الرئيسة \  مشاركات  \  الدول الكبرى وأكذوبة داعش

الدول الكبرى وأكذوبة داعش

05.04.2018
د. محمد أحمد الزعبي




بداية لابد من توضيح أننا باختيارنا لهذا العنوان لا يعني بحال أننا ننكر وجود هذا السرطان الذي بدأ بنخر في جسم أمتنا العربية ، وخاصة فيما أطلق عليه المرحوم عبد الرحمن منيف ( شرقي المتوسط ) ، أي وبالذات في سورية والعراق منذ فتح الغرب بيديه صندوق ( بندورا ) الذي انطلقت منه داعش الى سورية والعراق ، لمحاربة ثورات الربيع العربي ، التي انفجرت عام 2011 ضد الفساد والاستبداد الذي كانت تمثله أنظمة سايكس بيكو في الوطن العربي ( من المحيط إلى الخليج ) ولتكون ( داعش ) الذريعة لهذه الدول الكبرى أو العظمى في احتلالهم لوطننا ونهب خيراته ، تماماً كما كانت عليه الحال إبان فترة الامراطوريات التي لا تغيب عنها الشمس ، والأخرى التي لايغيب عنها لاالشمس ولا القمر قبل قرن من الزمان .
ما دفعني لهذا الكلام على هذا النحو هو أنني قبل قليل كنت أستمع عبر التلفاز الى مواطن سوري مقيم في أمستردام عاصمة هولندا ، وهو يجيب على أسئلة أحد الإعلاميين في آحد البرامج ، حول معرض للصور في أمستردام كان لهذا السوري المقيم في هولندا دور رئيسي في إعداده ، وتشير صور هذا المعرض الى التدمير الهائل الذي أصاب المساجد والكنائس في كل من الموصل وحلب ، وعندما كان يسآله مقدم البرنامج عن المسؤول الرئيسي عن هذا التدمير للكنائس والمساجد ، لم يكن في فمه غير كلمة واحدة هي ( داعش )، ولقد حاول صاحب البرنامج ، أن يستدرجه بصوره غير مباشرة ليتكلم عن دور نظام الأسد وربما أيضاً عن دور الطائرات الروسية في هذا التدمير بيد أن الكلمة الوحيدة التي كان يرد بها على أسئلة مقدم البرنامج هي داعش وداعش فقط ، بل إنه كان يصر على أن هدف المعرض كان إقناع الهولنديين بأن داعش لم تكن تدمر الكنائس فقط وإنما أيضاً المساجد .
 من جهتنا لاننكر دور داعش في تدمير الكنائس والمساجد بل والمتاحف الأثرية ليس فقط في حلب والموصل وإنما أيضاً في كافة المناطق والمدن التي دخلت ا( أو أدخلت ) إليها هذه الداعش . ولكن ما ننكره على ضيف البرنامج وأمثاله من المترددين ، هو تجاهله لدور طيران وصواريخ كل من بشار الأسد وفلادمير بوتن و ولي الفقيه في هذا التدمير بل إن داعش ، كما بات يعرف الجميع ، كانت من بين الأدوات التي استخدمها ذلك المثلث ( مثلث الشر ) الذي أشرنا إليه ،في تدمير ليس فقط الكنائس والمساجد ولكن أيضاً وأيضاً تدمير البنايات والبيوت السكنية المأهولة على رؤوس ساكنيها من مختلف الأجناس والأعمار ، وليس فقط في الموصل وحلب وإنما في معظم مدن وقرى كل من العراق وسورية ، هذا وقد تحول اليوم مثلث الشر الذي أشرنا إليه اعلاه ، من مثلث الى مربع فمخمس فمسدس ، وهاهي دباباتهم وطائراتهم تتجول اليوم بحرية تامة في سماء وتراب سوريا من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب ، دونما رادع داخلي أو خارجي ، وكانت الشماعة أو مسمار جحا هي دائماً وابدا المدعوة (داعش ) متعددة الآباء ، بدءاً ببشار الأسد وانتهاء بترمب مروراً ببوتن والخامنئي وحسن نصر الله ويتساءل الكاتب هنا ( وهو سؤال العارف ) هل إن عظمة الدولة النووية تحتاج الى مثل هذه الشماعة لكي تعلق عليها معطف خبائثها وممارساتها المعادية للربيع العربي عامة وللثورة السورية خاصة ماظهر منها وما بطن ؟، ربما (!!) ، والله أعلم ( على ذمة عبد الرحمن بن خلدون ) .