اخر تحديث
السبت-20/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ السنوات الخدّاعات : في السياسة ، خاصّة .. وفي الحياة ، عامّة
السنوات الخدّاعات : في السياسة ، خاصّة .. وفي الحياة ، عامّة
09.06.2019
عبدالله عيسى السلامة
عن النبيّ ، صلى الله عليه وسلم ، قال:(سيأتي على الناس سنوات خدّاعات ، يُصدّق فيها الكاذبُ ، ويُكذّب فيها الصادقُ ، ويؤتمَن فيها الخائنُ ، ويُخوّن فيها الأمينُ ، ويَنطق فيها الرُوَيبضَة) ! قيل : وما الرويبضة ، يارسول الله ؟ قال : (الرجل التافه ، ينطق قي أمر العامّة)!
السنوات الخدّاعات : أهي الخدّاعات ، أم أهلها ؟ واضح أن الخِداع ، إنما يمارسه الناس ، الذين يعيشون ، في تلك السنوات ؛ فهي مجرّد زمن يَمرّ، يتقلّب فيه الليل والنهار، ولا يمارس شيئاً ، من أعمال البشر، ولا يتّصف بأيّ من صفاتهم!
وقد قال الشاعر ، قبل سنين طويلة :
نَعيبُ زمانَنا ، والعَيبُ فينا = وما لِزماننا عَيبٌ ، سِوانا !
وَنَهجو ذا الزَمانِ ، بِغَيرِ ذَنبٍ *** وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا ، هَجانا
وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ *** وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً ، عَيانا
لكن الخداع نُسب إلى السنوات ، لكثرة ما يُمارس فيها الناس ، من الخداع ، بأنواعه المذكورة في الحديث !
أنواع الخداع :
يُصدّق فيها الكاذب .. ويُكذّب فيها الصادق !
هذا يدلّ ، على خلل عامّ ، في أخلاق البشر، وفي مؤهّلاتهم العقلية ! فلو كان الكَذَبة ، من النوع العادي ؛ من حيث عددهم ، بين الناس..ولوكان أكثر الناس أسوياء، من حيث ملكاتهم العقلية ؛ لما انتشر تصديق الكذبة بينهم ، إلى درجة أن يكونوا ، هم الصادقين ، وهم الذين يَلتمس عندَهم ، أكثرُ الناس ، الصدقَ !
وإذا صُدّق الكاذب ؛ نتيجة للخلل ، الذي يصيب أخلاق الناس ، ومؤهّلاتهم العقلية ؛ فليس غريباً ، أن يُكذّب الصادق ؛ بل من الطبيعي ، أن يحدث هذا !
يؤتمَن فيها الخائن .. ويُخوّن فيها الأمين !
وإذا شُوّهت أخلاق الناس ، وضعفت مروءاتهم ، أو انعدمت ؛ فمن الطبيعي ، أيضاً ، أن يكون الخائن ، هو، محلّ ثقتهم ، وأن يكون الأمين ، هو ، موضع الريبة ، لديهم !
أمّا الظروف ، التي تَفرض على الناس ، هذا الخلل : في المؤهّلات العقلية ، وفي الأخلاق الأساسية ؛ فهي ، اليوم ، واضحة ، لكثير من العقلاء ! وقد تأتي أيّام ، تتضح ، فيها ، للأكثرية الساحقة ، من البشر! ذلك ؛ أن وسائل الإعلام ، التي شيطنَتْها الجهات المشرفة عليها، تأتي ، كلّ يوم ، ببِدع جديد ، من صنوف العبث ، بعقول البشر، ونفسياتهم ، وأخلاقهم !
(5) يَنطق فيها الرويبضة (الرجل التافه ، ينطق في أمر العامّة )!
أمّا الرويبضة ، الذي ينطق بأمر العامّة ، فقد يكون نتيجة ، لإفساد عقول الناس وأخلاقهم .. وقد يكون سبباً لذلك ، وقد يكون سبباً ونتيجة ، في الوقت ذاته ! وقد عرفت المجتمعات البشرية، هذا النوع من الرويبضات ، عبر أزمنة متعاقبة ! إلاّ أنها لم تعرف كثرة للرويبضات ، كالذي تراه اليوم! والأسباب كثيرة ، منها: الخلل الخلقي المذكور، آنفاً، ومنها الخلل في المؤهّلات العقلية!
وحسبُنا ، أن نضرب مثلاً بسيطاً ، لذلك ، فنقول : إن عسكرياً جاهلاً ، أو ساقطاً ، يستولي على السلطة في بلاده ، بمساعدة بعض الجهلة والساقطين ، من أمثاله ، كفيل ، بأن يفرض ، على الملايين من شعبه ، أخلاق السوء ، ويثيب فاعليها ، مادّياً ومعنوياً ، كما يحارب الأخلاق الحميدة ، من صدق وأمانة وغيرهما ، ويعاقب عليها ، مَن يتمسّك بها ! وما أكثر مايرى الناس، اليوم ، هذا ، في مناطق متعدّدة من العالم !