الرئيسة \  دراسات  \  السياحة كأداة للإرهاب واختراق الأمن القومي للدول

السياحة كأداة للإرهاب واختراق الأمن القومي للدول

18.06.2016
أ. محمد بن سعيد الفطيسي


        يعد قطاع السياحة من احد أهم مصادر الدخل القومي بما يوفره من عائدات مالية مباشرة تضاف الى الموازنات العامة للعديد من الدول حول العالم , او من خلال دعمه لبقية الأنشطة والقطاعات الاقتصادية الأخرى , والمتتبع لحركة هذا القطاع الحيوي يلاحظ كما أكدت ذلك العديد مـن المصادر المتخصصة في مراقبة تطور حركة هذا القطاع الى ( ارتفاع إجمالي قيمة عائدات قطاع السفر والسياحة العالمي الى 1,5 تريليون دولار بواقع 4 مليارات دولار يوميا بحسب بيانات منظمة السياحة العالمية , كما كشفت عن زيادة عدد السياح الدوليين بنسبة 4٪ في النصف الأول من 2015 وفقا لمؤشر باروميتر، حيث بلغ عدد السياح 538 مليون سائح حول العالم خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2015م ، بزيادة قدرها 21 مليون مقارنة بنفس الفترة من عام 2014م ) (1)
        وقد شجع هذا التطور والنجاح الهائل الذي حققه قطاع السياحة , خصوصا في ما يتعلق بالمردود المادي والعائدات المالية السياحية في ظل تزايد الأزمات الاقتصادية العديد من الدول الى العمل على تحرير قطاع السياحة من الكثير من القيود والمعوقات القانونية والأمنية والثقافية التي تعد في بعض الأحيان من ابرز التحديات التي تقف كحجر عثرة أمام ذلك النجاح , كما دفعها من ناحية أخرى الى تشجيع الاستثمارات المحلية والدولية بشكل كبير وواسع في كل ما يتعلق ببقية القطاعات المكملة والداعمة له , كقطاع النقل والفنادق والترفيه وغير ذلك .
          إلا انه ورغم ذلك النجاح فقد تعرض هذا القطاع نتيجة العديد من العوامل والمتغيرات الدولية العابرة للحدود الوطنية سواء كانت تلك العوامل سياسية او اقتصادية او أمنية او طبيعية او غير ذلك , الى العديد من العقبات والتحديات والضربات والمخاطر التي حالت دون استقراره وتطوره خلال العقود الأخيرة , خصوصا منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر من العام 2001م , كان من ضمن تلك الأسباب الانفتاح والاستثمار نفسه الذي رفد موازنات تلك الدول بالعائدات المادية , حيث أدت الغفلة وتجاهل الكثير من النتائج السلبية والانعكاسات الخطيرة لذلك التمادي الغير مقنن او مدروس  للانفتاح الى تحول تلك الدول الى معبر للإرهاب العابر للحدود الوطنية وبيئة خصبة للتنظيمات الإرهابية وتجارة المخدرات وغسيل الأموال والكثير من المشاكل الاجتماعية والثقافية والأمنية الخطيرة .
        وفي هذا السياق ( أشار تقرير المجلس العالمي للسياحة والذي يتخذ من لندن مقرا له ، إلى تأثير مختلف الأزمات التي يشهدها العالم على قطاع السياحة ، حيث حلل الخبراء عوامل مختلفة منها تفشي الأمراض الخطيرة، والكوارث البيئية، والاضطرابات السياسية، والإرهاب , وأكد تقرير المجلس أن تأثير الاضطرابات السياسية على السياحة هو الأشد، حيث أن فترة تعافي سوق السياحة في البلد الذي يتعرض لهزات سياسية تصل إلى 27 شهرا. كما يستغرق تعافي قطاع السياحة حسب التقرير في البلد الذي يتعرض لكوارث طبيعية كتسونامي تايلاند سنة 2004 مدة طويلة ، فحسب ما سجل في تايلاند التي لم يتعاف قطاعها السياحي إلا بعد مضي  14 شهرا على التسونامي , وكشفت الدراسة عن أن متوسط فترة انتعاش سوق السياحة في بلد تعرض لهجمات إرهابية تصل إلى 13 شهرا ) (2)
       ويعد الإرهاب بجميع أشكاله وتوجهاته السبب الرئيسي الثاني بعد عامل الاضطرابات والفوضى السياسية تأثيرا على قطاع السياحة العالمي , فأينما حل الإرهاب والفوضى والاضطرابات السياسية رحلت السياحة , حيث أصبحت السياحة في السنوات الأخيرة هدف سهل للإرهاب العابر للحدود الوطنية , يتم اختيارها دائماً كأداة للابتزاز ووسيلة للضغط على الحكومات والأنظمة السياسية من جهة , وعلى المجتمع من خلال حرمانه من موارد اقتصادية ضرورية لمحاربة البطالة والفقر من جهة أخرى , وكلاهما يمثل حاضنة أساسية لتجنيد مزيد من المتطرفين .
        وقد برزت أدلة ومؤشرات تؤكد تراجع قطاع السياحة على المستوى العالمي بسبب الإرهاب , حيث انه وفي ( مسح أجرته شركة "آي.بي.كيه " للاستشارات الدولية فقد تراجع النمو في عدد الرحلات الدولية إلى 3 بالمائة في فبراير 2016م مقابل 4.6 بالمائة في نفس الفترة من العام 2015م وقال رولف فرايتاج مؤسس الشركة إن المخاوف الأمنية تسببت في هذا التراجع بنسبة 1.5 بالمائة في النمو المتوقع. ومن بين 50 ألف شخص شملهم المسح الذي أجري في بداية فبراير2016م  في 42 بلدا قال 15 بالمائة إنهم اختاروا إما عدم السفر أو قضاء العطلة كل في بلده ) (3)
أولا :- أشكال السياحة المتأثرة بالإرهاب عالميا :- 
           من ابرز أشكال السياحة المتأثرة بالأعمال الإرهابية , وكذلك تعد من جهة أخرى المنفذ للإرهاب للدخول الى الدول هي , السياحة الدينية :- ويقصد بها السفر للاماكن المقدسة للشعوب في مختلف الأديان والملل , وكذلك السياحة الثقافية والتاريخية والتعليمية وهي :- زيارة المعالم التاريخية والأثرية والحضارية , وكذلك السياحة المتعلقة بالراحة والاستجمام ( الطبية او الصحية ) ويقصد بها زيارة المناطق الهادئة كالشواطئ والأنهار والغابات بقصد الترفيه عن النفس او العلاج والنقاهة والاسترخاء , يضاف الى ذلك السياحة الاقتصادية , أي , الزيارات التي يقوم بها المستثمرين ورجال الأعمال بقصد جلب الاستثمارات والتجارة والتصدير والاستيراد , والسياحة الرياضية ويقصد بها حضور المهرجانات والمناسبات الرياضية وممارسة العاب وهوايات معينة .
ثانيا :- ضرب السياحة سلاح التنظيمات الإرهابية :-      
        التجديد في فكر التنظيمات الإرهابية الحديثة , واختيارها لبعض الاستراتيجيات التدميرية الغير عسكرية او المباشرة للقضاء على الدول والأنظمة السياسية والضغط على المجتمعات والتضييق عليها , يعد من ابرز التوجهات وأشكال التغيير في الفكر الاستراتيجي البديل للأعمال العسكرية والانتحارية المباشرة والتي كلفت تلك التنظيمات الكثير من الجهد والأموال والأفراد , خصوصا في ظل التعاون العالمي على مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية وتجفيف منابع مواردها اللوجستية , حيث يعد ضرب السياحة والتي بدورها تعتبر من ابرز مصادر الدخل القومي لبعض الدول واحد من تلك الوسائل والتوجهات التي عملت وتعمل عليها تلك التنظيمات المتطرفة في السنوات الأخيرة , نظرا لسهولة استهدافها , والأدوات التي يمكن ان يتم استخدامها لذلك , والتي لا تكلف تلك التنظيمات من الجهد والمال والأفراد مثل ما هي العمليات العسكرية المباشرة.
       ( ويعزى استهداف صناعة السياحة و السفر من قبل قوى الإرهاب الى الأهمية الاقتصادية لهذه الصناعة و الدور الريادي الذي تلعبه في قيادة مسيرة التنمية الاقتصادية الشاملة في هذه البلدان , ودورها في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي ورصيد الدولة من النقد الأجنبي , لترسيخ قواعد و أسس هذه المسيرة و ديمومتها و استمرارها على نحو مخطط و مدروس  و مستدام , و لمساهمتها في توفير فرص العمل الدائمة و المؤقتة , و القضاء على مشكلة الهجرة من القرى و الأرياف الى المدن و المناطق الحضرية و غيرها . عليه فان استهداف السياحة من قبل القوى الإرهابية يعني استهداف عموم الاقتصاد الوطني ) (4)
         حيث ونتيجة ذلك اضطرت الكثير من المنشآت السياحية إلى تخفيض نسبة العمالة فيها والاستغناء عن العمال بشكل عام , كما ترتب أيضا على ذلك خسارة الخدمات السياحية في المنشآت الصناعية والحرفية والمكاتب ذات العلاقة بقطاع السياحة والطيران ، وكذلك أيضا النقل الداخلي والخدمات المصرفية وخدمات الاتصالات والخدمات الأخرى المتعلقة بالمنتج السياحي بشكل عام .
      
       وقد تركزت الأعمال الإرهابية الموجهة لضرب قطاع السياحة العالمية خلال الفترة من العام 2001م – 2015م على جوانب ونواح مختلفة من أبرزها :-  
(1) خطف السياح الأجانب والمطالبة بفدية نظير إطلاق سراحهم :-
        حيث يعد اختطاف الأجانب من أكثر أشكال الإرهاب الموجه لضرب قطاع السياحة العالمي , وقد تركزت أشكال الأعمال الإرهابية في هذا السياق على الفنادق باهظة التكاليف ، والشواطئ التي تعج بالرجال ذوي ملابس السباحة القصيرة , والفرق الموسيقية , والألعاب الاولمبية , حيث يتم الترصد للسياح واختطافهم , ومن ثم مطالبة دولهم او الدولة التي تم اختطافهم منها بفدية كبيرة , ما قد يؤدي بدوره في بعض الأوقات الى اضطراب العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين , يضاف الى ذلك ما قد يترتب عليه من اضطراب لثقة السياح وإحساسهم بالأمن والاستقرار في ذلك البلد.
 (2) ضرب المواقع الأثرية الحيوية للتأثير على مصادر الدخل السياحي :-
       من ضمن التغييرات الجذرية التي طرأت على فكر التنظيمات الإرهابية والمتطرفة هو التحول الى ضرب المواقع الأثرية والحضارية والتراثية العالمية , فوفق دراسة صادرة عن المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة ، على ان الهدف من ذلك لا يقتصر على تهديد الحاضر والمستقبل فحسب ، بل هي تتجاوز ذلك إلى العمل على طمس التاريخ والثروات الأثرية وكل مقومات الهوية الحضارية التي اكتسبتها المنطقة على مرّ السنين .
      حيث ( تصاعدت حدة التهديدات الموجهة لـ”التراث الحضاري” في بعض الدول العربية، في ظل اتجاه التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش، والميليشيات المسلحة وعصابات التهريب إلى التنقيب عن الآثار بغاية تخريبها أو بيعها، خاصة في بؤر الصراعات المسلحة، في إطار ما يسمى باقتصادات الصراع ، وسعي كافة الأطراف للاستحواذ على الموارد والأصول لتمويل عملية الاستمرار في الصراع، أو بغاية ضرب القطاع السياحي في البلدان التي يستهدفونها ,..... وتتنوع تهديدات التراث الأثري للدول العربية ما بين عمليات تهريب الآثار لدول الجوار، والتنقيب العشوائي، ونهب المتاحف والمناطق الأثرية، والتخريب المتعمد للمواقع المصنفة عالميّا كمواقع تراثية، والقصف العشوائي لبعض المنشآت التاريخية في خضم الصراعات ) (5)
(3) الإرهاب وسرقة الآثار الوطنية :-
       تعد عمليات إستهداف الآثار من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة، او ما يطلق عليه بالتبادل التجاري عبر الآثار والأعمال الفنية امتداد لمخططات تلك التنظيمات ومن يقف خلفها لضرب السياحة وتدمير اقتصاد بعض الدول وذاكرة الشعوب ، وقد أصبحت هذه العمليات في الآونة الأخيرة ممنهجة إلى حدّ بعيد ، لتنتشر معها موجة تجارة القطع الأثرية ، حيث يتم العثور لاحقاً على بعض المفقودات في بلدان بعيدة تباع فيها بالمزادات العلنية ، في حين تعجز الدول التي تم سرقة الآثار منها عن إسترجاع معظمها بسبب إنشغالها بأمور أخرى ، أبرزها التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية , وقد أكدت العديد من التقارير وقوف دول في الشرق والغرب وبشكل غير مباشر في تمويل جماعات إرهابية تستفيد من تهريب الآثار إليها .      
        ويعد ( التبادل التجاري بالأعمال الفنية مقابل الأسلحة هو ظاهرة حديثة ، تطورت بأسرع من أن يستطيع الإحصائيون جمع المعلومات عنها, وبحسب - ماتيو بوغدانوس وهو كولونيل في قوات المارينز الإحتياطية وممثل الإدعاء العام في مانهاتن، ومؤلف كتاب "لصوص بغداد" بالاشتراك مع وليام باتريك - فإن التجارة بالآثار المسروقة تأتي بالدرجة الثانية بعد الحصول على التمويل عن طريق دفع الفديات في حالات الاختطاف ) (6)
(4) التأثير على المستثمرين في المجال السياحي :-
       يعد الإرهاب والعمليات الإرهابية وأحداث العنف المسلح من ابرز واهم الأسباب التي تزعزع ثقة المستثمرين الأجانب والمحليين بالقطاع السياحي , حيث يحجم المستثمرون في هذا القطاع عن الاستثمار نتيجة ارتفاع سقف المخاطر التي تتعرض لها رؤوس أموالهم واستثماراتهم في مختلف القطاعات السياحية كالاستثمار في بناء الفنادق والمنتزهات والمكاتب السياحية , ما يدفعهم الى البحث عن أماكن أكثر استقرار وامن لرؤوس أموالهم , كما تتأثر كذلك لارتباطها بالسياحة نتيجة ذلك بقية القطاعات الداعمة كالصناعة والنقل .
(5) السياحة الوهمية ومخاطرها الإرهابية :- 
       من ابرز المخاطر التي نتجت عن علاقة الإرهاب بالسياحة , ما يطلق عليه بالسياحة الوهمية , وهي تتعلق بوجود مكاتب سياحية لها ارتباطات مباشرة او غير مباشرة بالتنظيمات الارهابية العابرة للحدود الوطنية , او عبر توجهات بعض المؤسسات الأكاديمية خصوصا في الغرب , والتي يدرس فيها الطلبة المسلمين والعرب سواء كان ذلك في كليات السياحة او غيرها من الكليات , وذلك بهدف إقامة بعض الرحلات السياحية لطلبتها في بعض الدول التي تستهدفها تلك التنظيمات الارهابية .
(6) السياح وتمويل العمليات الإرهابية والتطرف :-
           من ابرز أشكال المخاطر التي تعرضت لها الدول عبر ما يطلق عليه باستهداف الإرهاب والتنظيمات الارهابية لقطاع السياحة , هو استغلال السياح الأجانب للقيام بالعمليات الارهابية المباشرة عبر العمليات الانتحارية , او من خلال بث الثقافات والأفكار المتطرفة , عبر وسائل وأشكال مختلفة كالتجنيد او نشر المنشورات والكتب , او استغلال الجنس والمخدرات , وسواء كان ذلك من خلال التوجيه المباشر للتنظيمات الارهابية , او عبر الاتفاق ألاستخباراتي بين تلك التنظيمات وبعض الدول لأهداف سياسية او جيوسياسية او استخباراتية تجسسية.
          وقد حذر في هذا السياق يوري فيديتوف مدير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة من أن ( السياح قد يساعدون بدون علم ، تمويل عمليات المهربين والمجرمين على استغلال عمالة الأطفال .وفي مؤتمر عقد بمدريد الاسبانية عن السياحة والأمن ، أشار فيديتوف إلى أن السياحة والسفر يمكن أن يسهما في إرباح كبار تجار المخدرات. فبعض الهدايا التذكارية البريئة قد تكون في الواقع قطعا أثرية أو أعمالا فنية ، أو منتجات غير مشروعة من الحياة البرية والغابات , وأضاف :- أن "السياحة جزء حيوي من عالم متصل ولكنها أيضا عرضة للاستغلال من قبل الجريمة المنظمة والإرهابيين ) (7)
(7) السياحة الاستخباراتية والعسكرية :-
       من ابرز المخاطر التي تم تأكيدها عبر العديد من الدراسات الاستخباراتية والأمنية في هذا السياق , هو ذلك الارتباط التاريخي الوثيق بين محاولات العديد من الدول القيام بالتجسس والسعي للإطاحة بالأنظمة السياسية عبر قطاع السياحة , ومن ابرز الأشكال على ذلك , إمكانية دخول العملاء والجواسيس والإرهابيين عبر بعض الأفواج السياحية بصفتهم سياح , خصوصا في المناسبات الدينية والرياضية او عبر ما يطلق عليه بالسياحة الثقافية والتراثية على سبيل المثال لا الحصر , حيث يتم انتشارهم في تلك الدول من خلال مخطط معد له مسبقا , سواء كان ذلك من خلال التنظيمات الارهابية او عبر التعاون بين استخبارات بعض الدول وتلك التنظيمات لأهداف مشتركة , من ضمنها توزيع الكتب المذهبية والطائفية او التي تدعوا لبعض الأفكار والثقافات المتطرفة , او عبر إمكانية زرع أجهزة التصنت والتجسس عبر الأقمار الصناعية او تصوير المنشات العسكرية , او من خلال تجنيد الأفراد في المناطق الفقيرة لنقل المعلومات والأخبار الخاصة بتلك الدولة ومواطنيها وأوضاعها السياسية , او من خلال نشر المخدرات والفتن والقلاقل .      
      كما تؤكد بعض الدراسات الميدانية دخول الإرهاب والتجسس عبر ما يطلق عليه بالمراكز الصحية والمراقص ومحلات الترفيه , حيث يتم في هذا المراكز والمحلات تجنيد الشباب عبر أدوات الجنس والمخدرات ,  ومن الأمثلة التاريخية على ذلك شركة ليونوبوس السياحية الإسرائيلية ، حيث ( عملت هذه الشركة  تحت شعار السياحة العسكرية , ضمن كادر من ضباط القوات الخاصة والجيش الأكثر خبرة في إسرائيل، حيث كانت مهمتهم الأساسية تدريب الميلشيات والمرتزقة ، والقيام تدريبات حربية حديثة علي العديد من المجالات المتعلقة بالحرب والسلاح ، منها تقنيات مكافحة الإرهاب ، التمويه، حرب العصابات، تدريبات البقاء علي قيد الحياة البرية ، واستخدام كافة الأسلحة النارية، كما تضم الشركة وحدات من النخبة في جيش الدفاع الإسرائيلي، مسئوليتهم تقديم دورات سريعة علي القتال الحديث ومهارات المظلات والأسلحة الأوتوماتيكية والقنابل اليدوية، وتعد هذه التدريبات نسخة مختصرة من تقنيات سرية من القوات الخاصة الإسرائيلية ) (8)
ــــــــــــــ
مراجع الدراسة :-
(1) 1.5 تريليون دولار عائدات قطاع السياحة والسفر في العالم , صحيفة وجهات الالكترونية wejhatt.com , بتاريخ 14/6/2015 , انظر- السياحة الدولية ترتفع بنسبة 4% وتسجّل رقمًا قياسيًا يصل إلى 1.2 مليار سائح في 2015م , موقع المنظمة statistics.unwto.org
(2) الإرهاب يعوق السياحة العالمية , موقع RT الروسي للأخبار, arabic.rt.com/news , بتاريخ 30/3/2016م
(3) فيكتوريا برايان وماريا شيهان , المخاوف الأمنية تلقي بظلالها على أكبر معرض سياحي في العالم , موقع رويترز الإخباري , ara.reuters.com , بتاريخ 10/3/2016
(4) السياحة .. عندما يهددها الإرهاب , بنيامين يوخنا دانيال , الديار اللندنية , aldiyarlondon.com , بتاريخ 1/10/2014
(5) المنطقة العربية على شفا استنزاف حضاري ينبئ بطمس هويتها , موقع صحيفة العرب الالكترونية , http://www.alarab.co.uk/m/?id=54573
(6) أواني الفخار إذ تتحول سلاحاً: تجارة سرقة الآثار الفنية في العراق وتمويل الإرهاب , ماتيو بوغدانوس , ترجمة :- موقع المستقبل ,  www.almustaqbal.com , العدد 2199 / 2006م
(7) اجتماع في مدريد حول سبل حماية السياحة من الجريمة والإرهاب , إذاعة الأمم المتحدة , www.unmultimedia.org , بتاريخ 2016/01/22
(8) السياحة العسكرية , بنيامين يوخنا دانيال , موقع الديار اللندنية , www.aldiyarlondon.com , بتاريخ 1/ديسمبر 2014م
ـــــــــــ
باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية
رئيس تحرير مجلة السياسي – المعهد العربي للبحوث والدراسات الإستراتيجية
azzammohd@hotmail.com