الرئيسة \  مشاركات  \  الحيّ يمارس وظائف الأحياء .. فما شأن الحيّ الميْت !؟

الحيّ يمارس وظائف الأحياء .. فما شأن الحيّ الميْت !؟

09.07.2020
عبدالله عيسى السلامة




مادام المرء حيّاً ، فهو يمارس وظائف الأحياء – بحسب الأصل - بما يستطيع ، وبما هو مؤهّل له ! فإذا مات ، انقطع عمله ، إلاّ من ثلاث خلفها ، بعد رحيله – كما ورد في الحديث الشريف - وهي مِن كَسبِه ، في حياته الدنيا ، وهي : صدقة جارية .. أو علم يُنتفَع به .. أو ولد صالح ، يدعو له !
فما شأن الحيّ الميْت !؟
طرفة : كان رجل غريب ، يسير في إحدى القرى ، فرأى مجموعة من النسوة ، متحلقات حول رجل ، في سنّ الشباب ، وهن يبكين ويَنحن عليه ، وهو ممدّد بينهنّ، ينظر إليهنّ صامتاً ، راضياً بما يفعلن ! فقال الرجل الغريب : ما الأمر، أيّتها النسوة؟ لمَ تتحلقن حول الشاب ، وتبكين ، وهو حيّ يُرزق؟ فرفع الشاب رأسه ، وقال للرجل: لا شيء يُقلق ، أيّها الغريب ، إنهن يبكين عليّ ، لأني خايسٌ ، لاخيرَ فيّ ، فلا تَخفْ!
قلّب الغريب يديه ، متعجّباً ، ومضى ، وهو لايكاد يصدّق مايرى ، من فعل النسوة ، واطمئنان الشابّ ، لِما يفعلن ! 
الموت أنواع ، متفاوتة الخطورة ، من أهمّها :
موت الجسد : وهو الموت العادي المألوف ، الذي ينتقل به المرء ، من عالم الأحياء، إلى العالم الآخر.. وهو قدَر ربّاني ، يجري على سائر البشر!
موت العقل : ومنه الجنون المطبق ، الذي لاشفاء منه ، ولا أمل يرجى من صاحبه!
موت القلب : وهذا يأتي من كثرة الذنوب ، أو من أشياء أُخرى ، فلا يعود المرء ، يُحسّ بما يُحسّ به البشر الأسوياء ، من حزن أو إشفاق ، على منكوب .. أو بعطف على مظلوم أو متألم .. أو بفرح لقريب ، ينال خيراً ! 
موت الضمير: وهو قريب من موت القلب ، وهو الذي ينتاب بعض الناس ، فلا يعود أحدهم ، يَعرف معروفاً ، أو يُنكر منكراً !
موت الإحساس : وبه يفقد المرء أيّ حسّ ، بأيّ تعاطف ، مع مَن حوله ! ومِن موت الإحساس: فقد الإحساس بالمسؤولية ، عن أيّ فعل سيّء ، يفعله المرء .. أو عن أيّ واجب ، يقصّر فيه !
ومن أنوا ع الموت : موت الهمّة .. وموت الإرادة .. وموت الطموح .. وموت المروءة .. وموت النخوة .. وغيرها !
ولا يغيب عن الذهن – بالطبع - التداخل الهائل ، بين عناصر الكيان البشري ، وتداخل المصطلحات فيما بينها .. والأمور نسبية ، في كلّ حال !