الرئيسة \  مشاركات  \  الزمن واحد، يقسّمه الناس أقساماً، للتعامل فيه فيما بينهم ..فكيف يعمل المجرمون؟

الزمن واحد، يقسّمه الناس أقساماً، للتعامل فيه فيما بينهم ..فكيف يعمل المجرمون؟

29.07.2020
عبدالله عيسى السلامة




يقسم الناس الزمن ، في العادة ،  ثلاثة أقسام : ماضياً وحاضراً ومستقبلاً ، ويتعاملون مع كلّ قسم ، بما يناسبه ، وبما يناسب حاجاتهم ، للتعامل فيما بينهم !
ولدى التدقيق ، يعرف الناس ، أن الزمن واحد ، وأنه - إذا كان لابدّ من تقسيمه- زمنان ،  فحسب ، ماض ومستقبل ! أمّا الحاضر، فغير موجود ، إلاّ افتراضاً ؛ بما أن الزمن يقاس ، بأجزاء صغيرة من الثانية ، فلا يكاد المرء يحسّ ، بجزء الثانية الحاضر، حتى يكون قد مضى !
وقد أحسن المتنبّي ، حين قال لسيف الدولة ، وإن كان في سياق مختلف : 
إذا كان ماتهواه فعلاً مضارعاً    مَضى ، قبلَ أن تُلقى عليه الجَوازمُ !
والله ، خالقُ الزمن ، يسّرَ، على عباده ، التعامل مع الزمن ، والتعامل فيما بينهم ، في الزمن ؛ فجعل عدّة الشهور، اثنَي عشر َشهراً ، وجعل منها أربعة أشهر حُرماً ، وجعل فيها أموراً، مطلوبة من المكلفين، كالحجّ .. وأموراً منهيّاً عن فعلها، كالقتال، إلاّ لضرورات حدّدها الشارع .. وكصيد البرّ، الذي جعل مَن يفعله آثماً ، ووضع عليه كفّارة ، لمحو الإثم !
كما أوجب البارئ ، على عباده ، صوم أحد الشهور، وهو شهر رمضان .. وأوجب على عباده المؤمنين، واجبات يومية كالصلوات،وواجبات أسبوعية، كصلاة الجمعة!
ومن هنا يتّضح ، أن الزمن وعاء ، لسلوكات البشر! وقد أنزل الله ، على عباده ، آيات تبيّن لهم ، الهدف من الأهلّة ، حين قال ، جلّ شأنه : (يسألونك عن الأهلّة قلْ هيَ مَواقيتُ للناس والحجّ ..).
أمّا مايفعله بعض المحسوبين ، من قادة المسلمين ، اليوم ، بعد أن سيطرت عليهم ، القيَم المادّية الصليبية ، فهو من الشناعة بمكان ، بل هو الشناعة ، ذاتها ؛ إذ لم يكفِ مَن نصّبوا أنفسَهم ، زعماء للمسلمين، أن يقاتلوا أعداءهم، وليتهم قادرون على ذلك، بل استباحوا دماء إخوانهم المسلمين ، في دولهم ، وفي دول تدين شعوبُها بالإسلام، وحشدوا جيوش المرتزقة ، من شتى المِلل والنِحل والدول ، لإبادة المسلمين : بالقتل، والتجويع ، والتشريد .. كباراً وصغاراً .. رجالاً ونساءً .. أطفالاً وعجَزة ..! فبأيّ دين يؤمن هؤلاء الحكّام ، المحسوبون على الإسلام ؟ وما الذي يرجونه ، عند لقاء ربّهم ، فضلاً عمّا يسبّبونه لدولهم ذاتها ، ولشعوبهم ذاتها ، من مصائب : اجتماعية وسياسية ومالية .. في الأشهر الحُرم ، التي لم يحرّموها .. وفي غيرها من الأشهر، التي لم يحرّموا فيها حراماً !؟