اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الذاتُ ، بينَ : حِفظِها ، وعِشقِها ، ونَقدِها ، وجََلدِها
الذاتُ ، بينَ : حِفظِها ، وعِشقِها ، ونَقدِها ، وجََلدِها
24.11.2018
عبدالله عيسى السلامة
ذاتُ الإنسان ، هي أهمّ شيء ، لديه ، على الأطلاق ! والتعاملُ معها ، له أشكال كثيرة .. من أهمّها :
حفظُ الذات : أهمّ مايسعى إليه الإنسان ، هو حفظ ذاته ، ممّا تتعرّض له ، من العلل ، والآفات ، والأمراض ، والأخطار.. ومن الجوع والعطش ، ومن الخوف والقلق .. وغيرذلك، ممّا يؤذي الذات ؛ سواء أكان الأذى قليلاً ، أم كثيراً !
وقد وردت ، في القرآن الكريم ، آيات عدّة ، تدلّ ، على أهمّية الذات ، لدى الإنسان ، وعلى حرصه الشديد ، عليها .. وعلى محافظته عليها ، في الأوقات ، كلّها ، لاسيّما؛ الصعبة منها، وعلى تفضيلها ، على أيّ شيء آخر!
من هذه الآيات ، قوله ، تعالى ، عن أهوال يوم القيامة : يومَ يَفرّ المرءُ من أخيه * وأمّه وأبيه * وصاحبتِه وبَنيه * وفَصيلتهِ التي تُؤويه * لكلّ امرئ منهم يومَئذٍ شأنٌ يُغنيه .
ومنها ، قوله ، تعالى :
يُبَصَّرُونَهُمْ
ۚ
يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ(11)) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ(13) وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ .
ويأتي ، بَعد الاهتمام بالذات ، الاهتمامُ ، بما يتّصل بها ، من حاجات أساسية ، ضرورية لحفظها .. ومن أفراد لصيقين بالذات : من أهل وأقارب !
عشقُ الذات : وقد تتطوّر نزعة الاهتمام بالذات ، إلى نوع ، من الهوَس ؛ فتصبح عشقاً للذات ! فلايعود المرء ، يفكّر بغيرها ، ولا يهتمّ بسواها ، ولا يعجبه ، سوى ما يصدرعنها، من قول ، أو فعل ! فينطلق ، في كلّ مايأخذ ، وما يدع ، من نزعة عشق الذات ، هذه ، والتمحور حولها ! وهذا مايسمّيه بعض الباحثين ، في علم النفس : النرجسية ! وهي منطلقة، من أسطورة يونانية قديمة ، تتحدّث ، عن فتى ، رأى صورته ، في الماء ، فأحبّها ، ثمّ هام بها ، فصار يقف ، كلّ يوم ، في المكان ، الذي رأى صورته ، في الماء ، عنده ، ويتأمّل الصورة ، في الماء ! حتّى ذبل ، وهزل ، ثمّ مات .. فنبتت ، في مكانه ، زهرة ، تسمّى زهرة النرجس ؛ فصار يُطلَق ، على كلّ مَن يعشق ذاتَه ، وصفُ : نَرجسيّ !
نقدُ الذات : وهذا أمر جيّد ، وضروري ، لكلّ عاقل ، يسعى ، إلى تطوير ذاته ، أوعمله ، أوسلوكه ، أو تفكيره .. نحو الأفضل ، والأجمل ، والأرقى ؛ بما يناسب تطوّر الحياة ، من حوله ! وإذا لم يمارس المرء ، نقدَ ذاته ، ظلّ محافظاً ، على مستوى معيّن ، من التفكير والسلوك ، لايجاوزه ، مهما تطوّرت الأمور ، حوله ، أو تغيّرت الظروف ؛ فيجمدَ ، على حالة ، هي أشبه بالموت ، منها بالحياة !
جَلد الذات : وهذا نوع ، من الهوس ، متطوّر، عن نقد الذات ، فيه مبالغة ، في النقد ، قد تصل ، إلى نوع ، من احتقار الذات ، والاستهانة ، بكلّ مايصدر عنها !
وقد تكون الذات ، التي يجلدها المرء ، هي ذات الفرد ، كما قد تشمل ، مجموعة من الناس : قبيلة ، أو حزباً ، أوشعباً ، أو أمّة ؛ تتجسّد ، في شخص الفرد ، أو تفكيره ؛ فلا يرى الفرد، أيّ خير، أو أمل ، في أيّ شيء ، يصدر، عن المجموعة ، التي ينتمي إليها ، مهما كان هذا الشيء عظيماً !
ويحرص الفرد ، إزاء هذه الهزيمة النفسية ، التي تصيبه ، على المقارنة الدائمة ، بين مايصدرعن مجموعته ، التي ينتمي إليها ، وبين ماعند الآخرين .. مُظهِراً احتقارَه ، لِما يصدر، عن مجموعته ، قياساً ، إلى مايصدر، عن الآخرين ، كما هو حال الكثيرين ، من أبناء أمّتنا ، اليوم !
أمّا المرض النفسي : التلذّذ بتعذيب الذات ، الذي يسمّى : المازوخية ، أو المازوشية، فهو حالة خاصّة ، تكاد تكون شاذّة ، بين البشر.. ولن نُفيض ، في الحديث عنها ، في بحثنا هذا !