اخر تحديث
الخميس-18/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الحكمة : وضعُ الأمور في مواضعها ..فأين منها حكّام اليوم!
الحكمة : وضعُ الأمور في مواضعها ..فأين منها حكّام اليوم!
10.11.2019
عبدالله عيسى السلامة
الحكمة : كنز عظيم ، يؤتيه الله مَن يشاء ، مِن عباده .. وهي ضالّة المؤمن !
قال تعالى : يؤتي الحكمة مَن يشاء ومَن يؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً وما يَذّكّرُ إلاّ أولو الألباب .
وقال تعالى :
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ .
وقال تعالى :
ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا .
وقال تعالى :
وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا
وقال تعالى ، عن لقمان :
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ .
قال معاوية : لا أضع سيفي ، حيث يكفيني سَوطي ، ولا أضع سوطي ، حيث يكفيني لساني !
وقال المتنبّي :
ووضعُ الندى ، في موضع السيف ، بالعُلا = مُضرٌّ، كوضع السيف ، في موضع الندى !
فالحكمة هي : وضعُ الأمور في مواضعها ! فأين هي ، في حياة الناس ، اليوم ؟
ولا بدّ ، من التذكير، بأن الحكمة ، لا تأتي اعتباطاً ، ولا تؤخذ ، من أحد ، اعتباطاً !
وهنا يُطرح السؤال : أين الحكمة ، في حياة الحكّام ؟
وقبل الإجابة ، على هذا السؤال ، لا بدّ من التفرقة : بين حاكم وحاكم..وبين حكمة وحكمة.. وبين ظرف ، يقتضي نوعاً من الحكمة ، وظرف آخر، يقتضي نوعاً آخر من الحكمة ، المناسبة له ، المختلفة عن الحكمة ، التي يقتضيها الظرف المختلف .. وهكذا !
تساؤلات أوّلية مشروعة :
هل يتوقّع عاقل، الحصول على الحكمة ، من أحمق ، شديد الحماقة..أومن جاهل ، شديد الجهل؟ ونصرف النظر، عن القصة التي خلّفت لنا مثلاً ، هو : خذوا الحكمة من أفواه المجانين ؛ لأن تلك حالة خاصّة ، وإن كانت تتلاقى ، مع القول المأثور: الحكمة ضالّة المؤمن ، أنّي وجدَها، فهو أحقّ الناس بها ، ومع قول الشاعر:
لا تَحقرن الرأيَ ، وهو موافقٌ حُكم الصواب ، إذا أتى من ناقصِ
فالدُرّ ، وهو أعزّ شيءٍ يُقتنـى ما حَـطّ قيمتَـه هَـوانُ الغائصِ!
وهل يَتوقّع لبيب ، وجودَ الحكمة السياسية ، عند أنانيّ ، مغلوب بهواه ، في مسألة سياسية ، تتعلّق بالشأن العامّ ، تهمّ دولة ، أو شعباً ، أو قبيلة ، أو حزباً ؟
وهل يأمل حصيف ، أن يجد حكمة ، في قرار عامّ ، يصنعه صاحبه ، بأمر من بليد ، أو ساذج، أو انتهازي ، أو فاسد الخلق ، أو دنيء الطبع .. أو يُفرض عليه ، من قبل مجموعة ، مختلفة الآراء والأمزجه والطباع ، والمصالح ..؟
وأين الحكمة ، في حياة الملأ ؟
أيّة حكمة ، في قرار عامّ ، تُنتظر من مَلأ ( نُخبة ) ، خاضع لحاكم أخرق ، ينفّذ أوامره وتوجيهاته ؟
وأيّة حكمة ، تَصدر، عن ملأ ، موزّع الأهواء ، مختلف المصالح ، متعارض النزعات والتوجّهات ، متشاكس ، متنافر الطباع ، متباين الأهداف والغايات ؟
ثمّ ، بعد أن عرفنا ، أن الحكمة ، هي هبة من الله .. هل من الحكمة ، البحث عن الحكمة ، عند مَن ليس أهلاً لها ؛ سواء أكان حاكماً ، أم محكوماً ؟
وأين يجب ، على الشعوب ، المحكومة بالفاسدين والمستبدّين .. أين يجب عليها ، أن تبحث عن حكمة ، تنتشلها ، من بين براثن المجرمين ، والقتلة ، والمنحرفين !؟