اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الشِعر أصعبُ أم السياسة ؟ وأيّهما سلّمه أطوَل ؟ وبأيّهما تزلّ الأقدام أكثر؟
الشِعر أصعبُ أم السياسة ؟ وأيّهما سلّمه أطوَل ؟ وبأيّهما تزلّ الأقدام أكثر؟
18.12.2019
عبدالله عيسى السلامة
قال أحد الشعراء ، يصف صعوبة الشِعر:
الشــِعرُ صَعبٌ ، وطويلٌ سُلّمُهْ إذا ارتَقى فيه الذي لايَعلَمُهْ
زلّت به ، إلى الحَضيض ، قَدَمُهْ يريد أن يُعرِبَهُ ، فيُعجِمُـهْ
فأيّهما أصعب ، وأطوَل سُلّماً ؟ وأيّهما تزلّ به الأقدام ، أكثر من صاحبه : الشِعرُ، أم السياسة ؟
قد تبدو الموازنة بينهما ، صعبة ، أو غريبة .. أو شاذّة عمّا هو معهود ، في التفكير المنطقي، السويّ المألوف ! إلاّ أنّ أبيات الرجز، ذكّرتنا بصعوبة الشعر، فذكّرتنا هذه ، بصعوبة السياسة، فذكّرتنا الصعوبتان ، كلتاهما ، بالموازنة بينهما ؛ لا على سبيل الترف الفكري ، بل على سبيل التفكير، في ضرورة إدراك المدرَكات ، وضرورة فهمها وإدراكها ، كما ينبغي أن تُفهم ، وأن تُدرَك ، ولو في الحدود الدنيا ، من الفهم الإدراك !
وإذا كان فهم الآليّات الفنّية ، لكلّ من الأمرَين ، هامّاً، فإن الأهمّ منه، هو فهم علاقة كلّ منهما، بالحياة والأحياء .. وهذا مانودّ الوقوف ، عنده !
الشعر: يصنعه إنسان واحد .. والسياسة : يصنعها مجتمع كامل ، مكوّن من دولة ، فيها حكومة وأحزاب ، وأفراد كثيرون !
الشعر: قد يصنعه الشاعر، في بيئة بسيطة : بدوية ، أو صحراوية ، أو مدنية .. لكنّ السياسة لابدّ لها ، من مجتمع متمدّن ، ولو نسبياً !
الشعر: يتكوّن من حروف وكلمات ، وجمل وتراكيب ..! ومكوّناتُ السياسة : مؤتمرات ومؤامرات ، ومهرجانات وانتخابات ، وحكّام ومحكومون ..!
الشعر: يقال – ولا يُفعَل – للمتعة ، أو الحكمة ، أو مدح الناس ، أو هجائهم ، أو تبصيرهم ببعض الحقائق القائمة ، أو التنبّؤ ببعض الأمور، التي يمكن حدوثها !
والسياسة : تُقال وتُفعل ، للهيمنة على مصائر الناس ، في بقعة واحدة ، أو بقاع متعدّدة ، أو قارّات ، بأسرها !
الشعر: يُنظر إليه ، من خلال الكلمات ، التي يقال بها ، أو يكتَب بها ! والسياسة : يُنظر إليها من خلال ، أحداثها وتفاعلاتها ومآلاتها .. ومن خلال ماتجلبه ، من خير أو شرّ!
الشعر: يتعامل مع الأفراد ، الذين يطّلعون عليه ، ويفهمونه ! والسياسة : تتعامل مع مصائر الأمم ، بمن فيها ، من أفراد وشعوب ، مَن يطلع عليها ومَن لايطلع، مَن يفهمها ومن لايفهمها !
الخيال الشعري : قد يحلّق عالياً ، وقد يبتعد عن واقع الحياة ! أمّا الخيال السياسي : فلا يحلّق ، إلاّ مرتبطاً بالأرض ، ومافيها من عناصر ومصالح وقوى ، وقرارات ومواقف ومآلات !
والفروق بين الشعر والسياسة : كثيرة ، وبعضها شديد الأهمّية والتأثير! ويصعب استقصاؤها ، هنا !
لكن ، يمكن القول ، على مبدأ الراجز:
الشعرُ صعبٌ ، والسياسةُ أصعبُ والشعرُ يُمتِع ، والسياسةُ تُتعِبُ !