الرئيسة \  مشاركات  \  الدوبلير.. أو البديل

الدوبلير.. أو البديل

18.09.2021
المهندس هشام نجار




من هو الدوبلير؟
الدوبلير بالإنجليزية او اللاتينية يعني البديل باللغة العربية وهو ذلك الشخص الذي يؤدي الأدوار السينمائية نيابة عن الممثل البطل والذي يجب المحافظة عليه وعلى أناقته وتسريحة شعره حتى نهاية الفلم فيأتي البديل أو الدوبلير فيؤدي دوره في المواقف الصعبة التي قد تسبب الأذى الجسدي لبطل الفلم . فإن تكسرت عظام الدوبلير او قضت عليه مافي مشكلة..فالعقد بينه وبين شركات إنتاج الأفلام تحمي هذه الشركات من الملاحقة القانونية لقاء دراهم معدودة تدفعها له شركات التأمين.
وفي الأفلام الحديثة يشارك عشرات المغامرين وأصحاب المهن الخطرة في تنفيذ المشاهد المثيرة، ومنها حوادث السيارات والمطاردات والسقوط من الأماكن العالية حيث عدد من البدلاء خسروا حياتهم أثناء تنفيذهم لأدوار في أفلام تجلب واردات كبيرة للشركات السينمائية.
اما في زماننا  الحاضر، فقد إزدهرت مهنة الدوبلير في العراق وسوريا ومصر واليمن وليبيا وغيرها من الدول العربية .
فتم تصنيع بديل نيابة عن البطل الإيراني..
وتم تصنيع بديل نيابة عن البطل الروسي..
وتم تصنيع بديل نيابة عن البطل الأمريكي والإسرائيلي.
كل البدلاء يتم الإستعاضة عنهم للمحافظة على أناقة البطل ونظافته من الأعمال القذرة.
فالبهرزي لم يعد سوى دوبليراً صغيراً بديلا لإيران وروسيا
وميليشيا قسد هي دوبليراً بديلاً عن إسرائيل لتبرير يهودية الدولة.
وأكثر من ذلك الإنقلابيون قبل أن يستلموا الدولة من بابها لمحرابها يخترعون لأنفسهم دوبليراً لعدة اشهر فقط حتى تستقم أمورهم فيتخلصون منهم الى مزابل بقايا الديكتاتوريين.
والأمثلة كثيرة على ذلك:
ففي عام 1970 قام المجرم الأول حافظ أسد بإنقلابه.. إلا أنه تستر وراء الدوبلير أحمد الخطيب لمدة 3 اشهر و 4 ايام بالتمام والكمال .
أخذوا له صوراً رائعة وهو واقف كأحد الفرسان. ثم هو جالس على كرسي انيق فعلقوها على جدران المؤسسات الرسمية .. فلم يهنأ الرجل بالمنصب إلا ثلاثة أشهر حتى تم خلعه ولم يعد أحد يسمع عنه شيئا.
ومثال آخر أكثر حداثة حصل في مصر. فبعد أن قام السيسي بإنقلابه كان لابد له من دوبلير.. فكان عدلي منصور . فقام هذا الرجل بالتوقيع على كل المراسيم السيئة السمعة . فحصل على مكافأته.. ورحل .
في هذه الأيام العصيبة .. لم يعد يعرف أحد من هو الأصيل ومن هو البديل لتعدد الأفلام الممثلة في منطقتنا وكثرة الممثلين .
وعندما قامت الثورة السورية أظهرت نفسها للعالم واضحة الوجه والتوجه دون دوبلير فكان كل شيئ في الثورة ابيضا نقيا كالثلج في طبيعة لم يدنسها بشر .
إلا ان الغرب والشرق كانوا يصنعون في مختبراتهم مؤامرات الدوبلير ليغطوا على أشرف ثورة بالتاريخ .وقد عانت الثورة منهم بعد سقوط الاقنعة عن بعضهم.
أميركا وروسيا وإسرائيل وإيران هم مصنعو الدوبلير في المنطقة العربية .فالإيرانيون يدفعون بعصاباتهم الطائفية إلى سوريا والعراق ورعاة البقر الأمريكيون إستبدلوا الخيول بالطيران الحربي لمطاردة وتجميع قطيع الأبقار إلى أماكن مخطط لها ليظهروا بدور البديل رامبو ، وإيران تصفي حساباتها مع العراق بعدة بدائل لتجد لها مفاوضات مدفوعة الثمن ومقايضات على طاولة العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيره.
النتيجة:
من لا يلعب دور البطولة في حياته وحياة وطنه من اول كلمة في كتابة القصة وحتى نهايتها السعيدة ، فستبقى الشعوب تمثل أنظمة البدائل وسنظل نرمي أنفسنا من فوق الدور 150 من ناطحة سحاب أمريكية بديلا عن البطل في فلمه ( جيمس بوند يطهر الشرق الاوسط من الارهاب) .