الرئيسة \  مواقف  \  السلاح النووي في سورية للمرة الأولى بعد هيروشيما وناغازكي ، حتى لا تضيع ترددات الجريمة في الضجيج

السلاح النووي في سورية للمرة الأولى بعد هيروشيما وناغازكي ، حتى لا تضيع ترددات الجريمة في الضجيج

03.05.2018
زهير سالم


موقفنا :



ظل المحللون السياسيون والسوريون منهم بشكل خاص يرددون إن جميع الأسلحة المحرمة دوليا قد استخدمت في سورية ما عدا السلاح النووي ؛ حتى طلعت علينا مصادر الأخبار صباح الاثنين 30 / 4 : 2018 . أن الكيان الصهيوني قد استخدم قنبلة نووية تكتيكية في ريفي حماة وحلب . في إطار الحرب المزعومة بين الصفوي والصهيوني ، والتي قرر طرفا الجريمة أن يديراها على أرضنا .
طريقة في الصراع قديمة يعرفها الدعار جيدا حين يحشرون إنسانا مستضعفا بينهم ، ثم يتظاهران أنهما يتلاكمان ، فتقع لكمة هذا على وجه المستضعف ولكمة ذاك على أنفه أو عينه .
وحسب ما أورد موقع " يور نيوز واير " الأمريكي ، وهو موقع متخصص بتتبع الشؤون العسكرية فإن إسرائيل استخدمت قنبلة نووية تكتيكية في سوريا، في إشارة إلى الهجوم الذي تعرضت له، مساء الأحد 29 أبريل/ نيسان، حسب مواقع عسكرية سورية في ريفي حماة وحلب السوريتين.
كما نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصدر أمني سوري أنه تم استهداف مستودعي ذخيرة في ريفي حماة وحلب ناتج، على الأغلب، من ضربات جوية.
وذكر مركز الزلازل (الأورومتوسطي) إن قصف حماة وحلب نتج عنه زلزال قوته 2.9 درجة على مقياس ريختر، بحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
ويعد الكيان الصهيوني من الدول، التي تمتلك الأسلحة النووية، رغم عدم اعترافه بذلك رسميا.
وتعد القنابل النووية التكتيكية سلاحا مثاليا يمكن استخدامه لتحقيق قوة تدميرية هائلة ضد القوات المعادية، دون أن يحقق دمارا شاملا في نطاق واسع مثل القنابل النووية التقليدية التي سبق استخدامها ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية.
ويؤكد موقع "هاو ستوف ووركز" الأمريكي أن القنابل النووية التكتيكية تمزج بين قوة السلاح النووي، والقدرة على التحكم في الضربات في ساحات حرب محدودة.
وتبلغ قوة القنلبة النووية التكتيكية كيلو طن، تكافئ ألف طن من مادة "تي إن تي"، بينما تصل القوة التدميرية للقنابل النووية الاستراتيجية إلى أكثر من 15 كيلوطن.
وتستطيع القنابل النووية التكتيكية تدمير مخابئ محصنة تحت الأرض، يصعب على القنابل التقليدية الوصول إليها.
انتهت الاقتباسات من مصادر متعددة ..
العجيب أن هذا الخبر المرعب ، والسابقة المنكرة ، مر بصمت مريب في الفضاءات الدولية والإقليمية وحتى أوساط المعارضة السورية الرسمية منها والمعومة على وسائل التواصل الاجتماعي..
إننا ومن موقع المسئولية التاريخية والوطنية ..
أولا نحمل بشار الأسد وزمرته وعصابته ومؤيديه وحلفائه مسئولية تحويل سورية ، وطنا وإنسانا ، إلى حقل تجارب لأنواع الأسلحة الاستراتيجية والمحرمة دوليا بما فيها ، السلاح الروسي والصيني والكوري والإيراني ثم أخيرا الصهيوني ..أليس للاستخدام الصهيوني المستنكر والمدان هدف تجريبي كما كان للسلاح الروسي والإيراني ؟!
ثانيا - ومهما قيل عن فروق فنية أو تعبوية في الأثر بين القنبلة النووية التقليدية والقنبلة النووية التكتيكية ، تبقى الأخيرة قنبلة نووية ، واستعمالها على أرضنا وضد شعبنا يدخل في إطار جرائم الحرب ، باستخدام أسلحة محرمة دولية ، قد نصت المواثيق الدولية على تجريم امتلاكها وتجريم استعمالها .
ثالثا - إن الموقف من الجريمة اليوم يجب أن يتغلغل إلى أعماق الجريمة العقل الصهيوني ، الذي أراد أن يختصر الطريق على نفسه بقنبلة (نووية) بالأثر الذي تحدث عن التقرير ، والذي أحدث هزة أرضية بما يقرب ثلاث درجات على مقياس ريختر .. ثم أليس هذا الصمت المريب على (القنبلة النووية التكتيكية) إلى استخدام ما يسمى ( القنبلة النووية المحدودة ) ، ثم لا ندري أين تحط بالمجرمين الرحال في حرب مصطنعة مكذوبة بين حلفاء أدعياء يشقى الشعب السوري بآثارها الكارثية ..
وإن من حقنا أن نتساءل عن حجم الآثار والتداعيات البيئية التي يمكن أن تخلفها هذه القنبلة على الحياة والإنسان ، سؤال نطرحه للاستعلام على الخبراء العسكريين ، وعلى الإعلام العربي المتشاغل اليوم بأخبار داحس والغبراء والبسوس فإن ارتقى فإلى بطولات الكريات ..
المعارضة السورية الصامتة التي تلقت الخبر كذباب مر أمام ناظرين ، أين صوتها ؟!! أين دورها ؟ !! أما أن يصرخ السوريون في وجه العالم المربد بؤسا وشقاوة أن كفى ..
 
لندن : 16 / شعبان / 1438
2 / 5 / 2018
_____________
*مدير مركز الشرق العربي