اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الحياد : بين الحقّ والباطل .. وبين الخطأ والصواب !
الحياد : بين الحقّ والباطل .. وبين الخطأ والصواب !
11.10.2018
عبدالله عيسى السلامة
بحضور الإعلامي والأديب والفنّان ، سأل الحاكمُ مُفتيه :
كيف تقف ، على الحياد ، بين الحقّ والباطل، وبين الخطأ والصواب !؟
فأجاب فضيلة المفتي : عن أيّ حق وباطل ، تسأل ، ياسيّدي .. وعن أيّ خطأ وصواب !؟
قال الحاكم : أليس سؤالي واضحاً !؟
قال المفتي : بل هو شديد الغموض ، ياسيّدي، لا بذاته ، بل بفهمي أنا، العبد الفقيرإلى الله !
قال الحاكم : أوضِحْ !
قال المفتي : حَسبَ فهمي ، ياسيّدي ، أنّ الحقّ ، في الأمور الاجتهادية ، هو ماترى العقول السليمة ، أنه الصواب ! فالخطأ ، لايمكن أن يكون حقّاً ! ومادام الصواب ، هو الحقّ الذي يجب اتّباعُه ؛ فالمعوّلُ - في معرفته- على العقول ، التي تدرس ، وتفكّر، وتحلّل ! ومعلومٌ أنّ بلادنا ، ليس فيها عقل ، كعقل سيادتك : يحسن التحليل ، والدراسة ، والتفكير! فالصواب هو ماترونه ، أنتم ، حصراً ، وبلا جدال ! ويُبنى عليه الحقّ ، الذي لا مرية فيه ؛ لأن الحقّ هو الصواب ، والباطل هو الخطأ ! وما نحسب عاقلاً ، يجعل الخطأ حقّاً ، والصواب باطلاً! لهذا ، كلّه ، لانرى أنّ ثمّة حياداً ، ياسيّدي ؛ لأن الحياد مُحالٌ ، هنا ! فما دمت ، أنت ، صاحب الرأي ، فهو صواب ، حُكماً ، وما يخالفه ، هو خطأ ، حُكماً !
همس الحاكم ، في أذن مفتيه ، باسماً : جهّز نفسك ، لتعطي درساً ، لإبليس ، وتلاميذه النجباء ؛ لعلهم يتعلّمون فنون الوسوسة الصحيحة ، التي لاتتعب الناس ، بالجدل والمماحكة! ثمّ رفع صوته ، قائلاً
لكن ، هل أنت متأكّد ، أنّ كلامك هذا ، ليس فيه نفاق !؟
قال المفتي : بل كلامي ، هو البِرُّ ، ذاته ، والتقوى ، عينها ، ياسيدي ؛ لأني أطبّق مضمون الآية الكريمة : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسولَ وأولي الأمر منكم ) ! فهل عندنا صاحب أمر، سواك ، ياسيّدي !؟
التفت الحاكم ، إلى إعلاميّه وأديبه وفنّانه ، قائلاً سمعتم ماقال فضيلة المفتي ، وتعلمون أنه لا يُفتي مِن عنده ؛ بل يرجع ، إلى النصوص الشرعية ، وأقوال الفقهاء الكبار، من أبناء الأمّة! لذا ؛ على كلّ منكم ، أن يؤدّي مهمّته : الإعلامية ، أو الأدبية ، أو الفنّية ، على ضوء هذا الفهم العميق ، لنصوص الشرع الحنيف ، وإدراكه لواقع الحياة !