوم (الأمن)، لكنه في الدرجة الأولى عمل الحكومة! جذور الأمن المحافظة على النظام، فالنظام مثل (جسد) له كرامة مادية وكرامة معنوية أيضاً .
 
تظهر الكرامة المادية للنظام في الأرض الجغرافية والعرق واللغة وأمثالها . أما الكرامة المعنوية للنظام فتظهر في الدستور، وفي ( الفكر الحاكم) . وأي تهديد لـ (النظام) يمكن في الحقيقة أن يكون تهديداً لكل واحدة من الكرامتين : أحياناً يقوم عدو بهجوم عسكري ويحتل أراضي الدولة، هذا تهديد للكرامة المادية للنظام .
لكن ـ أحياناً ـ لا يشاهد هجوم لعدو، ولا يتحدث أحد عن الحدود والثغور، لكن يجري التعرض إلى الكرامة المعنوية للنظام .
في كلتا الحالتين نقول إنه قد تم التعرض لـ (النظام) . المحافظة على (الأمن الوطني) أو (أمن الدولة) يعني أننا أولاً: أزلنا أي تهديد بالقوة على كينونة النظام، أو بدلناه بتهديد بالقوة .
ثانياً: أننا نقلنا التهديدات بالقوة أيضاً من المستقبل القريب إلى أوقات احتمالية بعيدة جداً .
ثالثاً: لمواجهة التهديدات بالقوة (البعيدة) قمنا أيضاً بإعداد التحضيرات اللازمة. وفيما يتعلق بغير الأمن الداخلي، فإن السياسة الدفاعية والسياسة الخارجية التي تبعد الخطر الأساسي عن الأمن الوطني سيتم بحثها في فصول مستقلة إن شاء الله .
 
النقطة الثالثة : (التنمية الوطنية)، وخاصة التنمية الاقتصادية التي طرحتها الحكومة من جهتين: الأولى من جهة أن الأزمة الاقتصادية طوال التاريخ أصبحت منشأ التطورات الرئيسية للحكومات. قام أرسطو في كتاب السياسة من خلال عدة فصول ببحث (الثورات)، والأزمة الاقتصادية تعد من أحد العوامل الهامة لها. لكن يعتبر الباحثون في العلوم السياسية اليوم أن الأزمة الاقتصادية وحدها هي العامل الرئيسي في التطورات السياسية والحركات الاجتماعية. أما الماركسيون والرأسماليون فهم متوحدون في هذا الطريق.
من ناحية أخرى، يجب على (التنمية الوطنية) أن تهيئ الطريق لتحقيق الأهداف المثالية للنظام، أي بصرف النظر عن الأمن الوطني الذي يكمن في الأزمة الناشئة من مشاكل التنمية، يجب على النظام أن يستطيع التحرك نحو أهدافه المثالية .
 
نظرية أم القرى (ص 81-113)1- موضوع البحث :
عندما تقع مسؤولية إدارة دولة على عاتق شخص بصورة جدية، فإن أحد الأسئلة الأولى المطروحة هو: هل نطاق مسؤوليتنا محصور بالحدود الجغرافية لإيران، أم أنه يشمل العالم الإسلامي كله ؟ ([1]).
من الممكن في بداية هذا السؤال القبول برسالة (الوطنية) أو بردها، لكن الأمر ليس كذالك، والقضية هي الرأي في الوطنية .
ومن أجل التدقيق أكثر في المبحث في البداية نقوم ببحث (رسالة) في شأن الحكومة باسم (رسالة حكومة الإسلام العملية)، ومن خلال نقدها نصل إلى مذهب (الحكومة الإسلامية على أساس المسؤولية) ـ وهي نظرية أم القرى نفسها. نستطيع أن نوضح (رسالة حكومة الإسلام العملية) عن طريق الخصائص التالية :
(أ)- لقد تم تقسيم عالم اليوم إلى دول صغيرة وكبيرة، مع حدود جغرافية وحقوق وطنية خاصة. هذا التقسيم ليس له أي أساس عقلي، وليس عادلا، بل كان نتاج مسيرة تاريخية مليئة بالظلم والجور والافتراء وحشد الجيوش وتنفيذ المذابح ومختلف أشكال التآمر والتواطؤ . وقد عانى العالم الإسلامي من التمزق في هذه المسيرة، وحوصرت الشعوب الإسلامية في وسط هذه الحدود . أننا نقبل بالتقسيمات الحدودية مجبرين؛ لأن رفضها يعني أن حروبا واسعة ستقوم بين المسلمين والكفار، وأيضا بين المسلمين أنفسهم، ولن يكون لها آية فائدة أخرى سوى إزهاق الأرواح وإتلاف الإمكانات .
(ب)- إن القبول بالتقسيمات الحدودية للجغرافيا القائمة لها آثار داخلية وخارجية علينا، ولها اثر بالغ على عمل الحكومة .
وان أول واهم نتيجة لهذا القبول هو أن نطاق مشروعية حكم النظام يتحدد في الحدود الجغرافية . كما أن إمكانيات الدولة يجب أن تستخدم بشكل منحصر لمصالح شعب هذه الأرض ذات الحدود المعروفة. وان أي استخدام لها في خارج الحدود يجب أن تكون بصورة مباشرة لمصالح الموجودين داخل الحدود !
(ج)- من واجب الحكومة التنمية والأعمار والحركة نحو بناء مجتمع (صحيح) و (مثالي)، ويجب أن تنفق جميع الإمكانيات في هذا المجال .
من الممكن أن يكون في جوارنا دول أخرى سكانها مسلمون ويعانون من فقر شديد، نحن شركاء في الإحساس بألم هذا الشعب، لكن لا يمكننا أن نعتبر فقر ذلك الشعب مثل فقرنا من ناحية صرف الإمكانيات لإزالة هذا الفقر . الأمور التي يمكن أن تساعد فيها الدولة يجب أن تكون بصورة مباشرة في جهة مصالح الدولة، أو يجب أن ترضى الأغلبية العظمى من الشعب !
(د)- هنا يبرز هذا السؤال، وهو انه بهذا الشكل ما هو وجه صفة (الإسلامي) للنظام ؟ يقول المؤيدون لهذه الرسالة : حكومتنا إسلامية بعدة أدلة هي :
 
أولا : انه يستطيع أن يكون لنا ولاية الفقيه، وان يكون على رأس الأمور ولي الفقيه .
ثانيا : نحن في دولتنا نجري كافة القوانين والأحكام الإسلامية، ابتداءً من القضاء وحتى الأمور الاقتصادية والاجتماعية وأمثالها .
ثالثاً : نحن في المحافل الدولية على الدوام سنكون المدافعين عن الإسلام والمسلمين . لكن في كيفية التنفيذ فان مصالح الجمهورية الإسلامية ستكون لها الأولوية . نحن لا نعتبر أنفسنا مسؤولين عن إزالة المشاكل السياسية الاقتصادية والاجتماعية لجميع المسلمين والعالم، بل أننا شقيق طيب القلب عطوف وحنون، نقوم قدر الإمكان بالمساعدة ! إننا نعتقد أن بناء وتعمير إيران يعتبر أفضل دعاية للإسلام؛ لذالك فإننا قد ركزنا همنا وجهدنا على هذه القضية .
 
2-مفهوم أم القرى ونقد البراغماتية :
لقد سعيت كل استطاعتي أن أبين منطق (حكومة الإسلام العملية) بشكل منصف، وأعتقد أنني قمت بإظهار بعض الأمور على أفضل مما هي؛ لأنني أظن أن الخصم غير السوي وسيء الحظ لا يملك لياقة الاصطدام !
النقطة الرئيسية والمحورية التي قد تم بيانها في نقد النظرة البراغماتية هي: ما هو واجبنا في العالم الإسلامي، وهل قبولنا بالحدود الجغرافية يمكن أن يكون له تأثير أم لا؟ إننا نسعى أن نبحث هذا الموضوع من مختلف الجوانب إن شاء الله تعالى .
 
(أ‌) أول شيء يجب الانتباه له هو إن (الإسلام) له امة واحدة . أي عندما نقول العالم الإسلامي فإننا نقصد جموع المسلمين، ولا نقصد أماكن إقامتهم، مثلما نقول عالم الأكراد، أو الأرمن، وغيره . بل إن العالم الإسلامي (امة) واحدة، و(الأمة) ناس لديهم انسجام وجهة وحركة، مع التوجيه نحو هدف واحد .
وفي الواقع فان لب الولاية (ولاية الفقيه) هذا هو ولا غير؛ حيث يوجد أسلوبان متقابلان (في زمن غيبة الإمام المعصوم) بصورة كاملة، وهما عبارة عن: (رأي أغلبية الشعب) ، و(الوصاية) ولي الشخص ينتخب ما بعده وينصبه . وفي الأسلوب الآخر: الأمة يجب أن تقدم رأيها، والأغلبية تدل على النتيجة النهائية . ويوجد لكلا الأسلوبين (في فترة الغيبة) إشكالات رئيسية، لكننا حاليا ليس لنا شأن بأسلوب اختيار الولي والحديث في أساس القضية: الولي له مسؤولية بالنسبة لكافة الأمة، وكذالك الأمة مجتمعة عليها واجبات تجاه الولي .
 
(ب‌) الآن نستطيع أن نبين مفهوم (أم القرى) بوضوح نسبي: دولة (أم القرى) تصبح العالم الإسلامي، والتي لها قيادة، وهي في الحقيقة تكون لائقة لقيادة كل الأمة) .
تلاحظون أنه من أجل إيجاد أم القرى فليس مطروحاً الموقع الاستراتيجي والسكان والجنس، وأمثال ذلك، بل المعيار هو في الولاية. بعبارة أخرى إذا ادعت دولة بأنها (أم القرى) فيجب عليها أن ترفع مستوى قادتها إلى أبعد من حدودها الجغرافية، وأن تجعلها منتخبة لكل الأمة ! كذالك تلاحظون أنه في هذا المفهوم الذي قدمناه لإيجاد أم القرى، هذه الصفة لا يمكن أن تكون (إرثاً) لأي قوم، بل انه من الممكن أن يكون قوم صاحب أم القرى (الإسلام) لمدة ما، وبعد مدة يسقط عنه هذا الموضوع .
 
(ج) بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران والقيادة الحقة للإمام الخميني ـ قدس سره الشريف ـ أصبحت إيران أم القرى دار الإسلام، وأصبح عليها واجب أن تقود العالم الإسلامي، وعلى الأمة واجب ولايتها، أي أن إيران أصبحت لها القيادة لكل الأمة . بناءً على ذالك فان الإمام ـ رحمه الله عليه ـ كان له مقامان في نفس الوقت: الأول مقام القيادة القانونية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تم تعريفها طبقاً للدستور، وقد حددت واجباتاتها وصلاحياتها. والمقام الآخر ولاية العالم الإسلامي التي قد أقرها الواجب الشرعي، والآن نسأل: إن طبيعة هذين المقامين تقتضي نوعين مختلفين من العمل، فما الواجب عمله ؟
بعبارة أخرى انه إذا شوهد تعارض بين مصالح حكومة أم القرى وولاية العالم الإسلامي فمن الذي سيكون فداء للآخر؟ نظرية أم القرى قد عرضت في الواقع الجواب على هذا السؤال: (دائما مصالح الأمة لها الأولوية، أليس وجود أم القرى التي على جميع الأمة الحفاظ عليها ـ وليس فقط شعب أم القرى ـ واجبا ) .
 
(د) الأساس المذكور أعلاه يدل جيدا على علاقة النمو والتكامل بين أم القرى والعالم الإسلامي: إذا وقع هجوم على الإسلام من أي مكان في العالم أو جرى الاعتداء على حقوق المسلمين فان أم القرى ترعد وتزمجر وتنهض للدفاع، ومن المؤكد أن الحكومات الجائرة والكافرة لن تتحمل ذلك، وستتهيأ لإزالة هذه (الشعرة من الأنف)؛ لذالك تستهدف حياة النظام .
في مثل هذا الوضع فان على كل الأمة الإسلامية واجب الدفاع، وليس فقط شعب أم القرى! ومن ناحية أخرى كلما أظهرت الأمة الإسلامية استعدادا أكثر للدفاع عن حياة أم القرى فان الحكومات ونماريد الكفر سيلتزمون ضبط النفس في الهجوم عليها، لأنها تحسب حسابا لأمة عظيمة (مليارات) وليس لعدة ملايين من السكان، وسيكون لأم القرى دور أكبر في الدفاع عن حقوق المسلمين .
 
2- خلاصة البحث :
(أ) ـ حسبما ذكرنا فإننا نستطيع أن نلخص نظرية أم القرى على النحو التالي :
(1) العالم الإسلامي امة واحدة .
(2) أساس وحدة الأمة (قيادتها) .
(3) قيادة العالم الإسلامي تقوم على أساس ولاية الفقيه :
أي أن الأقرب إلى نبي الإسلام الأكرم هو اقرب في العلم والتقوى و.. سيكون خليفة زمان النبي صلى الله عليه وسلم . وقد اعتبرت إيران نفسها حسب وجهة نظر الخميني نقطة البداية، وقاعدة الانطلاق نحو تحقيق الوحدة الإسلامية .
(4) عندما تقوم حكومة في إحدى بلاد الإسلام ويكون لدى قيادتها الأهلية لقيادة الأمة ــ في هذه الحالة ــ تصبح أم القرى دار الإسلام .
(5) إذا قامت دولة أم القرى ففي هذه الحالة من واجب القيادة أن تلاحظ مصالح كل الأمة، ومن ناحية أخرى فان المحافظة على كل الأمة هو فريضة ولها أولوية على أي أمر آخر.
 
الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد الثورة سواء أكانت في زمن قيادة الإمام الخميني ـ قدس سره الشريف ـ الذي كان شمس البشرية أو في الوقت الحاضر الذي هو تحت ولي الأمر سماحة آية الله خامنئي ـ دامت بركاته الشريفة ـ هي بدون شك أم القرى دار الإسلام. ومع الانتباه الدقيق إلى هذا المعنى ستكون الأمة الإسلامية أظهر من الشمس. والآن نقول: إن المحافظة على مكانة أم القرى هو من (الأهداف الوطنية)، والسعي من أجل هذا الهدف سيكون أيضا جزءا من استراتيجينا الوطنية .
 
4 -النقطة الأساسية :
الإشكال الأساسي في (نظرية الحكومة الإسلامية العملية) هو في المفهوم (الإسلامي) .
من الممكن للإنسان أن يرى دولة مثل سويسرا، حيث أن كل شيء فيها مرتب ونظيف ومنظم، وأن الناس هناك مشغولون في أعمال جدية بهدوء ونظام ، وقس على هذا . بعد ذالك يقول ذلك الإنسان لنفسه : لو أن هذه الدولة تنفذ الأحكام الإسلامية؛ أي أنها لا تحتوي مظاهر الفساد والسفور (عدم لبس الحجاب الشرعي )، وتقوم المدارس بتدريس الإسلام ومقدساته، والفقهاء يشرفون على تنفيذ الأحكام و.. في هذه الحالة تصبح هذه الدولة دولة إسلامية نموذجية! باعتقادي أن لب النظرية المذكورة هكذا دولة، في الوقت الذي يكون فيه معيار إسلامية المجتمع ـ وحتى الفرد ـ هو في (الولاية) .
أقول بصراحة أكثر : من الممكن أن يوجد في دولة ما مشاكل ونقص وقلة موارد، لكن يكون فيها نظام الولاية صحيحا، فمن المسلم به انه يوجد في هذه الدولة نظام إسلامي حقيقي . الإعمار والأنظمة والمحافظة على الظواهر الشرعية كلها أمور فرعية . نظرية أم القرى قائمة تماما على فكر (الولاية) الإسلامية الحقيقية . تلاحظون أنه إذا تم تجاهل هذا الأمر فإننا لن نستطيع أن نورد أية إشكالية على النظرية العملية للحكومة . وإذا تم اخذ الأصل بالاعتبار فان النظرية كلها ستدمر .
 
5 -إزالة بعض من سوء التعابير
(أ) في العام 1363 هجري شمسي (يعادل 1987م) بينت نظرية أم القرى، وعلى الفور تابعت واستنتجت أبعادها العملية : (عندما ننظر خارج حدودنا فإن غرضنا لا يتعدى مقولتين : تصدير الثورة، والمحافظة على أم القرى . وإذا حدث تزاحم في مرحلة ما فإن الأولوية هي المحافظة على أم القرى) .
جمع من المفكرين اعتبروا أن هذا الفكر ما هو إلا معادل للبراغماتية، ووجهوا له حملات كثيرة . من بينهم مهدي هاشمي في صحيفة صبح ازادكان (صباح الأحرار) كتب حوالي خمسة وثلاثين مقالا في رد هذه النظرية!َ خطأ هؤلاء السادة الأساسي أنهم لم ينتبهوا لمفهوم (أم القرى) في معناه الشفاف القائم على أساس الولاية الإسلامية الحقة، بل إنهم اعتبروها مرادفة للأهمية الإستراتيجية وأمثالها . لذلك؛ فان المحافظة على أم القرى معادل للمفهوم العرفي للمحافظة على الدولة . في هذه الحالة لم يجدوا مكانا للرسالة الإسلامية للثورة والنضال ضد الكفر وسلطة الأجانب وأمثالها .
 
(ب) طبقاً لنظرية أم القرى فإن تصدير الثورة والدفاع عن الأمة الإسلامية ـ والتي هي امة واحدة ـ مرتبطة بأساس كرامة أم القرى. إذا تعرضت كرامة وجود أم القرى للخطر فكل شيء نفديه بها ! الكل يعلم أنه في السياسة العملية يوجد آفات كثيرة من بينها (إثارة الأجواء) وخاصة إذا كانت هذه الإثارة يرافقها تحريك العواطف والإحساسات لدى الناس في أمور يوجد عنها في الأذهان تجارب سيئة جدا . لقد كان الرأي العام المرافق عنصرا أساسيا في نظام اتخاذ القرارات، وخاصة انه نظرا لنظام الاتصالات الجديد فان هذا الموضوع أصبح يحظى بالدور الأساس .
 
يصنع السياسي الرأي العام في الأنظمة الديمقراطية من جهة، وعند اللزوم يركب على موجته من جهة أخرى. ولأنه في الغالب ليس هناك تقيد في الأسس والمدرسة الفكرية، فربما يتم اتخاذ القرار في المعادلات بشكل أكثر راحة، لكن في النظام الإسلامي أول تقيد للسياسي هو العمل في نطاق الإسلام، سواء أكان الجميع موافقين أم كانوا معارضين ! لهذا فان قضية الرأي العام تحظى بمكانة معقدة أكثر بكثير .
ملاحظة حول الرأي العام والساسة الخارجية: هذا الموضوع يحتاج إلى بحث شامل وتفصيلي، وهنا أكتفي بالإشارة لتوجيه ذوي الرغبة: فقد قام في نصف القرن الماضي باحثون عديدون بالبحث في مختلف جوانب هذا الموضوع ودوره في مسيرة اتخاذ القرار، وعلى رأسهم العالم المعروف اسبروت ( sprout ) وتلامذته . لكن هذه التحقيقات ليست بداية جيدة للبحث في هذه القضية في المجتمع الإسلامي، وكذلك ليست قابلة للاستفادة مباشرة في النظام الإسلامي. ومن اجل بحث دور الرأي العام يجب أن نبدأ من أربعة أركان أساسية :
 
الأول : الولاية المطلقة للفقيه، فولي الفقيه لديه نوعان من الولاية: ولاية الإرشاد، وولاية الأمر. وفي ولاية الإرشاد فانه كما يجذب القلوب المتعددة بقوته وعلمه وتفوقه في النظرة، يجلب أيضا توجه الأمة للقضايا الهامة للإسلام والأمة الإسلامية. وإطلاق الولاية والإمكانيات التي وضعها الشارع في هذا الأمر تحت تصرفه كلها وسائل (أدوات) عمله.
الثاني : إن أصالة المعرفة في النظرة الإلهية والإسلام والأديان الإلهية جميعها وضعت المعرفة والبصيرة نقطة البداية للمسيرة الكمالية للإنسان. هذا الأمر يظهر بصورة كاملة في طاعة الإمام، وفي انتخابه، وفي التصرف معه. لا قيمة لأية طاعة دون ركن المعرفة، وجميع العبادات توزن بميزان المعرفة . ومن ناحية أخرى فان العمل السياسي في النظام الإسلامي هو بالذات عمل عبادي؛ لذالك لا يمكنه أن يكون خاليا من هذا الأمر.
الثالث : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهو من الأركان الاجتماعية والأنشطة الاجتماعية السياسية في النظام الإسلامي.
الرابع : المحافظة على مصالح أم القرى: خاصة بالتنسيق مع ولي الفقيه، وكذلك المحافظة على الأسرار العامة للأمة الإسلامية .
كما أنكم تلاحظون انه في النظام الإسلامي فان علاقة الرأي العام وأصل توجيه وإدارة النظام لها رشد وتكامل خاص . باعتقادي أن هناك افقأ جديدا في علم السياسة يحتاج إلى أبحاث دقيقة في مختلف الأبعاد حتى يمكن عرضها بصورة هيكل منطقي .
 
——————————————————————————–
 
([1]) ـ النظريات التي ظهرت لتجسيد ذلك: برزت في إيران نظريات حول حدود سلطة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الخارجية، وكيفية بناء إمبراطورية تكون بمثابة المركز والمرجع، حيث منحت هذه النظريات دولة القلب المذهبي “إيران” صلاحيات وسلطات خارج حدودها على اعتبار أنها دولة الإسلام الحقيقي التي تجسد نواة العالم الإسلامي ومركزه القيادي، إذ ظهرت هناك ثلاث نظريات، أولاً : نظرية القومية الإسلامية، ثانياً : تصدير الثورة الشيعية بشكل مطلق وغير مقيد، ثالثاً : نظرية “أم القرى” .
بالنسبة لنظرية القومية الإسلامية فقد وضعها مهدي بازركان، حيث أكد على أن هناك طموحات كثيرة للأمة الإسلامية بعد تشكيل الحكومة الإسلامية في إيران، في وقت يشهد فيه العالم الإسلامي عصر غيبة المهدي، على اعتبار أن الجميع يقبل فكرة المهدي المنتظر من أجل تحقيق العدل والحرية، أما في زمن غيبة المهدي فيجب على الحكومة الإسلامية في إيران توجيه وتوظيف مختلف الثورات في العالم والسياسات المختلفة الأشكال من أجل تحقيق الأهداف القومية، والتي تصب في النهاية لخدمة إيران، ولكن من خلال التوسل بالإسلام .
في حين أن نظرية تصدير الثورة بشكل مطلق وإطلاق العنان لتحقيق ذلك، يعتبر أحد أهم وظائف الدولة الإسلامية لإيران، والهدف من ذالك هو خدمة المظلومين والمسلمين في كافة أرجاء المعمورة، ومن هنا فإن نصرتهم تعتبر واجباً، وبالمقابل فإن تصدير الثورة يعتبر أحد أهم الأسس الأصلية والمبدئية لإيران، حيث يجب أن لا يكون هناك قيود أمام تحقيق هذا الهدف؛ لأن الغاية النهائية تتجسد في إقامة الحكومة العالمية العادلة .
أما النظرية الثالثة فهي تتمثل بنظرية أم القرى، ودولة أم القرى حسب هذا التصور تعني أن إيران هي نواة مركز الإسلام العالمي، وبالتالي فهي تمثل الدولة القائدة التي تفرز زعيما تكون له السلطة والصلاحية والولاية على الأمة الإسلامية جمعاء، على اعتبار أن الدين والعقلانية والوجدانية تقتضي تشكيل امة إسلامية واحدة، واختيار حكومة لتمثيل هذه الأمة، استنادا إلى التجربة التاريخية للدولة الإسلامية، والتي وصلت إلى أوج تقدمها وتفوقها وتمدنها بفضل ذلك . وعلى هذا الأساس ليس من مصلحة الأمة الإسلامية أن يطول التفرق؛ لان الأصل هو الوحدة . وهذا هدف سيتحقق حسب نظرية أم القرى من خلال جملة من المراحل :
المرحلة الأولى: ضرورة بروز الوعي والاهتمام بهدف إحياء الإسلام (الشيعي) على اعتبار انه هو السبيل الوحيد لحياة الإنسان والجماعة .
المرحلة الثانية: السعي وبذل الجهود لإقامة الحكومات الإسلامية في الدول المختلفة، وهذا سوف يكون من خلال الدور المحوري للشعوب في تشكيل هذه الحكومات، وتوظيف مختلف الوسائل والطرق سواء كانت انتخابات، استفتاءات . . . ، وفي بعض الأحيان قد تؤدي النهضة، وثورة الشعوب (الانتفاضات) والخروج إلى الشوارع إلى هذه النتيجة، ولا ضير في ذلك إذا كان يحقق الهدف المنشود منه، وهو إقامة الحكومة الإسلامية في النهاية .
المرحلة الثالثة: في الوقت الذي تستطيع فيه الشعوب تحقيق الأهداف سالفة الذكر، وبالتالي تشكيل الحكومات الإسلامية، يجب عليها التوجه بعدها نحو خطوة تكوين حكومة إسلامية واحدة لغرض جمع الأمة الإسلامية وتوحيدها تحت قيادة دولة أم القرى.
ومن هنا فإن نظرية “أم القرى” تعتبر انه في حالة إقامة دولة “أم القرى” فان إيران ستمثل دار الإسلام ومركزه، وهذا الأمر يعتبر تعزيزا للإسلام وتقوية لشوكته، لذالك يجب على الأمة الإسلامية جمعاء أن تحافظ على دولة “أم القرى” على اعتبارا أنها مركز للإسلام، وبالتالي فإن انتصار دولة “أم القرى” وعزتها يعتبر انتصارا للأمة الإسلامية جمعاء، أما هزيمتها أو انهيارها فيعتبر انهزاما لكل الأمة الإسلامية، والحفاظ عليها معناه أيضا الحفاظ على النظام الكامل للحكومة الإسلامية، والذي يشمل كل أراضي الدولة الإسلامية الواحدة، والتي بسببها تشكلت دولة أم القرى التي ستقود هذه الأمة … تم بحثه منفصلا في كتاب إيران والإمبراطورية الشيعية الموعودة (المحرر).
………………………………………….. ..
المصدر: مجلة الراصد الإلكترونية -دراسات / العدد الثامن والستون صفر 1430 هـ .
=====================
علاقات سرية بين إسرائيل وإيران وأميركا.. وراء صفقة جنيف
مراقبون يعتبرون أن الإسرائيليين لديهم بشكل عام نظرة أحادية اللون إلى المسألة الإيرانية للأفضل أو للأسوأ، وهي تمثل لهم تهديدا وجوديا في المنطقة.
العرب  [نُشر في 27/11/2013، العدد: 9392، ص(7)]
القاهرة ـ بعد ساعات قليلة على الاتفاق التاريخي بين القوى الكبرى وإيران، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "الخطأ التاريخي" المتمثل في توقيع اتفاق يترك لإيران القدرة على تطوير قنبلة نووية. لكن الإدارة الأميركية مقتنعة منذ فترة طويلة بأن التفكيك الكامل للبرنامج النووي الإيراني سيكون بمقدوره تهدئة غضب إسرائيل، وهو خيار غير واقعي، حسب المحللين.
يقول تريتا بارسي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "جون هوبكينز"، في مقدمة كتابه "التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران والولايات المتّحدة الأميركية"، إن إيران وإسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي كما يتخيل الكثيرون بقدر ما هو نزاع إستراتيجي بينهما، مدلالا على ذلك بعدم لجوء كل طرف إلى استخدام أو تطبيق ما يعلنه خلال تصريحاته النارية، فالخطابات في واد والتصرفات في واد آخر معاكس.
وهذا الرأي يفسّر عدم إقدام إسرائيل على ضرب إيران، رغم أنها هدّدت في أكثر من مناسبة بأنها ستقوم بذلك، سواء وقفت الولايات المتحدة إلى جانبها أم لا، وفي ذات السياق لعبت إيران، الباحثة، عن مدخل إلى الشرق الأوسط والمنطقة العربية عموما، على ورقة الصراع العربي-الإسرائيلي، وحاولت أن تظهر في مظهر "عدو" إسرائيل اللدود، والداعمة الرئيسية للقضية الفلسطينية.
لكن الخفايا تبطن عكس الظواهر، فإيران وإسرائيل، يتعاملان معا وفق سياسة الإخوة الأعداء، وما التصريحات المتبادلة بين الطرفين إلا لعبا سياسيا وديبلوماسية لتحقيق المصالح، مثلما هو الحال مع شعار "الشيطان الأكبر" الذي أطلقته إيران على أميركا، وشعار "محور الشر" الذي أطلقته أميركا بدورها على إيران والدول التابعة لها.
تربط إيران وإسرائيل علاقات اقتصادية متينة، قد تكون تأثرت منذ سقوط الشاه وصعود آية الله الخميني، لكنها بقيت قوية يتم التباحث بخصوصها خلال اجتماعات تعقد في دول أوروبية في سرية تامة.
حتى بعد الثورة الإسلامية واصلت إسرائيل علاقتها مع إيران وكانت الأخيرة تمدها بالسلاح والنفط من أجل مواصلة الحرب في سيناء
وبالكشف عن الحقيقة التي تكمن تحت القشور السطحية التي تظهر من خلال المهاترات والتراشقات الإعلامية والدعائية بين القادة الإيرانيين ونظرائهم الإسرائيليين، سيبدو واضحا التشابه والتقارب بين الطرفين في العديد من المحاور وما يجمعهما أكبر بكثير مما يفرقهما. من بين نقاط التشابه، يشير تريتا بارسي إلى أن إيران وإسرائيل تميلان إلى تقديم نفسيهما على أنّهما متفوقتان على جيرانهما العرب، حيث ينظر العديد من الإيرانيين إلى أنّ جيرانهم العرب في الغرب والجنوب أقل منهم شأنا ويعتبرون أن الوجود الفارسي على تخومهم ساعد في تحضّرهم وتمدّنهم. في المقابل، يرى الإسرائيليون أنّهم متفوقون على العرب بدليل أنّهم انتصروا عليهم في حروب كثيرة، و يقول أحد المسؤولين الإسرائيليين في هذا المجال لبارسي "إننا نعرف ما باستطاعة العرب فعله، وهو ليس بالشيء الكبير". من هذا المنطلق قلّل العديد من الخبراء والمختصين في شؤون الشرق الأوسط من التصريحات الإسرائيلية التي جاءت كردة فعل على الاتفاق الموقع في جينيف بين إيران ومجموعة 5+1 بخصوص الملف النووي الإيراني. واعتبر الخبراء أن هذه التصريحات تأتي في إطار البروباغندا الإعلامية الإسرائيلية، فإسرائيل ترغب في أن تكون القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.
تقارب مع إيران
في خصوص إمكانية تأثير انعكاس التقارب بين الغرب وإيران الذي بدأ يتشكّل بين واشنطن وطهران، على علاقة إيران بإسرائيل يرى عمرو الشلقاني، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، أن هذا التقارب سيصب في صالح إسرائيل ويجعلها مستعدة لعلاقات جيدة مع طهران. ويضيف الشلقاني، "الخلافات التاريخية بين إسرائيل وإيران تثبت أننا لا ينبغي أن نقبل افتراض نتانياهو بأن الإيرانيين بطبيعتهم لا يمكن أن تكون لهم علاقات طبيعية مع الإسرائيليين".
اتفاق إيران مع القوى العالمية الست بشأن برنامجها النووي يأتي بعد عقود من العلاقات الصعبة بين واشنطن وطهران، حيث كانت العلاقات منذ الثورة الإسلامية عام 1979 متوقفة تماما، لذلك كان الاتفاق النووي خطوة أولى في منع إيران من تطوير سلاح نووي في مقابل تخفيف بعض العقوبات الاقتصادية، وهو ما يشير إلى ذوبان الجليد في العلاقات بين واشنطن وطهران، وربما تحمل الأيام القادمة ضمانات أميركية لإسرائيل لنزع مخاوفها من التعامل المباشر مع إيران لإنهاء عقود من التصيعدات والتلويحات العسكرية بين البلدين.
ويقول خبراء في الشؤون السياسية إن العلاقات الإيرانية- الإسرائيلية تنعكس بأنماط مماثلة على العلاقات الدولية بين الدول ومدى تحقيق مصالحها، فعلى سبيل المثال تقدمت مصر في السابق في علاقاتها مع أميركا ومن ثم مع إسرائيل بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام، وحاليا توضح علاقة طهران مع واشنطن كيف كانت إسرائيل قادرة على الضغط على الدول الكبرى للتوصل إلى تفاهم أكثر حيادا مع العدو اللدود لها في الوقت الحالي.
إيران وإسرائيل ليستا في صراع أيديولوجي كما يتخيل الكثيرون بقدر ما هو نزاع إستراتيجي بينهما
في هذا الجانب يقول عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: "ربما من سخرية القدر، مقارنة بإيران، كانت علاقة مصر مع إسرائيل أكثر عداء بكثير من علاقتها مع إيران اليوم، حيث كان هناك قتال وصراعات عسكرية على نطاق واسع مع العرب، على العكس مع طهران، فحتى بعد الثورة الإسلامية واصلت إسرائيل علاقتها مع إيران وكانت الأخيرة تمدها بالسلاح والنفط من أجل مواصلة الحرب في سيناء. وأيضا إسرائيل كانت تضغط على واشنطن من أجل بيع الأسلحة إلى طهران.
ويشدّد ربيع على أن تاريخ العلاقات بين البلدين يؤكد على احتمالية قيام علاقات ثنائية مجددا، لكن بشرط أن تتخلى إيران عن دعم حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، في المقابل سوف تشترط طهران على إسرائيل الموافقة على قيام دولتين وإقرار السلام في المنطقة، وبالطبع هذه الشروط من الصعب تحقيقها.
عملية السلام
يرى عبد المنعم المشاط أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن إيران لديها وجهات نظر متباينة بشأن عملية السلام بين العرب وإسرائيل، وفي الوقت الحالي لا تزال تحلم واشنطن بتوسيع نفوذها داخل القطر الإيراني حتى في الوقت الذي تريد فيه إسرائيل ضمانات لتوازن التزام سياسي مع طهران، ومع هذا الالتزام فإن واشنطن ليست معفاة من مد نفوذها إلى إيران خصوصا بعد وقوع الزلزال الجيوسياسي الذي هزّ منطقة الشرق الأوسط أو ما يسمى الربيع العربي.
وأكد أن التقارب بين أميركا وإيران هو جزء لا يتجزّأ من تحسين العلاقة المتوترة بين إيران وإسرائيل، ونظرا إلى هذه المتوازيات ينبغي إعادة النظر في قيام علاقات ثنائية بين إسرائيل وإيران، لما هناك من حاجة ماسّة إلى جعل هذه السياسة في كتب التاريخ وتحقيق السلام في الشرق الأوسط بين أكبر خصمين.
بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ليست لديها مصلحة في إبرام اتفاق مع إيران وتترك إسرائيل غاضبة كونها الدولة المتضررة والضعيفة من وراء هذا الاتفاق، لذلك سيعمل الجانبان في وقت لاحق على إيجاد وسيلة للعمل من خلال الاتفاق لطرح ضمانات سياسية وعسكرية بين إسرائيل وإيران مستقبلا. لكن في الوقت الراهن ومع تصاعد حدة التصريحات العدائية بين مسؤولي البلدين، فإنه يبقى الاتفاق بعيدا إلى حين تهدِئة الأجواء ومرور فترة الستة أشهر الممنوحة من القوى الكبرى لإيران لإثبات حسن النوايا تجاه برنامجها النووي وأنه لأغراض سلمية وليس للتطوير العسكري أو لامتلاك قنبلة نووية.
ويعتقد كثير من الإسرائيليين أن إيران ستواصل هدفها النهائي لتطوير برنامجها النووي مهما كان الثمن، وحتى إذا كانت الصفقة فقط لمدة ستة أشهر إلى حين معرفة نوايا طهران من برنامجها النووي في ما إذا كان لأغراض عسكرية أو سلمية، ورغم أن الاتفاق مؤقت فإن هناك رغبة حثيثة لدى الجانب الإسرائيلي في تعزيز العقوبات لوقف طموحات طهران النووية.
خوف إسرائيلي
يقول مراقبون إن الإسرائيليين لديهم بشكل عام نظرة أحادية اللون إلى المسألة الإيرانية للأفضل أو للأسوأ، وهي تمثل لهم تهديدا وجوديا في المنطقة، كما لديهم اقتناع بأن العالم لا يوجد لديه القدرة للقتال مع إيران. وفي هذا السياق أكد طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن الاتفاق التاريخي بين إيران والقوى العالمية أشعر إسرائيل بالقلق إزاء المفاوضات بسبب وجود قنوات خلفية غير معلنة في جلسة المفاوضات بين أميركا وإيران، ومع أن المحادثات مهدت الطريق إلى اتفاق شبه نهائي من شأنه أن يضع حدا للأزمة النووية بين إيران والقوى الدولية، إلا أن نتانياهو صرح كثيرا بأن أميركا خدعت إسرائيل، كون القوى العالمية لا توجد لديها نية في وقف برنامج طهران النووي وإنما رفع العقوبات عن إيران وإطلاق سراح الحسابات التي تم تجميدها سابقا، وبالتالي فإن إسرائيل ليست لديها نية في المشاركة في هذه الاتفاقية أو "الكارثة" كما وصف نتانياهو، ويرى أن بلاده غير ملتزمة بهذه الخطوة وستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن إسرائيل. ولفت إلى أنه على الرغم من خيبة أمل إسرائيل، إلا أنها تصر على مواقفها نحو إيران وبرنامجها النووي، وستعمل مع واشنطن لتوقيع اتفاق نهائي شامل، ومع ذلك تظل نظرية المؤامرة تدور داخل الفكر الإسرائيلي ومفادها أن الاتفاقات والمباحثات كانت مجرد تمثيلية مع روسيا وإيران بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
=====================
تجار اسلحة من إسرائيل يعقدون صفقات مع ايران
القدس المحتلة – سراج – أضواء من الصحافة الاسرائيلية
تناقلت الصحف الاسرائيلية الصادرة، اليوم الثلاثاء، ما نشرته وسائل اعلام يونانية، امس، حول قيم تجار أسلحة من اسرائيل بمحاولة بيع ايران قطع غيار لطائرات فانتوم (F4)، خارقين بذلك الحظر الدولي المفروض عليها.
وافاد المصدر اليوناني انه تم اكتشاف الأمر خلال فحص أجرته الوكالة الأمريكية للتحقيق في جرائم الأمن القومي (HSI) ووحدة التحقيق في الجرائم المالية والاقتصادية في اليونان (S.D.O.E). وافاد التقرير انه تم في 2012 و2013، العثور على حاويات في اليونان، محملة بقطع غيار للطائرات، تم تصديرها من “جبعات عادة – بنيامينا” في اسرائيل، الى ايران، بواسطة الشركة اليونانية “TASSOS KARRASSA”. ويعتقد المحققون في اليونان ان هذه الشركة وهمية تم تفعيلها من قبل تجار أسلحة في اسرائيل. ورفضت اسرائيل التعقيب على الموضوع.
=====================
«إيران غيت» تلوح في الأفق
الثلاثاء - 26 محرم 1436 هـ - 18 نوفمبر 2014 مـ رقم العدد [13139]
الشرق الاوسط
نسخة للطباعة Send by email  في أواسط ثمانينات القرن الماضي عقدت إدارة رونالد ريغان صفقة سرية تبيع بموجبها أسلحة متطورة لإيران في حربها ضد العراق من خلال وساطة إسرائيلية، مقابل إطلاق إيران سراح رهائن أميركان اختطفوا في جنوب لبنان، ليذهب عائد الصفقة لدعم ثوار نيكاراغوا، ضد الحكومة الشيوعية التي كانت مدعومة من الاتحاد السوفياتي وكوبا.
من أهم ما يُقرأ من هذه الصفقة الفضيحة التي أطلق عليها اسم «إيران كونترا» أو «إيران غيت»، أن العلاقات الأميركية - الإيرانية - الإسرائيلية تجمعها الكثير من نقاط الوفاق، وهذه النقاط تفرض نفسها بلا اعتبار للصورة العامة التي يظهر فيها العداء بين الدولتين وإيران.
ريغان كان لديه أكثر من عصفور في هذه الصفقة؛ أول العصافير قوة صدام حسين التي تنامت بشكل مقلق وبلغت ذروتها حتى كادت تطيح بالجيش الإيراني، وهي معادلة غير متزنة بالنسبة لإسرائيل التي لا تقبل بوجود قوة مكافئة لها في الشرق الأوسط. والعصفور الثاني إطلاق الرهائن الأميركيين الذي يعزز إدارة ريغان ويظهر نجاحها فيما فشل فيه سلفه جيمي كارتر. والهدف الثالث كان دعم ثوار نيكاراغوا، إحدى إقطاعيات الاتحاد السوفياتي.
الرأي العام الأميركي رأى في ريغان بعد هذه الحادثة رجلا وطنيا وليس صاحب فضيحة.. صحيح أنه خالف الدستور وظهر بوجهين، ولكنه أطلق مواطنين من الاحتجاز، ودعم معارضة ضد الشيوعية، وحتى اليوم يظل رونالد ريغان في نظر شريحة غالبة من الأميركيين من أفضل من سكن البيت الأبيض.
في هذا السياق، كيف تبدو لنا معطيات الظروف الحالية مقارنة بتلك الفترة؟ ماذا ستقدم إدارة أوباما للإيرانيين وماذا ستأخذ منهم أو من خلالهم؟
حتى نسقط الماضي على الحاضر علينا أن نعيد طرح الأسئلة الكبرى:
- لماذا تعارض واشنطن امتلاك إيران السلاح النووي؟
- ما الذي ستقدمه إيران لإدارة أوباما في حالة تراخت الأخيرة وقبلت المساومة؟
- ما موقف إسرائيل في هذه الصفقة بالمقارنة بموقفها في «إيران كونترا»؟
واشنطن تعلن خشيتها من أن امتلاك إيران سلاحا نوويا سيشعل حرب سباق لامتلاك «النووي» في دول المنطقة؛ ستفعلها السعودية والإمارات ومصر.. وغيرها من الدول. إنما هذا السبب يبدو بسيطا وغير مقنع كفاية، فالتسابق على «النووي» سيلغي أهمية هذه القضية لأنه يتيح تكافؤ القوى، ولن تجرؤ أي دولة على استخدامه. أميركا استخدمته في الحرب العالمية الثانية ضد اليابان البعيدة عن السواحل الأميركية، لكن أين ستهرب أي من دول المنطقة من تأثير الإشعاعات النووية في مساحات ضيقة تفصل بينها؟
وإذا كانت أميركا تعارض السلاح النووي لحماية إسرائيل، فلنتذكر أنه خلال فضيحة الثمانينات سلمت إسرائيل بيديها أسلحة متطورة لـ«إيران الخميني»، ولم تكن تخشى استخدامها ضدها، لأن إيران كانت في حرب ضروس ضد العراق، ولأن إسرائيل حليف غير ظاهر للإيرانيين. وبالمثل، فإيران اليوم في حرب في اليمن وسوريا والعراق، ولن تكون إسرائيل هدفا إيرانيا ولا حتى بعد مئات السنين. الموقف الأميركي من «النووي» سببه بشكل رئيسي حماية حلفائها، أي دول الخليج، خصوصا السعودية. وللأسف هذا هدف رخو، متقلب، قابل للتغيير. وهذا يجعلنا نتحول للسؤال الثاني حول ما ستقدمه إيران مقابل السماح لها بالتصنيع النووي، أو حتى بناء مفاعلاتها النووية في روسيا، أو نقل اليورانيوم المخصب إليها، ثم استجلاب الصواريخ المحملة بالرؤوس النووية إلى إيران لاحقا. إيران تحاول إقناع الأميركان والأوروبيين أن أهدافها التوسعية في المنطقة لا تشكل ضررا على الغرب، بل إنها تستطيع أن تكون طرفا في حل المعضلات التي عجزت عنها إدارة أوباما في مناطق الصراع؛ ستكون طرفا فاعلا في التهدئة في اليمن، وقد تقدم على إقناع بشار الأسد بصفقة سياسية للخروج بمقابل فرض شروط البديل، ويمكنها أن تكون ذراعا يمنى بميليشياتها العسكرية في العراق ضد «داعش»، الذي تربطها ببعض رموزه روابط نفعية لوجيستية. هذه مغريات يسيل لها لعاب الغرب وضعتها إيران على طاولة المفاوضات، ومن المثير للسخرية أنها جديرة بالمراجعة من قبل إدارة أوباما التي تتجاهل حقائق ثابتة على الأرض أهمها أن المنطقة التي تريد إيران بسط هيمنتها عليها؛ أي الهلال الخصيب واليمن، ستتعثر بحجر الطائفية الذي وضعته إيران. هناك نفير شعبي سني ضد الشيعة، كما هو العكس، ولن يكون بالإمكان أن تستقر إيران في مناطقها وهي محاطة بأكثرية سنية غاضبة، وستظل المنطقة مشتعلة لعقود مقبلة. ربما لا تمانع واشنطن بهذا الوضع خصوصا أن منطقة الخليج لم تعد المصدر الرئيسي لإنتاج الطاقة في العالم، ولكن إيران لن تقبل، ولن تكتفي، وستظل لائحة طلباتها تبتز الغرب طويلا.
الذين يرددون أن واشنطن لا يمكنها الوثوق بإيران لأنها دولة مارقة ومتقلبة، نقول لهم إن العلاقات الأميركية - الإيرانية لا تُقرأ من خلال الإعلام والشعارات والتصريحات التي تتصدر نشرات الأخبار، بل من خلال وقائع تؤكد أن طهران وواشنطن تربطهما ثقة المصالح.
المفاوضات حول «النووي» التي بدأت في بداية العام الحالي، بدأت مليئة بالشكوك حول موقف واشنطن. الخليجيون تحديدا مرتابون من صفقة تحت الطاولة تُبرم مع الإيرانيين وفق المعطيات الجديدة.. هذه المخاوف لم تكن تتضمن محاربة «داعش» حين ذاك، لأن «داعش» لم يكن قد أطل برأسه في الموصل، ولكنه اليوم قيمة مضافة للمفاوضات. وحتى مع النفي المتكرر لإدارة أوباما بأنها لا ولن تنسق مع إيران لمحاربة «داعش»، فإن الشكوك تظل قائمة.
قد يحافظ أوباما على مستوى المفاوضات عند هذا الحد؛ يناور على عدد أجهزة الطرد المركزي، حتى انتهاء مدة رئاسته ويخرج كسولا ولكن نظيفا، كما خرج جيمي كارتر دون أن يتورط مع الإيرانيين، ليأتي رئيس جمهوري جريء على ارتكاب الفضيحة كما فعل ريغان.
جورج بوش الابن قال إن إيران «محور للشر»، والخميني أطلق على أميركا اسم «الشيطان الأكبر» في الوقت الذي كان يعقد فيه معهم الصفقات! مهما قيل من شعارات وتسميات وتنابز بالألقاب، الواقع أن «الشيطان الأكبر» يجري في عروق «محور الشر» مجرى الدم.
=====================
فضيحة ايران جيت القصة الكاملة
شبكة البصرة
 
تعريف
إيران- كونترا تعرف ايضا بفضيحة إيران جيت، اثناء حرب الخليج الأولى في ثمانينيات القرن الماضي، كانت أمريكا تمثّل الشيطان الأكبر بالنسبة للإيرانيين الذين تبعوا الخميني في ثورته ضد نظام الشاه. وقد كانت اغلب دول العالم تقف في صف العراق ضد إيران وبعضها بشكل شبه مباشر مثل الكويت والسعودية وأمريكا، في خلال تلك الفترة ظهرت بوادر فضيحة بيع أسلحة أمركية لإيران "العدوّة" قد تكون السبب الرئيسي في سقوط الرئيس الأمريكي في ذلك الوقترونالد ريغان. ففي عام 1985، خلال ولاية رونالد ريغان الرئاسية الثانية، كانت الولايات المتحدة تواجه تحديات دبلوماسية وعسكرية كبيرة في الشرق الأوسط وأميركا الوسطى. وكان ريغان ومدير الـ"سي آي إيه" وقتها ويليام جي. كيسي معروفين بخطاباتهما وسياساتهما القوية المناوئة للاتحاد السوفييتي. وكان "جيتس"، الذي كان نائب "كيسي"، يشاطرهما هذا التوجه الأيديولوجي.

وقتئذ كانت "إيران - كونترا" في مرحلة الإعداد، حيث كانت عبارة عن مخطط سري كانت تعتزم إدارة ريغان بمقتضاه بيع أسلحة لدولة عدوة هي إيران، واستعمال أموال الصفقة لتمويل حركات "الكونترا" المناوئة للنظام الشيوعي في نيكاراغوا. ومن أجل تبرير هذه الأعمال، رأى مسؤولو الإدارة الأميركية حينئذ أنهم في حاجة ماسة إلى دعم وتأييد من رجال الاستخبارات. بطبيعة الحال لم يكن الموظفون في مكتبي يعرفون شيئاً بخصوص مخططاتهم، غير أن السياق الذي طُلب فيه منا عام 1985 بالمساهمة في تقرير الاستخبارات القومي حول موضوع إيران كان معروفاً لدى الجميع. بيع أميركاأسلحة لإيران أثناء حربها مع العراق مقابل ورقه الضغط الايرانيه وهي تحرير رهائن السفاره الامريكيه في طهران.
 
القصة الكاملة
كان الإيرانيون الشيعة يصرون على التظاهر في مكة ضد أمريكا وإسرائيل ثم فضح الله أمرهم بعد أيام من هذا الإصرار فنكشف للعالم أجمع أن سيلا من الأسلحة وقطع الغيار كانت تشحن من أمريكا عبر إسرائيل إلى طهران مع أن أخبارا متقطعة كانت تبرز من حينٍ لآخر عن حقيقة هذا التعاون بين إيران وإسرائيل منذ بداية الحرب العراقية الإيرانية لقد تبين أن الشيخ صادق طبطبائي كان حلقة الوسط بين إيران وإسرائيل من خلال علاقته المتميزة مع يوسف عازر الذي كانت له علاقة بأجهزة المخابرات الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي وقد زار إسرائيل معه في 6 كانون الأول 1980 وانكشف ختم دخوله إلى إسرائيل على جوازه عندما ضبطه البوليس الألماني على المطار وفي حقيبته مئة ونصف كيلو من المخدرات مادة الهيروين وذلك في كانون الثاني 1983 وقد عرض ختم دخوله إلى إسرائيل على ملاين الناس في التلفزيون الألماني وكان من جملة الوسطاء في تصدير السلاح الإسرائيلي إلى إيران أندريه فريدل وزوجته يهوديان إسرائيليان يعشان في لندن وقّع فيه خمس صفقات كبيرة مع أكبر شركات تصدير السلاح في إسرائيل إسمها شركة بتاريخ 28-3-1981 TAT والصفقة الثانية بتاريخ 6-1- 1983 يعقوب النمرودي الذي وقع صفقة وتوجد صورة لكل وثيقة من هذه الصفقات وكذلك العقيد اليهودي أسلحه كبيرة مع العقيد كوشك نائب وزير الدفاع الإسرائيلي.
 
وفي 18 تموز 1981 إنكشف التصدير الإسرائيلي إلى إيران عندما أسقطت وسائل الدفاع السوفيتية طائرة أرجنتينية تابعة لشركة اروريو بلنتس وهي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنتقل بين إيران وإسرائيل محملة بأنواع السلاح وقطع الغيار وكانت الطائرة قد ضلت طريقها ودخلت الأجواء السوفيتية على أن صحيفة التايمز اللندنية نشرت تفاصيل دقيقة عن هذا الجسر الجوي المتكتم وكان سمسار العملية آن ذاك التاجر البريطاني إستويب ألن حيث إستلمت إيران ثلاث شحنات الأولى إستلمتها في 10-7-1981 والثانية في 12-7-1981 والثالثة في 17-7-1981 وفي طريق العودة ضلت طريقها ثم أسقطت وفي 28 آب 1981 أعلن ناطق رسمي بإسم الحكومه القبرصية في نقوسيا أن الطائرة الأرجنتينية من طراز (كنادير سي إل 44) رقم رحلتها (224 آى آر) قد هبطت في 11 تموز 1981 في مطار لارنكا قادمة من تل ابيب وقادرته في اليوم ذاته إلى طهران حاملة 50 صندوق وزنها 6750 كيلوغرام وفي 12 تموز حطت الطائرة نفسها في مطار لارنكا قادمه من طهران وقادرته في اليوم نفسه إلى إسرائيل يقودها الكابتن (كرديرو) وفي 13 من نفس الشهر حطت الطائرة نفسها قادمة من تل ابيب وقادر ته إلى طهران في اليوم نفسه يقوده الكابتن نفسه.
 
وفي مقابلة مع جريدة (الهيرلد تريديون) الإمريكية في 24-8-1981 إعترف الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني صدر أنه أحيط علماً بوجود هذه العلاقة بين إيران وإسرائيل وأنه لم يكن يستطيع أن يواجه التيار الديني هناك والذي كان متورطاً في التنسيق والتعاون الإيراني الإسرائيلي وفي 3 حزيران 1982 إعترف مناحيم بيجن بأن إسرائيل كانت تمد إيران بالسلاح وعلل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي أسباب ذلك المد العسكري الإسرائيلي إلى إيران بأن من شأن ذلك إضعاف العراق وقد أفادة مجلة ميدل إيست البريطانية في عددها تشرين الثاني 1982 أن مباحثات تجري بين إيران وإسرائيل بشأن عقد صفقة تبيع فيها إيران النفط إلى إسرائيل في مقابل إعطاء إسرائيل أسلحة إلى إيران بمبلغ 100 مليون دولار كانت قد صادرتها من الفلسطينيين بجنوب لبنان وذكرت مجلة أكتوبر المصرية في عددها آب 1982 أن المعلومات المتوفرة تفيد بأن إيران قد عقدة صفقه مع إسرائيل اشترت بموجبها جميع السلاح الذي صادرته من جنوب لبنان وتبلغ قيمة العقد 100 مليون دولار وذكرت المجلة السويدية TT في 18 آذار 1984 ومجلة الأوبذيفر في عددها بتاريخ 7-4-1984 ذكرت عقد صفقة أسلحه إسرائيلية إلى إيران قالت المجلة الأخيرة إنها بلغت 4 مليارات دولار فهل كانت إسرائيل لترضى بشحن السلاح إلى إيران لو كانت إيران تشكل أدنى خطر على الوجود والكيان اليهودي؟! وهل كانت أمريكا لتعطي السلاح إلى إيران لو كانت أن إيران تشكل الخطر الإسلامي الحقيقي الذي تهابه أمريكا وروسيا وغيرهما؟!
 
وفي سنة 1989 استطاع بعض الشيعة الكويتيين تهريب كمية من المتفجرات وذلك عن طريق السفارة الإيرانية في الكويت ودخلوا بها الى مكة ثم قاموا بتفجير بعضها وقد أصيب الحجاج بالذعر فقتل من جراء ذلك رجل واحد وجرح عشرات آخرون من الحجاج ثم مالبث أن إنكشف أمرهم وقبض عليهم وكانوا 14 من الأشقياء الذين أخذ بعضهم يبكي ويظهر الندم والتوبة أثناء مقابلة تلفزيونية أجريت معهم اعترفوا خلال ذلك بالتنسيق الذي كان بينهم وبين السفارة الإيرانية في الكويت وأنها سلمتهم المتفجرات هناك.
 
إن علاقات حسن الجوار الممتازة بين إيران وبين الدول الملحدة المجاورة لها تثير المخاوف والشكوك في نفوس المراقبين هذه العلاقات الجيدة التي لم يعكر صفوها أبداً موقف الإتحاد السوفيتي المجرم إتجاه إخواننا المجاهدين في أفغانستان بل إن أحسن العلاقات وأطيبها قائمة بين إيران وبين دول جائرة ظالمة تتعامل مع شعوبها بالنار والبطش بل أن إيران نفسها أقامت في أفغانستان بعض الأحزاب الشيعية الأفغانية التي كان لها دور كبير في إعاقة عمل الجهاد في أفغانستان ثم ما لبثت أن استخدمت بعض طوائف من الشيعة في لبنان الذين تم على يدهم قتل الآلاف من المسلمين الفلسطينين وتدمير بيوتهم وممتلكاتهم وقتل رجالهم وشيوخهم ونسائهم بلا رحمة.
 
وثائق عن التعاون الإيراني الصهيوني
المواقف المخادعة والكاذبة وذات الوجهين لأمريكا لا تشكل في الواقع صدمة كبيرة للعرب، لأنها التتمة المنطقية لسياسة الطعن في الظهر التي اتبعها رؤساء الولايات المتحدة على اختلاف احزابهم وفتراتهم.
 
ولكن المدهش والمذهل حقا أن تلجأ دولة تدعي الأسلام كأيران في عهد الخميني الى اسرائيل، وتعبر منها الى الولايات المتحدة، وتبيع كل القيم وكل الشعارات الثورية والسلامية التي رفعتها منذ قيامها، لكي تحصل على سلاح تحارب به دولة عربية واسلامية اخرى. وأن يتم ذلك كلة عبر مفاوضات سرية على اعلى المستويات، وعبر اتصالات تعهد فيها ريغان بدعم ايران، وتعهد الخميني في المقابل بالمحافظة على استمرار تدفق النفط الى الغرب!
 
نعم اخي القارئ، ان الخميني وغيرة ممن يتشدقون بالإسلام هم في حقيقة الأمر معول اليهود والنصارى لحرب هذا الدين وهدمه.
 
والسؤال الذي طرح نفسه في الولايات المتحدة في تلك الفترة هو: ما هو الفرق بين المعتدل والمتطرف في ايران؟ ويجيبون: المعتدل هو الذي يريد ان يحلب البقرة الأمريكية الى اخر قطرَُة. أما المتطرف فيريد أكل لحم هذة البقرة ايضاً. وهناك من يقول أن المعتدل الأيراني هو متطرف نفذت ذخيرته.
 
الوثائق :
توجد وثائق لدى الرأى العام تثبت حقيقة الفضيحة نذكر بعض هاته الوثائق.
الوثيقة الأولى : هي تلكس يطلب اذنا بالسماح لطائرة من شركة ((ميد لاند)) البريطانية للقيام برحلة نقل اسلحة امريكية بين تل ابيب وطهران في الرابع من حزيران (يونيو)1981م. ومن هذة الوثيقة يثبت ان الاسلحة الاسرائيلية بدأت بالوصول الى طهران منذ بداية الحرب الأيرانية-العراقية.
 
الوثيقة الثانية : تقع في ثمان صفحات وهي عبارة عن عقد بين الاسرائيلي يعقوب نمرودي والكولونيل ك. دنغام وقد وقع هذا العقد في يوليو 1981م. ويتضمن بيع اسلحة اسرائيلية بقيمة 135، 848، 000 دولار. ويحمل العقد توقيع كل من شركة ((اي. دي. اي)) التي تقع في شارع كفرول في تل ابيب ووزارة الدفاع الوطني الاسلامي يمثلها نائب وزير الدفاع الأيراني.
 
الوثيقة الثالثة : هي رسالة سرية جدا من يعقوب نمرودي الى نائب وزير الدفاع الايراني. وفي الرسالة يشرح نمرودي ان السفن التي تحمل صناديق ألاسلحة من امستردام يجب ان تكون جاهزة عند وصول السفن الأسرائيلية الى ميناء امستردام.
 
الوثيقة الرابعة : في هذة الوثيقة هي يطلب نائب وزير الدفاع الايراني العقيد ايماني من مجلس الدفاع تأجيل الهجوم الى حين وصول الأسلحة الاسرائيلية.
 
الوثيقية الخامسة : رسالة جوابية من مجلس الدفاع الايراني حول الشروط الايرانية لوقف النار مع العراق وضرورة اجتماع كل من العقيد دنغام والعقيد ايماني. وفي هذا يتضح ان اي هجوم ايراني ضد العراق لم يتحقق الا بعد وصول شحنة من الأسلحة الأسرائيلية الى ايران.
 
الوثيقية السادسة : رسالة سرية عاجلة تفيد بأن العراق سيقترح وقف اطلاق النار خلال شهر محرم، وان العقيد ايماني يوصي بألا يرفض الايرانيون فورا هذا الأقتراح لاستغلال الوقت حتى وصول الاسلحة الاسرائيلية.
 
الوثيقة السابعة : طلب رئيس الوزراء الايراني من وزارة الدفاع وضع تقرير حول شراء اسلحة اسرائيلية.
 
الوثيقية الثامنة : وفيها يشرح العقيد ايماني في البداية المشاكل الأقتصادية والسياسية وطرق حلها، ثم يشرح بأن السلاح سيجري نقلة من اسرائيل الى نوتردام ثم الى بندر عباس حيث سيصل في بداية ابريل 1982م.
 
الوثيقة التاسعة : هي صورة لتأشيرة الدخول الأسرائيلية التي دمغت على جواز سفر صادق طبطبائي قريب اية الله الخميني، الذي قام بزيارة لأسرائيل للأجتماع مع كبار المسؤلين الأسرائيلين ونقل رسائل لهم من القادة الأيرانين.
 
الوثيقة العاشرة : رسالة وجهها رئيس الوزراء الأيراني في ذلك الوقت حسين موسوي في يوليو 1983م يحث فيها جميع الوائر الحكومية الايرانية لبذل اقصى جهودها للحصول على اسلحة امريكية من اي مكان في العالم، ويضيف انه على جميع الوزارت والمسؤولين ان يضعوا شهرياكشفا بهذه المحاولات.
 
الوثيقة الحادي عشرة : تلكس الى مطار فرانكفورت هو رحلة الاربعاء التي تقوم بها طائرات اسرائيلية. وفي الوثيقة تفصيل لأرقام الطائرات التي تهبط في مطار فرانفورت في الجزء ب5 وقرب البوابة 42و20 وهنا تبدأ عمليات نقل صناديق الأسلحة مباشرة الى طائرة ايرانية تنتظر في نفس المكان.
 
الوثيقة الثانية عشرة : امر سري من نائب القيادة اللوجستية في الجمهورية الايرانية يطلب ازالة الاشارات الاسرائيلية عن كل الاسلحة الواردة.
 
الوثيقة الثالثة عشرة : طلب صرف مليار و781 مليون ريال ايراني لشراء معدات عسكرية اسرائيلية عبر بريطانيا.
 
أما مسئلة قصف ايران فالمسئلة كلها لعبه سياسية فالرئيس ريغان (رئيس الولايات المتحدة سابقا) قد واجه ضغوط شديدة من قبل الشعب ومن قبل الكونجرس بعد تسرب اخبار هذة العلاقة، وذلك لأنه تشجيع للأرهاب. فليتك تعلم ما حدث للرئيس الأمريكي بسبب ذلك.
 
شاهدت من فترة فلم وثائقي أميركي بعنوان ((COVER UP: Behind The Iran Contra Affair)) ويفضح هذا الفلم اكذوبة الرهائن الأميركان في إيران. فقد استعمل الرئيس ريغان الأموال التي جناها من عملية بيع الأسلحة إلى إيران ووضع هذه الأموال في حسابات سرية في سويسرا واستعمل بعضها في تمويل مقاتلي الكونترا في نيكاراغوا. وذكرت محققة مختصة أنه لو لم يأخذ الخميني رهائن لأعطاه لرئيس ريغان رهائن حتى إذا انكشف تعاونه مع إيران، ادعى أنه كان يفعل ذلك ليسترجع الرهائن. أي أن موضوع الرهائن متفق عليه بين الطرفين.
 
أما الصحف الأمريكية فإنها تهاجم ريغان حتى ان الوشنطن بوست ظهرت بعنوان ((المنافق الأكبر)) والمقصود هو الرئيس ريغان. واما الشعب فقد اصبحت سمعت الرئيس ملطخة بالفساد ومعاونة الأرهابيين، فعندما اعلن لاري سبيكس (بعد عدة اشهر من الفضيحة) كعادتة جدول الرئيس قائلا ان ريغان سيحضر "مؤتمر الأخلاق" انفجر الصحافيون في البيت الأبيض يالضحك فامتعض سبيكس وتوقف عن القراءة وانسحب. ان هذة المواقف لتعكس ما وصل اليه الرئيس ريغان من شعبية، هذا على الصعيد الداخلي اما على الصعيد الدولي، فقد وصمت الحكومة الأمريكية بالخيانة، ففي احدى الأجتماعات (بعد الفضيحة بفترة يسيرة) بين احد المسؤلين في الأدارة الأمريكية وبين الأمير بندر بن سلطان، حيث قال المسؤل الأمريكي (انه يجب على المملكة ان تثق في الحكومة الأمريكية) فرد الأمير (لقد اثبتم انكم لستم اهل للثقة بعد اليوم)، هذا وغيرة الكثير الذي اصاب الحكومة الأمريكية بالحرج، فكان لا بد من عمل يثبت عكس ذلك ويرجع الثقة للأدراة الأمركية، فكان هذا القصف وغيرة، وحقيقة ان المحللين السياسيين ليرون ان ايران كانت مستعدة لتقبل باكثر من هذا في سبيل مصالحها اثناء الحرب وبعدها.
 
ولنذكر أيضاً أن صدام يحارب أمريكا كما يقول وتحاصره أمريكا كما يقال أكثر بكثير من أيران. وأطلق الكثير من الصواريخ على اسرائيل. ودمر في اسرائيل ما عجز العرب عن تدميره في حروبهم كلهما مع اسرائيل. فهل نقول عن صدام قدس الله سره؟
 
هل وقع الإعلام الأميركي ضحية لمعلومات إسرائيلية مضلّلة؟
(كُتب بالاشتراك مع مارك بروزونسكي الخبير بشؤون الشرق الأوسط ونُشر في جريدة "بي فينال Bee Final " بسكرمانتو في 21 أكتوبر 1987).
 
في نوفمبر 1986 أخذت وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية تذيع أن فئات إسرائيلية قامت ربما بمساعدة من الحكومة الإسرائيلية بدفع إدارة ريغن إلى تزويد آية الله الخميني بالأسلحة.
 
وعندما قام المدّعي العام ادوين ميز بتأكيد الخبر في مؤتمره الصحفي المشهور بتاريخ 26 نوفمبر، نفى إسحاق شامير رئيس الوزراء الإسرائيلي بغضب أن تكون إسرائيل لعبت دور المحرّض والمشجّع في القضية. فما كان يخشاه المسؤولون الإسرائيليون هو أن يتخذ البيت الأبيض من إسرائيل كبش فداء في محاولة منه لشرح ما لا يُشرح للشعب الأميركي.
 
وفي يناير 1987 اشتدّ قلق إسرائيل عندما أتت اللجنة المختارة بمجلس الشيوخ الأميركي للنظر في قضايا المخابرات بالتفصيل على وصف الدور الرئيسي الذي قام به ديفيد كيمحي وأميرام مير، وحتى رئيس الوزراء السابق شيمون بيريز، في إقناع البيت الأبيض بإرسال الأسلحة إلى إيران واقتطاع جزء من الربح لتمويل الكونترا بنيكاراغوا.
 
ومما زاد في قلق إسرائيل أن هذه الفضيحة تكشّفت في أعقاب افتضاح أمر بولارد. وكان من الواضح أنه لا بد من عمل شيء لإزالة الانطباع المتزايد في أميركا بأن كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية استغلّوا سذاجة الإدارة الأميركية. فكلّفت الحكومة الإسرائيلية مورتيمر زكرمان بالقيام بهذه المهمة.
 
وزكرمان هذه تاجر عقارات وثري كبير معروف جيداً في الأوساط الإسرائيلية والأميركية اليهودية بسخائه في مساعدة إسرائيل. وحذا حذو مارتن بيريز الذي اشترى مجلة "نيو ريببلك New Republic " فقام بشراء عدد من المجلات والمنشورات الكبرى الأميركية بينها مجلة "يو. أس. نيوز أند وورلد ريبورت" Us New & World Report لأغراض من أهمها مساعدة إسرائيل في ميدان العلاقات العامة. وقد استطاع الإسرائيليون أن يتسللوا إلى مجلته هذه ويسخّروها لخدمة حملتهم الإعلامية للتضليل وتحريف الأخبار في أميركا. وحتى الآن لا يُعرف ما إذا كان زكرمان قد سمح لهم بذلك من تلقاء نفسه، أم أنهم استغلوا سذاجته في ذلك السبيل.
 
وفي أواخر السبعينات تراجع زكرمان عن تعهده بمد مجلة "نيشن Nation " بالمساعدات المالية لأنها نشرت مقالاً تُلفت فيه الأنظار إلى الروابط بين إسرائيل وجنوب أفريقيا، ورفضت الرضوخ لمحاولاته في حملها على تغيير تغطيتها لأخبار الشرق الأوسط. وفي عام 1982 وبعد أن اشترى زكرمان مجلة "أتلانتك" المعروفة بمستواها الرفيع ورصانتها صرّح بكل وضوح لجريدة "النيويورك تايمز" أنه بالرغم من حرصه على المحافظة على مستوى المجلة وخصوصاً على تمسّكها بالرأي الحر، فإنه لن يسمح بنشر أي مقال "يتحدّى حق إسرائيل في الوجود".
 
لكن يبدو أن ما كان يدور بذهنه يتعدّى هذا بكثير. فبعد أن اشتراها بوقت قصير قام بنشر مقال افتتاحي فيها عن حادث الهجوم الإسرائيلي على السفينة ليبرتي الذي أدّى إلى قبل أكثر من ثلاثين أميركياً. على أن المقال كان نموذجاً للتزوير والخداع أعدّه كاتبان إسرائيليان مشبوهان، وتجاهلا فيه التقارير السابقة الموثقة. وكان من الواضح أنهما كانا يرميان إلى إقناع الأميركيين بأن الحادث كان عرضياً لا مدبّراً.
 
لكن بعد أن اشترى "يو. أس. نيوز…" في عام 1984 بوقت قصير، أخذ المحررون يلاحظون أن الذي يقوم بإعداد المقالات التي تتناول شؤون الشرق الأوسط هيئة أبحاث وتقارير صحفية مركزها في القدس واسمها "دبث نيوز Depth New". ولم يكن يُعرف عندئذ شيء يُذكر عن هذه الهيئة سوى أن حلقة الوصل بينها وبين المجلة شخص اسمه جيورا شاميش. وفيما بعد عُلم أن أحد أركان الهيئة جنرال سبق له أن كان يعمل في المخابرات العسكرية الإسرائيلية.
 
ولم تلبث الشكوك أن أخذت تساور أولئك المحررين حول احتمال تورّط هيئة "ربث نيوز" مع الموساد. ومن ثم أخذوا يطرحون الأسئلة باستمرار عن هذا على ديفد جيرجن رئيس تحرير المجلة الذي سبق له أن كان مدير الاتصالات بالبيت الأبيض. لكنه أكّد لهم أن شاميش صحفي معروف ومحترم وأنه لا علاقة للموساد بالهيئة المذكورة.
 
وفي فبراير 1987 تلقّت المجلة (يو. أس. نيوز…) معلومات من "دبث نيوز" مفادها أن الدافع لعملية إيران- كونترا لم يكن مصدره الحكومة الإسرائيلية بكل الحكومة الإيرانية ذاتها. فطُلب من قسم الأخبار الخارجية في المجلة إعداد مقال افتتاحي يشرح بالتفصيل "لَسعة" الخميني لإدارة الرئيس ريغن. فلو صحّت المعلومات الواردة فيه – وأكثرها بعيد عن الصحة- فإنها تُبرّئ إسرائيل مما نسب إليها، وتصبح كالولايات المتحدة ضحيّة لدهاء الإيرانيين. وكما هو متوقّع فإن المقال أثار شكوك كثرة من المحررين.
 
وعندما تمّ إعداد مسودّة المقال أُرسل إثنان من هيئة تحرير المجلة وهما ستيفن إمرسون ومِل إلفِن إلى إسرائيل للتحقق من الوقائع التي وردت من "دِبث". على أنهما عندما عادا قالا بأنهما لم يستطيعا التحقق من تلك الوقائع، وطلبا فكّ ارتباطهما بالمقال.
 
وفي المراحل الأخيرة من إعداد المقال تمّ استدعاء شاميش من القدس وخُصّص له مكتب صغير لإنهاء التحقق من الوقائع الواردة فيه. وفي 30 آذار خصّصت المجلة عشر صفحاب لِ "لسعة الخميني الكبرى". وبالرغم من أن المقال يستشهد كثيراً بمراجع شرق أوسطية فإنه يخلو من أي إشارة إلى دور إسرائيل في عملية إيران- كونترا ولا يذكر على الإطلاق المصدر الرئيسي الإسرائيلي للمقال ولا كاتبه أو كاتبيه، وذلك لأن الذين أعدّوه رفضوا أي ارتباط به.
 
وقد بَلَغَنا أن زكرمان دفع لهيئة "دبث نيوز" مبلغ 35. 000 دولار ثمناً للمقال. وأصبحت دبث في الأسابيع والأشهر التالية، بناءً على إصرار زكرمان وجيرجن، المصدر الرئيسي لتغطية مجلة "يو. أس. نيوز…" لأخبار الشرق الأوسط. وعُيّن شاميش محرراً بالمراسلة في المجلة على أثر نشر المقال وذلك لتوفير غطاء له في حال التساؤل عن صدقه.
 
ومنذ أن اشترى زكرمان مجلة "يو. أس. نيوز…" استقال منها نحو خمسين من المشاركين في إعدادها لأسباب أكثرها يتصل بعدم خبرته المهنية، وتصرفاته الدكتاتورية، وانحيازه في كل ما يتعلّق بإسرائيل. وترك المجلة عدد من أعضاء هيئة التحرير بسبب المقال عن "لسعة" الخميني. وأصبح من الواضح أن المحلة فقدت استقلالها السابق في معالجة شؤون الشرق الأوسط.
 
وقال أحد الذين تركوا المجلة : "لقد ترك الكثيرون منا العمل في المجلة لأنهم لم يريدوا الارتباط بمنشورة تستخدمها إسرائيل في تحريف المعلومات".
 
وعندما سئل جيرجن عن استقالات أعضاء هيئة التحرير نفى أن يكون أحد منهم قد استقال بسبب المقال- هذا بالرغم من أننا قابلنا عدداً من المستقيلين الذين قالوا عكس ذلك. كما أكّد جيرجن أنه لا يزال يؤيّد كل ما جاء في المقال. وعندما سئل عن اتصالات شاميش بالمخابرات بدا عليه الاهتمام والحرج وظل يُحيلنا على شاميش بالقدس.
 
وهكذا وبينما كان بولارد يقوم بفضح أسرار أميركا العليا، وبينما كان المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية ومساعد كبير لرئيس الوزراء الإسرائيلي يزجّان البيت الأبيض في قضية إيران، كان الإسرائيليون على ما يبدو يتسللون إلى الصحافة الأميركية للتضليل. وفي النهاية كان الشعب الأميركي أو على الأقل أولئك الذين يقرأون مجلة "يو. أس. نيوز…" هم الذين لُسعوا.
المنتدى العربي للدفاع والتسليح
 
 
 
 
أفرج أرشيف الأمن القومي الأمريكي في 10-11-2006 عن وثائق جديدة تتعلّق بفضيحة ايران-جيت والتي تعرف ايضا باسم ايران-كونترا أو فضيحة بيع اسرائيل أسلحة عسكرية للنظام الاسلامي الايراني بقيادة آية الله الخميني وبموافقة أمريكية في حربه ضدّ العراق.
وتضم هذه الوثائق الجديد المفرج عنها والتي يمكنكم تحميلها عبر صفحتنا ما يلي:
أولا: مقتطف من التقرير النهائي للمجلس المستقل للتحقيق في قضية ايران - كونترا، الجزء الأول، التحقيقات والمحاكمات، 4
http://www. gwu. edu/~nsarchiv/NSAEBB/... ch16_gates. pdf
 
آب 1993.
ثانيا: مقتطف من التقرير النهائي للمجلس المستقل للتحقيق في قضية ايران-كونترا، الجزء الثالث، التعليقات والوثائق المقدّمة من قبل المتّهمين ووكلائهم ردّا على الجزء الأول
http://www. gwu. edu/~nsarchiv/NSAEBB/... r_19930922. pdf
 
من التقرير النهائي، 3 كانون أول 1993.
ثالثا: جلسات الاستماع امام لجنة المخابرات المختارة التابعة لمجلس الشيوخ، القسم الأول، 16-17-19 وأيضا 20 أيلول 1991.
الجزء الاوّل.
http://www. gwu. edu/~nsarchiv/NSAEBB/... ngs_vol1-1. pdf
 
والجزء الثاني.
http://www. gwu. edu/~nsarchiv/NSAEBB/... ngs_vol1-2. pdf
 
رابعا: جلسات الاستماع امام لجنة المخابرات المختارة التابعة لمجلس الشيوخ، القسم الثاني، في 24 أيلول و1-2 تشرين أول 1991.
الجزء الاول
http://www. gwu. edu/~nsarchiv/NSAEBB/... ngs_vol2-1. pdf
 
الجزء الثاني.
http://www. gwu. edu/~nsarchiv/NSAEBB/... ngs_vol2-2. pdf
 
خامسا: جلسات الاستماع امام لجنة المخابرات المختارة التابعة لمجلس الشيوخ، القسم الثالث، في 3-4 و18 تشرين أول 1991.
http://www. gwu. edu/~nsarchiv/NSAEBB/... rings_vol3. pdf
 
شبكة البصرة
الخميس 17 محرم 1432 / 23 كانون الاول 2010
=====================
فضيحة إيران غيت تعود إلى الواجهة ..اتهام العميل فرانكلين بتسريب معلومات عن إيران إلى إسرائيل
مغرس
معاد صوالحةنشر في المساء يوم 07 - 09 - 2009
وحدها الحوادث ذات الدلالة الاستثنائية هي التي تلهب حماس المحلل السياسي حتى لو لم تحتل واجهة المشهد الإعلامي، وعندما تتجسس (إسرائيل) على أمريكا فمن الضروري أن نتوقف ونحاول فهم دلالات الموقف الذي يفترض ألا يحدث في ضوء المقولات السائدة في الخطاب السياسي العربي عن العلاقة بين أمريكا (وإسرائيل) والتي تتراوح بين الترويج الأعمى لمقولة أن (إسرائيل) تحكم أمريكا، والترديد الببغائي لخرافة أن العلاقة بينهما هي «العروة الأوثق» التي لا ثغرات فيها ولا مسافات ولا خلافات حيث «إسرائيل هي أمريكا» و«أمريكا هي إسرائيل»!
ذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي أن العميل «لاري فرانكلين» الذي كان يعمل محللاً للمعلومات الاستخبارية والمتمتع بحظوة لدى رؤسائه، تمكن من اختراق البيت الأبيض وقام بتسريب معلومات سرية إلى الحكومة الإسرائيلية عن طريق اثنين من منظمة «إيباك» الصهيونية حول مداولات داخلية جرت في البيت الأبيض· وفي هذا السياق فإن فرانكلين متهم بأنه نقل (لإسرائيل) عدة مرات، معلومات سرية تتعلق بدولة في الشرق الأوسط (لم يرد اسمها لكن قد تكون إيران)، وكذلك معلومات حول القوات الأمريكية في العراق، إلى مسؤولين اثنين في لجنة العلاقات العامة الأمريكية/ الإسرائيلية (الإيباك) وإلى المستشار السياسي في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، كما اتهم ذلك العميل بحيازة وثائق سرية بشكل غير شرعي في منزله· وفي إطار التحقيقات التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي بهذا الخصوص، طلب اثنان من المسؤولين السابقين في اللوبي الصهيوني الأمريكي «الإيباك «والمتهمين بالتجسس على وزارة الدفاع الأمريكية لصالح (إسرائيل) استدعاء ثلاثة دبلوماسيين إسرائيليين للإدلاء بإفادتهم أمام المحكمة التي تنظر في قضيتهما، الأمر الذي يشير إلى ضلوع إسرائيل في هذه العملية· و هل وقع الإعلام الأمريكي ضحية لمعلومات إسرائيلية مضلّلة؟
في نوفمبر 1986 كانت وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية قد أخذت تذيع أن فئات إسرائيلية قامت ربما بمساعدة من الحكومة الإسرائيلية بدفع إدارة الرئيس الأمريكي حينئذ ريغن إلى تزويد آية الله الخميني بالأسلحة،وعندما قام المدّعي العام الأمريكي آنذاك «أدوين ميز» بتأكيد الخبر في مؤتمره الصحفي المشهور بتاريخ 26 نونبر من نفس العام، نفى إسحاق شامير رئيس الوزراء الإسرائيلي بغضب أن تكون إسرائيل لعبت دور المحرّض والمشجّع في القضية، فما كان يخشاه المسؤولون الإسرائيليون هو أن يتخذ البيت الأبيض من إسرائيل كبش فداء في محاولة منه لشرح ما لا يُشرح للشعب الأمريكي، هكذا ورد في افتتاحية صحيفة «بي فينال Bee Final» في 21 أكتوبر 1987.
=====================
إيران غيت جديدة: إسرائيليون يشحنون معدات عسكرية إلى طهران...السلطات الأميركية تحقق في شحنات عسكرية تم اعتراضها في اليونان كانت في طريقها من إسرائيل إلى إيران.
العرب  [نُشر في 20/02/2014]
لندن - كشفت صحيفة "ديلي تليغراف"، الخميس، أن تجار أسلحة إسرائيليين حاولوا مرتين إرسال قطع غيار للطائرات المقاتلة إلى إيران، رغم العداوة المريرة بين بلادهم وطهران وفي خرق لحظر الأسلحة المفروض عليها على الصعيد الدولي.
وقالت الصحيفة إن وزارة الأمن الداخلي الأميركية تحقق حالياً في الشحنات العسكرية بعد اعتراضها في اليونان، مع استئناف القوى الست الكبرى المفاوضات مع إيران في فيينا بهدف التوصل إلى اتفاق طويل المدى حول برنامجها النووي.
وأضافت أن قطع غيار المقاتلات صادرتها وحدة الجرائم المالية في اليونان من سفينة وأرسلتها إلى الولايات المتحدة للتحقيق، وتشمل جهاز استشعار مصمم لمقاتلات (إف 14)، ومحرك سرعة ثابتة لمقاتلة (إف 4).
واشارت الصحيفة إلى أن شركة ناقلة في إسرائيل أرسلت قطع غيار المقاتلات على متن شحنتين الأولى في ديسمبر 2012 والثانية في ابريل الماضي، وتبين لاحقاً بأنها شركة وهمية ومسجلة باسم مواطن بريطاني مقيم في اليونان لم يتم العثور عليه.
وقالت الصحيفة إن وزارتي الدفاع والخارجية الإسرائيليتين رفضتا التعليق على قطع غيار المقاتلات، لكن مصدراً قضائياً في أثينا أكد بأنها "مدرجة على لائحة أميركية للمعدات العسكرية المحظورة وتم شحنها من إسرائيل في مناسبتين باتجاه إيران".
وأضافت أن إسرائيل عملت عام 1986 كقناة لإرسال الأسلحة من الولايات المتحدة إلى إيران مقابل مساعدتها في تأمين الإفراج عن الرهائن الأميركيين المحتجزين في لبنان، وقضت إحدى محاكمها عام 1998 بسجن رجل الأعمال، ناحوم منبر، لمدة 16 عاماً بعد أن ادانته ببيع معدات تُستخدم في صنع أسلحة كيميائية إلى إيران.
=====================
العلاقات بين إسرائيل وإيران ما بين التحالف والعداء
الغد الاردنية
القدس المحتلة - فيما يلي تسلسل زمني للعلاقات بين العدوتين اللدودتين إسرائيل وإيران التي أثار الاتفاق التي توصلت إليه مع القوى الغربية مساء السبت في جنيف غضب الدولة العبرية.
-من 1948 وحتى عام 1979: علاقات وثيقة بين الدولتين في فترة حكم شاه ايران. حيث كان لدى اسرائيل بعثة دبلوماسية مهمة إلى طهران التي كانت تستورد منها 40 % من احتياجاتها النفطية مقابل الأسلحة والتكنولوجيا والمنتجات الزراعية. وكانت إيران تضم أكبر جالية يهودية في الشرق الاوسط.
-عام 1979: مع قيام الجمهورية الاسلامية اوقفت ايران كافة علاقاتها الرسمية مع اسرائيل التي لا تعترف بها. وتعتبر طهران ان اسرائيل التي "تحتل" القدس هي "العدو" الاول الذي يرتكب "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين. لكن أبقت على علاقات اقتصادية غير رسمية معها.
وبتأثير من الثورة الايرانية، ولدت حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية المسلحة. واصبحت ايران الداعم المالي الرئيسي لها.
-من 1980 وحتى عام 1988: خلال الحرب الايرانية العراقية قامت اسرائيل بارسال نحو 1500 صاروخ الى ايران في اطار عملية بيع الاسلحة الاميركية الى ايران التي عرفت بعد ذلك بقضية "ايران-غيت".
-حزيران/يونيو 1982: اجتياح اسرائيل للبنان، رسميا لوقف الهجمات الفلسطينية القادمة لبنان. الحرس الثوري الإيراني يقوم بتأسيس حزب الله الشيعي اللبناني الذي يصبح رأس حربة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
-كانون الأول/ديسمبر 1989: واشنطن تكشف عن شراء اسرائيل للنفط الايراني في صفقة كانت تهدف الى تسهيل اطلاق سراح جنود اسرائيليين ورهائن اميركيين محتجزين في لبنان من قبل جماعات موالية لايران.
-اذار/مارس 1992 وتموز/يوليو 1994: اسرائيل تتهم ايران بالوقف وراء هجومين معاديين لاسرائيل في العاصمة الارجنتينية بوينس ايرس احدهما ضد السفارة الاسرائيلية وأوقع 29 قتيلا والآخر ضد الجمعية اليهودية الارجنتينية واوقع 85 قتيلا.
-ايلول/سبتمبر 1993: ايران احدى الدول القلائل التي رفضت اتفاقيات اوسلو بين اسرائيل والفلسطينيين.
-حزيران/يونيو 2000 : اسرائيل تقول ان ايران ستحصل على قدرات نووية عسكرية في عام 2005 وتستطيع ان تطور قنابل نووية تصل الى اسرائيل في غضون عشرة اعوام.
وفي اواخر عام 2003 قالت اطهران اسرائيل "تحفر قبرها بيدها" في حال هاجمت منشآتها النووية.
-آب/اغسطس 2005 : دعا الرئيس الايراني الجديد محمود احمدي نجاد الى "ازالة دولة اسرائيل عن الخريطة" وكرر تصريحات اعتبرت معادية للدولة العبرية حيث وصف المحرقة "بالأسطورة" واسرائيل "بالورم السرطاني".
-ايار/مايو 2011 : فضيحة "عوفر غيت" قامت واشنطن بادراج شركة النقل البحري الاسرائيلية عوفر على لائحتها السوداء بسبب قيامها ببيع ناقلة نفط الى ايران.
-كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2012 : اسرائيل تهدد بقصف ايران لاصابة برنامجها النووي بالشلل.
- 18 تموز/يوليو 2012 : مقتل ستة اسرائيليين في بلغاريا اثر تفجير انتحاري، واسرائيل تتهم ايران وحزب الله بالوقوف ورائه.
- 27 ايلول/سبتمبر 2012: رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يطالب امام المتحدة بوضع "خط أحمر واضح" امام ايران بشأن برنامجها النووي.
-الاول من تشرين الاول/اكتوبر 2013: نتانياهو، الذي وجد نفسه في عزلة دولية، ينتقد بوادر الانفتاح التي اظهرها الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني ويؤكد ان اسرائيل مستعدة للتصرف وحدها لمنع ايران من حيازة سلاح نووي.
- 24 تشرين الثاني/نوفمبر: التوصل الى اتفاق تاريخي في جنيف حول البرنامج النووي الايراني واسرائيل تصفه "بالاتفاق السيئ".-(ا ف ب)
=====================
تعاون إيراني إسرائيلي بتدريبات للكشف عن تجارب نووية
13-4-2015
قال السكرتير التنفيذي للجنة التحضيرية لمنظمة حظر التجارب النووية الشاملة لاسينا زيربو اليوم الاثنين، إن إيران وإسرائيل شاركتا في اجتماعات عقدت بالأردن في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول الماضيين للتدريب على الكشف عن التجارب النووية السرية.
وأضاف زيربو لوكالة رويترز إن خبراء إيرانيين وإسرائيليين جلسوا على الطاولة نفسها أثناء التدريب "وعندما كنا نعقد مناقشات مائدة مستديرة أو اجتماعات على العشاء أو الغداء".
وأوضح أنه ليس غريبا "أن نشهد في المجال التقني لقاء بين أشخاص لا يشتركون بالضرورة في وجهة النظر السياسية، ولكن يتفقون على أشياء في الإطار العلمي".
ووضعت اللجنة التحضيرية للمنظمة نظاما للكشف على أي تفجيرات نووية من خلال أكثر من 337 منشأة مراقبة في أنحاء العالم.
وقال زيربو إن من هذه المنشآت محطة لقياس النشاط الزلزالي في إسرائيل، وأخرى في إيران توقف نشاطها منذ العام 2006 حينما جرى تحديث الشبكة الدولية، كما أن العقوبات الدولية المفروضة على إيران جعلت من العسير أخذ معدات إلى هناك.
وتحظى معاهدة حظر التجارب النووية الشاملة التي تم التفاوض بشأنها في تسعينيات القرن الماضي بتأييد عالمي، ولكن ينبغي أن تصدق عليها ثماني دول إضافية تمتلك التقنية النووية -منها إسرائيل وإيران وكذا مصر والولايات المتحدة- كي تصبح سارية.
ويمهد اتفاق الإطار المبرم بين إيران والقوى العالمية يوم 2 أبريل/نيسان الجاري الطريق للوصول إلى تسوية تهدئ مخاوف الغرب من أن تصنع إيران سلاحا نوويا، وفي المقابل سترفع العقوبات الاقتصادية عن طهران.
 
المصدر : رويترز
=====================
مسلسل «فضائح جيت». الملفات السرية
جريدة الرياض
«شريط لاصق» و«مفكرة هاتف» أطلقت فضيحة ووترجيت وأطاحت برأس نكسون
خلقت فضيحة ووترجيت التي انفجرت في السبعينات و تصادمت بها الامتيازات الرئاسية لإدارة الرئيس نيكسون مع الدستور الأمريكي حقبة تاريخية وعصرا ثقافيا مختلفا وأصبحت لاحقا كلمة «جيت» تستخدم في وصف العديد من الفضائح التالية التي كان بعضها مرتبطا بشخصيات سياسية مميزة وكانت اقل أهمية من ووترجيت. . والنتيجة أن فضيحة ووترجيت أصبحت رمز الفضائح في الصحافة الغربية وأحيانا كانت تشير إلى نوعية الجرائم المرتبطة باستخدام تسجيلات صوتية في محادثات خاصة بأبرز شخصيات الحكومات الغربية وأحيانا أخرى بالأسرة الملكية البريطانية وأحيانا ثالثة بأكبر رجال المال والأعمال في العالم.
فضيحة ووترجيت
كانت هي فضيحة سياسية أمريكية وأزمة دستورية في السبعينات انتهت باستقالة الرئيس الأمريكي ريتشارد نكسون. وقد سميت على اسم الفندق الذي تمت به عملية السرقة التي قادت إلى سلسلة من التحقيقات.
في 17 يونيو 1972 لاحظ فرانك ويليز حارس أمن يعمل في مجمع مكاتب في فندق ووترجيت في واشنطن العاصمة وجود قطعة من شريط لاصق على باب ما بين سلالم السرداب وموقف السيارات في المبني. كان موضوعا لكي يمنع غلق الباب. وأزال ويليز الشريط مفترضا ان فريق التنظيف هو الذي وضعه في هذا المكان. وفيما بعد عاد لنفس المكان ليكتشف ان شريطا آخر تم وضعه فقرر ان يتصل بشرطة العاصمة.
عند وصول الشرطة اكتشفت وجود خمسة رجال هم بيرنارد باركر وفيرجيلو جونزاليز وايوجينو مارتينز وجيمس ماكورد وفرانك ستوريجس فتم القبض عليهم بتهمة اقتحام مكتب المركز الرئيسي للجنة الديموقراطية الوطنية.
نفس تلك المجموعة من الرجال كانوا قد اقتحموا المبنى منذ ثلاثة أسابيع مضت ، لكنهم عادوا هذه المرة لوضع أجهزة تنصت على المكالمات حيث إن الأجهزة التي وضعوها من قبل لم تعمل وطبقا لتصورات بعض المحققين فان الرجال قاموا أيضا باقتحام المبنى مرة أخرى لتصوير بعض الوثائق الهامة.
العودة لاقتحام المبنى مرة أخرى أماطت اللثام عن عدد من الأخطاء التي ارتكبها المقتحمون. كما تسببت في فضيحة مدوية لهم وللبيت الأبيض عندما وجدت الشرطة رقم هاتف هوارد هانت في دفتر هواتف المدعو بيرنارد باركر. كان هانت قد عمل من قبل في البيت الأبيض خلال الوقت الذي تم فيه القبض على ماكورد، وكان بشكل رسمي قد عين في وظيفة رئيس الأمن في لجنة إعادة انتخاب الرئيس (التي يرمز لها على المستوى الشعبي بالحية ) ولهذا فسرعان ما تم التشكك في ان هناك رابطا ما بين الذين قاموا بعملية الاقتحام وشخص قريب من الرئيس. ولكن على أية حال فان رون زيجلر السكرتير الصحفي لنكسون رفض التعليق على العملية ووصفها بأنها عملية سطو من الدرجة الثالثة.
وعند استدعاء ماكورد للشهادة في المحكمة قدم نفسه باعتباره عميلا في وكالة الاستخبارات المركزية ال CIA وبدأ مكتب المدعي العام لواشنطن حملة تحقيق في الصلات بين ماكورد وال CIA وفي النهاية قرر ان ماكورد كان يحصل على دفعات من المال من لجنة إعادة انتخاب الرئيس المعروفة بالحية.
في ذلك الوقت تم استدعاء صحفي من صحيفة الواشنطن بوست يدعى بوب وودورد أمام المحكمة وكان قد قام مع زميله كارل برنشتين بالتحقيق في عملية السطو خلال الشهور التالية. و كان معظم ما نشراه بعد ذلك قد عرف لمكتب التحقيقات الفيدرالي ال FBIومحققين حكوميين آخرين كانوا عادة مصادر للصحفيين مما ساعد على جعل قضية ووترجيت تحت الأضواء كما سلط عليها التركيز الإعلامي وأحرج البيت الأبيض. وكانت علاقة وودورد بمصدر رئيسي داخلي اسماه باسم المصدر الغامض ،لم يتم الكشف عن هويته قد أضافت المزيد من الغموض على القضية.
الرئيس نكسون ورئيس هيئة موظفي البيت الأبيض روب هالدمان كانا قد تم التسجيل لهما وهما يناقشان في 23 يونيو استخدام ال CIA لعرقلة تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي في قضية اقتحام ووترجيت. وقد تبع هذا ان طلب نكسون من ال CIA ان تبطئ تحقيقات ال FBI عن الجريمة واستند إلى حجة معقولة ظاهريا ان الأمن القومي سوف يتعرض للخطر. في الواقع فإن الجريمة وعدد آخر من الألعاب والخدع القذرة قد استخدمت باسم لجنة إعادة انتخاب الرئيس وبشكل رئيسي تحت إدارة هانت وجوردون ليدي. و كانا قد عملا من قبل في البيت الأبيض في وحدة التحقيقات الخاصة التي كانت تحمل اسم رمزي هو وحدة السباكين. كانت مهمة هذه المجموعة البحث في وجود موضع تسرب في معلومات الإدارة وهي المعلومات التي كان البيت الأبيض حريصا على عدم ظهورها للعلن وهي أيضا المجموعة التي قامت بعدة عمليات ضد الديموقراطيين والمناهضين للحرب. وكانت اشهر العلميات التي قاموا بها اقتحام مكتب عالم النفس دانيل ايلزبيرج الذي كان موظفا سابقا في البنتاجون ووزارة الخارجية الأمريكية وسرب معلومات تخص البنتاجون إلى جريدة نيويورك تايمز ونتج عن هذا ان تمت مقاضاته بتهمة التجسس والسرقة والتآمر. هانت وليدي لم يجدا شيئا مفيدا ولكنهما على أية حال قاما بحرق المكتب للتغطية على خداعهما.
وقد ارتبطت عملية الاقتحام بالبيت الأبيض فيما بعد بفترة طويلة ولكنها في ذلك الوقت تسببت في انهيار أسس محاكمة ايلزبيرج بسبب سوء الإدارة الحكومية الواضح. و ما زال حتى اليوم هناك الكثير من الجدال حول درجة تورط شخصيات بارزة في البيت الأبيض مثل النائب العام جون ميتشيل ورئيس هيئة أركان الحرب هالديمان ومساعدين بارزين في البيت الأبيض مثل تشارلز كولسون وجون ارليتشمان ونكسون نفسه في قضية ايلزبيرج.
فيما يخص فضيحة ووترجيت وافق كل من جون ميتشيل الذي كان رئيس لجنة إعادة انتخاب الرئيس و مدير الحملة جيب ستيورات ماجرودر وفرد لارو على خطط هانت وليدي الخاصة بالتجسس ومنها الاقتحام ولكن ما إذا كان الأمر قد سار مباشرة من خلالها يظل غير واضح. ماجرودر على سبيل المثال قدم عددا من الروايات المختلفة ومنها انه سمع بالمصادفة نكسون وهو يأمر ميتشيل بشن عملية اقتحام من اجل جمع معلومات استخبارية حول أنشطة لاري اوبرين مدير لجنة الحملة الانتخابية الديموقراطية.
في 8 يناير 1973 مثل المقتحمون الأصليون مع ليدي وهانت أمام المحكمة، والجميع باستثناء ماكورد وليدي اقروا بالذنب وتمت إدانتهم جميعا بالتآمر والسرقة والتنصت. وكان المتهمون قد قدموا للمحاكمة باسم لجنة إعادة انتخاب الرئيس واقروا بأنهم مذنبون ولكنهم لم يقولوا شيئا، إلا أن رفضهم للاعتراف علنا بجرائمهم اغضب قاضي المحكمة جون سيريكا المعروف باسم «جون العقوبة القصوى» بسبب حكمه القضائي العنيف. سيريكا حكم ب30 عاما ولكنه أشار بوضوح إلى انه سوف يعيد التفكير في المجموعة إذا ابدوا تعاونا اكبر وقد استجاب ماكورد ودل ضمنا على تورط اللجنة في عملية الاقتحام ودفع رواتب إلى المقتحمين من اجل التزام الصمت واعترف بالقَسَم الزور.
الصلة ما بين فضيحة اقتحام مبنى ووترجيت بحملة إعادة انتخاب الرئيس ولجنة تمويل الحملة اتسعت بشكل مفاجئ وسريع.و بدلا من ان تنتهي بمحاكمة وإدانة للمقتحمين فان دائرة التحقيق اتسعت بشكل غير مسبوق وضمت لجنة مجلس الشيوخ التي رأسها السيناتور سام ارفين والتي شكلت لفحص قضية ووترجيت وبدأت في تقديم أوامر حضور أمام المحكمة لفريق البيت الأبيض.
و في 30 أبريل اجبر نكسون على طلب الاستقالة لاثنين من أهم معاونيه. هما روب هالدمان وجون ارليتشمان وكلاهما سرعان ما سوف يحكم عليهما بالسجن. كما انه أيضا أقال مستشار البيت الأبيض جون دين الذي كان قد شهد لتوه أمام مجلس الشيوخ وسوف يستمر ليصبح شاهدا أساسيا ضد نكسون نفسه.
و في نفس اليوم عين المدعي العام الجديد اليوت ريتشاردسون ومنحه سلطة تعيين مستشار خاص لمتابعة تحقيق ووترجيت المتنامي والذي سوف يكون مستقلا عن سلطة وزارة العدل الاعتيادية.و في 18 مايو عين ريتشاردسون ارشيبالد كوكس للمنصب. وبدأت جلسات الاستماع التي نقلت على شاشات التليفزيون الأمريكية من مجلس الشيوخ الأمريكي.
جلسات الاستماع أقامتها لجنة مجلس الشيوخ والتي كان فيها «دين» الشاهد النجم وفيها أيضا قدم العديد من المسؤولين الرئيسيين السابقين في إدارة نكسون شهادات مثيرة ومفاجئة. و قد نقلت عبر شاشات التليفزيون طوال فترة الصيف مما تسبب في دمار سياسي هائل لنكسون. محققو مجلس الشيوخ اكتشفوا أيضا حقيقة حرجة في 13 يوليو حيث كشف الكسندر بترفيلد نائب مساعد الرئيس انه خلال مقابلة مع عضو فريق اللجنة كان نظام تسجيل في البيت الأبيض قد سجل آليا كل شيء دار في المكتب البيضاوي وكان هو شريط التسجيل الذي يمكن ان يثبت ما إذا كان نكسون أو دين يقولان الحقيقة حول المقابلات الرئيسية أم لا.
نكسون رفض وأشار إلى سلطة الامتياز التنفيذي التي يملكها و أمر كوكس من خلال النائب العام ريتشاردسون ان يرفض الأمر بطلب الحضور.. وكان رفض كوكس قد قاد إلى ما عرف فيما بعد بمجزرة ليلة السبت التي كانت في 20 أكتوبر 1973 عندما اجبر نكسون على اقالة ريتشاردسون ومن ثم نائبه بحثا عن شخص في وزارة العدل مستعد لطرد كوكس. وقد انتهى هذا البحث بروبرت بروك ورئيس الإدارة الجديد الذي ابعد المدعي الخاص. الادعاءات بالجرائم تسببت لنكسون في حالة جعلته يقول جملته الشهيرة لست نصابا أمام 400 من مراسلي الاسوشيتدبرس في فلوريدا في 17 نوفمبر.
وفي حين ان نكسون استمر في رفض العودة إلى الأشرطة الفعلية فانه وافق على نشر نسخة منقحة من الشرائط وبأعداد كبيرة. و هذه النسخ أكدت بشكل كبير شهادة أو رواية دين وتسببت في المزيد من الحرج عندما ظهر ان جزءا حاسما من أحد الأشرطة مدته 18 ونصف دقيقة قد تم محوه من الشريط.و عندها لام البيت الأبيض سكرتيرة نكسون روز ماري وودز التي قالت إنها بالمصادفة محت الشريط بأن ضغطت على زر خطأ بينما كانت تجيب الهاتف. وعلى أية حال تناثرت الصور في كل الصحف وهي تجيب على الهاتف وتضع قدمها على الدواسة التي لها جزء ممتد وهي حركة صعبة على افضل لاعب جمباز. وقالت وقتها إنها قد بقيت على هذا الوضع لمدة 18 دقيقة ونصف وهي المدة التي محيت من الشريط. وفيما بعد أصر المسؤول عن التحليل الشرعي على ان الفارق قد كرر مسحه عدة مرات مما دحض تفسير انه محي بالمصادفة.
قضية التلاعب في الأشرطة التي هي دليل أساسي في قضية ووترجيت انتقلت إلى المحكمة العليا. وفي يوم 24 يوليو 1974 أجمعت هيئة المحكمة على ضرورة إصدار حكم قضائي باسم الولايات المتحدة ضد نكسون وقالت ان إصراره على استخدام حق الامتياز التنفيذي على الأشرطة كان فارغا. وقد أمرته المحكمة فيما بعد ان يسلمهم إلى المدعي الخاص ليون جاورسكي. و في 30 يوليو امتثل للأمر وقدم الأشرطة التي أمر ان يقدمها للمحكمة.
في 28 يناير 1974 اقر هيربرت بورتر معاون نكسون في حملته الانتخابية بالذنب بتهمة الكذب على ال FBI خلال المراحل الأولى من التحقيق في قضية ووترجيت. ثم في 25 فبراير اقر محامي نكسون الشخصي هيربرت كالمباش بالذنب في تهمتين تخصان أنشطة حملة إعادة الانتخاب غير القانونية، في حين أسُقطت تهم أخرى مقابل تعاون كالمباش في محاكمات ووترجيت الجديدة.
في الأول من مارس 1974 كان المعاونون السبعة المشتركون في ووترجيت هالديمان وارليتشمان وميتشيل وكولسون وجوردن سترانش وروبرت ماردين وكنيث باركيسون قد أدينوا بالتآمر في عرقلة تحقيقات ووترجيت، في حين أطلقت هيئة المحلفين الكبرى حكما على نكسون بأنه متهم بالاشتراك في التعاون في فضيحة ووترجيت. و اقر دين ماجرودر وشخصيات أخرى في الفضيحة أيضا بالذنب. وكتب كولسون فيما بعد كتابه (مولود من جديد) وقال فيه إنه منح تقرير من معاون البيت الأبيض تضمن بوضوح ان ال CIA كانت مشتركة في جميع مراحل فضيحة ووترجيت.
في الثالث من أبريل أدانت هيئة المحلفين الكبرى أيد رينيك حاكم ولاية كاليفورنيا الجمهوري بثلاث تهم بالقسم الزور أمام لجنة مجلس الشيوخ. وفي الخامس من أبريل أدين دوايت تشابن سكرتير نكسون السابق المسؤول عن التوظيف بالكذب على هيئة المحلفين.
اصبح منصب نكسون في موقف غير مستقر وقام مجلس النواب بالبدء في تحقيقات رسمية في إمكانية إدانته بالخيانة في حين صوتت لجنة الهيئة القضائية ب 27 صوتا مقابل 11 في 27 يوليو 1974 وأوصت باستخدام أول بند من قانون الاتهام بالخيانة ضد الرئيس وعرقلة العدالة. ثم في 29 يوليو كان بند القانون الثاني إساءة استخدام السلطة قد مرر، أما في 30 يوليو فقد كان الاتهام الثالث بازدراء الكونجرس قد مرر أيضا.
في أغسطس ظهر شريط لم يقدم من قبل كان قد سجل قبل أيام فقط من عملية اقتحام مبنى ووترجيت وفيه تظهر الطريقة التي شكل فيها كل من نكسون وهالديمان خطة منع التحقيقات بتقديم ادعاءات مصطنعة تخص الأمن القومي. و قد تمت الإشارة إلى الشريط باسم طلقة الدخان والذي كان آخر دليل في الفضيحة. و بعدها تخلت القلة التي ظلت مساندة لنكسون عنه وأعلن رجال الكونجرس ال 11 الذين صوتوا ضد بنود قانون الخيانة في اللجنة انهم سوف يدعمون الاتهام بالخيانة عند إعادة اخذ الأصوات في الكونجرس بأكمله.
كان دعم نكسون في مجلس الشيوخ ضعيفا أيضا وبعد ان قال شيوخ الحزب الجمهوري من قبل انه تصويت كاف وتثبت ادانته قرر نكسون الاستقالة. و في بيان قومي ظهر على شاشات التليفزيون الأمريكية في مساء 8 أغسطس 1974 أعلن ان استقالته سوف تبدأ من مساء يوم 9 أغسطس. وأخيرا لم تتم محاكمة نكسون بالخيانة حيث انه تجنب باستقالته تلك التهمة، وقد خلفه الرئيس جيرالد فورد الذي أعلن في 8 سبتمبر عفوا شاملا عن نكسون ومنحه حصانة من ان تتم مقاضاته بأي جرائم قد يكون ارتكبها عندما كان رئيسا، بينما أصر نكسون على انه بريء حتى وفاته.
بالنسبة لمتهمي ووترجيت السبعة فإن كولسون اقر بالذنب في التهم الموجهة إليه والتي تخص قضية ايلزبيرج وفي المقابل أسقطت التهم الموجهة إليه بالتغطية على أنشطة لجنة إعادة الانتخاب كما حدث نفس الشيء مع ستراشين. أما الأعضاء الخمسة الباقون في القضية المتهمون فقد قدموا للمحاكمة في أكتوبر 1974 وفي الأول من يناير 1975 وجد الجميع ما عدا باركينسون مذنبين. وفي 1976 أمرت محكمة الاستئناف بمحاكمة جديدة لمارديان وبعدها أسقطت جميع التهم الموجهة ضده. أما هالديمان وارليتشمان وميتشيل فقد استنفدوا فرص الاستئناف في 1977 وأخيرا دخل ارليتشمان السجن عام 1976 والاثنان الآخران في عام 1977.
كان من توابع فضيحة ووترجيت بشكل غير مباشر أنها تسببت في سن تشريعات جديدة قادت إلى تغيرات واسعة في تمويل الحملات الانتخابية. وكانت عاملا رئيسيا في مرور تعديلات على قانون حرية المعلومات في عام 1986 بالإضافة إلى طلب تقديم كشف جديد لحسابات ابرز رجال الحكومة الأمريكية.
أيضا قادت فضيحة ووترجيت إلى عصر إعلامي جديد في الولايات المتحدة حيث أصبحت وسائل الإعلام اكثر مغامرة وشدة في إبراز الأنشطة السلبية للسياسيين. وعلى سبيل المثال فإن رجلا مثل وليبر ميلز الذي كان من أعضاء الكونجرس البارزين كان يقود سيارته وهو ثمل مما أدى إلى وقوع حادث بعد عدة اشهر من استقالة نكسون وهي حوادث لم تكن الصحافة تذكرها من قبل إلا أنه بعد فضيحة ووترجيت سجلتها وأبرزتها بشكل مبالغ فيه مما أدى إلى أن قدم الرجل في النهاية استقالته.
و حيث ان المتورطين في قضية ووترجيت كان معظمهم من اكبر الشخصيات الحكومية ومن المحامين فان الفضيحة لوثت سمعة مهنة المحامين في نظر الشعب الأمريكي، ومن اجل إزالة هذا العار طالب الشعب الأمريكي بتنظيم فيدرالي مباشر للمحامين وسنت عدة قوانين جديدة خاصة بالمحامين الأمريكيين ومدى سلطاتهم القضائية. من ناحية أخرى كانت فضيحة ووترجيت قد أثرت على الوعي العالمي والمحلي حتى ان العديد من الفضائح قد حملت اسم جيت مثل فضيحة كونترا جيت ووايت ووترجيت وترافل جيت في جنوب أفريقيا وتشاينا جيت وغيرها وكانت فكرة ارتباط الفضائح السياسية بلاحقة «جيت» قد استخدمها الروائي الأمريكي تيم دورسي بشكل ساخر في روايته «القمع البرتقالي» حيث يسعى مدير حملة انتخابية محتال وعمل جاهدا على الوصول إلى فضيحة مدوية تنتهي بكلمة جيت إلى ان تمكن بعد سنوات مضنية من البحث من تحقيق أمنيته وهو في دار للعجزة.
«إيران جيت».. جريمة تهريب سلاح بـ «توقيع الرئيس»!
خلقت فضيحة ووترجيت التي انفجرت في السبعينيات وتصادمت بها الامتيازات الرئاسية لإدارة الرئيس نيكسون مع الدستور الأمريكي حقبة تاريخية وعصرا ثقافيا مختلفا وأصبحت لاحقا كلمة «جيت» تستخدم في وصف العديد من الفضائح التالية التي كان بعضها مرتبطا بشخصيات سياسية مميزة وكانت اقل أهمية من ووترجيت.. والنتيجة أن فضيحة ووترجيت أصبحت رمز الفضائح في الصحافة الغربية وأحيانا كانت تشير إلى نوعية الجرائم المرتبطة باستخدام تسجيلات صوتية في محادثات خاصة بأبرز شخصيات الحكومات الغربية وأحيانا أخرى بالأسرة الملكية البريطانية وأحيانا ثالثة بأكبر رجال المال والأعمال في العالم.
كان من بين الفضائح الكبرى التي ارتبطت أيضا برؤساء الولايات المتحدة واتخذت من لاحقة «جيت» عنوانا لها فضيحة إيران كونترا أو إيران جيت والتي وقعت في عهد إدارة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان وارتبطت ببيع الإدارة لأسلحة بشكل سري إلى إيران التي كانت وقتها طرفا في حرب ضروس مع جارتها العراق وهي الحرب التي استمرت من 1980 إلى 1988. وقد حملت وقت فضحها اسم إيران جيت في الصحف الأمريكية وغالبا اسم إيران كونترا وارتبطت ببيع إدارة ريغان لأسلحة إلى إيران وتحويل عائدات صفقة بيع الأسلحة للحركة المضادة لثوار نيكاراغوا الذين كانوا يحاربون للإطاحة بالحكومة اليسارية وحزب الساندينيستا الذي كان يحكم نيكاراغوا. وكانت صفقة بيع الأسلحة لها هدفان متزامنان الأول استرضاء إيران التي كان لها تأثير على الجماعات التي أسرت عددا من الرهائن الأمريكيين في لبنان وقيل أنها وراء عدة تفجيرات في دول أوربية شرقية، والهدف الثاني تمويل حرب عصابات الهدف منها الإطاحة بحكومة نيكاراغوا المؤيدة للنظام الشيوعي والتي تساندها كوبا والاتحاد السوفيتي.
وكانت إجراءات صفقة بيع الأسلحة قد سارت ضد قوانين الكونغرس الذي يحرم تمويل الحركة المضادة لثوار نيكاراغوا وبيع الأسلحة لإيران. وبالإضافة لذلك فان جميع تلك الأنشطة كانت تشكل تعديا على عقوبات الأمم المتحدة وقتها.
كانت الحكومة الإسرائيلية قد أقامت اتصالا مع حكومة الولايات المتحدة في أغسطس 1985 وقدمت لها عرضا ان تقوم بدور وسيط لشحن 508 قذائف أمريكية مضادة للدبابات من طراز TOW لإيران مقابل إطلاق سراح الكاهن العبري بينجامين واير الرهينة الأمريكي الذي احتجزته جماعة مؤيدة لإيران في لبنان ومع اتفاق ان تقوم الولايات المتحدة بشحن قذائف بديلة لإسرائيل.وكان روبرت ماكفارلاين مساعد الرئيس رونالد ريغان لشؤون الأمن القومي قد اجرى لقاء مع وزير الدفاع الأمريكي كاسبر واينبيرجر آنذاك ورتب لتفاصيل الصفقة. وقد بدأ التنفيذ خلال الشهرين التاليين.في نوفمبر كانت هناك جولة أخرى من المفاوضات، حيث عرضت إسرائيل ان تشحن 500 قذيفة مضادة للطائرات من طراز HAWK في مقابل إطلاق سراح بقية الرهائن الأمريكيين المحتجزين في لبنان. وقد حاول وقتها الجنرال كولن باول ان ينجز الصفقة ولكنه سرعان ما أدرك ان الصفقة سوف تتطلب إشعارا من الكونغرس، حيث ان قيمتها تتعدي 14 مليون دولار. وكان رد فعل ماكفارلاين قوله ان الرئيس قد قرر ان يدير عملية البيع بأي طريقة. وأرسلت إسرائيل شحنة مبدئية ب 18 قذيفة إلى إيران في أواخر شهر نوفمبر ولكن الإيرانيين لم يوافقوا على القذائف وألغيت الشحنات التالية.و لكن المفاوضات بين إيران وإسرائيل استمرت طوال شهور بعد ذلك.
في يناير 1986 وافق ريغان على خطة يقوم بموجبها وسيط أمريكي وليس إسرائيليا ببيع الأسلحة إلى إيران في مقابل إطلاق الرهائن وان توجه أرباح الصفقة إلى حركة كونترا أو الحركة المضادة لثوار نيكاراغوا. في البداية رفض الإيرانيون الأسلحة التي نقلت عن طريق الوسيط جوربانفير الوسيط الإيراني عندما قام كل من اولفر نورث وجوربانفير بالحصول على نحو 370٪ ربح من خلال رفع سعر الصفقة.و قد استخدم وسيط آخر لبيع 500 قذيفة من طراز TOW مع رفع السعر الأصلي ليصل إلى 10 ملايين دولار بدلا من 3,7 مليون وعندها قام الإيرانيون باحتجاز المزيد من الرهائن بعد ان أطلقوا الرهائن السابقين وكانت هذه نهاية صفقة الأسلحة مقابل الرهائن
وفي فبراير شحنت ألف قذيفة من طراز TOW إلى إيران. وخلال شهر مايو التالي وحتى نوفمبر كانت هناك شحنات أخرى من أسلحة مختلفة وقطع غيار لها.
عائدات بيع الأسلحة حولت عن طريق الكولونيل اولفر نورث مساعد مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بويندكستر لتوفير الأسلحة ضد ثوار نيكاراجوا. الساندينيستا في النهاية خسروا السلطة في انتخابات محلية عام 1990 وقد رأى بعض المحللين ان هذه الهزيمة كانت بسبب دعم الولايات المتحدة ضد الثوار، بالإضافة إلى تأثير الحظر التجاري الأمريكي الذي بدأ في مايو 1985.
الولايات المتحدة اتهمت الساندينيستا بأنهم يحصلون على دعم من الاتحاد السوفيتي وكوبا وبدعم الثوار الجناح اليساري ضد الولايات المتحدة والحكومة في السلفادور التي كانت في المشهد الخلفي ضحية حرب أهلية مدمرة طوال فترة الثمانينيات. في عام 1985 فازت حركة الساندينيستا بغالبية الأصوات في الانتخابات التي أقرت شرعيا من قبل الملاحظين المستقلين من الدول الغربية بأنها عادلة وحرة ولكن إدارة ريغان عارضت الانتخابات واعتبرتها مزيفة.
،كان العديد من الملاحظين المحافظين قد اتفقوا مع ريغان وعارضوا نتائج الملاحظين الدوليين وظلوا مصرين على ان الانتخابات سارت وفق نمط المرشح الواحد على طريقة الدول الشيوعية. وعلى الرغم من ان ستة أحزاب شاركت في هذه الانتخابات ضد الساندينيستا إلا أنها فازت ب35 مقعدا فقط من مجموع 96 في الهيئة التشريعية في نيكاراجوا.
إدارة ريغان تحايلت على قوانين الكونغرس ومررت التمويل والأسلحة ضد ثوار نيكاراجوا (الكونترا) التي هي اللفظ الأسباني لمصطلح حركة معارضة الثورة. الحركة المعارضة لثوار نيكاراغوا حصلت على الأسلحة والتدريب من الولايات المتحدة ووكالة الاستخبارات المركزية وخاصة فيما يخص تكنيك حرب العصابات مثل تدمير عناصر البنية التحتية وعمليات الاغتيال.
في نوفمبر 1986 كانت أول ادعاءات علنية لصفقة الأسلحة مقابل الرهائن قد طفت على السطح عندما نشرت مجلة الشراع اللبنانية في 3 نوفمبر ان الولايات المتحدة قد باعت أسلحة إلى إيران سرا من اجل تأمين إطلاق سراح سبعة رهائن أمريكيين أسرتهم جماعات مؤيدة لإيران في لبنان.العملية المستترة كانت قد اكتشفت فقط بعد ان اسقط جسر جوي من الأسلحة على نيكاراغوا. وفي 21 نوفمبر قام عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي اولفر نورث وسكرتيره فاون هال بتمزيق وثائق تربطهم وآخرين بالفضيحة وفي 25 نوفمبر اعترف النائب العام الأمريكي ايدوين ميس ان أرباح عملية بيع سرية إلى إيران نقلت بشكل غير قانوني إلى معادين للشيوعية وحركة مقاومة الثوار.
وبعد ان تمت مواجهة الرئيس الأمريكي بقدر كبير من الضغط أعلن ريغان في 26 نوفمبر انه بدءا من الأول من ديسمبر سوف يعمل كل من وزير الخارجية الأسبق ادموند موسكي ومستشار الأمن القومي السابق برينت سكوكروفت كأعضاء في لجنة مراجعة خاصة تبحث في الفضيحة في إطار لجنة رئاسية عرفت فيما بعد باسم لجنة تاور.و حتى هذه النقطة ادعي ريغان انه لم يكن على علم بالعملية. ولكن في الأول من يناير 1986 ظهر انه كان على علم بالصفقة بعد الاطلاع على مفكرة الملاحظات اليومية الخاصة به والتي ذكر فيها «لقد وافقت على بيع قذائف TOW إلى إيران». لجنة تاور التي تضمنت نورث وبويندكستر وواينبيرجر من بين آخرين لم تحدد بشكل حاسم درجة تورط الرئيس ريغان ومع هذا فانه في 26 فبراير 1987 انبت اللجنة الرئيس ريغان لأنه لم يسيطر على فريقه للأمن القومي.
في 18 نوفمبر 1987 أعلن الكونغرس الأمريكي تقريره النهائي حول القضية وجاء فيه ان ريغان مسؤول مسؤولية تامة عن الفعل الآثم الذي قام به معاونوه وان إدارته مارست التكتم والخداع وازدرت القانون وتضمن التقرير تهما متعددة في 16 مارس 1988. حيث تم اتهام نورث في تسع تهم وأدين في ثلاث منها هي الكذب على الكونغرس وتدمير وثيقة رسمية وقبول إكرامية غير قانونية.الحكم على نورث خفف في الاستئناف على أساس حقوق نورث في التعديل الخامس في القانون الأمريكي حيث أكد محاميه انه قد تم تحريف شهادته للكونجرس وانه تمت خيانته حيث قدم الشهادة وهو تحت الحصانة ثم استخدمت الشهادة ضده. بويندكستر أدين في عدة تهم جنائية منها الكذب على الكونغرس وعرقلة العدالة والتآمر وتدمير وثائق كانت متعلقة بالتحقيق.كانت إدانته قد انقلبت في الاستئناف بشكل أساسي على نفس الأسس التي حدثت مع نورث.المستشار المستقل لم يكن قادرا على المحاولة من جديد للحصول على أحكام اكثر قسوة ضد كل من نورث أو بويندكستر.
كان عدد من المحللين السياسيين في ذلك الوقت قد أكدوا ان ال CIA وربما أجهزة أخرى من الحكومة الأمريكية تورطت في عمليات تهريب مخدرات لزيادة الأموال المستخدمة لتمويل الحركة المقاومة لثوار نيكاراجوا وهي فضيحة أخرى انبثقت عن فضيحة إيران كونترا جيت وتورط فيها عدد من مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية وسميت وقتها بفضيحة «درج ترافيك جيت»، ووقتها ثار عدد من الصحفيين الأمريكيين على عدم تورع الأجهزة الأمريكية الرسمية عن استغلال أي نوع من الجرائم في سبيل القضاء على معارضيها في أمريكا الوسطي.
في 1988 ظهر تقرير من لجنة فرعية لمجلس الشيوخ الأمريكي حول قضية تهريب المخدرات أو تجارة المخدرات والإرهاب والعمليات الدولية تضمن ان عددا من الأشخاص في الحركة المقاومة لثوار نيكاراجوا (الكونترا) تورطوا في عمليات تهريب مخدرات وعمليات دعارة وتجارة جنس وان عمليات تجارة مخدرات أخرى كانت قد وفرت الدعم المادي لحركة الكونترا. وبرزت بعض التساؤلات الهامة حول ما إذا كان هناك مسؤولون أمريكيون متورطون في أمريكا الوسطي قد فشلوا في مواجهة قضية المخدرات خوفا من ان يعرضوا المجهود الحربي للخطر ضد نيكاراغوا.و في الحد الادني كانت دفاتر ملاحظات نورث قد أظهرت انه كان على علم اكثر من مرة بتورط حركة كونترا في عملية المتاجرة بالمخدرات والجنس وانه لم يقدم هذه المعلومات الهامة إلى الجهات المسؤولة وبخاصة إلى البيت الأبيض.
في 27 يونيو 1986 كانت محكمة العدل الدولية قد حكمت لصالح نيكاراغوا في قضية الأنشطة العسكرية ومساندة القوات العسكرية ضدها، وهي القضية التي قدمتها حكومة نيكاراغوا ضد الولايات المتحدة وحكمت وقتها محكمة العدل الدولية. بتعويض لنيكاراغوا عن الأضرار الجسيمة التي تعرضت لها بسبب تمويل الولايات المتحدة لنشاط حربي ضد حكومتها ورفضت الولايات المتحدة ان تدفع التعويض وادعت ان محكمة العدل الدولية لم تكن مختصة أو كفئا لمتابعة القضية وفيما بعد استخدمت حق الفيتو ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي دعا جميع الدول للإذعان للقانون الدولي. وكانت الجمعية العامة في الأمم المتحدة قد مررت القرار من اجل الضغط على الولايات المتحدة لدفع التعويض لنيكاراجوا.
فقط السلفادور التي كانت أيضا لديها نزاعات مع نيكاراجوا وإسرائيل وحصلت على 4 مليارات دولار أمريكي في العام مساعدات من الولايات المتحدة قد صوتت مع الولايات المتحدة في حق الفيتو وعلى الرغم من هذا القرار فان الولايات المتحدة ظلت مصرة على عدم دفع التعويض.
حزب الساندينيستا سلطته في انتخابات جديدة في فبراير عام 1990 بعد عقد من الضغوط الاقتصادية والعسكرية الأمريكية على نيكاراغوا.
كانت فضيحة إيران كونترا جيت لها أهمية كبري لأنها أبرزت أمام الرأي العام الأمريكي العديد من الأسئلة والاعتراضات ومنها :هل يملك الرئيس الأمريكي سلطة غير مشروطة لإدارة السياسة الخارجية وفق رؤيته دون الحصول على موافقة الكونغرس وهل يمكن للرئيس ان يوافق على بيع أسلحة إلى دولة أجنبية دون موافقة الكونغرس؟ وما هي المعلومات التي يجب ان يقدمها الرئيس للكونجرس ومتي يجب ان يقدم هذه المعلومات.و هل يجب على الرئيس إبلاغ الكونغرس بمبادرات السياسة الخارجية؟ وما هي السلطة التي يملكها الكونغرس لمراقبة عمل الفروع التنفيذية في الإدارة الأمريكية وهل يجب ان يتم تمويل مبادرات السياسة الخارجية من قبل الكونغرس؟و من يحدد ميزانية الإنفاق بكاملها ومن ينظمها؟
وما الدور الذي تلعبه المحكمة العليا في تحديد النزاعات بين الفروع التشريعية والفروع التنفيذية؟
وبرزت وقتها أيضا في الصحف الأمريكية حالة رفض واضح لحجم الدعم الذي يمكن ان تقدمه الولايات المتحدة لتجهيز القوي المعارضة المسلحة في دول أخرى وهي تلك القوي التي تبحث عن استبدال الحكومة والتي لا تلقي دعما من الداخل، وأثيرت عدة أسئلة حول حق الولايات المتحدة في التدخل في شؤون الدول الأخرى.
معظم ان لم يكن جميع تلك الأسئلة الدستورية والأخلاقية لم تتم الإجابة عليها حتى اليوم في الولايات المتحدة ومن ناحية أخرى بدا ان الفروع التشريعية والتنفيذية لم ترغب في العمل معا وانه لا توجد حلول قانونية. وهناك قضايا عابرة في تلك الفروع التشريعية والتنفيذية تتغير كل عدة أعوام.
كاميلا جيت.. قصة فضيحة على البلاط الملكي!
خلقت فضحية ووترجيت التي انفجرت في السبعينيات و تصادمت بها الامتيازات الرئاسية لإدارة الرئيس نيكسون مع الدستور الأمريكي حقبة تاريخية وعصرا ثقافيا مختلفا وأصبحت لاحقا كلمة «جيت» تستخدم في وصف العديد من الفضائح التالية التي كان بعضها مرتبطا بشخصيات سياسية مميزة وكانت اقل أهمية من ووترجيت.. والنتيجة أن فضيحة ووترجيت أصبحت رمز الفضائح في الصحافة الغربية وأحيانا كانت تشير إلى نوعية الجرائم المرتبطة باستخدام تسجيلات صوتية في محادثات خاصة بأبرز شخصيات الحكومات الغربية وأحيانا أخرى بالأسرة الملكية البريطانية وأحيانا ثالثة بأكبر رجال المال والأعمال في العالم.
لم تقتصر «جيت» علي الفضائح السياسية أو الفضائح التي تجري فقط في الولايات المتحدة بل تعدتها لتكون الكلمة التي تلي اسم كل فضيحة تحدث في دول العالم خاصة الناطقة بالإنجليزية ومنها بالتأكيد إنجلترا التي اشتهرت بعدد منها اتخذت من كلمة جيت لاحقة لها، وربما كانت من اشهرها تلك الخاصة بالأسرة المالكة البريطانية وبتركيز أكبر على الزوجين السابقين الأميرة الراحلة ديانا والأمير تشارلز ولي العهد البريطاني حيث أبرزت الصحف البريطانية عددا من الفضائح الخاصة بهما مع كلمة جيت ومن أبرزها فضيحة ديانا جيت وكاميلا جيت وغيرها.
وأخيرا أصبحت العلاقة بين أمير ويلز وكاميلا باركر باولز علانية ولكنها قبل ان تصل إلى هذا المستوي كانت قد مرت بعدد من الفضائح التي أبرزتها وسائل الاعلام ومنها فضيحة كاميلا جيت التي ارتبطت بعلاقة مع الأمير واصبحت عشيقته السرية عندما كان الإثنان متزوجين من آخرين.
في 10 فبراير 2005 أعلن من قبل البلاط الملكي ان الأمير تشارلز والسيدة كاميلا باركر سوف يتزوجان في 8 أبريل من هذا العام في حفل مدني في قلعة وندسور مع مباركة دينية تالية في قلعة كنيسة القديس جورج وفيما بعد تغير الموقع إلى قصر جيلد في وندسور.
و كان هناك تساؤل ما إذا كان تشارلز وكاميلا يجب ان يتزوجا في حفل زفاف مدني حيث ان الأسرة الملكية قد استثنت بشكل محدد من القانون الذي يقيم الزواج المدني في إنجلترا وحيث يمنع بذلك أفراد الأسرة الملكية منذ صدور هذا القانون الخاص بالزواج عام 1836 من إقامة حفلات زواج مدنية في إنجلترا ولكن تم الاعتراض على هذا التقييد بان تم تعديله عام 1949 مما يسمح للزوجين بالاقتران في حفل مراسم مدني. و قيل ان كاميلا ستحصل بعد الزواج علي لقب صاحبة السمو دوقة كورنويل وانه إذا ما اصبح زوجها في المستقبل الأمير تشارلز ملكا لإنجلترا فإنها لن تنال اسم الملكة كاميلا ولكن صاحبة السمو الأميرة الزوجة.
كانت كاميلا باركر التي ولدت في 17 يوليو 1947 وظلت صديقة وعشيقة للأمير تشارلز لزمن طويل وفيما بعد رفيقة رسمية وهي الآن زوجة الأمير تشارلز وقد ولدت في لندن ولكنها طبقا إلى علماء الأنساب البريطانيين ترجع أصولها إلى عدة جذور فرنسية وبريطانية وهولندية وإسكتلندية وأمريكية ويذكر ان إحدى جداتها كانت عشيقة ملكية مشهورة هي أليس كيبيل التي كانت عشيقة الملك إدوارد السابع ملك إنجلترا.
كانت علاقتها السرية بالأمير تشارلز هي الموضوع المفضل للصحف البريطانية وقد بدأت هذه العلاقة الفاضحة في عام 1972 قبل ان يتزوج كلاهما ولكنها انتهت بعد عام حيث لم يعرض عليها الأمير تشارلز وقتها الزواج مما دفعها لإنهاء العلاقة والزواج في العام التالي من اندرو باركر باولز ضابط عسكري كان صديقا للأمير تشارلز وابن بالمعمودية للملكة اليزابيث الأم وقد حصلت على الطلاق منه عام 1995 بعد ان أنجبت منه ولدين هما توم ولورا.
العلاقة بين كاميلا والأمير تشارلز استمرت حتى بعد زواجها وخلال تلك الفترة بدا ان زواجها ضعيف الأسس وانتهى الأمر بان اتخذ زوجها زوجة جديدة. كانت السيدة كاميلا والأمير تشارلز قد واجها مشاكل جمة في إظهار عواطفهما القوية أمام الشعب البريطاني في الوقت الذي كان فيه الأمير يبحث جاهدا عن زوجة تحت ضغط من الملكة.
اتهام الامير تشارلز
و كانت تلك العلاقة الطويلة الأمد هي أول ما أشير إليه بأصابع الاتهام من قبل الأميرة ديانا عندما انهار زواجها من أمير ويلز. وبشكل شخصي كانت الليدي ديانا عادة ما تلجأ إلى السيدة كاميلا للحصول استشارتها في بداية تعاملها مع زوجها القادم الأمير تشارلز وقالت ديانا ان كاميلا علمت بأمر زواجها من الأمير تشارلز قبل ان تعرف هي نفسها صاحبة الشان. ويؤكد المقربون ان جنون ديانا من تلك العلاقة المتينة كان سببا في المشاكل الدائمة بين الزوجين الملكيين والسبب وراء إنهاء الزواج. وكانت الأميرة ديانا تطلق عليها فيما بعد اسم (روتويلر) وهو نوع من الكلاب الألمانية المشهورة بالتصاقها الشديد بصاحبها وفيما بعد قالت الأميرة ديانا في مقابلة تليفزيونية ان زواجها بالأمير تشارلز كان علاقة بين ثلاثة أشخاص وهذا يعتبر زواجا مزدحما جدا. في بداية التسعينيات بعد انهيار الزواج بين ديانا وتشارلز ومع وصول ذلك الانهيار إلى العلن بدأت علاقة أمير ويلز والسيدة باركر تقوي مرة أخرى وأصبحت اكثر علنية من أي وقت مضي، وخلال تلك الفترة وقع ما أسمته الصحافة البريطانية «كاميلا جيت» عندما تم تسريب شريط تسجيل يحوي تسجيلات لمحادثات تليفونية خاصة بين أمير ويلز والسيدة باركر، وقد قيل من قبل المطلعين في البلاط الملكي ان العلاقة كانت قائمة طوال فترة خطبة وزواج الأمير تشارلز من ديانا وان العلاقة استردت علنيتها بعد ان قرر الانفصال عن زوجته وبعد اعترافه علنا في مقابلة تليفزيونية مع جوناثان ديمبيبلي انه ارتكب الزنا ثم إعلان طلاق كاميلا وزوجها اندرو باركر باولز وقد كانا من قبل منفصلين لفترة ثم سرعان ما تزوج اندرو باركر مرة أخرى.
كانت الأشرطة التي حوت المكالمات بين الطرفين قد حدثت خلال زيارة الأمير تشارلز إلى منزل إحدى صديقاته المعروفة باسم نانسي وكانت هي الأخرى من المعجبات بأمير ويلز وكانت كاميلا في منزلها وكان ذلك في 18 ديسمبر 1989 حيث قال فيه تشارلز من بين ما قاله «لا أستطيع تحمل ليلة الأحد من دونك» وكان الشريط قد حوى ألفاظا خارجة قالها الأمير وهو يعبر عن شدة اشتياقه لها. كما كان هناك أيضا الكثير من الكلام الخاص والسيئ عن عدد كبير من الشخصيات الهامة في البلاط الملكي.
سقوط ديانا
في يوليو من عام 1997 جهر الأمير بعلاقته بكاميلا عندما أقام حفلا للاحتفال بعيد ميلادها الخمسين وفي أغسطس من نفس العام كان الحادث المأساوي الذي وقع للأميرة ديانا وأدى إلى مقتلها. و كانت كاميلا قد قابلت أبناء الأمير تشارلز ويليام وهاري في عام 1999 بشكل علني للمرة الأولى وفي نفس العام أقامت حفلا للاحتفال بعيد ميلاد تشارلز الخمسين.
من الفضائح التي ارتبطت أيضا بالزوجين الملكيين ديانا وتشارلز فضيحة سميت فضيحة «سكودي جيت» أو «ديانا جيت» والتي كانت عبارة عن نشر الصحف الصفراء في بريطانيا عام 1993 إلى نص مكالمة هاتفية بين الأميرة ديانا وجيمس جيلبي. وكانت الصحف قد أبرزت الشريط في فترة أسمتها الصحافة حرب أعضاء أسرة ويلز ويعتقد أنها عجلت بانفصال ديانا عن تشارلز وهو الذي قاد في النهاية إلى طلاقهما.
في الحوار الذي دار بين الأميرة ديانا وجيمس قالت إنها تخشى ان تكون حاملا وأنها في هذا الزواج تشبه شخصية شعبية تظهر في مسلسل تليفزيوني بريطاني اسمه ايستاندرز وقد استخدم المؤيدون للأمير تشارلز هذا الشريط لتلطيخ سمعة ديانا والتي كانت حتى ذلك الوقت تعتبر الشخص المظلوم في انهيار هذا الزواج ولكن علي أية حال نشر نص الحوار كان له تأثير في زيادة التعاطف مع الأميرة حيث انها بتشبيهها نفسها مثل شخصية مسلسل حظي باهتمام ومتابعة شعبية عالية قد أظهرت صورة شخص عادي بدلا من شخصية ملكية رسمية مستقلة عن الصورة المتكلفة لأمير ويلز.
و كان هناك اعتقاد كبير بأن الأشرطة كانت نتيجة عملية متابعة من وكالات الاستخبارات البريطانية بالتنسيق مع شخصيات كبري في الأسرة الملكية البريطانية، وأيضا روجت لنظرية المؤامرة وان أميرة ويلز يتم اضطهادها من قبل الأسرة والنظام الحكومي البريطاني. وتحويل القضية إلى نظرية المؤامرة ارتبط أيضا بموت الأميرة في حادث السيارة في باريس عام 1997 بأنها محاولة اغتيال بدلا من كونها حادثة بالصدفة.و أيا كان التأثير السلبي لفضيحة سكودي جيت علي الأميرة ديانا فانه سرعان ما تمت موازنته عندما تم نشر نص مكالمة الأمير تشارلز مع كاميلا باركر التي كانت مكالمة اكثر سخونة.
فيما بعد اعترفت أميرة ويلز بوجود علاقة مع جيمس جيلبي وغالبا فان تلك العلاقة بدأت في 1989 وان التسجيل تم قبل سنوات من نشره. وكان هناك تخمين ان ديانا عملت على توفر الأشرطة لتحرض علي ان يستخدمها الصحفي اندرو مورتون، وقد نشر القصة في كتابه «ديانا : قصتها الحقيقية».
نهاية الزواج الاسطورة
كان زواج تشارلز من ديانا قد أطلق عليه الزواج الحالم والزواج الأسطوري عندما تم في كاتدرائية القديس بولس في 29 يوليو عام 1981 وهو حفل الزواج الذي تابعه وقتها نحو 750 مليون شخص حول العالم، وبمجرد الزواج أصبحت الأميرة ديانا مباشرة محط اهتمام العالم وضحية مطاردة صحفيا ومصوري الصحف ووكالات الانباء، وكانت كل خطوة تقوم بها بما في ذلك تغيير الطريقة التي تصفف بها شعرها محط اهتمام الملايين. ولكن سرعان ما تعرض الزواج لملكي الأسطوري إلى عدة محطات فشل. كان أولها اتهام الأميرة الشابة بأنها غير مؤهلة للعب دور ملكي لأنها غير مستقرة وغير متزنة ومزاجية الطباع حيث انها كانت تصرف من خدمتها موظفين عملوا لفترات طويلة مع أمير ويلز، ووقعت في عدة صراعات مع اقرب المقربين لها ومنهم والدها ووالدتها وشقيقها والفنان الشهير وصديقها الحميم التون جون، وان كان أمير ويلز يتم اتهامه عادة بأنه السبب وراء ذلك المزاج العصبي والتوتر الذي عاشت فيه بسبب علاقته الغامضة مع كاميلا باركر. وخلال خمس سنوات من الزواج الأسطوري كان زواج ال ويلز قد وصل إلى حافة الانهيار.
و ربما كان من المفارقات المضحكة ان كلا من الزوجين حملا اوجه تشابه في عدة نقاط منها ان كليهما عانى من طفولة مضطربة واخذ أدواره العامة مأخذ الجد وكرس نفسه ووقته إلى الأعمال الخيرية، وقد اشتهرت ديانا بأنها خصصت الكثير من وقتها لمساعدة ضحايا مرض الإيدز في حين افرد تشارلز وقته وجهده لصالح الجماعات المهمشة في بريطانيا من خلال جمعية خيرية خاصة به.
بعد فترة اعترف كلا الزوجين بأنه كانت لهما علاقات مع آخرين خلال الزواج حيث اعترف هو بعلاقته بكاميلا باركر في حين اعترفت ديانا بإقامة علاقة مع ضابط عسكري. وعلي الرغم من هذه الاعترافات فقد ظلا علي المستوي العلني مستمرين في الزواج الملكي ولكنهما في النهاية انفصلا بشكل رسمي في أواخر الثمانينيات حيث عاشت الأميرة في قصر كينجستون في حين انتقل الزوج الى قصر في منطقة هايجروف. وقد أبرزت وسائل الإعلام الفترات التي كانا يقضيانها بعيدا عن بعضهما البعض ووضوح عدم شعورهما بالارتياح عندما يكونان معا.و مع قدوم عام 1992 كان من الواضح ان الزواج قد انتهي بمعني الكلمة واتخذت وسائل الإعلام المختلفة جانبين مختلفين مع كل منهما فيما سمي حرب ال ويلز.
و قد انتهي الزواج رسميا في 28 أغسطس 1996 وهو الزواج الذي نتج عنه ولادة الأمير ويليام أمير ويلز والأمير هنري أمير ويلز ويسمي الأمير هاري.
كان الأمير تشارلز قد نال إعجابا كبيرا من الشعب البريطاني خلال مواقفه عقب وفاة زوجته السابقة في حادث السيارة في باريس عام 1997 وخاصة في تعامله مع والدته الملكة التي أصرت علي ان ديانا لم تعد عضوا في الأسرة الملكية وان مسؤولية جنازتها تقع علي أقاربها وعلي أسرتها «سبنسر». ولكن الأمير تشارلز أصر علي ان يطير إلى باريس ليرافق جثمان زوجته السابقة وهي في طريق عودتها إلى وطنها وأصر علي ان تحصل علي جنازة ملكية رسمية. كما ان التعاطف معه قد زاد بعد ان لعب دور الأب بكفاءة عالية لولديه، وحظي بقدر كبير من التعاطف الشعبي بشكل خاص عندما تعامل بحكمه مع فضيحة تعاطي الأمير الصغير هاري للمخدرات مؤخراً.
كلينتون وهيلاري.. حقبة من الفضائح.. والأسرار المخجلة!
خلقت فضحية ووترجيت التي انفجرت في السبعينيات وتصادمت بها الامتيازات الرئاسية لإدارة الرئيس نيكسون مع الدستور الأمريكي حقبة تاريخية وعصرا ثقافيا مختلفا وأصبحت لاحقا كلمة «جيت» تستخدم في وصف العديد من الفضائح التالية التي كان بعضها مرتبطا بشخصيات سياسية مميزة وكانت اقل أهمية من ووترجيت.. والنتيجة أن فضيحة ووترجيت أصبحت رمز الفضائح في الصحافة الغربية وأحيانا كانت تشير إلى نوعية الجرائم المرتبطة باستخدام تسجيلات صوتية في محادثات خاصة بأبرز شخصيات الحكومات الغربية وأحيانا أخرى بالأسرة الملكية البريطانية وأحيانا ثالثة بأكبر رجال المال والأعمال في العالم.
لم يشهد عهد رئيس أمريكي كما ضخما من الفضائح مثلما شهده عهد الرئيس السابق بيل كلينتون الذي اتسم بسلسلة من الفضائح المختلفة التي لازمته حتى آخر أيامه في البيت الأبيض، ومنها ويت واتر جيت وترفيل جيت وكاتيل جيت ومونيكا جيت وإندونيسيا جيت وغيرها، وهي لم تقتصر عليه هو فقط ولكنها ارتبطت أيضا بزوجته هيلاري كلينتون التي شاركته معظم تلك الفضائح إلا فضيحة مونيكا جيت التي كان هو وحده المسؤول عنها.
ومن اشهر هذه الفضائح فضيحة ويت واتر جيت التي وقعت في ولاية اركانساس عندما بدأ نشاط بيل كلينتون السياسي، وظهرت خلال فترة رئاسته الأولى عقب وفاة نائب مستشار البيت الأبيض فنسنت فوستر وبعدها علم ان رئيس مستشاري البيت الأبيض بيرنارد نوسبوم قد نقل وثائق تخص مؤسسة ويت واتر للتنمية من مكتب فوستر. الرئيس كلينتون وزوجته كانا قد استثمرا في هذه المؤسسة واتهما بالخداع في هذا الاستثمار خلال تحقيق لجنة الحماية والأمن فيما يخص إفلاس ماديسون جورانتي وهي شركة تأمين في اركانساس.
بعد تعيين مستشار مستقل عام 1994 من قبل وزارة العدل للتحقيق في مدى قانونية إجراءات وتعاملات ويت واتر، ظهر اتهامان جديدان هما ان كلينتون قد قام بضغط على ليتل روك وهو رجل أعمال من اركانساس ليقدم قرضا سوف يفيده هو وأصحاب شركة ماديسون جورانتي وأيضا ان بنك اركانساس قد اخفى التعاملات التي تخص حملة كلينتون عندما كان حاكما لولاية اركانساس عام 1990 تمت تبرئة كلينتون وزوجته من أي تهم أو أخطاء في التقريرين التاليين اللذين قدمتهما مؤسسة قانونية في سان فرانسسكو.
وعندما ظهرت للمرة الأولى فضيحة ويت واتر قام النائب العام جانيت رينو باختيار مدعٍ خاص للتحقيق في القضية وكان هو المدعي العام السابق للولايات المتحدة الجمهوري روبرت فيسك والذي حل محله كينيث ستار عندما نقل التحقيق إلى نطاق السلطة القانونية لمكتب المستشار المستقل.
في 26 يناير عام 1996 شهدت هيلاري كلينتون أمام هيئة المحلفين فيما يخص استثمارها في مؤسسة ويت واتر. وتمت إدانة ثلاثة متهمين هم: جيمس ماكدوجال وسوزان ماكدوجال وحاكم اركانساس جيم جاي تاكر في عدة تهم فدرالية ليست مرتبطة بشكل مباشر بكلينتون عام 1996، حيث عمل كل من بيل كلينتون وهيلاري في مؤسسة روز القانونية وبدأت الفضيحة بصفقة لبيع ارض بين الزوجين «كلينتون» وجيم وسوزان ماكدوجال.
ثم كانت فضيحة بيلينج جيت حيث فقدت هيلاري كلينتون سجلات لائحة قانون وهي السجلات التي أثارت التساؤلات حول دور السيدة كلينتون في صفقة كاسل جراند وأمر ان تقدم للمحكمة في عام 1994. وقد ظلت تلك السجلات مفقودة من عام 1994 وحتى بداية عام 1996 حيث اتضح أنها موجودة في غرفة البيت الأبيض القريبة من مكتبها وقالت وقتها إنها لا تعرف كيف وصلت إلى تلك الغرفة. ثم كانت فضيحة كاتل جيت وقدرة هيلاري كلينتون الغامضة على تحويل استثمار قدره ألف دولار إلى 100 ألف دولار ربح في صفقات لبيع ماشية وهو قدر من الربح رأى الخبراء انه لا يمكن ان يتحقق في التعاملات التجارية العادية. ثم كانت فضيحة كاسل جراند جيت وهي برنامج لبيع عقارات رأى المنظمون الفيدراليون أنها كانت عارا. وقد وجد المراقب الفيدرالي العام في تقريره ان هيلاري كلينتون وجهت الأوراق القانونية التي كانت تستخدم بشكل غير قانوني لإيصال مئات الآلاف من الدولارات إلى سيث وارد حمو شريكها السابق ويبستر هوبيل.
ثم كانت فضيحة ترفيل جيت وتلتها فايل جيت في يونيو من عام 1996 وهي عملية تفتيش غير قانونية قام بها مسؤولون في البيت الأبيض على نحو 900 من ملفات مكتب التحقيقات الفيدرالي ال FBI دون الحصول علي إذن رسمي وكانت الملفات تخص مجموعة من المسؤولين الجمهوريين في إدارة كل من الرئيس بوش الأب وريجان. وقال البيت الأبيض إنها كانت عملية فوضى بريئة ولكن الجمهوريين تشككوا في وجود قائمة أعداء. وكان المحقق المستقل في قضية ويت واتر «كين ستار» وعدد آخر من لجنة الكونغرس قد تم فحص ملفاتهم.
و في مارس 2000 قام المحقق المستقل «روبرت راي» بتحديد انه لا يوجد دليل ممكن تصديقه على أي أنشطة جنائية وقال تقرير «راي» فيما بعد «لا يوجد دليل أساسي وممكن تصديقه على ان أيا من مسؤولي البيت الأبيض البارزين أو السيدة الأولى هيلاري كلينتون قد اشتركوا في قضية فحص الملفات».
كانت هناك أيضا فضيحة «تشينا جيت» وهي التي وقعت في الولايات المتحدة وارتبطت بحملة غير قانونية للحصول علي تبرعات للحزب الديموقراطي. وكان المصدر الأخير لهذه الأموال من الحكومة الصينية.
جون هوانج وتشارلي تري كلاهما أعضاء في اللوبي الصيني وأصدقاء لبيل كلينتون قد تمت إدانتهما في تهم إساءة استخدام تمويل حملة في ارتباط مع مثل هذه التبرعات.
كان الاسم جاء من موضة تسمية الفضائح السياسية بإضافة كلمة جيت إلى نهاية الكلمة التي تلخص طبيعة الفضيحة.
في عام 1994 قامت باولا جونز بتقديم دعوى قضائية ضد كلينتون لم تكن مرتبطة بالتحقيق في قضية ويت واتر وشهد كلينتون في هذه القضية عام 1998 وأعطى انطباعا من خلال شهادته انه لم يكن على علاقة بمتدربة البيت الأبيض مونيكا لونيسكي.
ودون ان يعلم كل من بيل كلينتون ومونيكا لونيسكي كانت موظفة سابقة في البيت الأبيض هي ليندا تريب قد سجلت مكالمات لونيسكي وهي تتحدث عن علاقتها ببيل كلينتون وقدمت ليندا تلك الأشرطة إلى محققي قضية ويت واتر الذين ظنوا أنهم حصلوا على توسيع لمجال التحقيق لتغطية شهادة الرئيس في قضية باولا جونز.
في عام 1998 أرسل المحقق المستقل كينيث ستار تقريرا إلى الكونغرس يتهم فيه كلينتون بالقسم زوراً وعرقلة العدالة ومحاولة التأثير على شاهد بالرشوة أو الترهيب وسوء استخدام السلطة في قضية باولا جونز. وفي ديسمبر عام 1998 تم اتهام كلينتون بالخيانة من قبل مجلس النواب بتهم القسم الزور وعرقلة العدالة وتمت محاكمته من قبل مجلس الشيوخ في يناير عام 1999 ولكن كلينتون برأ نفسه أمام مجلس الشيوخ من كلا التهمتين.
مؤيدو كلينتون قالوا ان التهم الموجهة ضده لم تصعد إلى الحدة التي تستلزم اتهامه بالخيانة وإزالته من منصبه كرئيس حيث إنه لا دخل لها بمهام منصبه كرئيس. وقد رأوا ان توسيع نطاق التحقيقات كان محاولة اصطياد أشبه بمطاردة الساحرات واعتمد على حياة كلينتون الخاصة. في حين ان الناقمين وأعداء كلينتون ذكروا ان الشهادة الزور في المحكمة هي أساس إزالته من منصبه. المصادمات المنفعلة بين مؤيدي كلينتون ومعارضيه استمرت في وسائل الإعلام طوال فترة التحقيق والمحاكمة بتهمة الخيانة وكانت هي عناوين الصحف الكبرى طوال تلك الفترة. الجمهوريون عانوا من رد فعل سلبي سياسي في عشية التحقيقات ومحاكمة الخيانة وقد قضى كلينتون آخر عامين له في منصبه دون أي هجوم إضافي له طبيعة قانونية ولكنه استمر ينتقد من معارضيه بسبب هذه الفضائح.
في أبريل عام 1999 وجدت القاضية سوزان ويبير رايت ان كلينتون مدان على المستوي المدني بسبب تقديمه شهادة مضللة في قضية باولا جونز ولكنها لم تضغط لتوجيه تهم جنائية له وحولت حكمها إلى المحكمة العليا في ولاية اركانساس. وبدلا من ان تمر بمراجعة من قبل المحكمة العليا في اركانساس تنازل كلينتون طواعية عن الرخصة القانونية في ولاية اركانساس.
كان المحقق المستقل الذي خلف كينيث ستار هو روبرت راي وقد نشر تقريرا في سبتمبر 2000 ذكر فيه «ان المكتب حدد ان الدليل لم يكن كافيا لإثبات التهم أمام هيئة المحلفين بشكل لا يقبل النقاش وان هناك شكاً منطقياً في ان كل من الرئيس والسيدة كلينتون علما انهما يشاركان في أية أعمال جنائية» وانهي تقرير راي بذلك التحقيق في قضية ويت واتر.
و بينما كانت مونيكا لونيسكي تعمل متدربة في البيت الأبيض أقامت علاقة غير شرعية لفترة قصيرة مع الرئيس بيل كلينتون. أخبار هذه العلاقة الشائنة ونتائج التحقيق والمحاكمة بتهمة الخيانة أصبحت تعرف بفضيحة مونيكا جيت وبشكل شعبي بفضيحة السحاب جيت. و ترجع تفاصيل فضيحة مونيكا جيت إلى عام 1995 عندما تخرجت مونيكا في كلية لويس وكلارك واستخدمت لتعمل متدربة في البيت الأبيض خلال فترة رئاسة بيل كلينتون الأولى، وكانت مونيكا معجبة بالرئيس كلينتون منذ زمن طويل وحلمت به بشكل رومانسي. وبعد الكثير من التلميحات اصبح الاثنان متورطين في علاقة غير شرعية وقاما سرا بممارسة أعمال حميمية في أماكن خفية في البيت الأبيض. وبعد ان أصبحت علاقة الرئيس بمونيكا فاترة اعترفت المتدربة بتفاصيل تلك العلاقة ومشاعرها وما قام به الرئيس معها من ممارسات حميمية إلى صديقة تدعى «ليندا تريب»، ودون ان تعلم مونيكا قامت ليندا بتسجيل هذه المحادثات الهاتفية وفيما بعد قامت بتقديم هذه الأشرطة إلى المحقق المستقل كينيث ستار الذي اختير من قبل الكونغرس للتحقيق في علاقة الرئيس بقضايا أخرى. اندلعت الفضيحة الجديدة للمرة الأولى في 17 يناير عام 1998 في مجلة نيوزويك. وانتشرت القصة في الإعلام الأمريكي في 21 يناير عندما نشرتها صحيفة الواشنطن بوست. والقصة تحركت مثل دوامة لعدة أيام وعلى الرغم من الإنكار السريع من كلينتون فإن الضجة من اجل الحصول على إجابات من البيت الأبيض تزايدت، وفي 26 يناير قام كلينتون بسبب الاضطراب الكبير بتوجيه خطاب عام من خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض وأعلن إنكاره التام، حيث جاء في خطابه «الآن عليّ ان أعود إلى العمل من اجل إعداد خطاب الاتحاد وقد عملت عليه حتى وقت متأخر من الليلة الماضية ولكن أريد ان أقول شيئاً واحداً للشعب الأمريكي. أريدكم ان تنصتوا لي. سوف أقول هذا مرة أخرى. لم أقم علاقة جنسية مع هذه المرأة. الآنسة لونيسكي. ولم اطلب من أحد أبدا ان يكذب من اجلي ولا مرة واحدة.. أبدا. هذه الادعاءات كاذبة. وأريد ان أعود للعمل من أجلكم من اجل الشعب الأمريكي».. في حين قامت السيدة الأولى هيلاري كلينتون بالوقوف إلى جانب زوجها على المستوى العلني طوال تلك الفضيحة.
و في 27 يناير ظهرت في برنامج استعراض اليوم الذي تبثه محطة NBC وقالت بشكل رائع «القصة الرائعة هنا التي يمكن لأي شخص ان يبحث عنها أو يكتب عنها أو يفسرها ان هذه مؤامرة ضخمة من الجناح اليميني الذي كان يتآمر ضد زوجي منذ اليوم الأول الذي نصب فيه كرئيس». في 22 مايو عام 1998 حكم القاضي الفيدرالي بأن عملاء للخدمة السرية للولايات المتحدة يمكن ان يرغموا على الشهادة أمام هيئة المحلفين الكبرى فيما يخص هذه الفضيحة.
و حصلت مونيكا على إجراءات حصانة في 28 يوليو 1998 في مقابل ان تشهد أمام هيئة المحلفين فيما يخص علاقتها بكلينتون. وتحت القسم اعترفت ان علاقتها بكلينتون تضمنت ممارسة العلاقة الحميمة كما جاء في تقرير ستار مما أدى في النهاية إلى محاكمة كلينتون بتهمة الخيانة على أساس القسم الزور وعرقلة العدالة فيما يخص هذه العلاقة. في 17 أغسطس عام 1998 اعترف كلينتون في شهادة مسجلة انه قام بعلاقة جنسية غير لائقة مع مونيكا لونيسكي، وفي اليوم نفسه اعترف أمام الشعب الأمريكي انه «ضلل الشعب الأمريكي فيما يخص هذه العلاقة».
في شهادته المكتوبة فيما يخص قضية بولا جونز أنكر كلينتون ان له علاقة محرمة بمونيكا. وكان ذلك اعتمادا على الدليل الذي قدم له من تريب وستار الذي استنتج منه ان هذه الشهادة تحت القسم كانت كاذبة وانه شهد زورا.
القضية كانت مربكة جدا وامتلأت بتعاريف غير عادية للاتصال الجنسي خلال التحقيق مما قاد إلى ادعاءات كاذبة. وخلال ادلاء شهادته سئل كلينتون هل أقمت علاقة جنسية مع مونيكا لونيسكي وفق تعريف هذا المصطلح في المحكمة وعندما رد كلينتون بالنفي واتضح فيما بعد انه أقام علاقة معها قال فيما بعد انه فسر تعريف العلاقة الجنسية بشكل مختلف.
وفق دستور الولايات المتحدة فإن مجلس النواب اصدر قراره ان يستخدم بنود قانون تهمة الخيانة التي يجب ان يعلنه مجلس الشيوخ من خلال اختيار فريق من القضاة. والمحاكمة بتهمة الخيانة وسيلة إزالة سريعة للمسؤولين الحكوميين الذين يرتكبون أعمالا جنائية من مناصبهم العليا. وينص الدستور على ان توجيه تهم الخيانة تحدث في الحالات التالية: الخيانة العظمى والرشوة وجرائم أخرى كبرى وإساءة استخدام السلطة. والجريمة الكبرى هي مجموعة من الجرائم تتضمن محاولة تفتيت قوة الولايات المتحدة للفائدة السياسية وتحضير انقلاب عسكري وقبول رشاوى ونهب أموال الخزانة وتزوير الانتخابات وصناعة القرارات السياسية لإضرار الولايات المتحدة. كانت آخر فضائح كلينتون ما عرف بفضيحة باردونس جيت وهي سلسلة من أحكام العفو التي أصدرها في أيامه الأخيرة في البيت الأبيض ومنها عفو أصدره ضد 16 عضوا من منظمة تدعى فالين وهي منظمة إرهابية محلية قامت بعدد من عمليات التفجير في نيويورك وشيكاغو وثبتت عليهم تهم التآمر وارتكاب السرقة وصناعة قذائف والتحريض على فتنة بالإضافة إلى انتهاك قوانين استخدام الأسلحة النارية والمتفجرات. وكان كلينتون قد قدم التماسا بالرأفة للمساجين على شرط ان يتبرؤوا من أعمال العنف. وقد قدم كلينتون في آخر أيامه في البيت الأبيض 140 قرارا بالعفو وهو أمر معتاد للرؤساء لتقديم عدد من قرارات العفو قبل فترة قصيرة من تركهم لمناصبهم، وكانت بعض تلك القرارات مثيرة للجدل منها قرار العفو عن كارلوس فيجانالي الذي أعفي عن حكم صدر ضده بسبب التجارة في المخدرات ومارك ريتش وهو شخص هارب عن تهمة تهرب ضريبي بعد طلب رأفة قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود باراك.. واصدر كلينتون قرار عفو عن شقيقه روجر كلينتون وسوزان ماكدوجال التي كانت قد أكملت بالفعل مدة سجنها وقد تم العفو عنها عن دورها في فضيحة ويت واتر وكانت قد قضت عقوبة حبس 18 شهرا بسبب رفضها الشهادة حول دور كلينتون في الفضيحة.
ماجدلين جيت.. عندما تتحول الملاجئ الرحيمة إلى "بيوت للرعب"!
خلقت فضيحة ووترجيت التي انفجرت في السبعينيات وتصادمت بها الامتيازات الرئاسية لإدارة الرئيس نيكسون مع الدستور الأمريكي حقبة تاريخية وعصراً ثقافياً مختلفاً وأصبحت لاحقا كلمة "جيت" تستخدم في وصف العديد من الفضائح التالية التي كان بعضها مرتبطا بشخصيات سياسية مميزة وكانت اقل أهمية من ووترجيت .. والنتيجة أن فضيحة ووترجيت أصبحت رمز الفضائح في الصحافة الغربية وأحيانا كانت تشير إلى نوعية الجرائم المرتبطة باستخدام تسجيلات صوتية في محادثات خاصة بأبرز شخصيات الحكومات الغربية وأحيانا أخرى بالأسرة الملكية البريطانية وأحيانا ثالثة بأكبر رجال المال والأعمال في العالم.
وقعت فضيحة ماجدلين جيت في عام 9991ولكن جذورها تعود لنحو قرن من الزمان ولم تصل تفاصيل الفضيحة إلى الإعلام الغربي إلا في نهاية القرن العشرين وعندها فتح ملف القضية منذ بدايته، ولهذا فهي تحتل موقعا خاصا في قائمة فضائح جيت المدوية حيث ان الكشف عن تفاصيلها وحقيقتها استلزم زمنا طويلا من اجل ان تظهر الحقائق للعيان .
تبدأ القصة في مكان سمي سلسة ملاجئ ماجدلين أو ملاجئ مريم المجدلية للنساء المنحرفات وهي مجموعة من الملاجئ كانت تديرها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. ويقال إنها وفرت ملاجئ لنحو 03ألف سيدة خلال 051عاما من تاريخ إنشائها، كما يقال إن المنحرفات كن يوضعن في هذه الدور ضد رغبتهن . وقد تم إغلاق آخر ملجأ من هذه الملاجئ في 52سبتمبر عام 9991في ايرلندا وفي بداية عام 0002في بريطانيا .
بدأ إنشاء ملاجئ ماجدلين خلال ما عرف بحركة الإنقاذ في بريطانيا وايرلندا في القرن التاسع عشر والتي كان الهدف منها إعادة تأهيل النساء اللاتي يمارسن الدعارة . وفي ايرلندا كانت تلك الملاجئ تسمي مريم المجدلية وهي امرأة في العقيدة المسيحية كانت قد أذنبت ومارست البغاء ثم تابت عن خطاياها وأصبحت واحدة من اقرب الملازمين للسيد المسيح .و سرعان ما قررت الكنيسة الكاثوليكية في ايرلندا ان تضم تلك الحركة إليها وأصبحت المنازل التي أقيمت لتكون مكانا للإيواء المؤقت للنساء اللاجئات مؤسسات حجز وإقامة جبرية وإعادة تأهيل طويلة المدى .كان إبداء السيدة لتوبتها الخالصة شرطا لقبولها وتدبير عمل لها وخاصة في غسل الملابس وكيها . وكانت عائدات ذلك العمل تمنح في البداية للسيدات من اجل تحفزيهن على العمل وفيما بعد اصبح جزء فقط من العائد يمنح لهن عند تركهن الملجأ .
مع الوقت ابتعدت الحركة كثيرا عن أهدافها الأساسية من إنشائها ولم تعد حركة الإنقاذ التي تنقذ البغايا من الشوارع اللاتي لم يكن متاحا لهن العمل في أماكن أخرى بسبب سيرتهن السابقة السيئة ولكنها أصبحت أشبه بسجون يتم فيها حجز مثل هؤلاء النساء رغما عنهن بعد ان يدخلن في البداية الملجأ رغبة في الابتعاد عن طريق الرذيلة .أصبحت تلك الملاجئ تشرف عليها راهبات امرن بأن يتخذن إجراءات عنيفة ضد النساء اللاتي رغبن في ترك الملجأ وإجبارهن على الاستمرار فيما عرف بالتكفير عن ذنوبهن .
وأضحت تلك الملاجئ حقيقة في نهاية القرن العشرين وكانت : تتبع النظام التالي :"يجب ان تستقبل النساء بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنسية وبعد ان يتم شفاؤهن من أمراض البغاء يضعن تحت رعاية راهبات عرفن باسم (أخوات مارجريت) وكن يتبعن قاعدة خاصة للحياة حيث أنهن لسن مجبرات على ممارسة طقوس دينية خاصة أيا كانت ولكن عليهن ان يتبعن طريق مريم المجدلية وان يقسمن فيما بعد بقسم عرف باسم "العمل بمذهب مريم المجدلية".
كانت سجلات الملاجئ قد أظهرت ان النساء كن في البداية مخيرات بين البقاء فيها أو تركها بعد فترة وفي ذلك الوقت أيضا لم تكن الملاجئ قاصرة على المنحرفات ولكن لجأت إليها أيضا النساء المريضات اللاتي لا يجدن من يرعاهن واللاتي قضين فترات في السجن وليس لهن مأوي والفقراء من المطلقات والأرامل وضحايا العنف الأسرى والظروف الاقتصادية الطاحنة .
وقد ظل هذا هو الوضع حتى سبعينات القرن العشرين حيث توافدت النساء بغض النظر عن خلفيتهن أو أعمارهن وأطلق عليهن جميعا اسم بنات أو أطفال مريم المجدلية على شرط ان يحافظن على حياة الترهبن ضمانا لبقائهن، وهذا يعني ان يلتزمن الصمت طوال اليوم بشكل صارم. وكانت قاعدة الصمت هي الملح الأساسي لهذه الملاجئ واستمر هنا الوضع حتى النصف الثاني من القرن العشرين. وتم استخدام العقاب البدني ضد النزيلات اللاتي يتخطين أوامر الإقامة في الدور وأيضا أساليب عدوانية اكثر ضدهن منها الحرمان من الطعام لعدة أيام سواء بغرض إعادة التأهيل حتى لو كانت النزيلات ممن ليس لهن ماضٍ إجرامي أو مشين غير الفقر والحاجة وأيضا ضم ذلك الفتيات اللاتي يتعرضن للاغتصاب في شوارع المدن الكبرى بل أحيانا الفتيات اللاتي كان يتم ايداعهن في تلك الدور من قبل الوالدين بسبب وجود إعاقة بدنية أو ذهنية حيث ان تلك الدور أصبحت في النصف الثاني من القرن العشرين هي مأوي من يلفظهن المجتمع من النساء والفتيات أيا كان السبب وخاصة في بريطانيا وايرلندا . وخلال إقامتهن الإجبارية في هذه الدور كن يعملن بشكل أساسي في غسل الملابس وكيها لكبري محلات تنظيف الملابس في المدن الكبرى لبريطانيا وايرلندا حيث كان القائمون على هذه الدور يجنون أرباحا طائلة توضع في نهاية الأمر بكاملها في جيوبهم . وقد ظلت الأهداف الجديدة والخفية من وجود هذه الدور خافية عن علم الشعب البريطاني والايرلندي حتى عام 9991عندما قامت مجموعة من الراهبات المشرفات عليها في العاصمة الأيرلندية دبلن ببيع جزء من ملحقات هذه الدور من اجل زيادة أرباحهن وعندها تم اكتشاف دفن بقايا اكثر من 551سيدة في مقابر جماعية خفية في تلك الأراضي، وعند النبش في هذه القبور تبين ان جثث النساء تحمل أدلة واضحة على تعرضهن للتعذيب والجوع حتى الموت.
وفجر اكتشاف هذه الجثث الفضيحة في الصحف الأيرلندية حيث حملت اسم ماجدلين جيت وأثارت الكثير من الجدل الشعبي وعندها قامت قوات الشرطة الأيرلندية بتفتيش تلك الدور واستجواب بعض النزيلات اللاتي شهدن على تعرضهن للتعذيب والاغتصاب والإرهاب النفسي خلال احتجازهن رغما عنهن في تلك الدور وعزلهن عن العالم الخارجي ووضع حراسة مشددة منعتهن من الهروب. كما كانت أي امرأة تحاول الهرب يتم تعريضها للتعذيب ثم الجوع حتى الموت. وكانت الفضيحة قد تفاقمت عندما ظهر فيلم تسجيلي يقدم صورة واضحة عن الحالة المزرية التي وصلت لها نزيلات الملاجئ عرض في كل من التليفزيونين البريطاني والايرلندي في عام 2002وكان بعنوان "أخوات ماري المجدلية". ويتبع تفجر فضيحة ملاجئ ماجدلين اكتشاف فضائح أخرى تشير إلى وجود مدارس داخلية في ايرلندا تتبع تقريبا نفس المنهج مع الفتيات المتخلفات ذهنيا والمعاقات كن يوضعن في هذه الدور من قبل الوالدين مما دفع إلى اتهام هذه المدارس بإساءة معاملة الأطفال وتم محاكمة القائمين عليها عام 9991وسجن عدد كبير منهم وفي النهاية تم إغلاق جميع الملاجئ التي عرفت باسم ملاجئ ماجدلين في كل من بريطانيا وايرلندا ما بين عام 9991وعام
.انروين جيت
مؤسسة انروين وهي شركة تجارية تتعامل في موارد الطاقة والاتصالات وكان مركزها مدينة هوستن في ولاية تكساس الأمريكية وكان بها نحو 12ألف موظف في منتصف عام 1002قبل ان تعلن إفلاسها . ولكنها باستخدام أساليب حسابات مخادعة تمكنت من ان تحتل المرتبة السابعة كأكبر شركة في الولايات المتحدة وكان من المتوقع ان تهيمن على جميع اوجه التجارة الأمريكية. ولكن الشركة في الواقع لفقت معظم أشكال نجاحها خاصة في مجالات الاتصالات والطاقة وما يعرف بضمان ظروف الطقس. وبدلاً من اتباعها الطريق الصحيح أصبحت اكبر رمز للفشل في عالم الشركات في التاريخ وأصبحت رمزا للمؤسسات والشركات المحتالة والمخادعة.
كانت فروعها في أوروبا قد أعلنت إفلاسها في 03نوفمبر 1002إلا أنها تمكنت من حماية موقفها في الولايات المتحدة في الثاني من ديسمبر .
أسست انروين عام 5891من خلال تأسيس شركة هيوستن للغاز الطبيعي وشركة انترنورث التي كانت تحت رئاسة كنيث لاي رئيس مجلس إدارة هيوستن للغاز الطبيعي. وكانت بشكل أساسي قد ارتبطت بنقل وتوزيع الكهرباء والغاز عبر الولايات المتحدة وتطوير وإنشاء والإشراف على محطات توليد الكهرباء وأنابيب النفط حول العالم .
وقد نمت ثروة انروين من خلال أساليب تسويقها الرائدة والدعاية للطاقة والسلع المرتبطة بالاتصالات والأدوات المستخدمة في إدارة الأزمات وضمان المخاطر مثل الضمانات التجارية ومنها ضمانات غريبة مثل ضمان الأحوال المناخية .و نتيجة لهذه الأنشطة الضخمة أصبحت انروين اكثر شركات الولايات المتحدة تجديدا وابتكارا لمدة خمس سنوات متتالية من عام 6991حتى 0002.وكانت وفق تصنيف مجلة فورتشن من افضل مائة شركة يمكن ان يعمل فيها موظف في الولايات المتحدة عام 0002وتحولت إلى شركة أسطورية حتى وسط نخبة الموظفين والعاملين في عالم المال والتجارة بسبب كثرة مكاتبها حول العالم .
كانت سمعتها على المستوي الدولي قد دمرت إلى حد ما بسبب الشائعات المستمرة حول عمليات الرشوة التي تتم داخل مكاتبها ووجود ضغوط سياسية عليها من اجل ان تؤمن عقودا في أمريكا الوسطي والجنوبية وفي أفريقيا والفليبين . وكان من المثير للجدل على وجه الخصوص توقيعها لعقد ب 03مليار دولار مع شركة هندية هي ماهارشتا للكهرباء والطاقة والتي قالت ان مسئولي انروين استخدموا اتصالاتهم السياسية بإدارة الرئيس بوش لبذل ضغط على مجلس إدارتها ليوقعوا معها هذا العقد . في 9يناير 2002أعلنت وزارة العدل الأمريكية أنها سوف تبدأ في تحقيق جنائي على شركة انروين في حين بدأ الكونجرس جلسات استماع واستجواب لأعضاء مجلس إدارتها في 42يناير 2002بعد سلسة من الفضائح التي ارتبطت بإجراءات مراجعة حساباتها غير الاعتيادية والتي أثبتت وجود عمليات احتيال ورشوة بين أعضاء مجلس إدارة الشركة والمؤسسة الخاصة بمتابعة حساباتها وهي مؤسسة ارثر اندرسين للمحاسبات .
كانت انروين قد وقفت على حافة اكبر إفلاس في التاريخ في منتصف نوفمبر .1002حيث سقطت قيمة اسهم المستثمرين في انروين خلال 1002من 58دولارا للسهم إلى 03سنتا. وكان هذا حدثا كارثيا ليس له سابقة في عالم المال .ضاربت انروين في قيمة الأسهم بعد اتضاح ان العديد من أرباحها جاءت نتيجة لصفقات لصالح أغراض شخصية لأعضاء مجلس الإدارة الذين من ناحية أخرى ارتبطوا بشخصيات كبري داخل إدارة بوش الابن وسيطروا على (شركات محدودة) ونتيجة هذا ان العديد من هذه الشركات سقطت بسقوطها في الوقت الذي لم تذكر الشركة هذه الخسارة في بيانها المالي السنوي .
نتائج انهيار انروين على المدى الطويل تظل غير واضحة حتى اليوم ولكن سقوطها اسقط معه بعض الشخصيات السياسية في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وذلك بسبب الأموال الطائلة التي منحتها انروين إلى شخصيات سياسية بارزة والتي قدرت بنحو 6ملايين دولار عام . 0991.وامتدت آثار الفضيحة أيضا بشكل سريع لتضم ليس انروين وحدها ولكن أيضا كل الشركات التي تعاملت وارتبطت بها . وكانت محاكمة ارثر اندرسين صاحب المؤسسة المسؤولة عن مراجعة حسابات انروين أول علامات سقوط كل من ارتبط بها حيث اتهم بعرقلة العدالة وكانت محاكمته قد ساعدت على فضح تلاعبها في حسابات مؤسسة اتصالات تسمي وارلد كوم . وكان الإفلاس التالي لهذه المؤسسة قد بدأ بشكل سريع موجة من الفضائح الأخرى الحسابية الخاصة بشركات أخرى وقد ابتلعت تلك الموجة من الفضائح العديد من الشركات وكشفت النقاب عن عدد كبير من أوجه الفساد والأخطاء الحسابية والتلاعب في التجارة الداخلية الأمريكية . وعلي الرغم من ان انهيار انروين كان من اكبر عمليات الإفلاس في التاريخ إلا أن انهيار مؤسسة ورالدكوم منذ ذلك الوقت قد تفوق عليها.
أحد اكبر المسؤولين في انروين وهو اندي فاستو والذي قيل انه كان العقل المدبر وراء شبكة مجموعة أبنية انروين لشركات في الخارج وممارسات مالية مشبوهة قد تم اتهامه في نوفمبر 2002من قبل هيئة محلفين فيدرالية في هيوستن عن 87تهمة منها التحايل وغسيل الأموال والتآمر . وقد قبل هو وزوجته ليا فاستو المساعد السابق لامين صندوق الشركة الاعتراف بالجرائم للحصول على أحكام مخففة. وفي 4يناير 4002حكم على اندي فاستو بعشر سنوات وغرامة قدرها 42مليون دولار في حين حكم على زوجته ليا بخمسة اشهر وإطلاق السراح المشروط وخمسة اشهر سجن في منزلها وفي المقابل ان تقدم شهادة ضد مسؤولين آخرين متورطين في انروين .
المسؤول السابق عن الطاقة في الشركة جون فورمي وهو الذي ابتكر عدة استراتيجيات مثل (نجمة الموت) اتهم في ديسمبر 2002ب 11تهمة منها التآمر والاحتيال . وكانت محاكمته في 21أكتوبر 4002في حين ان الموظفين في إدارته تيموثي بيلدين وجيفري ريتشموند أقر كلاهما بالذنب في التهم الموجهة لهما بالتآمر والاحتيال وحاليا يعاونان المحققين في متابعة شبكة المشاركين في هذه الفضيحة .موظفو انروين فقدوا أيضا أموال معاشهم بسبب إفلاس الشركة. وكان نظام صرف معاش الشركة يقتضي ان يقوم الموظفون بالمساهمة في اسهم انروين ولا يمكنهم بيع أسهمهم حتى سن الخمسين حتى لو تركوا الشركة، وكان بعض الموظفين قد عمل في الشركة لأكثر من 02عاماً وجميع أموال معاشه محتجزة في اسهم الشركة، وعلي الرغم من ان انروين لم يتعد عمرها 02عاما إلا أنها اشترت شركات أخرى لها نفس الخطط الخاصة باستغلال أموال المعاش للموظفين. وعندما بدأت فضيحة سقوط انروين تظهر على السطح قامت الشركة بتجميد أموال اسهم الموظفين وبهذا لم يتمكنوا من بيع أسهمهم .
=====================
صحيفة معاريف تكشف حقيقة الرئيس الإيراني روحاني رجل الصفقات والعلاقات القوية مع إسرائيل
  نشوان نيوز - خاص  الجمعة 21-06-2013 11:34 مساء
 شفت صحيفة معاريف الإسرائيلية معلومات مثيرة عن علاقات الرئيس الإيراني الجديد  حسن روحاني وعلاقته مع اسرائيل، منها أنه عقدت اجتماعاً سرياً  بمسؤولين إسرائيليين من أجل صفقة الإسلحة الشهيرة إيران جيت، وهي الصفقة التي اشترتها إيران من إسرائيل عبر أمريكا لمحاربة العراق.
 ووفق ترجمة خاصة بـ "نشوان نيوز"، قالت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم تحت عنوان "القصة الكاملة للرئيس الإيراني الجديد روحاني"، إنه، أي روحاني، إلتقى أربعة إسرائليين في لندن وباريس في أوقات متفرقة بأمر من الولي الفقيه، وهم: ديفيد كيمتشي مدير بالخارجية الصهيونية 1986 وذلك للتفاوض حول رهائن لدى حزب الله، : وياكوف نمرودي رجل أعمال يعمل لصالح إسرائيل 1985 لشراء السلاح ، أنتوني ديفيد شويمر كبير المفاوضين مع إيران 1986 شراء سلاح، عميرام نير مستشار الإرهاب لدى شمعون بيرتس 1986 شراء السلاح..
وأوضحت الصحيفة أن "عميرام نير هو لقاء في باريس في أغسطس 1986. وكان روحاني نائب رئيس البرلمان الإيراني. تاجر الاسلحة الايرانية منوشهر غربانيفار كان وسيط، وقدم ورقة مسؤول اميركي، مشيرة إلى أنه طلب المال لإيران يمكن "أن تنتهي الحرب مع العراق واقترح على الأميركيين اكتشاف صلابة للخميني". وانتقد "أولويات آيات الله في الحكومة. أرسلوا ثلاثة ملايين دولار إلى لبنان، وإيران ليس لديهم المال لدفع ثمن الاحتياجات المعيشية وأمننا".
"في عام 1985 ريكس تاجر صفقة الأسلحة غربانيفار، حصلت إيران على أسلحة من أجل إطلاق سراح الرهائن الغربيين المحتجزين بواسطة حزب الله في لبنان". دعا توفير حصلت ايران غيت المشاركة بعد أن أصبح واضحا أن الأمريكيين تمويل شحنات أموال متمردي الكونترا في نيكاراغوا الاسلحة الايرانية. حيث عقد الكيمتشي نمرود، شويمر ونير صفقة سرية. توفي الكيمتشي في عام 2010. له "الخيار الأخير"، كما يصف اتصالاته مع الايرانيين. "كانت أساليب المفاوضة بازار الإيرانيين"، كما كتب، ولكن لم يذكر اسم روحاني، على الرغم من ما يبدو انه يعني انه عندما يكتب عن قناة اتصال جديدة، "واحد من رفاقه في مركز رفسنجاني."
=====================
من ذاكرة التاريخ:أسرار وخفايا الحرب العراقية الإيرانية ..حرب الخليج الأولى
الحوار المتمدن
تمهيد
منذُ أن قام صدام حسين بدوره المعروف في الانقلاب الذي دبره ضد شريك البعثيين في انقلاب 17 تموز 968 [عبد الرزاق النايف ] بدأ نجمه يتصاعد حيث أصبح نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة، وبدأ يمارس السلطة كما لو أنه الرئيس الفعلي للبلاد، رغم وجود الرئيس أحمد حسن البكر على قمة السلطة، وأخذ دوره في حكم البلاد يكبر ويتوسع يوماً بعد يوم، وخاصة سيطرته على الحزب والأجهزة الأمنية، والمكتب العسكري، وبدا وكأن صدام يخطط لاستلام القيادة من البكر بحجة كبر سنه ومرضه.
وعندما حلت الذكرى الحادية عشر لانقلاب 17 تموز 1979، فوجئ الشعب العراقي بإعلان استقالة الرئيس البكر في 16 تموز 1979، وتولي صدام حسين قيادة الحزب والدولة، حيث أعلن نفسه رئيساً للجمهورية، ورئيساً لمجلس قيادة الثورة، وقائداً عاماً للقوات المسلحة.
أما كيف ولماذا تم هذا الانتقال للسلطة من البكر إلى صدام حسين فلم يكتب عن ذلك الحدث لحد الآن إلا القليل، إلا أن المتتبع لتطورات الأوضاع السياسية في البلاد، وما أعقبتها من أحداث خطيرة يستطيع أن يتوصل إلى بعض الخيوط التي حيك بها الانقلاب، ومن كان وراءه !!.
 
أن هناك العديد من الدلائل التي تشير إلى أن ذلك الانقلاب كان قد جرى الإعداد له في دوائر المخابرات المركزية الأمريكية، وأن الانقلاب كان يهدف بالأساس إلى جملة أهداف تصب كلها في خدمة المصالح الإمبريالية الأمريكية وأبرزها:
1ـ إفشال التقارب الحاصل بين سوريا والعراق، ومنع قيام أي شكل من أشكال الوحدة بينهما، وتخريب الجهود التي بُذلت في أواخر أيام حكم البكر لتحقيق وتطبيق ما سمي بميثاق العمل القومي آنذاك، والذي تم عقده بين سوريا والعراق، حيث أثار ذلك الحدث قلقاً كبيراً لدى الولايات المتحدة وإسرائيل، تحسبا لما يشكله من خطورة على أمن إسرائيل.
2ـ احتواء الثورة الإسلامية في إيران، ولاسيما وأن قادة النظام الإيراني الجديد بدءوا يتطلعون إلى تصدير الثورة، ونشر مفاهيم الإسلامية في الدول المجاورة، مما اعتبرته الولايات المتحدة تهديداً لمصالحها في منطقة الخليج، ووجدت أن خير سبيل إلى ذلك هو إشعال الحرب بين العراق وإيران، وأشغال البلدين الكبيرين في المنطقة بحرب سعت الولايات المتحدة إلى جعلها تمتد أطول فترة ممكنة، كما سنرى .
3ـ مكافحة النشاطات الشيوعية، والإسلامية في البلاد على حد سواء، والتصدي للتطلعات الإيرانية الهادفة إلى نشر أفكار الثورة الإسلامية في المنطقة.
4ـ بالإضافة لما سبق كانت تطلعات صدام حسين لأن يصبح شرطي الخليج، وتزعم العالم العربي قد طغت على تفكيره، ووجد في الدور الذي أوكل له خير سبيلٍ إلى تحقيق طموحاته .
لم يكن انقلاب صدام ضد البكر بمعزل عن المخططات الأمريكية، فقد قام مساعد وزير الخارجية الأمريكي بزيارة لبغداد، حيث أجرى محادثات مطولة مع الرئيس احمد حسن البكر وبحث معه في مسالتين هامتين بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية:
 
المسألة الأولى: تتعلق بتطور العلاقات بين العراق وسوريا، وتأثير هذه العلاقات على مجمل الأوضاع في المنطقة، وبشكل خاص على إسرائيل التي تحرص على عدم السماح بإقامة الوحدة بين العراق وسوريا.
 
المسألة الثانية: دارت حول الأوضاع في إيران، بعد سقوط نظام الشاه، واستلام التيار الديني بزعامة [الخميني] السلطة، والأخطار التي يمثلها النظام الجديد على الأوضاع في منطقة الخليج، وضرورة التصدي لتلك الأخطار، وسعى الموفد الأمريكي إلى تحريض حكام العراق على القيام بعمل ما ضد النظام الجديد في إيران، بما في ذلك التدخل العسكري، وقيل بأن الرئيس البكر لم يقتنع بفكرة الموفد الأمريكي، وخاصة وأن البكر رجل عسكري يدرك تمام الإدراك ما تعنيه الحرب من ويلات ومآسي، وتدمير لاقتصاد البلاد.
 
وبعد انتهاء اللقاء مع البكر التقى الموفد الأمريكي مع صدام الذي كان آنذاك نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة، وبحث معه نفس المواضيع التي بحثها مع البكر، وقد أبدى صدام كل الاستعداد للقيام بهذا الدور المتمثل بتخريب العلاقات مع سوريا من جهة، وشن الحرب ضد إيران من جهة أخرى.
لم تمضِ غير فترة زمنية قصيرة حتى جرى إجبار الرئيس البكر، بقوة السلاح، من قبل صدام حسين وأعوانه، على تقديم استقالته من كافة مناصبه، وإعلان تولي صدام حسين كامل السلطات في البلاد، متخطياً الحزب وقيادته، ومجلس قيادة الثورة المفروض قيامهما بانتخاب رئيس للبلاد في حالة خلو منصب الرئاسة.
أحكم صدام حسين سلطته المطلقة على مقدرات العراق، بعد تصفية كل المعارضين لحكمه ابتداءً من أعضاء قيادة حزبه الذين صفاهم جسدياً بأسلوب بشع وانتهاءً بكل القوى السياسية الأخرى المتواجدة على الساحة .
لقد أخذت أجهزته القمعية تمارس أبشع الأعمال الإرهابية بحق العناصر الوطنية من ِشيوعيين وإسلاميين وقوميين وديمقراطيين، بالإضافة للشعب الكردي، وملأ السجون بأعداد كبيرة منهم، ومارس أقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي بحقهم وقضى العديد منهم تحت التعذيب.
لقد كانت ماكنة الموت الصدامية تطحن كل يوم بالمئات من أبناء الشعب، لكي يقمع أي معارضة لحكمه، وحتى يصبح مطلق اليدين في اتخاذ أخطر القرارات التي تتحكم بمصير الشعب والوطن، ولكي يعدّ العدة، ويهيئ الظروف المناسبة لتنفيذ الدور الذي أوكلته له الإمبريالية الأمريكية، في العدوان على إيران.
لقد وصل الأمر بصدام حسين أن جمع وزراءه، وشكل منهم فريق إعدام في سجن بغداد، لكي يرهب كل من تسول له نفسه بمعارضته، كما قام بإعدام عدد كبير من ضباط الجيش، لكي يصبح وحده الأقوى في المؤسسة العسكرية، رغم أنه لم يكن في يوم من الأيام عسكرياُ.
 
العلاقات العراقية السورية:
رغم أن العراق وسوريا يحكمهما حزب البعث، إلا أن العلاقات بين الحزبين، والبلدين اتسمت دائماً بالخلافات والتوتر الذي وصل إلى درجة العداء والقطيعة لسنين طويلة، وتطور العداء بين الحزبين إلى حد القيام بأعمال تخريبية، وتدبير التفجيرات، وغيرها من الأعمال التي أدت إلى القطيعة التامة بين البلدين.
 
ولاشك أن لأمريكا وإسرائيل دور أساسي في إذكاء العداء والصراع بين البلدين الشقيقين، ذلك لأن أي تقارب بينهما ربما يؤدي إلى قيام وحدة سياسية تقلب موازين القوة بين سوريا وإسرائيل نظراً لما يمتلكه العراق من موارد نفطية هائلة، وقوة عسكرية كبيرة، بالإضافة إلى ما يشكله العراق من امتداد إستراتيجي لسوريا في صراعها مع إسرائيل، وهذا ما تعارضه الولايات المتحدة وإسرائيل أشد المعارضة .
وفي أواخر عام 1978، وأوائل عام 1979، جرت محاولة للتقارب بين البلدين، تحت ضغط جانب من أعضاء القيادة في كلا الحزبين السوري والعراقي، وقد أدى ذلك التقارب إلى تشكيل لجان مشتركة سياسية واقتصادية وعسكرية، وعلى أثر توقيع ميثاق للعمل القومي المشترك الذي وقعه الطرفان في تشرين الأول عام 1978، وقد أستهدف الميثاق بالأساس إنهاء القطيعة بين الحزبين والبلدين الشقيقين وإقامة وحدة عسكرية تكون الخطوة الأولى نحو إقامة الوحدة السياسية بين البلدين وتوحيد الحزبين.
كان وضع سوريا في تلك الأيام قد أصبح صعباً بعد أن خرجت مصر من حلبة الصراع العربي الإسرائيلي، وعقد السادات اتفاقية [ كامب ديفيد] مع إسرائيل مما جعل القادة السوريين يقرون بأهمية إقامة تلك الوحدة للوقوف أمام الخطر الإسرائيلي.
وبالفعل فقد تم عقد عدد من الاتفاقات بين البلدين، وأعيد فتح الحدود بينهما، وجرى السماح بحرية السفر للمواطنين، كما أعيد فتح خط أنابيب النفط [التابلاين ] لنقل النفط إلى بانياس في سوريا، والذي كان قد توقف منذُ نيسان 1976.
وفي 16 حزيران تم عقد اجتماع بين الرئيس السوري حافظ الأسد والرئيس العراقي أحمد حسن البكر في بغداد، ودامت المحادثات بين الرئيسين ثلاثة أيام أعلنا في نهايتها أن البلدين سيؤلفان دولة واحدة، ورئيس واحد، وحكومة واحدة، وحزب واحد، وأعلنا تشكيل قيادة سياسية مشتركة تحل محل اللجنة السياسية العليا التي جرى تشكيلها بموجب اتفاق تشرين الأول 1978، والتي ضمت 7 أعضاء من كل بلد، يترأسها رئيسا البلدين، وتجتمع كل ثلاثة أشهر لتنسيق السياسات الخارجية، والاقتصادية، والعسكرية.
 
تدهور العلاقات العراقية السورية
لم تمضِ سوى بضعة أشهر على الاتفاق الذي عقده البكر والأسد، حتى أزيح البكر عن السلطة، وتولى صدام حسين قيادة الحزب والدولة في العراق، وبدا بعد إقصاء البكر، أن هزة عنيفة قد ألمت بالعلاقة بين قيادة البلدين والحزبين، وبدأت الغيوم السوداء تغطي سماء تلك العلاقة.
وفي 28 كانون الأول 1979، جرى لقاء قمة بين الأسد وصدام في دمشق دام يومين، وقد ظهر بعد اللقاء أن الخلافات بين القيادتين كانت من العمق بحيث لم تستطع دفع عملية الوحدة إلى الأمام، بل على العكس تلاشت الآمال بقيامها.
وهكذا بدأت العلاقة بالفتور بين البلدين من جديد، واتهمت سوريا القيادة العراقية بوضع العراقيل أمام تنفيذ ما أتُفق عليه في لقاء القمة بين الأسد والبكر.
أدى هذا التدهور الجديد في العلاقة بين الحزبين، إلى وقوع انقسام داخل القيادة القطرية في العراق، قسم وقف إلى جانب الاتفاق المبرم بين الأسد والبكر، وقسم وقف إلى جانب صدام حسين، فما كان من صدام إلا أن أتهم الذين أيدوا الاتفاق بالاشتراك بمؤامرة مع سوريا على العراق، وجرى اعتقالهم، وتعذيبهم حتى الموت، ثم أعلن صدام حسين، عبر الإذاعة والتلفزيون، أن هذه المجموعة قد تآمرت على العراق، وأحيلت إلى محكمة حزبية قررت الحكم عليهم بالإعدام وجرى تنفيذ الأحكام بحقهم.
لكن الحقيقة أن هذه المجموعة أرادت تحقيق الوحدة أولاً، والتخلص من دكتاتورية صدام حسين ثانياً، بعد أن أغتصب السلطة من البكر بقوة السلاح.
وهكذا ذهبت الآمال بتحقيق الوحدة أدراج الرياح، وتدهورت العلاقة بين البلدين من جديد، وفرض صدام حسين سلطته المطلقة على قيادة الحزب والدولة دون منازع، وأصبح العراق ملجأ لكل المناوئين للحكم في سوريا ابتداءً من [ أمين الحافظ] و[ميشيل عفلق] وانتهاءً بالإخوان المسلمين الذين لجأوا إلى العراق بأعداد كبيرة، بعد فشل حركتهم في مدينة حماه عام 1982.
ولم يقتصر تدهور العلاقات بين البلدين على القطيعة، والحملات الإعلامية، بل تعداها إلى الصراع العنيف بين الطرفين على الساحة اللبنانية، حيث أدخلت سوريا عدد من قطعاتها العسكرية في لبنان ضمن قوات الردع العربية لمحاولة وقف الحرب الأهلية التي اندلعت هناك عام 1975.
غير أن القوات المشتركة العربية انسحبت من لبنان فيما بعد، تاركة القوات السورية لوحدها هناك.
وانتهز صدام حسين الفرصة ليرسل إلى القوى الطائفية الرجعية المعادية لسوريا السلاح والعتاد والعسكريين لمقاتلة الشعب اللبناني، والقوات السورية والفلسطينية، وأصبح لبنان مسرحاً للصراع بين البلدين، واستمر الحال في لبنان حتى سقوط حكومة [ميشيل عون] حليف صدام ضد سوريا، وانتهاء الحرب الأهلية، وانعقاد مؤتمر الطائف للأطراف اللبنانية المتصارعة لحل الخلافات بينهم، وإعادة الأمن والسلام إلى ربوع لبنان الذي مزقته تلك الحرب التي دامت خمسة عشر عاماً.
 
وهكذا حقق صدام حسين للإمبريالية الأمريكية ما كانت تصبو إليه، حيث عادت العلاقات بين سوريا والعراق إلى نقطة الصفر من جديد، وتحقق الهدف الأول الذي رسمته له، وبدأت تتفرغ للهدف الثاني الهام، هدف التصدي للنظام الإيراني الجديد، وخلق المبررات لصدام لشن الحرب على إيران في الثاني والعشرين من أيلول عام 1980، تلك الحرب التي كانت لها نتائج وخيمة على مستقبل العراق وشعبه، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً واجتماعياً، وكانت سبباً مباشراً لأقدام صدام حسين على غزو الكويت، وبالتالي قيام حرب الخليج الثانية، التي جلبت على العراق وشعبه من ويلات ومآسي ، وخراب ودمار لم يسبق لها مثيل.
العلاقات العراقية الإيرانية،ودور أمريكا في تأجيج الصراع بينهما
اتسمت العلاقات العراقية الإيرانية منذُ سنين طويلة بالتوتر والصدامات العسكرية على الحدود في عهد الشاه [محمد رضا بهلوي]، حيث قام الحكام البعثيون في العراق بإلغاء معاهدة 1937 العراقية الإيرانية المتعلقة باقتسام مياه شط العرب بموجب خط التالوك الوهمي الذي يقسم شط العرب إلى نصفين أحدهما للعراق والآخر لإيران، وقيام شاه إيران والولايات المتحدة بدعم الحركة الكردية التي حملت السلاح ضد السلطة القائمة آنذاك، وسبب الإجراء العراقي إلى قيام حرب استنزاف بين البلدين على طول الحدود، واستمرت زمناً طويلاً، ووصل الأمر إلى قرب نفاذ العتاد العراقي واضطر حكام بغداد إلى التراجع، ووسطوا الرئيس الجزائري [هواري بو مدين ] لترتيب لقاء بين صدام حسين وشاه إيران لحل الخلافات بين البلدين
. وبالفعل تمكن الرئيس الجزائري من جمع صدام حسين وشاه إيران في العاصمة الجزائرية، وإجراء مباحثات بينهما انتهت بإبرام اتفاقية 16 آذار 1975، وعاد حاكم بغداد إلى اتفاقية عام 1937 من جديد!، ووقفت حرب الاستنزاف بينهما، ووقف الدعم الكبير الذي كان الشاه يقدمه للحركة الكردية، حيث استطاع البعثيون إنهاءها، وإعادة بسط سيطرتهم على كردستان من جديد.
وفي عام 1979 في أواخر عهد البكر وقعت أحداث خطيرة في إيران، فقد اندلعت المقاومة المسلحة ضد نظام الشاه الدكتاتوري المرتبط بعجلة الإمبريالية الأمريكية.
أتسع النشاط الثوري، وبات نظام الشاه في مهب الريح، وسبّبَ ذلك الوضع الخطير في إيران أشد القلق لأمريكا، فقد كانت مقاومة الشعب الإيراني لنظام الشاه قد وصلت ذروتها، وبات من المستحيل بقاء ذلك النظام، وبدت أيامه معدودة.
 
كان هناك على الساحة الإيرانية تياران يحاولان السيطرة على الحكم، التيار الأول ديني يقوده [آية الله الخميني] من منفاه في باريس، والتيار الثاني يساري، يقوده [حزب تودا الشيوعي]، ووجدت الولايات المتحدة نفسها أمام خيارين أحلاهما مُرْ،
فهي لا ترتاح لسيطرة للطرفين.
لكن التيار الشيوعي كان يقلقها بالغ القلق، نظراً لموقع إيران الجغرافي على الخليج أولاً، ولكونها ثاني بلد منتج للنفط في المنطقة ثانياً، ولأن إيران تجاور الاتحاد السوفيتي ثالثاً.
وبناء على ذلك فإن مجيء الشيوعيين إلى الحكم في إيران سوف يعني وصول الاتحاد السوفيتي إلى الخليج، وهذا يهدد المصالح الأمريكية النفطية بالخطر الكبير، ولذلك فقد اختارت الولايات المتحدة [أهون الشرين] بالنسبة لها طبعاً!، وهو القبول بالتيار الديني خوفاً من وصول التيار اليساري إلى الحكم، وسهلت للخميني العودة إلى إيران من باريس ، لتسلم زمام الأمور بعد هروب الشاه من البلاد، وهكذا تمكن التيار الديني من تسلم زمام السلطة، وتأسست الجمهورية الإسلامية في إيران في آذار 1979.
إلا أن الرياح جرت بما لا تشتهِ السفن، كما يقول المثل، فلم تكد تمضي سوى فترة قصيرة من الزمن حتى تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران بعد أن أقدم النظام الجديد على تصفية أعداد كبيرة من الضباط الكبار الذين كانوا على رأس الجيش الإيراني، كما جرى تصفية جهاز [السافاك] الأمني الذي أنشأه الشاه بمساعدة المخابرات المركزية الأمريكية، وجرى أيضاً تصفية كافة الرموز في الإدارة المدنية التي كان يرتكز عليها حكم الشاه.
.وجاء احتلال السفارة الأمريكية في طهران، من قبل الحرس الثوري الإيراني، واحتجاز أعضاء السفارة كرهائن، وإقدام الحكومة الإيرانية على طرد السفير الإسرائيلي من البلاد وتسليم مقر السفارة الإسرائيلية إلى منظمة التحرير الفلسطينية، والاعتراف بالمنظمة كممثل شرعي للشعب الفلسطيني، كل تلك الأحداث المتتالية أثارت قلق الولايات المتحدة، ودفعتها لكي تخطط لإسقاط النظام الجديد في إيران قبل أن يقوى ويشتد عوده، أو على الأقل إضعافه وإنهاكه.
وتفتق ذهن المخابرات المركزية إلى أن خير من يمكن أن يقوم بهذه المهمة هو صدام حسين، وبهذه الوسيلة تضرب الولايات المتحدة عصفورين بحجر واحدة. فالعراق، وإيران دولتان قويتان في منطقة الخليج، ويملكان إمكانيات اقتصادية هائلة، ولحكامهما تطلعات خارج حدودهما، إذاً يكون إشعال الحرب بين البلدين وجعل الحرب تمتد لأطول مدة ممكنة، بحيث لا يخرج أحد منهما منتصراً ويصل البلدان في نهاية الأمر إلى حد الإنهاك، وقد استنزفت الحرب كل مواردهما وتحطم اقتصادهما، وهذا هو السبيل الأمثل للولايات المتحدة لبقاء الخليج في مأمن من أي تهديد محتمل.
وهكذا خططت الولايات المتحدة لتلك الحرب المجنونة، وأوعزت لصدام حسين، بمهاجمة إيران والاستيلاء على منطقة [خوزستان] الغنية بالنفط، واندفع صدام حسين لتنفيذ هذا المخطط يحدوه الأمل بالتوسع صوب الخليج، وفي رأسه فكرة تقول أن منطقة [خوزستان] هي منطقة عربية تدعى [عربستان ].
لم يدرِ بخلد صدام حسين ماذا تخبئه له الأيام ؟ ولا كم ستدوم تلك الحرب ؟ وكم ستكلف الشعب العراقي من الدماء والدموع ، ناهيك عن هدر ثروات البلاد، واحتياطات عملته، وتراكم الديون الكبيرة التي تثقل كاهل الشعب العراقي واقتصاده المدمر.
لقد سعت الإمبريالية بأقصى جهودها لكي تديم تلك الحرب أطول فترة زمنية ممكنة، وهذا ما أكده عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين أنفسهم، وعلى رأسهم [ريكان] و[كيسنجر]، وغيرهم من كبار المسؤولين الأمريكيين.
فلقد صرح الرئيس الأمريكي [ ريكان ] حول الحرب قائلاً:
{ إن تزويد العراق بالأسلحة حيناً، وتزويد إيران حيناً آخر، هو أمر يتعلق بالسياسة العليا للدولة}!!.
وهكذا بدا واضحاً أن الرئيس ريكان كان يهدف إلى إطالة أمد الحرب، وإدامة نيرانها التي تحرق الشعبين والبلدين معاً طالما أعتبر البلدان، بما يملكانه من قوة اقتصادية وبشرية، خطر على المصالح الإمبريالية في الخليج، وضمان وصول النفط إلى الغرب، وبالسعر الذي يقررونه هم لا أصحاب السلعة الحقيقيين.
 
أما هنري كيسنجر، الصهيوني المعروف، ومنظّر السياسة الأمريكية، فقد صرح قائلاً :{ إن هذه هي أول حرب في التاريخ تمنينا أن تستمر أطول مدة ممكنة، ولا يخرج أحد منها منتصراً وإنما كلا الطرفين مهزومين}!! .
وطبيعي أن هذا الهدف لا يمكن أن يتحقق إذا لم تستمر الحرب إلى أمد طويل، وإضافة إلى كل ذلك كان سوق السلاح الذي تنتجه الشركات الغربية مزدهراً ومحققاً أرباحاً خيالية لتجار الحروب والموت، في حين استنزفت تلك الحرب ثروات البلدين المادية والبشرية، وسببت من الويلات والماسي والدموع ما لا يوصف، فلم تترك تلك الحرب عائلة في العراق وإيران دون ضحية.
لكن الإمبريالية لا تفهم معنى الإنسانية، فقد كان الفرح يغمر قلوبهم وهم يشاهدون كل يوم على شاشات التلفزيون، وصور الأقمار الصناعية، تلك المجازر الوحشية التي بلغ أرقام ضحاياها حداً مرعباً، فقد قتل في يوم واحد من أيام المعارك أكثر من عشرة آلاف ضحية، وتفاخر صدام أمام القائم بأعمال السفارة الأمريكية بعد مغادرة السفير [كلاسبي] العراق وقبيل غزو صدام للكويت قائلا بزهو قائلاً:
{ هل تستطيع الولايات المتحدة تقديم 10 آلاف شهيد في معركة واحدة؟ نحن أعطينا 50 ألف شهيد في معركة تحرير الفاو}.
 
هكذا وبكل وقاحة دفع صدام وأسياده الأمريكان أكثر من نصف مليون شهيداً من شباب العراق في عمر الزهور، ودون وازع من ضمير وأخلاق.
كانت مصالح الإمبرياليين الاقتصادية تبرّر كل الجرائم بحق الشعوب، ولو أن تلك الحرب وقعت في أوربا، أو أمريكا أو بين العرب وإسرائيل لسارع الإمبرياليون إلى وقفها فوراً، وبذلوا الجهود الكبيرة من أجل ذلك.
 
أن الحقيقة التي لا يمكن نكرانها هي إن تلك الحرب كانت من تدبير الإمبريالية الأمريكية وشركائها، وأن عميلهم صدام قد حارب نيابة عنهم، ولمصلحتهم، بكل تأكيد، وأن لا مصلحة للشعب العراقي إطلاقاً في تلك الحرب، ولا يوجد أي مبرر لها، وإن الشعب الإيراني شعب جار تربطه بنا علاقات تاريخية ودينية عميقة، تمتد جذورها لقرون عديدة.
كما أن إيران لم تكن مستعدة لتلك الحرب، ولم يعتقد حكام إيران أن النظام العراقي يمكن أن يقدم على مثل هذه الخطوة، وهذا ما يؤكده اندفاع القوات العراقية في العمق الإيراني خلال أسابيع قليلة دون أن يلقى مقاومة كبيرة من قبل الجيش الإيراني .
لكن ذلك التقدم لم يدم طويلاً، وتمكن الجيش الإيراني من طرد القوات العراقية الغازية من إقليم خوزستان شّر طردة عام 1982، مكبداً القوات العراقية خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات، ولنا عودة إلى تلك الحرب، وتفاصيل مجرياتها، في حلقة قادمة.
 
بداية الحرب وتوغل القوات العراقية في العمق الإيراني:
 
في صباح الثاني والعشرين من أيلول 1980، قامت على حين غرة 154 طائرة حربية عراقية بهجوم جوي كاسح على مطارات إيران وكافة المراكز الحيوية فيها ثم أعقبتها 100 طائرة أخرى في ضربة ثانية لإكمال ضرب المطارات والطائرات الحربية الإيرانية، وكانت الطائرات تغير موجة إثر موجة، وفي الوقت نفسه زحفت الدبابات والمدرعات العراقية نحو الحدود الإيرانية على جبهتين:
 
1 ـ الجبهة الأولى: في المنطقة الوسطى من الحدود باتجاه [قصر شيرين]، نظراً لقرب هذه المنطقة من قلب العراق لإبعاد أي خطر محتمل لتقدم القوات الإيرانية نحو محافظة ديالى و بغداد، وقد استطاعت القوات العراقية الغازية احتلال[ قصر شيرين].
 
2ـ الجبهة الثانية: في الجنوب نحو منطقة [ خوزستان ] الغنية بالنفط وذات الأهمية الإستراتيجية الكبرى حيث تطل على أعلى الخليج.
وفي خلال بضعة أسابيع من الهجوم المتواصل استطاعت القوات العراقية التي كانت قد استعدت للحرب من السيطرة على منطقة [خوزستان] بكاملها، واحتلت مدينة [خرم شهر] وقامت بالتفاف حول مدينة [عبدان] النفطية وطوقتها.
 
وعلى الجانب الإيراني قامت الطائرات الإيرانية بالرد على الهجمات العراقية، وقصفت العاصمة بغداد وعدد من المدن الأخرى، إلا أن تأثير القوة الجوية الإيرانية لم يكن على درجة من الفعالية، وخصوصاً وأن النظام العراقي كان قد تهيأ للحرب قبل نشوبها، حيث تم نصب المضادات أرض جو فوق أسطح العمارات في كل أنحاء العاصمة والمدن الأخرى، وتم كذلك نصب العديد من بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات حول بغداد.
 
وهكذا فقد فقدت إيران أعدادا كبيرة من طائراتها خلال هجومها المعاكس على العراق، كما أن القوة الجوية الإيرانية كانت قد فقدت الكثير من كوادرها العسكرية المدربة بعد قيام الثورة، مما اضعف قدرات سلاحها الجوي، ولم يمضِ وقت طويل حتى أصبح للسلاح الجوي العراقي السيطرة المطلقة في سماء البلدين.
وفي الوقت الذي كانت إيران محاصرة من قبل الغرب فيما يخص تجهيزها بالأسلحة، كانت الأسلحة تنهال على العراق من كل جانب.
 
كما أوعزت الولايات المتحدة إلى الرئيس المصري أنور السادات ببيع جميع الأسلحة المصرية من صنع سوفيتي إلى العراق، وتم فتح قناة الاتصال بين البلدين عن طريق سلطنة عمان، حيث كانت العلاقات بين البلدين مقطوعة منذُ أن ذهب السادات إلى إسرائيل، وقام السادات بالدور الموكول له، وأخذت الأسلحة المصرية تُنقل إلى العراق عن طريق الأردن والسعودية خلال عام 1981، كما بدأت خطوط الإنتاج في المصانع الحربية المصرية تنتج وتصدر للعراق المعدات والذخيرة والمدافع عيار 122 ملم طيلة سنوات الحرب.
 
لقد كانت تلك العملية فرصة كبيرة للولايات المتحدة لإنعاش سوق السلاح الأمريكي، حيث سعت لأن تتخلص مصر من السلاح السوفيتي وتستعيض عنه بالسلاح الأمريكي، فقد بلغ قيمة ما باعه السادات من سلاح للعراق يتجاوز ألف مليون دولار خلال عام واحد، وكانت أسعار الأسلحة المباعة تتجاوز أحياناً أسعارها الحقيقية، وكان صدام حسين مرغماً على قبولها.
 
أما الاتحاد السوفيتي فقد بدأ بتوريد الأسلحة إلى العراق بعد توقف لفترة من الزمن وبدأت الأسلحة تنهال عليه عام 1981 حيث وصل إلى العراق 400 دبابة طراز T55 و250 دبابة طرازT 72)) كما تم عقد صفقة أخرى تناولت طائرات [ميك] و[سوخوي ] و[ توبوليف] بالإضافة إلى الصواريخ.
كما عقد حكام العراق صفقة أخرى مع البرازيل بمليارات الدولارات لشراء الدبابات والمدرعات وأسلحة أخرى، وجرى ذلك العقد بضمانة سعودية، واستمرت العلاقات التسليحية مع البرازيل حتى نهاية الحرب عام 1988.
 
وهكذا استمر تفوق الجيش العراقي خلال العام 1981 حيث تمكن من احتلال مناطق واسعة من القاطع الأوسط منها [سربيل زهاب ] و[الشوش] و[قصر شيرين] وغيرها من المناطق الأخرى.
 
كما تقدمت القوات العراقية في القاطع الجنوبي في العمق الإيراني عابرة نهر الطاهري، وكان ذلك الاندفاع أكبر خطأ أرتكبه الجيش العراقي بأمر من صدام حسين !!!، حيث أصبح في وضع يمكن القوات الإيرانية من الالتفاف حوله وتطويقه، رغم معارضة القادة العسكريين لتلك الخطوة الانتحارية التي دفع الجيش العراقي لها ثمناً باهظاً من أرواح جنوده، ومن الأسلحة والمعدات التي تركها الجيش بعد عملية التطويق الإيرانية، والهجوم المعاكس الذي شنه الجيش الإيراني في تموز من عام 1982، والذي استطاع من خلاله إلحاق هزيمة منكرة بالجيش العراقي، واستطاع تحرير أراضيه ومدنه في منطقة خوزستان، وطرد القوات العراقية خارج الحدود.
 
إيران تبحث عن السلاح:
أحدث تقدم الجيش العراقي في العمق الإيراني قلقاً كبيراً لدى القيادة الإيرانية التي بدأت تعد العدة لتعبئة الجيش بكل ما تستطيع من الأسلحة والمعدات، وقامت عناصر من الحكومة الإيرانية بالبحث عن مصادر للسلاح، حيث كان السلاح الإيراني كله أمريكياً، وكانت الولايات المتحدة قد أوقفت توريد الأسلحة إلى إيران منذُ الإطاحة بالشاه، وقيام الحرس الثوري الإيراني باحتلال السفارة الأمريكية واحتجاز أعضائها كرهائن، وتمكنت تلك العناصرعن طريق بعض الوسطاء من تجار الأسلحة من الاتصال بإسرائيل عن طريق أثنين من مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك وهما[أودولف سكويمر]و[يلكوف نامرودي]،بالاشتراك مع تاجر الأسلحة السعودي[عدنان خاشقجي]الذي قام بدور الوسيط؟
وجدت إسرائيل ضالتها في تقديم الأسلحة إلى إيران حيث كانت تعتبر العراق يشكل خطراً عليها، وإن إضعافه وإنهاك جيشه في حربه مع إيران يحقق أهداف إسرائيل، ولم يكن تصرفها ذاك يجري بمعزل عن مباركة الولايات المتحدة ورضاها واستراتيجيتها، إن لم تكن هي المرتبة لتلك الصفقات بعد أن وجدت الولايات المتحدة أن الوضع العسكري في جبهات القتال قد أصبح لصالح العراق، ورغبة منها في إطالة أمد الحرب أطول مدة ممكنة فقد أصبح من الضروري إمداد إيران بالسلاح لمقاومة التوغل العراقي في عمق الأراضي الإيرانية، وخلق نوع من توازن القوى بين الطرفين.
 
وفي آذار من عام 1981 أسقطت قوات الدفاع الجوي السوفيتية طائرة نقل دخلت المجال الجوي السوفيتي قرب الحدود التركية، وتبين بعد سقوطها أنها كانت تحمل أسلحة ومعدات إسرائيلية إلى إيران، وعلى الأثر تم عزل وزير الدفاع الإيراني [عمر فاخوري] بعد أن شاع خبر الأسلحة الإسرائيلية في أرجاء العالم.
إلا أن ذلك الإجراء لم يكن سوى تغطية للفضيحة، وظهر أن وراء تلك الحرب مصالح دولية كبرى تريد إدامة الحرب وإذكاء لهيبها، وبالفعل تكشفت بعد ذلك في عام 1986 فضيحة أخرى هي ما سمي [إيران ـ كونترا]على عهد الرئيس الأمريكي [ رونالد ريكان] الذي أضطر إلى تشكيل لجنة تحقيقية برئاسة السناتور [جون تاور] وعضوية السناتور [ ادموند موسكي ] ومستشار للأمن القومي [برنت سكوكروفت] وذلك في 26 شباط 19987، وقد تبين من ذلك التحقيق أن مجلس الأمن القومي الأمريكي كان قد عقد اجتماعاً عام 1983 برئاسة ريكان نفسه لبحث السياسة الأمريكية تجاه إيران، وموضوع الحرب العراقية الإيرانية، وقد وجد مجلس الأمن القومي الأمريكي أن استمرار لهيب الحرب يتطلب تزويد إيران بالسلاح وقطع الغيار والمعدات من قبل الولايات المتحدة وشركائها، وبشكل خاص إسرائيل التي كانت لها مصالح واسعة مع حكومة الشاه لسنوات طويلة، وأن تقديم السلاح لإيران يحقق هدفين للسياسة الإسرائيلية الإستراتيجية:
 
الهدف الأول: يتمثل في استنزاف القدرات العسكرية العراقية التي تعتبرها إسرائيل خطر عليها.
الهدف الثاني: هو تنشيط سوق السلاح الإسرائيلي.
لقد قام الكولونيل [ أولفر نورث ] مساعد مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي بترتيب التعاون العسكري الإسرائيلي الإيراني من وراء ظهر الكونجرس الذي كان قد أصدر قراراً يمنع بيع الأسلحة إلى إيران، وجرى ترتيب ذلك عن طريق شراء الأسلحة إلى متمردي الكونترا في نيكاراغوا حيث كان هناك قرارا بتزويد ثورة الردة في تلك البلاد، وجرى شراء الأسلحة من إسرائيل، وسجلت أثمانها بأعلى من الثمن الحقيقي لكي يذهب فرق السعر ثمناً للأسلحة المرسلة إلى إيران بالإضافة إلى ما تدفعه إيران من أموال لهذا الغرض.
 
وقد أشار تقرير اللجنة الرئاسية كذلك، إلى أن اجتماعاً كان قد جرى عقده بين الرئيس[ريكان] ومستشاره للأمن القومي [مكفرن] عندما كان ريكان راقداً في المستشفى لإجراء عملية جراحية لإزالة ورم سرطاني في أمعائه، وقد طلب مستشاره الموافقة على فتح خط اتصال مع إيران حيث أجابه الرئيس ريكان على الفور: [أذهب وافتحه].
 
وبدأ الاتصال المباشر مع إيران حيث سافر [أولفر نورث] بنفسه إلى إيران في زيارة سرية لم يعلن عنها، وبدأت الأسلحة الأمريكية تنهال على إيران، لا حباً بإيران ونظامها الإسلامي المتخلف، وإنما لجعل تلك الحرب المجرمة تستمر أطول مدة ممكنة.
ولم يقتصر تدفق الأسلحة لإيران، على إسرائيل والولايات المتحدة فقط، وإنما تعدتها إلى جهات أخرى عديدة، ولعب تجار الأسلحة الدوليون دوراً كبيراً في هذا الاتجاه.
إسرائيل تضرب المفاعل النووي العراقي
انتهزت إسرائيل فرصة قيام الحرب العراقية الإيرانية لتقوم بضرب المفاعل الذري العراقي عام 1981، فقد كانت إسرائيل تراقب عن كثب سعي نظام صدام لبناء برنامجه النووي حيث قامت فرنسا بتزويد العراق بمفاعل ذري تم إنشاءه في الزعفرانية إحدى ضواحي بغداد، وكانت إسرائيل عبر جواسيسها تتتبّع التقدم العراقي في هذا المجال باستمرار.
وعندما قامت الحرب العراقية الإيرانية وجدت إسرائيل الفرصة الذهبية لمهاجمة المفاعل، مستغلة قيام الطائرات الإيرانية شن غاراتها الجوية على بغداد، وانغمار العراق في تلك الحرب مما يجعل من العسير عليه فتح جبهة ثانية ضد إسرائيل آنذاك.
وهكذا هاجم سرب من الطائرات الإسرائيلية يتألف من 18 طائرة المفاعل النووي العراقي في كانون الثاني 1981، وضربه بالقنابل الضخمة، وقيل حينذاك أن عدد من الخبراء الفرنسيين العاملين في المفاعل قد قدموا معلومات واسعة ودقيقة عن المفاعل مما سهل للإسرائيليين إحكام ضربتهم له، وهكذا تم تدمير المفاعل، إلا أن العراق استطاع إنقاذ ما مقداره [12,3 كغم] من اليورانيوم المخصب بنسبة 93% وهي كمية كافية لصنع قنبلة نووية.
لم يستطع حكام العراق القيام بأي رد فعل تجاه الضربة الإسرائيلية بعد أن غرقوا في خضم تلك الحرب المجنونة، واكتفوا بالتوعد بالانتقام من إسرائيل، ولم يدر في خلدهم أن تلك الحرب سوف تطول لمدة ثمان سنوات، ويُغرق الجلاد صدام الشعب العراقي بالدماء، ويعم بالبلاد الخراب والدمار، وينهار اقتصاد العراق.
 
=====================
وثائق عن التعاون الإيراني الصهيوني في عهد الخميني
khomainy
المواقف المخادعة والكاذبة و ذات الوجهين لأمريكا لا تشكل في الواقع صدمة كبيرة للعرب والمسلمين، لأنها التتمة المنطقية لسياسة الطعن في الظهر التي اتبعها رؤساء الولايات المتحدة على اختلاف احزابهم و فتراتهم.
ولكن المدهش والمذهل حقا أن تلجأ دولة تدعي الإسلام كإيران في عهد الخميني إلى إسرائيل، و تعبر منها إلى الولايات المتحدة، و تبيع كل القيم و كل الشعارات الثورية والسلامية التي رفعتها منذ قيامها، لكي تحصل على سلاح تحارب به دولة عربية و إسلامية أخرى. و أن يتم ذلك كلة عبر مفاوضات سرية على أعلى المستويات، و عبر اتصالات تعهد فيها ريغان بدعم إيران، و تعهد الخميني في المقابل بالمحافظة على استمرار تدفق النفط إلى الغرب!
نعم آخى القارئ، أن الخميني وغيرة ممن يتشدقون بالإسلام من الرافضة هم في حقيقة الأمر معول اليهود و النصارى لحرب هذا الدين و هدمه.
و السؤال الذي طرح نفسه في الولايات المتحدة في تلك الفترة هو: ما هو الفرق بين المعتدل و المتطرف في إيران؟ و يجيبون: المعتدل هو الذي يريد أن يحلب البقرة الأمريكية الى اخر قطرَُة. أما المتطرف فيريد أكل لحم هذه البقرة أيضا. و هناك من يقول أن المعتدل الإيراني هو متطرف نفذت ذخيرته.
و لن أطيل عليكم فكأني أرى القراء بين مكذب قد استعد ليرد، و بين مصدق و لكنه متردد، و كلاهما يطلبان البرهان فهذا هو البرهان:
الــــــوثـــــائــــــق :
و قد اطلعت حول هذه الفضيحة على 13 وثيقة دامغة و ما خفي كان اعظم و هي موجودة في الكتب بالصورة و لكني سأكتبها باختصار:
 
·       الوثيقة الأولى : هي تلكس يطلب أذنا بالسماح لطائرة من شركة ((ميد لاند)) البريطانية للقيام برحلة نقل أسلحة أمريكية بين تل أبيب و طهران في الرابع من حزيران (يونيو)1981م . و من هذة الوثيقة يثبت أن الأسلحة الإسرائيلية بدأت بالوصول إلى طهران منذ بداية الحرب الإيرانية-العراقية.
·       الوثيقة الثانية : تقع في ثمان صفحات وهي عبارة عن عقد بين الإسرائيلي يعقوب نمرودي و الكولونيل ك.دنغام و قد وقع هذا العقد في يوليو 1981م. و يتضمن بيع أسلحة إسرائيلية بقيمة 135,848,000 دولار. و يحمل العقد توقيع كل من شركة (( اي.دي.اي)) التي تقع في شارع كفرول في تل ابيب و وزارة الدفاع الوطني الاسلامي يمثلها نائب وزير الدفاع الأيراني.
·       الوثيقة الثالثة : هي رسالة سرية جدا من يعقوب نمرودي الى نائب وزير الدفاع الإيراني . وفي الرسالة يشرح نمرودي أن السفن التي تحمل صناديق الأسلحة من امستردام يجب أن تكون جاهزة عند وصول السفن الإسرائيلية الى ميناء امستردام.
·       الوثيقة الرابعة : في هذه الوثيقة هي يطلب نائب وزير الدفاع الإيراني العقيد أيماني من مجلس الدفاع تأجيل الهجوم الى حين وصول الأسلحة الإسرائيلية .
·       الوثيقة الخامسة : رسالة جوابية من مجلس الدفاع الإيراني حول الشروط الإيرانية لوقف النار مع العراق وضرورة اجتماع كل من العقيد دنغام والعقيد أيماني . وفي هذا يتضح أن أي هجوم إيراني ضد العراق لم يتحقق إلا بعد وصول شحنة من الأسلحة الإسرائيلية إلى إيران .
·       الوثيقة السادسة : رسالة سرية عاجلة تفيد بأن العراق سيقترح وقف إطلاق النار خلال شهر محرم , وان العقيد أيماني يوصي بالا يرفض الإيرانيون فورا هذا الاقتراح لاستغلال الوقت حتى وصول الأسلحة الإسرائيلية .
·       الوثيقة السابعة : طلب رئيس الوزراء الإيراني من وزارة الدفاع و ضع تقرير حول شراء أسلحة إسرائيلية.
·       الوثيقة الثامنة : وفيها يشرح العقيد أيماني في البداية المشاكل الاقتصادية والسياسية وطرق حلها , ثم يشرح بأن السلاح سيجري نقلة من إسرائيل إلى نوتردام ثم إلى بندر عباس حيث سيصل في بداية أبريل 1982م .
·       الوثيقة التاسعة : هي صورة لتأشيرة الدخول الإسرائيلية التي دمغت على جواز سفر صادق طبطبائي قريب آية الله الخميني , الذي قام بزيارة لإسرائيل للاجتماع مع كبار المسؤولين الإسرائيلي ونقل رسائل لهم من القادة الإيراني .
·       الوثيقة العاشرة : رسالة وجهها رئيس الوزراء الإيراني في ذلك الوقت حسين موسوي في يوليو 1983م يحث فيها جميع الدوائر الحكومية الإيرانية لبذل أقصى جهودها للحصول على أسلحة أمريكية من أي مكان في العالم , ويضيف انه على جميع الوزارات والمسؤولين أن يضعوا شهريا كشفا بهذه المحاولات.
·       الوثيقة الحادي عشرة : تلكس إلى مطار فرانكفورت هو رحلة الأربعاء التي تقوم بها طائرات إسرائيلية . وفي الوثيقة تفصيل لأرقام الطائرات التي تهبط في مطار فرانكفورت في الجزء ب5 وقرب البوابة 42و20 وهنا تبدأ عمليات نقل صناديق الأسلحة مباشرة إلى طائرة إيرانية تنتظر في نفس المكان .
·       الوثيقة الثانية عشرة : أمر سري من نائب القيادة اللوجستية في الجمهورية الإيرانية يطلب إزالة الإشارات الإسرائيلية عن كل الأسلحة الواردة .
·       الوثيقة الثالثة عشرة : طلب صرف مليار و 781 مليون ريال إيراني لشراء معدات عسكرية إسرائيلية عبر بريطانيا.
أما مسألة قصف إيران فالمسألة كلها لعبه سياسية فالرئيس ريغان (رئيس الولايات المتحدة سابقا) قد واجه ضغوط شديدة من قبل الشعب ومن قبل الكونجرس بعد تسرب أخبار هذه العلاقة، و ذلك لأنه تشجيع للإرهاب. فليتك تعلم ما حدث للرئيس الأمريكي بسبب ذلك.
شاهدت من فترة فلم وثائقي أميركي بعنوان ((COVER UP: Behind The Iran Contra Affair)) و يفضح هذا الفلم أكذوبة الرهائن الأميركيان في إيران. فقد استعمل الرئيس ريغان الأموال التي جناها من عملية بيع الأسلحة إلى إيران و وضع هذه الأموال في حسابات سرية في سويسرا و استعمل بعضها في تمويل مقاتلي الكونترا في نيكاراغوا. و ذكرت محققة مختصة أنه لو لم يأخذ الخميني رهائن لأعطاه لرئيس ريغان رهائن حتى إذا انكشف تعاونه مع إيران، ادعى أنه كان يفعل ذلك ليسترجع الرهائن. أي أن موضوع الرهائن متفق عليه بين الطرفين.
أما الصحف الأمريكية فإنها تهاجم ريغان حتى أن الوشنطن بوست ظهرت بعنوان ((المنافق الأكبر)) والمقصود هو الرئيس ريغان . واما الشعب فقد أصبحت سمعت الرئيس ملطخة بالفساد ومعاونة الإرهابيين , فعندما أعلن لاري سبيكس (بعد عدة اشهر من الفضيحة) كعادتة جدول الرئيس قائلا أن ريغان سيحضر "مؤتمر الأخلاق" انفجر الصحافيون في البيت الأبيض بالضحك فامتعض سبيكس وتوقف عن القراءة وانسحب . أن هذه المواقف لتعكس ما وصل أليه الرئيس ريغان من شعبية , هذا على الصعيد الداخلي أما على الصعيد الدولي , فقد وصمت الحكومة الأمريكية بالخيانة , ففي إحدى الاجتماعات (بعد الفضيحة بفترة يسيرة) بين أحد المسؤولين في الإدارة الأمريكية وبين الأمير بندر بن سلطان , حيث قال المسؤول الأمريكي (انه يجب على المملكة أن تثق في الحكومة الأمريكية) فرد الأمير (لقد أثبتم أنكم لستم أهل للثقة بعد اليوم) , هذا وغيرة الكثير الذي أصاب الحكومة الأمريكية بالحرج , فكان لا بد من عمل يثبت عكس ذلك ويرجع الثقة للإدارة الأمريكية , فكان هذا القصف وغيرة , وحقيقة أن المحللين السياسيين ليرون أن إيران كانت مستعدة لتقبل بأكثر من هذا في سبيل مصالحها أثناء الحرب وبعدها.
و لنذكر أيضاً أن صدام يحارب أمريكا كما يقول و تحاصره أمريكا كما يقال أكثر بكثير من إيران. و أطلق الكثير من الصواريخ على إسرائيل. و دمر في إسرائيل ما عجز العرب عن تدميره في حروبهم كلهما مع إسرائيل. فهل نقول عن صدام قدس الله سره؟!
هذه هي إيران الخميني وهؤلاء هم الرافضة فماذا اعددنا لهم؟
=====================
خديعة العداء الإسرائيلي - الإيراني!
يوسف الكويليت
الرياض
السبت غرة ذي القعدة 1434 هـ - 7 سبتمبر 2013م - العدد 16511
    لم يكن أمراً مفاجئاً تهنئة حسن روحاني لليهود بسنتهم العبرية، وأن يقول وزير خارجيته إننا لم ننكر «الهولوكوست» وإن من أنكرها يعني «نجاد» ذهب.. وحقيقة الأمر أن هناك روابط صداقة بين الطرفين منذ ما يزيد على ألفين وخمسمئة عام، ووجود جالية يهودية كبيرة في إيران تمارس طقوسها وتبني معابدها وتتمتع بامتيازات مادية هائلة يرجح خرافة أن هناك خلافاً يصل إلى العداء بينهما..
منذ «كورش» محرر اليهود من أسر البابليين وإيران تعتبر موقع قداسة لهم، ولم تتغير الصداقة بينهما في كل العهود حتى إن مفكرين وسياسيين إسرائيليين يقولون بصريح العبارة إن ما يجمعنا مع إيران الكره المشترك للعرب، واعتبارهم جنساً دوليا لا يرقى لعرقهما، وفي الظروف السياسية الراهنة هناك عامل أساسي يجمعهما وهو أنهما أقلية مع العرب والعالم الإسلامي السني، وما يقال عن حرب قادمة بينهما ليس إلاّ فرقعة سياسية..
ولعلنا نذكر كيف كانت فضيحة «الكونترا» عندما زودت إسرائيل إيران من مخزونها الاستراتيجي للسلاح بصواريخ حملتها طائرات أجنبية وكانت أثمانها تذهب لثوار الكونترا، وهي الفضيحة التي لم يعلق عليها أحد أثناء الحرب العراقية - الإيرانية وفي حياة الخميني، وحالياً ليس هناك حافز للحرب أو الخلاف وروحاني أكد هذه الصداقة علناً وبدون مواربة..
صحيح أن هناك دعماً لحماس ولكنه لا يصل إلى ان تشكل خطراً على إسرائيل، وحتى حسن نصر الله قابل صحفيين يهوداً، وقال ليس بيننا وبينكم أي عداوة وحتى تلك الحروب هي ستار من دخان على عيون العرب الذين عاشوا خديعة الدولة التي ستحرر فلسطين بعد خروج الإمام المنتظر، وهو صاحب العودة المجهولة كجزء من خرافة التأجيل لهذا القادم الذي سيحرر العالم، وفلسطين جزء منه..
العديد من كتّاب ومفكرين يهود وإيرانيين كشفوا عن اللعبة وأن هناك تحالفاً سرياً يجمع إسرائيل وأمريكا وإيران ظل على مدار العقود الماضية يشكل الأساس في المنطقة حتى إن إيران زمن الحرب الباردة بين السوفيات والغرب كانت مركز التجسس لحلف الأطلسي وموقع القوة لصد أي غزو للسوفيات لما سمي للبحار الدافئة، وعلينا أن لا ننساق وراء خديعة العداء بين الحلفاء الدائمين، بل نحن من سيكون الضحية في المستقبل..
فأمريكا وجزء من عربون الصداقة والتحالف سلّمت العراق لإيران بشكل لم يخفه «برايمر» الحاكم الأمريكي بعد الغزو، وتفتيت العراق إلى عدة دول هو في صلب الأهداف الإيرانية - الإسرائيلية، وحالياً لا يخفي البلدان استمرار هذه السياسة وتطبيقها على الوطن العربي ب «سايكس - بيكو» جديدة، ونحن الآن على خط المواجهة مع دول ذلك الحلف..
إسرائيل كيان زُرع في المنطقة وفق أهداف مقررة سلفاً، وإيران دولة خدمت الغرب في حروبهم التاريخية، ولا تزال مركز قوة لهم سواء مع العرب أو دول آسيا الوسطى، وهي برأيهم أكثر تماسكاً وخدمة لتوجهاتهم ولن يكون شيئاً غير عادي أن تحل جميع القضايا مع أمريكا بضغط من إسرائيل وخدمة لاستراتيجية هذه الدول، وهو أمر تفرضه مصالح لا صداقات فقط.
=====================
العلاقات الايرانية الاسرائيلية هل هي "عداء" ام "تعاون في الخفاء" ؟
الأحد 3 يوليو 2011
 م .عبد المعطي زكي – موقع محيط 27/5/2011
 قبل نجاح الثورة الإسلامية، كانت هناك علاقات قوية بين إيران وإسرائيل، حيث اعترفت إيران البهلوية بهذه الدولة بعد عامين من تأسيس النظام الصهيوني في 6/3/1950، وبالرغم من أن حكومة مصدق اتخذت قرارًا بإغلاق القنصلية الإيرانية في القدس في 6/7/1951، وبينما اعتبر العرب أن هذا القرار يأتي من منطلق التراجع عن الاعتراف الرسمي بإسرائيل.
فقد اتخذت العلاقات الإيرانية الإسرائيلية بعدًا أكثر عمقًا في أواخر عقد الخمسينيات. وفي الواقع يمكن القول أن تحالفًا استراتيجيًا قد تم بين الدولتين واستمر هذا التحالف حتى سقوط الحكم البهلوي عام 1979، وقد تحالفت كلتا الدولتين في المجال الأمني في مواجهة الأعداء المشتركين أي العرب والاتحاد السوفيتي السابق، حيث بلغت العلاقات بينهما في المجال الأمني أعلى مستوياتها.
وبتحالف إسرائيل مع إيران استطاعت الأولى الخروج من حصارها السياسي الإقليمي وتعميق علاقاتها مع الدول الأخرى من ناحية، كما حاولت تغيير الترتيبات الإستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط من خلال إقامة علاقات مع دول الجوار غير العربية (من قبل إيران وتركيا) من ناحية أخرى.
تمكنت إيران من تدعيم علاقاتها مع العدو الرئيسي للدول العربية خاصة في ظل تزايد حدة العداء بينها وبين الدول العربية خاصة مصر في عهد جمال عبد الناصر والعراق بعد انقلاب 1958، ولم تكن صدفة أن يتم النهوض بمستوى العلاقات الإيرانية ـ الإسرائيلية ـ أكثر من ذي قبل في منتصف عقد الخمسينيات وبداية عقد الستينيات أثناء نشوب خلاف بين جمال عبد الناصر والشاه.
لذلك اعتقد البعض أن إيران اعترفت رسميًا بإسرائيل لهذا السبب بالإضافة إلى ذلك تمكن الشاه من خلال عقد اتفاقيات موسعة بين الموساد والسافاك من تحقيق قدر من الاستقرار الداخلي، كذلك تزايد التعاون الإيراني الإسرائيلي، وبادرت إسرائيل بتسليح شاه إيران، كما حظيت العلاقات الاقتصادية بقدر كبير من الأهمية، وقد كانت إيران المصدر الرئيس لصادرات النفط الإسرائيلية لدرجة أن إيران كانت الممول الأساسي للنفط الإسرائيلي أثناء حربي 1967، 1973، وفي هذا الاتجاه وفرت إيران البهلوية أكثر من 90% من احتياجات إسرائيل النفطية.
 وفي المقابل بادرت إسرائيل بتصدير المنتجات الصناعية والأسلحة إلى إيران، وقد استفادت إيران كذلك من إسرائيل في مشروعاتها الزراعية والصناعية كمشروع قزوين الزراعي الصناعي. كما استثمر أصحاب رءوس الأموال الإسرائيليون في عدد من البنوك المختلطة وشركات الإنتاج والخدمات الإيرانية.
بعد نجاح الثورة الإسلامية تم قطع العلاقات مع النظام الصهيوني وتم تحويل السفارة السابقة لهذا النظام لتكون مقرًا لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكان من البديهي أن تضع الثورة الإسلامية القضية الفلسطينية في صميم أهدافها.
 وقبل بداية الحرب المفروضة (الحرب العراقية ـ الإيرانية) توازت العلاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية ومعاداة إسرائيل في اتجاه واحد، واستمرت معارضة إيران لإسرائيل مع دعم القضية الفلسطينية، بالرغم من توتر العلاقات الإيرانية مع منظمة التحرير الفلسطينية نتيجة لدعمها للعراق في الحرب المفروضة، وفي تلك الأثناء تغيرت توجهات السياسة الخارجية الإيرانية إزاء إسرائيل بشكل كامل.
 العلاقات الإيرانية الإسرائيلية بعد قيام الثورة الإسلامية  1979
قد يبدو بعيدا عن الاحتمال ان تقوم إيران التي دأب زعماؤها منذ عام 1979 على استخدام أقذع العبارات في وصف "الشيطان الصغير" بتخفيف موقفها من إسرائيل، لكن المراجعة المتأنية للعقود الثلاثة الأخيرة تظهر أن خطاب إيران العدائي ناتج عن الانتهازية أكثر من كونه نتاجا للتعصب للقيم والمباديء، فعلى الرغم من إيديولوجياتهما المتعارضة, كانت إيران وإسرائيل مستعدتين في بعض الأوقات للعمل معا بهدوء، والسبب بسيط: فعندما تضطر طهران الى الاختيار, فإنها تقدم دائما مصالحها الجيواستراتيجية على دوافعها الإيديولوجية ولا توجد منطقة تتضح فيها أهمية البعد الاستراتيجي في سياسة إيران الخارجية مثل المنطقة المتعلقة بإسرائيل.
فكلما تعارض هذان المرتكزان في السياسة الإيرانية الخارجية, كما حدث في ثمانينيات القرن الماضي إبان الحرب العراقية – الإيرانية، كانت الأولوية باستمرار لاهتمامات إيران الجيواستراتيجية, فقد طلبت إيران بهدوء مساعدة إسرائـيل, وبذلت الدولة اليهودية الكثير من الجهود لايجاد اجواء تخاطب بين إيران وإسرائيل، كانت طهران, بمواجهة الجيش العراقي الغازي والنقص الشديد في قطع غيار أسلحتها الأمريكية الصنع بسبب المقاطعة الأمريكية, في حاجة ماسة إلى مساعدة إسرائـيل وكانت إسرائـيل بالمقابل, شديدة الحرص على الحيلولة دون احراز انتصار عراقي وعلى استعادة تعاونها الأمني السري التقليدي مع إيران الشاه, بغض النظر عن خطاب الملالي الملتهب ضد إسرائيل.
 العلاقات بين إيران وإسرائيل اتخذت طابعاً معيناً منذ تسلم نظام الآيات الحكم في إيران هذه الطابع له ثلاثة خصائص أساسية:
أولاً السرية: وتشهد على ذلك صفقة إيران جيت والتي أمدت فيها الولايات المتحدة عن طريق إسرائيل صفقات أسلحة وقطع غيار للأسلحة الأمريكية الموجودة لدى إيران أثناء الحرب الإيرانية العراقية بعد قيام الثورة الخمينية.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أقامت اتصالا مع حكومة الولايات المتحدة في أغسطس 1985 وقدمت لها عرضا أن تقوم بدور وسيط لشحن 508 قذائف أمريكية مضادة للدبابات لإيران مقابل إطلاق سراح الكاهن العبري بينجامين واير الرهينة الأمريكي الذي احتجزته جماعة مؤيدة لإيران في لبنان، ومع اتفاق أن تقوم الولايات المتحدة بشحن قذائف بديلة لإسرائيل، وكان روبرت ماكفارلاين مساعد الرئيس رونالد ريغان لشؤون الأمن القومي قد أجرى لقاء مع وزير الدفاع الأمريكي كاسبر واينبيرجر آنذاك ورتب لتفاصيل الصفقة.
وقد بدأ التنفيذ خلال الشهرين التاليين وفي نوفمبر كانت هناك جولة أخرى من المفاوضات، حيث عرضت إسرائيل أن تشحن 500 قذيفة مضادة للطائرات في مقابل إطلاق سراح بقية الرهائن الأمريكيين المحتجزين في لبنان، وقد أرسلت إسرائيل شحنة مبدئية بـ 18 قذيفة إلى إيران في أواخر شهر نوفمبر ولكن الإيرانيين لم يوافقوا على القذائف وألغيت الشحنات التالية.و لكن المفاوضات بين إيران وإسرائيل استمرت طوال شهور بعد ذلك.
ثانياً الدعاية الديماجوجية: ومنها إغلاق السفارة الإسرائيلية في طهران وإنشاء فيلق القدس بزعم تحرير القدس من اليهود بينما هو سيف مشرع ضد أهل السنة في العراق وغيره، كما اشتهرت تصريحات السياسيين الإيرانيين ضد إسرائيل بدءا من خميني وانتهاء بنجاد فقد صرّح الرئيس الإيراني الجديد أحمدي نجاد يوم 27/10/2005 بأنه ينبغي أن تلغى إسرائيل من خارطة العالم مؤكداً في ذات الوقت على الحق الفلسطيني في كامل تراب فلسطين.
ثالثاً التعاون الوثيق و التنسيق حيث تعتبر إسرائيل إيران من دول الأطراف: تسعى إسرائيل إلى توثيق صلاتها بالدول غير العربية المحيطة بالعالم العربي وذلك فى محاوله لاجتذابها إلى صفها حتى تمثل قوة مضافة لها في صراعها التاريخي الممتد حول فلسطين وتحاول من خلال هذه العلاقة تطبيق إستراتيجية شد الأطراف، والتي تعنى خلق توترات أو نزاعات داخليه وخارجية بين دول الأطراف ودول العالم العربي وخاصة الدول ذات الثقل السياسي والسكاني كمصر والسعودية مما يترتب عليه أن تتفتت قوى العالم العربي إلى أكثر من جهة وبالتالي يصعب التركيز على ميدان الصراع الرئيسي وهو الصراع العربي الإسرائيلي.
 ولذلك تسعى إسرائيل دائماً ومن منطلق إستراتيجي إلى الاحتفاظ بعلاقات قويه مع دول الأطراف غير العربية وهذا الأمر يجعلها تصبر على أية توترات قد تصيب هذه العلاقات كما حدث مع تركيا عقب حادثة أسطول الحرية والأمر مع إيران له نفس الأهمية، ولذلك يمكن أن نفهم حرصها على عدم فضح الاتصالات الإيرانية السرية معها بعد قيام ما يسمي بالثورة الإسلامية مع الاختلافات الأيدلوجية مع نظام الملالى فى إيران.
فمن مصلحة إسرائيل استمرارها لأنها علاقات إستراتيجيه فهي أمدت إيران بالسلاح أثناء الحرب الإيرانية العراقية لأن من مصلحتها القضاء على العراق كقوة مواجهه رئيسيه لإسرائيل.
 سياسات إيران مع دول الجوار العربى
النظرة المتعمقة لسياسات إيران مع الدول العربية عامه ودول الجوار خاصة سوف تلقى ضوءاً كاشفاً يساعد فى تقييم العلاقات الإيرانية الإسرائيلية، كشفت حادثة تورط وزير الدولة البحريني منصور بن رجب، في شبكة لغسيل الأموال، لحساب الحرس الثوري الإيراني عن جوانب شديدة الخطورة على عدة مستويات, لعل في مقدمتها جانب علاقة إيران بدول الجوار العربي, وثانيها دور الأقليات الشيعية في هذه الدول العربية ولمنْ يكون ولائها الأول.
فيما يخص الجانب الأول, وهو علاقة إيران بدول الجوار فقد كشفت هذه الحادثة وآخريات من قبلها عن انتهاكات إيرانية خطيرة لهذه الدول العربية وعلى عدة مستويات، فإيران هي من يحتل الجزر الإماراتية الثلاثة (طنب الكبرى, وطنب الصغرى, وأبو موسى) وترفض الانسحاب منها أو حتى الدخول في تفاوض حولها، وإيران هي من دعمت التمرد الحوثي شمال اليمن وأشعلت فتيل ست حروب متوالية بين هؤلاء المتمردين والقوات اليمينة, وتمدد خطرها حتى  إنتهاك حدود المملكة العربية السعودية...
وهي التي اعتبرت وصرحت بأن البحرين هي أحدى الولايات التابعة لها, قبل عدة أشهر, وهي التصريحات التي جاءت من شخصيات رسمية مقربة من رأس السلطة الممثلة في المرشد على خامئني، وإيران هي التي مدت نفوذها في العراق, فتعاونت مع الاحتلال الأمريكي لإسقاط نظام صدام حسين في العام 2003, ثم غذت الحرب الطائفية بالمال والسلاح وانتصرت للشيعة على بقية الطوائف خاصة أهل السنة.
محصلة الأمر, أن كل دول الجوار الإيراني أصابها الشرر المتطاير من نظام ولاية الفقيه الإيراني في صورة احتلال مباشر كما في الإمارات أو احتلال مقنع بأغلفة طائفية مقيتة كما في العراق أو هي تستدعى ذاكرة الاحتلال وتلوح به كما في البحرين..
 ولك أن تضيف إلى ذلك أنها تدعم التمرد على سلطان الدول المجاورة لها, وهي الحادثة المشهودة في اليمن حيث التمرد الحوثي, أو لبنان حيث يتمركز حزب الله في الجنوب معارضا أية سلطة للدولة هناك أو تدخل من جانب الجيش النظامي ورافضا لوجود اي مقاومة سنية ضد اسرائيل في جنوب لبنان .
وتأتي حادثة استخدام وزير الدولة البحريني لتضيف بعداً جديداً في الانتهاكات الإيرانية لسيادة دول الجوار العربي, فهي ليست مجرد حادثة غسيل أموال ذات بعد اقتصادي كما يبدو, فالقضية لها عدة أبعاد مختلفة تتعلق جميعها بالأمن القومي للدول العربية:
أولها: أن الوزير البحريني متهم بالتجسس لحساب إيران, بعدما عثر معه على صورة لأماكن عسكرية بحرينية محظور تصويرها, أي أننا أمام قضية لها بعد استخباراتي، وهو ما يثير تساؤلا عن الهدف الإيراني من التجسس على البحرين ومعرفة الأماكن العسكرية والحساسة فيه, وهل هناك ثمة ارتباط بين هذا التجسس والتهديدات السابقة بضم البحرين إلى إيران باعتبارها أحد المحافظات المنفلتة؟
ثانيها: أن الوزير البحريني ليس هو فقط المتهم في هذه القضية, فهناك شخصيات أخرى من الكويت, ولبنان, ومصر, أي أننا أمام شبكة متعاونة يديرها الحرس الثوري في عدة دول عربية، وهو ما يعنى أن جميع الدول العربية مستهدفة من قبل الحرس الثوري الذراع الباطش للثورة الخومينية, وأنه نجح حتى الآن في إيجاد خلايا وشخصيات متعاونة.
ثالثها: أن الوزير المتهم, وكذا أعضاء الشبكة من الطائفة الشيعية, ويحملون جنسيات بلادهم العربية, وبعضهم في أماكن حساسة ومسئولة, اي أننا أمام ولاء مزدوج شديد الخطورة، وهذا البعد هو ما يضعنا على عتبة الجانب أو الشق الثاني والذي يتناول قضية ولاء الطوائف الشيعية في البلاد العربية .. لمنْ يكون؟
الذي يبدو من خلال الرصد الواقعي أن ولاء الطوائف الشيعة لإيران التي تعتبر الدولة الشيعية الاثني عشرية الوحيدة وسط العالم العربي مقدم على ولائهم لجنسياتهم وبلدانهم, والشواهد كما أسلفنا تدل على ذلك بأفصح لغة.
فحزب الله اللبناني في غير ذات مرة أعلن ولائه المطلق لولاية الفقيه, في إيران, وحروبه الخارجية وأزماته الداخلية هي بالوكالة عن النظام الإيراني، فقد جاء في البيان التأسيسي لحزب الله ما نصه: "أننا أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسّست من جديد نواة دولة الإسلام المركزيّة في العالم, نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة، تتمثّل بالولي الفقيه الجامع للشرائط". ويكرر الأمين العام الحالي لحزب الله حسن نصر الله هذا الالتزام فيقول:"إن المرجعية الدينية في إيران تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا ونضالنا".
 أي أننا أمام دويلة ومحافظة إيرانية قابعة في الجنوب اللبناني, لا تجد حرجا في الإفصاح والإعلان عن هويتها وولائها لإيران, في حين لا نجد منها ذات الالتزام والولاء للدولة اللبنانية.
والحوثيون اليمنيون, كذلك, يرتبطون بروابط وثيقة بإيران, وهو ما كشفة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في أكثر من مناسبة, ولم تجد إيران غضاضة كذلك من الاعتراف بدعمها للمتمردين الحوثيين، وهو ما أكدته كذلك تقارير غربية, حيث أكد تقرير أمريكي صادر عن مركز "ستراتفور" للاستشارات الأمنية أن القوات الإيرانية الموجودة في البحر الأحمر وخليج عدن تقوم بتأمين عملية تهريب الأسلحة من أحد الموانئ الإريترية في البحر الأحمر إلى الحوثيين، مؤكدا أن القوات البحرية الإيرانية أضافت أسطولا رابعا تمركز في خليج عدن وذلك لتأمين طرق جديدة لتهريب الأسلحة للتمرد الحوثي.
والحال فيما يخص بعض الشيعة في السعودية لم يختلف كثيراً, حيث صرح المرجع الشيعي نمر النمر بأنه وشيعة المملكة مع إيران قلباً وقالباً, وهي ذات التصريحات التي أكدها المرجع حسن الصفار, وأعطاها فقط بعداً دينياً على اعتبار أن إيران تعد مرجعية لكل شيعة العالم.
وأخيرا نقول أن الشيعة وقفوا من قبل إلى جانب أعداء الأمة حتى غزو الديار واحتلوا البلاد, كما فعل ابن العلقمي الذي خان الخلافة العباسية وتعاون مع التتار علي اسقاط الخلافة وغيره..
إن الرصد الدقيق للسياسات الإيرانيه على أرض الواقع وليس من خلال البيانات الحماسيه يرسخ تلك القناعات ومن منطلق موضوعى بحت :
1- هناك نوع من الاستعلاء الإيراني القومى على العرب تغذيه حزازات قديمه نتيجة تدمير الإمبراطورية الفارسية على أيدى العرب والأمر لم يختلف كثيرا فى نتائجه على الأرض سواء أيام الشاه أو بعد قيام الثورة التى ينعتونها بالإسلامية.
الفرق الوحيد هو فى علانية السياسات أيام الشاه واعتبار إيران نفسها شرطي المنطقة أما بعد قيام الثوره فقد حاولت أن تغلف مطامعها بغلاف إعلامى خادع، ومجرد رصد الغضب الإيراني العاصف إذا وصف الخليج بأنه الخليج العربي لا الفارسي والتهديد بمنع شركات الطيران التى تستخدم هذا الوصف من الطيران فى الأجواء الإيرانية، ثم تلك المظاهرات السياسيه التى تنظم فى أثناء الحج وحتى أثناء مباريات كرة القدم كل ذلك يشهد بوضوح بحدة الشعور القومى الإيرانى والرغبة فى أن تسود الخليج.
2- هناك مشروع قومى إيرانى يسعى إلى الهيمنه عل الخليج والقضاء على أي قوة أخري منافسه وما الدور الغادر الذي قامت به إيران فى العراق والذى مهد للغزو الأمريكى عام 2003، ثم التدمير الممنهج للدوله العراقيه إلا دليلاً ناصعاً على إصرار إيران على السيطرة على مقدرات المنطقة ومنع وجود أى قوه منافسة وهذا يعلمنا ألا نسمع إلى ما يقوله الزعماء الإيرانيون بل يجب أن نرصد ما يفعلونه على أرض الواقع.
3- إن محاولات تصدير الثورة ونشر الفكر الشيعى كله تتم فى إطار محاولات التسلل وإيجاد قوى محليه مؤيده للتوجهات الإيرانية وهى مع بالغ الأسف إستراتيجيه يهودية معروفه وهى إستراتيجيه تهدف دائما إلى إثارة القلاقل فى المجتمعات، إن النظام فى إيران يحاول دائما إثارة الصراع المذهبي بين السنة والشيعة والوضع المتدهور- لأهل السنة فى إيران والذين يمثلون 30% من السكان يشهد على التمييز الواضح ضدهم .
كما أن الدعايات المغرضة ضد الصحابة لا تتوقف ومن المفيد دراسة مبدأ التقية فى المذهب الشعيى حتى نحسن تقييم الموقف الإيراني ولا نخدع بالشعارات البراقة، وما فشلت محاولات التقريب بين المذهبين والتى قام عليها علماء أجلاء أمثال الشيخ محمود شلتوت إلا بسبب إصرار الإيرانيين على الاستمرار فى بث دعاياتهم المسمومة.
 محددات العلاقات الإيرانية الإسرائيلية
كما أوضحنا فإن إيران تسعى لأن تكون القوة المهيمنة فى المعادلة الإقليمية وإن لم تستطع ذلك فلابد أن يكون لها كلمه مسموعة فى كل ما يجرى فى المنطقة خاصة فيما يتصل بأمن الخليج، وهى فى هذا تتحرك من منطلق إستراتيجي صرف يركز على تحقيق أهداف السياسة الإيرانية ولا مانع من التستر وراء الشعارات والخطب الحماسية فالدولة الإيرانية لها خطابان خطاب حماسى للجماهير وآخر خطاب حقيقى موجه إلى النخب وهو الذى يترجم على أرض الواقع.
فالسياسة الإيرانية ترتكز على قاعدة المصالح وهم فى سبيل ذلك ينتهجون كل السبل الموصلة لذلك مهما خالفت القناعات الأيدلوجية التى يجأرون بها فى إعلامهم ليلاً ونهاراً فالإيرانيون يطبقون مقولة الصهيونى اليهودى كيسنجر ( ليس هناك عدوات دائمه أو صداقات دائمة ولكن هناك مصالح دائمة)، والإيرانيون معروفون بمهارتهم فى إدارة الأزمات وتكوين التحالفات وإدارتهم لملفهم النووى يشهد على ذلك العلاقه مع إسرائيل التي تقوم على قاعدة المصالح الراسخه ولا دخل فيها للأيدلوجيا او المباديء، فعندما إحتاجت إلى السلاح أثناء الحرب مع العراق كانت الإتصالات مع إسرائيل ومحاولة الحصول على السلاح بأى ثمن خاصة أن قاعدة السلاح الإيرانى كانت أمريكية صرفة.
ولذلك لم تعترض على الترتيبات التى تمت لنقل اليهود الإيرانيين إلى إسرائيل وكانت المعاملة المتميزة للجالية اليهودية فى إيران، بل إن إيران لم تتورع عن شراء السلاح الفلسطينى الذى إستولت عليه إسرائيل عند غزوها للبنان، والإيرانيون يسعون على الدوام وبحكم مهارتهم فى إدارة الأزمات إلى خلق تحالفات تخدم هدفهم الرئيس فى الدور الإقليمى المهيمن ومن هنا نفهم مساندتهم للمقاومة الإسلامية فى فلسطين ولبنان بل ومساندتهم للغزو الأمريكى للعراق.
والذى أدى إلى جعل القوات الأمريكية فى العراق رهينة لإيران فى حالة حدوث أى هجوم أمريكى أو إسرائيلى على إيران، وكذلك نفهم سعيهم الدءوب إلى توظيف الجاليات الشيعية فى الخليج  توظيفاً سياسياً وهو الأمر الذى حدث فى السعوديه واليمن والبحرين وغيرها من دول الخليج، وهذا الفهم لمحددات السياسة الإيرانية يجعلنا نفهم متى تلتقى وتتفارق العلاقات الإيرانية الإسرائيلية وتداعيات الملف النووى الإيرانى تبرز بوضوح هذا الأمر.
 تداعيات الملف النووي الإيراني
المراقب للوضع الإقتصادى الإيراني وما يكتنفه من صعوبات يحار فى تفسير التوجه النووي الإيراني، فلو كان الأمر مجرد تدعيم الطاقة الكهربية وتحلية المياه لما كان فى الأمر مشكلة لأن هذا شيئ مشروع طبقا لاتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية وإيران من الدول الموقعة عليها، ولكن الشكوك الدولية تعلقت بالبرنامج عندما أخفت إيران نشاط تخصيب اليورانيوم ولم تبلغ به الوكالة الدولية حتى تم اكتشاف مواقع التخصيب بواسطة الأقمار الصناعية، وعندما بدأت الوكالة عمليات البحث وجدت أعداداً كبيرة من معدات التخصيب تم تصنيعها محليا بمساعدة الدكتور عبد القدير خان أبو القنبلة النووية الباكستانية والذى كان يدير شبكة دولية لاختراق الحصار الدولى على التكنولوجيا النووية.
ورغم أن الموضوع تم كشفه ولكن بعد أن تمكنت إيران من تصنيع أعداداً كبيرة من معدات الطرد المركزي والتى مكنتها من تخصيب اليورانيوم بنسبة 3%، وهى نسبة كافيه لتوفير الوقود النووى اللازم لتشغيل محطة بوشهر، وهى المحطة النووية الأولى والتى أقيمت بمساعدة روسية بعد من انسحاب ألمانيا من إتمام بناء المحطة بعد قيام الثورة فى إيران عام  1979، ولكن ما ضاعف الشكوك الدوليه كان فى اكتشاف مصنع المياه الثقيلة فى نتانز لإنتاج البلوتونيوم، وخطورة الأمر هو أن كميه صغيرة من البلوتونيوم تعادل حوالى 3 كجم تكفى لصنع قنبلة نووية، بينما يتطلب الأمر حوالى 25 كجم من اليورانيوم 235 لصنع قنبلة نووية واحدة.
 كل هذا أدى إلى شكوك قوية لدى الغرب فى أن هناك برنامج عسكرى بجانب البرنامج المدنى، وهنا بدأت الوكالة الدولية فى عمليات تفتيش مكثفة ولم تستطع أبداً أن تصل إلى يقين بأن هناك برنامج عسكرى، وفى نفس الوقت لم تستطع إيران أن تزيل الشكوك لدى الوكالة وظل هناك شك لدى الوكالة أن إيران تخفى شيئاً ما فنشاط التخصيب مكلف اقتصادياً إن لم يتم بكميات كبيرة وكان من الحكمة فى ظروف كظروف إيران أن تحصل على اليورانيوم المطلوب من السوق الدولية، كما أنه من المتعين على روسيا التى قامت بإتمام بناء مفاعل بوشهر أن تقوم بتوريد اليورانيوم المطلوب للتشغيل ولكن إيران أدعت أنها تريد أن تؤمن وقوداً تحت الطلب ولا تخضع لأي عمليات إبتزاز من الغرب وأن خام اليورانيوم متوافر فى أراضيها فلما لا تقوم بالتخصيب فى إيران.
ومن ناحية أخرى كانت هناك شكوكا قويه لدى المخابرات الغربية أن إيران كما استقطبت أبو القنبلة النووية الباكستانية لتصنيع معدات الطرد المركزى فيمكن الشك فى أنها حصلت على التكنولوجيا والخبرة اللازمة من العالم الباكستاني، وأن الأمر لا يعدو صدور قرار سياسى بالبدء ومن ناحية أخرى هناك شكوكاً قوية فى أن إيران ربما استقطبت بعض العلماء الروس بعد انهيار الإتحاد السوفييتي وربما كانوا يعملون الآن فى إيران.
هذه الشكوك  فى وجود برنامج عسكري فى إيران هز بقوه نظرية الأمن الإسرائيلي والتى تعتمد على إنفراد إسرائيل بامتلاك قنابل نووية وبالتالى بقوة ردع لا تتوافر لأى دولة فى المنطقة ومجرد امتلاك إيران لقوة ردع نووى يمكن أن يؤدى إلى التداعيات التالية:
1 - اهتزاز الوضع الإقليمي المتميز لإسرائيل بوجود قوة نووية منافسة متفوقة تقليدياً على إسرائيل من حيث الثقل السكانى والمساحة المترامية والنفوذ الهائل فى الخليج مع وجود جيش عدد أفراده يتجاوز المليون علاوة على القوة الاقتصادية المتمثلة فى النفط.
هذا علاوه على أن إيران دولة دينية والآيات هناك يملكون سلطاناً معنوياً على الشعب بحكم العقيدة الشيعية كل هذا يرجح جانب إيران فى حالة إمتلاكها سلاح ردع نووى وهو أمر ليس فى طاقة إسرائيل تحمله لأنه سيهز دورها كدولة وظيفية وسيحجم حركتها مما يشل فاعليتها كدولة حاجزة وسيخلق فيتو إيرانى يجب أن تنسق معه على الدوام.
2 - مجرد الامتلاك لسلاح نووى سيشعل الطلب عليه من قبل باقى الدول، وإذا انطلق هذا السباق فإما أن تقبل به إسرائيل وهو خيار مر لأنها ستتحول إلى دولة هامشية ولن يمكنها أن تبرطع فى المنطقة كما تشاء كما تفعل الآن، والخيار الآخر أن توافق على نزع السلاح النووى فى المنطقة وهو خيار أشد مرارة بالنسبة لها لأنها حينئذ لن تملك السلاح اللازم للدفاع فى حالة تعرضها لخطر وجودى.
3 - أن مجرد سخونة الملف النووى الإيرانى وخروجه من جولة تفاوضية إلى أخرى والإيرانيين أكثر مهاره من الصهاينه فى لعبة الوقت إلى الحد الذى تستمر فيه المفاوضات إلى الأبد، لأن الإيرانيين ينتهجون سياسة حافة الهاوية ففى الوقت الذى توشك فيه المفاوضات على الإنهيار يقدمون اقتراحاً يعطى بعض الأمل فتبدأ المفاوضات من جديد، والخوف كل الخوف لدى الغرب وإسرائيل أن إطالة أمد المفاوضات ليعطى لإيران الفرصة للوصول إلى التخصيب بالنسبة التى تكفى لصنع القنبلة النووية.
 4 - أن هناك حالة شبه عجز فى محاولة إيقاف البرنامج لأن هناك إجماع قومى عليه مهما بلغت التكاليف، كما أن محاولة تدميره عسكرياً شبه مستحيلة لأن المنشآت النووية تتوزع على أكثر من 150 موقع، ومعظمها تحت الأرض فى أوضاع شديدة التحصين وهذا مما يرسخ الشكوك بوجود برنامج عسكرى.
والسؤال هل توقف البرنامج أم لا مع الضغوط الغربية على إيران والتى إقتصرت إلى الآن على العقوبات الإقتصادية ومن ناحية أخرى فإن حالة من اليقين بأن الرد الإيرانى سيكون عنيفاً إلى الحد الذى يشعل المنطقة بأسرها وهو أمر مؤكد إذا أغلقت إيران مضيق هرمز بإغراق إحدى السفن، الأمر الذى يؤدى إلى توقف ما يقرب من 25% من إمدادات النفط العالمية مما يؤدى إلى تجاوز سعر يرميل النفط حاجز الـ100 دولار وهو أمر يمكن أن يؤدى إلى إنهيار كثير من الاقتصاديات الغربية المحملة أصلاً بتبعات الأزمة المالية العالمية والتى لم تتجاوزها إلى حد التعافى بعد.
وهذا التوتر الذى صنعه الملف النووى الإيراني والذى يديره الإيرانيون بمهارة عالية إلى الحد الذى أصبح يدرس فى المراكز الأكاديمية كنموذج لإدارة الأزمات الدولية صنع حاله من التوتر الشديد فى المجتمع الإسرائيلى المثقل أساساً بالهاجس الأمنى الأمر الذى سيكون له تداعياته على الهجرة إلى إسرائيل وعلى الاستثمارات الدولية فيها بل إنه قد يشجع الهجرة المضادة منها، نصل الآن إلى التأثير المباشر للملف على الوضع الإقليمي وهو أنه أثبت أن إيران لاعب إقليمى لا يمكن تجاهله وأن إنفراد إسرائيل بالبرطعة فى الساحه الفلسطينية بلا حدود أمر كاد أن ينتهى وأنه لابد من الإنصات إلى اللاعب الإيرانى فى أى تسوية مقبلة لأنه بدون ذلك سيستمر فى إثارة المتاعب.
والسؤال هنا ماذا تريد إيران بالضبط والإجابة صدرت من أكثر من مسؤول إيرانى أن نتقابل لنتحدث فى ملفات المنطقة وليس فى الملف النووى فهو بالنسبة إليهم ملف غير قابل للتفاوض، وليس سراً أن المخابرات الأمريكية ذكرت فى تقرير لها أن البرنامج العسكرى توقف منذ عام 2003 ومع ذلك لم تهدأ المخاوف الإسرائيلية لأنه كما توقف يمكن أن يبدأ من جديد والذى تريده إيران حقيقة كما قال أحمدى نجاد صراحة (نريد أن نشارك فى حكم العالم).
والتوتر الموجود الآن فى الساحة الإسرائيلية لا يعنى أبدا أن الاتصالات الإيرانية الإسرائيلية توقفت بل هى مستمرة منذ قيام الثوره الإيرانية ووزير الخارجية الروسى أعلنها صراحة وهو دبلوماسى يزن كلماته جيداً ( أنه من المحتم أن يجلس الطرفان سوياً ويتفاوضا)، ولكن الوضع الجديد أنه أوجد حالة من التنافس الإستراتيجى وأنه فى حالة نجاح الإيرانيين فى إرغام أمريكا ومن ثم إسرائيل على الجلوس إلى مائدة المفاوضات فسوف يضطر الغرب إلى تقديم تنازلات مؤلمة بالمصطلح الإسرائيلى، وأنه سيتحتم فى هذه الحالة إعادة صياغة ملفات المنطقة، والسؤال الجوهرى هنا على حساب من ؟ والإجابة فى كلمة واحدة على حسابنا نحن كعرب لأن العرب ليس لهم مشروع مقابل للمشروع الإيرانى أو الإسرائيلى وحتى التركي الذى إتضحت معالمه فى عهد حزب العدالة والتنمية.
وقد يقول قائل ولكن إيران تساند المقاومة فى لبنان وفى فلسطين، والإجابة هذا صحيح ولكن ليس من منطلق أيدلوجي أو مبدأي ولكن من منطلق إستراتيجي، لأن موقفها هذا أكسبها تعاطفاً شعبياً ويقوى ضغطه على الملفين فى فلسطين ولبنان، ومن ثم أصبحت أحد اللاعبين الأساسيين فى هذين الملفين، ولكن إذا تعمقنا في الرؤيه وجدنا إيران ساهمت بدور ممنهج فى تدمير القدرات العراقية ومكنت للاحتلال الأمريكى عام 2003 ليصبح الجنود الأمريكان رهينه فى حالة القيام بأى هجوم على إيران، إذن الموقف الإيراني ليس موقفاً مبدئياً لأن إيران لا تحركها الأيدلوجيا ولكن تحركها المصالح ولا ننسى أنه كان لها دور تخريبى ضد الجهاد الأفغاني وأن أعوانها فى أفغانستان كانوا يقبضون على المجاهدين العرب ولا يطلقونهم إلا بعد فديات كبيرة.
وموقفهم فى إسقاط طالبان معروف فلا يجب أن نضع أوراقنا فى السلة الإيرانية ولكن يجب أن نصوغ إستراتيجية عربية واضحة المعالم نرتب فيها أوراق الضغط العربية وهى كثيرة فقط ينقصنا أن تتحرر إرادتنا وهذا لن يتم إلا إذا أصبح الشعب هو صانع القرار، والنموذج التركى نموذج ملهم فليتنا نتعلم منه فلم يعد من المقبول أن تصاغ السياسات وتوضع الإستراتيجيات إن كانت هناك فليس لدينا مراكز دراسات إستراتيجية بالمعنى الأكاديمي والتى تصوغ الإستراتيجيات وتضع البدائل، وأخشى يوماً أن نصحو وقد جلس الفرقاء إلى مائدة المفاوضات فى غياب العرب الذين لا يملكون قوة ضاغطة ليقرروا مصير المنطقة وشعوبها فهناك شبه اتفاق على أن الملف النووى الإيرانى سيتم تسويته بأسلوب الصفقة، وهو أسلوب معروف فى المفاوضات السياسية وهو دع الجميع يكسب والمؤلم أننا سنكون حينئذ الطرف الوحيد الخاسر لأن الصفقة ستتم بشروط أمريكيه تتمثل أساسا فى القضاء على المقاومة وهو أمر بالتأكيد ستوافق عليه إيران إذا على النصيب المأمول من الكعكه فمتى يفيق العرب.
ولأننى باحث مسلم لا أتخلى بتاتاً عن ثقتى بالله وبأنه يملك مقاليد السموات والأرض أقول كما قال الله: (ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً)، وأقول أن المطلوب منا أن نتحرك على المسار الصحيح أخذاً بالأسباب وإعذاراً إلى الله عزوجل كل فى موقعه، وأذكر بما تعلمناه من أوليات فى علم السياسة فى أن الداخل القوى المتماسك هو البداية الصحيحة للسياسة الخارجية الراشدة، فأزماتنا أعقد من أن يحلها فصيل واحد مهما كانت قوته.
=====================