الرئيسة \
تقارير \ الحميدية في القنيطرة تحت سيطرة الاحتلال : حصار ونقاط عسكرية
الحميدية في القنيطرة تحت سيطرة الاحتلال : حصار ونقاط عسكرية
21.06.2025
هبة محمد
الحميدية في القنيطرة تحت سيطرة الاحتلال : حصار ونقاط عسكرية
هبة محمد
القدس العربي
الخميس 19/6/2025
دمشق ـ “القدس العربي”: ترزح قرية الحميدية السورية، الواقعة شمال محافظة القنيطرة، على بعد نحو كيلومتر واحد فقط من خط وقف إطلاق النار مع الجولان المحتل، تحت هيمنة الاحتلال الإسرائيلي الذي أحكم قبضته على مفاصل الحياة فيها، وفرض عزلة على سكانها، بالتزامن مع تمدده العسكري في المنطقة.
منذ سقوط النظام السوري في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، استغلت إسرائيل الفوضى السياسية والأمنية لبسط نفوذها العسكري داخل القرية، حيث أنشأت نقطة عسكرية موسعة تضم بيوتا مسبقة الصنع، إلى جانب مركز طبي متكامل يضم خمسة أطباء يعملون في أقسام متنوعة، مدعومين بفريق تمريضي، في مشهد وصفه الأهالي لـ “القدس العربي” بأنه محاولة من الاحتلال لتثبيت وجوده عبر أدوات ناعمة لا تخفي الطابع العسكري للوجود الإسرائيلي هناك.
عزلة ممنهجة
لينا الخياط، من أهالي القرية، تحدثت لـ “القدس العربي”، عن واقع العزلة التي فرضت على الحميدية، قائلة إن “قوات الاحتلال أغلقت الطريق الرئيسي المؤدي إلى القرية عبر ساتر ترابي ضخم، ليترك الأهالي أمام خيار وحيد هو سلوك طريق فرعي طويل ووعر، يمر بجسر متهالك بات مهددا بالانهيار نتيجة عبور الدبابات الإسرائيلية بشكل شبه يومي”.
وأضافت أن الجهة الغربية للقرية أغلقت بدورها بساتر ترابي يمتد بدءا من قرية الحميدية وصولا إلى دوار العلم في مدينة القنيطرة المدمرة، حيث باتت القرية ترزح تحت سيطرة القوات الإسرائيلية التي تراقب عبر نقطة عسكرية وحاجز منفصل الطريق الوحيد الفرعي المؤدي إليها.
الخدمات الطبية سلاح للسيطرة
أنشأت السلطات الإسرائيلية، حسب المصدر “نقطة طبية داخل الحميدية تضم أقساما للأطفال والنساء والعينية، ويقوم الطاقم الطبي، الذي يضم خمسة أطباء وفريقا من الممرضين، بتوزيع ألعاب وملابس للأطفال، إضافة إلى تقديم أدوية ونظارات طبية بشكل مجاني”.
الطريق المؤدي إلى القرية أغلق عبر ساتر ترابي ضخم
لكن الخياط أكدت أن أهالي القرية يرفضون في معظمهم التعامل مع المحتل، قائلة: “في البداية، كان جميع الأهالي يرفضون دخول المستشفى الإسرائيلي أو التعامل مع طواقمه.
وكشفت أن الطاقم الطبي يقيم داخل القرية، حيث تم استئجار منزلين للأطباء بالقرب من النقطة الطبية، ويتغير الفريق العامل فيها بشكل دوري.
تمدد الخدمات وسط الحصار
ووفقا لمصادر أهلية: الدخول إلى الحميدية لم يعد متاحا لأي شخص، القرية أصبحت أشبه بـ “الكانتون المغلق” تحت عين الاحتلال.
الناشطة الميدانية سلام هاروني من أهالي القنيطرة تقول لـ “القدس العربي”: إن النقطة الطبية في قرية الحميدية تقع بالقرب من جامع القرية، في موقع مرتفع مكشوف بالكامل للنقطة العسكرية الإسرائيلية. وادّعى الأطباء عند تأسيس هذا المستشفى بأنه مؤسسة تتبع لمنظمة “أطباء بلا حدود”، وسط شكوك محلية حول الدور الحقيقي الذي يلعبه في ظل الوجود العسكري الإسرائيلي القائم.
أغراض توسعية
وحسب المصدر، فإن قوات الاحتلال هدمت لأغراض توسعية نحو 15 منزلا، بحجة قربها من النقطة العسكرية.
وتجدر الإشارة إلى أن أهالي هذه المنازل كانوا قد أُجبروا على مغادرتها منذ لحظة دخول الجيش الإسرائيلي للقرية، لكنهم لم يتمكنوا من إخراج أثاثهم، الذي بقي في المنازل حتى لحظة تدميرها بالكامل بالجرافات والعبوات الهندسية.
قطع الطرق في القنيطرة
في الموازاة، قطعت القوات الإسرائيلية المتمركزة في تل الأحمر، صباح أمس الأربعاء، الطريق الحيوي الذي يربط بين بلدتي كودنة والأصبح في ريف القنيطرة.
وقالت مصادر محلية لـ “القدس العربي” إن قوات الاحتلال أقامت ساترا ترابيا في منتصف الطريق بين بلدتي كودنة والأصبح، مما أدى إلى شلّ حركة المدنيين والمزارعين، وفرض مزيد من التضييق على التنقل في المنطقة التي تشهد نشاطا مكثفا لقوات الاحتلال منذ أشهر.
في السياق أفاد ناشطون باستدعاء الاحتلال آليات وجرافات لجرف كامل حراج الأشجار غربي جباتا الخشب والبالغة مساحتها حوالي 500 دونم.
في سياق متصل، أفاد المسؤول الإعلامي عن شبكة تجمع أحرار حوران، أيمن أبو نقطة لـ “القدس العربي” بأن قوة مشاة إسرائيلية انطلقت من ثكنة الجزيرة وتوغلت الأربعاء في اتجاه قرية معرية الواقعة ضمن منطقة حوض اليرموك في الريف الغربي لمحافظة درعا، حيث نفذت حملة تفتيش استهدفت أربعة منازل في الحي الشرقي للقرية، من دون أن تتضح نتائج هذه العملية.
وأكد المصدر أن هذه الحملة تأتي “في ظل ازدياد واضح في نشاط القوات الإسرائيلية داخل مناطق الجنوب”.
إلى ذلك، أسقطت الدفاعات الإسرائيلية أربع طائرات إيرانية مسيرة، في محيط مدينة نوى الواقعة شمال غرب درعا، بالإضافة إلى إسقاط طائرتين مسيرتين أخريين قرب قرية خراب الشحم المجاورة.
وتداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مرئية لطائرات حربية إسرائيلية تحلق على ارتفاع منخفض في سماء ريف درعا الشرقي.
كما تداول ناشطون مقطع فيديو يوثق حطام طائرة مسيرة أُسقطت في بلدة صيدا الجولان في ريف القنيطرة، وقد بدت آثار التدمير واضحة على هيكل الطائرة.
فيما قال جيش الاحتلال إن سلاح الجو اعترض 11 طائرة مسيرة إيرانية فوق جنوب مرتفعات الجولان السوري المحتل، بالتزامن مع انطلاق صفارات الإنذار.
وأعلن في منشور على منصة “إكس”: “عقب تنبيهات بشأن تسلل طائرات معادية إلى جنوب الجولان، اعترض سلاح الجو 11 طائرة مسيرة انطلقت من إيران، وتم تفعيل الإنذارات”.