الرئيسة \  مشاركات  \  الرهان على النذالة !

الرهان على النذالة !

23.07.2018
عبدالله عيسى السلامة




حين لايكون للحاكم ، شيء يراهن عليه ، إلاّ نذالته ، فعلى العاقل ، توقّع أيّ شيء ،منه ، مهما كان تافهاً، وأيّ أمر، مهما كان حقيراً !
صاحبُ الدين : يمنعه دينه ، من أن يبيع وطنه ، لمصلحته الشخصية ، بأيّ ثمن ، مهما عظم !
الرجل الوطني : يمنعه حسّه الوطني ، من أن يضحّي بوطنه ، لمكاسب خاصّة !
صاحب المروءة : تمنعه مروءته ، من أن يشوّه سمعته ، أو يخدش كرامته ، ببيع وطنه ، أو قرار وطنه ، لأيّة جهة في العالم !
فما الذي يمنع الرجل ، الذي لايملك شيئاً ممّا ذكِر: لادين لديه ، ولا وطنية ، ولا مروءة (وهي تشمل القيم الإنسانية النبيلة) .. ما الذي يمنعه ، من بيع أيّ شيء ، وكلّ شيء ، في سبيل تحقيق مصلحة شخصية ، له ، لا سيما ؛ إذا كانت ، على مستوى رئاسة دولة ، أو رئاسة وزارة ، أو وزارة ، فما دونها !؟
إن أوضح صفة ، يمكن أن يوصف بها ، هذا الطراز من الناس ، هي : صفة النذالة ! وهي ، اليوم ، صارت السلعة الرائجة ، لدى كثير من الحكّام ؛ إذ إن المتحكّمين الدوليين ، بقرارات بلادنا، لايثقون، بمن يملك صفة ، تجعله يتردّد ، في تنفيذ أوامرهم ، مهما بلغت ، من :الحقارة، أوالدناءة ، أوالانحطاط ! فهم يبحثون ، أبداً ، عمّن لايملك أيّ شيء ، يمنعه ، من تنفيذ أيّ أمر يطلبونه !
لذا ؛ يتنافس أصحاب هذه الصفة ، في إبراز مقدارها ، لدى كلّ منهم ! وأكثرهم نذالة ، هو المرشّح الأفضل ، الأسعد حظاً ، في نيل الثقة ، والمناصب العليا !
 ومَن ملك هذه الصفة ، وملكَ ، بفضلها ، مقاليد دولة ، أو وزارة ؛ فسيبحث – بالضرورة- عن رجال من طرازه ، يضعهم في مواقع المسؤولية ، التي تحت إشرافه ! ويفضّل ، بالطبع ، الأكثر نذالة ، للمواقع التي تحت إمرته ؛ لأن هذا ، يتيح له ، التحكّم التامّ ، بالموظف الذي تحت إمرته، فيكلفه بأيّة مهمّة ، دون حرج ، ودون خوف : من أن يتردّد الموظف ، أو يتذمّر، أويشي بأسرار يجب كتمانها !
وهذا ماهو ظاهر، من حال هؤلاء ، جميعاً ، وهذا هو رهانهم الوحيد : الرهان على النذالة !
حافظ أسد : كان وزيراً للدفاع ، في سورية ، وباع الجولان ، لليهود ، ليستلم  رئاسة الدولة، في بلاده !
وابنه بشار : باع سورية ، كلها ، للمحتلين : الروافض والروس ، ليبقوه حاكماً ، لسورية ، ولو قتل الملايين ، من شعبها ، وشرّد الملايين ، تحت كل نجم !
وهكذا يفعل أنذال العالم ، الذين لا يؤمنون، بأيّة قيمة سامية ؛ لأنهم لايشعرون، بأيّة قيمة سامية،لأنفسهم!