الرئيسة \  مشاركات  \  الساروت شهيداً

الساروت شهيداً

12.06.2019
د. محمد أحمد الزعبي




لقد عاش المناضل عبد الباسط ممدوح الساروت بطلا ، واستشهد بطلاّ ، وما على رفاقه من المناضلين ، الذين شهدوه وشهدوا بطولاته ، وسمعوا أهازيجه الوطنية والثورية سوى متابعة الطريق التي اختطها لهم قبل استشهاده على يد عصابة الأسد الطائفية ، وانضمامه الى مئات الآلاف ممن سبقه الى الشهادة ، بل ممن كانوا يناضلون معه يداً بيدً ، قلباً بقلبً ، جمعة بجمعة ، من أجل تحقيق أهداف ثورتهم في الحرية والكرامة والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان .
وأراني هنا ، وفي إطار تعزية شعبنا السوري باستشهاد هذا المقاتل البطل ، صاحب المواقف المشهودة والمحمودة ، أراني أسمح لنفسي أن أخاطب إخوتي وبني عمومتي من الطائفة العلوية ، أن يضعوا أيديهم في أيادي إخوة الساروت من المناضلين السوريين ، والذين هم إخوانهم وأهلهم وبني عشيرتهم ، في إطار نضال وطني وقومي مشترك ، نتخلص فيه من أسرة الأسد الآثمة ، التي قتلت وهجرت وغيبت وسجنت وشردت أكثر من نصف الشعب السوري ، والتي باعت الوطن أرضاً وبحراً وجواً للمحتلين الروسي والفارسي في ظل ورقة التوت الطائفية التي تحاول أن تستر بها عورتها اللاوطنية واللاقومية واللاأخلاقية ، الا وهي حمايتكم والدفاع عنكم !! . لقد كذبت عائلة الأسد ويم الله فيما ذهبت إليه في هذه الطائفية البغيضة ، التي لم تكن تعرفها سوريا قبل وصول هذه العائلة الفاسدة الى السلطة . لقد كان الساروت ورفاقه يناضلون معاً من أجل سوريا لكل مواطنيها ، دونما تفريق بينهم من أي نوع كان ، كان الساروت يناضل من أجل أخوة المواطنة السورية ، التي تجمع ولا تفرق ، ومن أجل مجتمع تعددي ، مثاله العملي ،اليد الواحدة ذات الأصابع المتباينة ، والتي رغم تباينها في الطول والعرض والشكل ، فإنها تؤدي وظيفة اليد الواحدة الموحدة .
رحم الله عبد الباسط الساروت ، ورحم كل شهداء الثورة السورية المجيدة ، ولعن الله من قتله ، وكل من يؤازر من قتله ، ولعن كذلك كل المتعيشين على موائد هؤلاءالقتلة ، من أي طائفة كانوا