اخر تحديث
الجمعة-26/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الحماية والجوار: بين الصغار والكبار، واستقلالية القرار !
الحماية والجوار: بين الصغار والكبار، واستقلالية القرار !
03.04.2018
عبدالله عيسى السلامة
الجوار:عُرف عربي قديم ، يصعب التخلي عنه ، من قِبل المَستجار به ، ويصعب انتهاكُه ، من قِبل أيّ شخص ، أو قبيلة ! فالجارُهو حامٍ فعليّ ، للمستجير، من غضب أصحاب الثأر، أيّاً كانوا ! والجوارُ لا يُسقط حقوق الناس ؛ إذ يتقاضَون ، عليها ، بعد حفظ حياة المستجير، وحياة أهله ، من فورَة دم الجهة المَوتورة !
وكما يحتمي فرد ضعيف ، بآخر قويّ ، كذلك تحتمي القبيلة الضعيفة ، أو الجماعة الضعيفة ، بقبيلة قويّة !
وينطلق الجوار، في هذه الحالات ، من المروءات ، التي كانت سائدة : في القبائل ، وعند أصحاب المروءات ، بشكل عامّ !
وقد أفاد النيّ محمد(ص) وأصحابه ، من هذا العرف النبيل ، غيرَ مرّة ! فقد دخل النبيّ مكّة ، بعد عودته من الطائف ، بجوار المُطِعم بن عَديّ .. وأرسلَ أصحابَه ، إلى الحبشة ، ليحتموا ، من عَسف مشركي مكّة ، بجوار النجاشي !
ولقد عرفنا - في القديم والحديث - حالات من الجوار، عجيبة ورائعة : كأن يجير الرجلُ قاتلَ ابنه أو أبيه .. وكأن تجيرالمرأة ، قاتلَ أخيها أو زوجها !
أمّا على مستوى العلاقات بين الدول ، فقد كان الكثيرون ، من الحكّام الضعاف ، يحتمون بحكّام أقوياء ، من ظلم حكّام آخرين ، أو تهديدهم ! وأحياناً ، يكون المحتمَى به ، عدوّاً للمحتمي ، ويلجأ إلى طلب حمايته ، من جارٍ له ، أو قريب ، يهدّده بانتزاع ملكه !
لكنّ الحماية، على مستوى الدول، لاتستند إلى المروءات ، وحدَها ، بل لها أثمان ، يدفعها المُحتمون، لحُماتهم ، منها : الولاء للدولة الحامية ، أو ضرائب معيّنة ، أو نحو ذلك ! وقد لجأ الكثيرون ، من حكّام أوروبّا ، إلى حكّام مسلمين ، في الأندلس ، ليحموهم ، من تهديدات حكّام أوروربّيين آخرين ، قد يكونون أقرباء لهم ، أو منافسين ، ينازعونهم ، على الحكم !
كما كان الكثيرون ، من حكّام المسلمين ، في عهود ضعفهم ، يطلبون حماية حكّام ، أعداء لهم ، في الأصل .. من أعداء آخرين ، من بني جلدتهم ، أو من بني ملّتهم ، في الأندلس ، وفي الحروب الصليبية ، في مصر والشام ! وهنا ، أيضاً ، يدخل الجانب السياسي ، مع الجانب الإنساني ، وقد يكون أوضحَ منه ، في المسألة !
وفي العصر الحديث ، ثمّة قوانين دولية، تنصّ ، على حماية الأفراد ، من الظلم ، من قِبل حكّامهم، ومن قبل الآخرين !
كما أنّ ثمّة قوانين دولية ، تحمي الدول الضعيفة ، من عدوان الدول القويّة ، برغم أن الاعتداءات، كثيراً ماتحصل ، بتجاوز هذه القوانين ، من قبل بعض الدول القويّة !
أمّا على المستوى السياسي ، فلم يعد ثمّة خيارللضعفاء ، غير الاحتماء بالأقوياء : على مستوى الجماعات ، والأحزاب ، والدول ! وأيّ حديث عن الاستقلالية ، التي تترك الدولة ، أو القبيلة، عرضة لاضطهاد الأقوياء ، أو ابتزازهم ..إنما يعبّر عن سذاجة ، وضيق أفق ، واستعداد للتفريط ، بمصالح الجهة الضعيفة : جماعة ، وأفراداً ! فإذا كان لكلّ شيء ثمن ، فليس فقدُ الاستقلالية، هو الثمنَ ، دائماً، للحماية؛ فقد يكون تبادلُ المنافع : الحالية ، أوالمستقبلية .. ثمناً مناسباً ، للجميع !