الرئيسة \  مشاركات  \  العداوات والخصومات : بين النبلاء والأنذال

العداوات والخصومات : بين النبلاء والأنذال

28.03.2020
عبدالله عيسى السلامة




العدوّ: قد يكون خصماً ، وقد لايكون .. والخصم  قد يكون صديقاً ، أو عدوّاً ، كما قد تكون العداوة ، أو الخصومة .. بين الأقارب والغرباء !
العداوات أنواع ، منها : عداوات مصالح .. ومنها : عداوات عقائد ، عرَضية، أو مُزمنة !
والخصومات أنواع ، منها : خصومات قبَلية ، أو حزبية .. سياسية أو اقتصادية ..  رياضية ، أو قضائية ..!
قد تكون العداوة سِلمية أو عُنفية ، وقد تأخذ أشكالاّ متنوّعة ، من السلم والحرب !
وقد تكون الخصومة سلمية أو عنفية ، كذلك ، وقد تأخذ أشكالاً متنوّعة ، من السلم والحرب !
أمثلة من السيرة النبوية:
عفا النبيّ ، عن شاعر مشرك ، أسَرَه المسلمون ، وكان يؤذيهم بشعره .. عفا عنه ،  بعد أن استعطفه الشاعر، ووعده بالكفّ عن إيذاء المسلمين ، لكنه عاد ، إلى القدح بالمسلمين ، في شعره ! ووقع ، مرّة ثانية ، أسيراً ، لدى المسلمين ، فاستعطف النبيّ، ووعده بالكفّ ، عن إيذاء المسلمين ، فأبى النبيّ إطلاق سراحه ، بعد أن تبيّن نكثه بالوعد !  فجمع النبيّ النُبلَ والحزمَ ، في الحالتين !
عفا النبيّ ، عن أبناء قبيلة  طيّء ، الذين ارتدّوا عن الإسلام .. عفا عنهم بشفاعة ابنة حاتم الطائي ، التي عرّفت النبيّ ، بنفسها ، فعفا عنها وعن قومها ؛ لأن أباها ، كان يحبّ مكارم الأخلاق !
أمثلة ، من سيَر الصحابة :
ترحّم الإمام عليّ ، على بعض الصحابة ، الذين قاتلوه ، في معركة الجمل ! وبعد انتهاء المعركة ، جمع القتلى من الفريقين ، وصلّى عليهم صلاة الجنازة !
أمثلة ، من سيَر بعض الحكّام المسلمين :
عفا عدد من حكّام بني أميّة، وحكّام بني العباس، عن مناوئيهم ، بعد أن ظفروا بهم!
ومعلوم ، أن العفو والصفح  ،عند المقدرة ، هما من الخصال النبيلة ، التي حضّ عليها الإسلام ، في القرآن الكريم ، وفي السنة النبوية !
قال تعالى : (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحبّ المحسنين).
وقال تعالى : (وليَعفوا وليَصفحوا ألا تحبّون أن يغفر الله لكم ..) .
أمثلة ، من العصر الحديث :
نكّل حافظ أسد ، بمعارضيه ، من رفاقه ، تنكيلاً شديداً ، بعد أن تمكّن منهم ، ولم يعودوا يشكّلون خطراً على حكمه ! أمّا أعداؤه السياسيون ، فقد تفنّن ، في القضاء عليهم ، حتى صار مضرب مثل ، في هذا ! وهو نموذج ، يعبّر عن نمط كامل ، من الحكّام ، الذين سرقوا مفاتيح السلطة ، في دولهم ! فمَن يَنتظر النُبل ، مِن هؤلاء ؟