الرئيسة \  في وداع الراحلين  \  الدكتور رشيد العيسى أبو خالد في ذمة الله وجواره

الدكتور رشيد العيسى أبو خالد في ذمة الله وجواره

31.10.2020
زهير سالم


في وداع الراحلين ...
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
الدكتور رشيد العيسى أبو خالد في ذمة الله وجواره ..
زهير سالم*
لقي وجه ربه عصر اليوم الخميس الثاني عشر من ربيع الأول 1442 فارس آخر من فرسان الدعوة على طريق الهجرة الطويل...
صار إلى ربه الأخ أبو خالد - رشيد العيسى - الرجل الرجل ، الرجل الجريء الجميل ، حمال الحمايل ، الصداع بالحق لا يخاف فيه في الله لومة لائم .. ويرحل فرسان فتبقى صهوات الخيل  من بعدهم معطلة ، وثغرات المسلمين التي كانوا يحرسونها مخوفة ...ورحمك الله يا أبا خالد وتقبلك في الصالحين ... رحمك الله أيها الفارس ما تعبت إذ تعب أناس ، ولا وهنت إذ وهن أناس ، ولا طمعت إذ طمع أناس ..وبقيت دائما حيث الفزع  " تكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع " وذلك كان عهد الأنصار مع رسول الله .
أربعون سنة مرت منذ التقينا أول مرة ، وقد وصل حديثا من حماة يحدثنا كيف قاوم حتى أفلت من بين أيدي الظالمين من عناصر المخابرات ..
ثم تقلبت بنا الأيام من ثغرة إلى ثغرة ، ومن مقام إلى مقام ، نتفق ونختلف وفي كل مرة يبقى الحب والود أديم الأخوة وإدامها ..
رحم الله أخي الحبيب أبا خالد فقد كنا نتفق في طريق طويل فيه كثير من العثرات والتقلبات على ثلاثة أمور :
الأول أننا نختلف في العديد من الآراء والمواقف والتقديرات ..
وأننا يعجبنا أن يكون ما في قلب الإنسان على لسانه ، من غير رواغ ولا خبابة، . يكون أحدنا في طرف المجلس ، فيمد لي يده أو أمد له يدي كفا مبسوطة كحد السيف ، قل الحق ولا تبالي ..
وكنا ، يعجبه كما يعجبني ارتفاع نبرة صوته في الغضبة للحق اقتداء بسنة الحبيب " كان إذا غضب لله لم يقم لغضبه شيء .. وكأنه منذر جيش يقول صبحكم مساكم .."
ينادي علينا أبو خالد  يوم رحيله : ألا أيها النوام ويحكمُ هبوا ..
برحيلك أيها الراحل الحبيب اليوم رحل عن عالمنا خير وبر وعزم كثير وفقدت جماعة الإخوان المسلمين ركنا شديدا من أركانها كانت تأوي إليه في الوقت العصيب..
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبلك ويتقبل منك ، وأن يغفر لك ويرحمك ، وأن يزيد إحسانا وعفوا وغفرانا اللهم تقبل من أخينا رشيد العيسى هجرته وصبره ومصابرته وصدعه بالحق وفيئته إليك فيه ..
ونعزي في أخينا أبي خالد أسرته ، الرجال الكرام والنجيبات الكريمات الذين واللواتي رباهم ورباهن على حب الله ورسوله وحب الدعوة والعمل الجاد لنصرة الإسلام والمسلمين ..فلا تكاد تخطؤهم عين عامل يخوض غمرات العمل والبناء .
ونعزي فيه إخوة الدرب والهجرة الطويلة في جماعة الإخوان المسلمين ، وفي مواقع الرباط حيث ظل أبو خالد مرابطا حتى لقي وجه ربه ..
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
لندن : 12 ربيع الأول / 1442
29 / 10 / 2020
_____________
*مدير مركز الشرق العربي