الرئيسة \  مشاركات  \  الخلط ، بين العقيدة والتاريخ : مُلحدٌ: يجعل العقيدة تاريخاً .. ووثنيّ ضالّ : يجعل التاريخ عقيدة !

الخلط ، بين العقيدة والتاريخ : مُلحدٌ: يجعل العقيدة تاريخاً .. ووثنيّ ضالّ : يجعل التاريخ عقيدة !

13.06.2018
عبدالله عيسى السلامة




بعض الملاحدة : يجعل العقيدة تاريخاً ، عاشه أهله ، ومضوا ، ومضى معهم ! فعقيدتُهم لا تحكُم غير زمانهم ، فهي لا تخصّنا، في عصرنا هذا، ولا تناسب زماننا!
 وبعض الوثنيين الضالّين : يجعلون بعضَ أحداث التاريخ ،عقائدَ ، يتمسّكون بها ، ويجعلون لها طقوساً ( من : رقص ، ولطم ، ونواح) ! ومن لا يؤمن بها ، يُعدّ خارجاً عن الملة ، أيْ : ملتهم !
 وبعض المسلمين المتحمّسين : ينظرون إلى بعض العبادات ، نظرة مسطّحة ، ويجعلون لها مرتبة متدنّية ، عن سائر الأعمال ، التي يمارسها المسلمون ، كالدعاء : الذي وصفه رسول الله ، بأنه مخّ العبادة، وذكرَ كبارُ المفسّرين ، بأنه هو العبادة !
 والملاحدة : يرون الدعاء ، ضرباً من اللغو، الذي لا جدوى منه..ويَسخرون ممّن يمارسه !
والضالون : أصحاب العقائد الوثنية ، الذين يُلصقون أنفسهم بالإسلام ، يُشركون بدعائهم ، مع الله ، أشخاصاً ، من آل بيت النبيّ ، ويَرون الدعاء ، لا يستجاب ، إلاّ إذا دُعي ، مع الله ، أفراد من هؤلاء !
 ونضرب صفحاً ، هنا ، عن الملاحدة والضالّين ..! ولأهمّية الدعاء ، نقف عنده ، وقفة خاصّة ، فنقول :
الدعاء ، لدى المؤمن :عملٌ قائم ، بذاته ! وهو من أهمّ الأعمال، إن لم يكن أهمّها، على الإطلاق! وهو يسبق أيّ عمل للمسلم ، ويرافق أيّ عمل ، ويتلو أيّ عمل ! وهو ليس بديلاً ،عن أيّ عمل، ولا ينبغي ربطه بأيّ عمل؛ بل ينبغي ربط أيّ عمل، به! والتقصير في عمل ما، ينبغي ألاّ يؤثرعلى الدعاء ، أو يقلّل منه ، بل ينبغي أن يُزاد في الدعاء، ويخصَّص قسم منه ، للإعانة على العمل، والتوفيق والتسديد فيه، وتلافي التقصير!
 الدعاء: وحدَه ، هو عمل العاجز، وعمل المريض مرضاً يُعجز الأطبّاء ، وعمل المغلوب على أمره: ( ربّ إنّي مغلوبٌ فانتصِرْ) !
 يونس: الذي كان في بطن الحوت، لايستطيع عملَ أيّ شيء..ماذا كان عمله ،غير الدعاء!؟
وأيّوب : المريض الذي لم يكن قادراً على شيء ، ماذا كان عمله غير الدعاء !؟
والثلاثة الذين حُصروا في الغار: ماذا كان عملهم ، سوى الدعاء بصالح أعمالهم !؟
ورسول الله : الذي كان قادراً على العمل ، في الحروب وغيرها..هل حوّل دعاءه إلى عمل، أم كان الدعاء سابقا للعمل ، مصاحباً له ، وتالياً له !؟
 وسبحان القائل : ومَن يؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً .