اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ الجنائز حافلة ، والناس يختلفون ، حول مَن فيها !
الجنائز حافلة ، والناس يختلفون ، حول مَن فيها !
11.01.2020
عبدالله عيسى السلامة
إنها سنّة ، من سنن المجتمعات البشرية ، منذ تكوّن المجتمع البشري ، على ظهر الأرض !
الموت حَتمٌ على البشر، جميعاً ، وهو قدر الناس ، جميعاً ! لكن الناس يختلفون ، حول نظرتهم إلى الميت ، حسب قربهم منه ، وبعدهم عنه .. وحسب تأثيره في كلّ منهم ، حين كان حيّاً .. وتأثير موته ، على كلّ منهم ، بعد أن فارق الحياة !
ولن نتحدّث ، هنا ، عن رؤية بعض الأحياء ، للكيفية التي سيموتون بها ، وقد أدركهم الموت .. ولا عن الكيفية ، التي يرغب بعض الأحياء ، بالموت بها ! بل ، سنتحدّث ، عن كيفية تعامل بعض الأحياء ، مع موت بعض مَن يحبّون ، أو يُجلّون ويحترمون !
التعامل مع الموت ، في الشعر!
رثى أحدهم قيسَ بن عاصم المنقري ، فقال :
وما كان قيسٌ ، هُلكُه هُلكُ واحدٍ ولكنّه بُنيانُ قومٍ تهدّما !
وقالت الخنساء ، في رثاء أخيها صخر:
ولولا كثرةُ الباكين حولـيْ على إخوانهم ، لقتلتُ نفسي
وما يَبكون مِثلَ أخي، ولكنْ أعَزّي النفسَ عنه ، بالتأسّي
ووصفَ الشاعر أبوتمّام ، موتَ القائد العسكري ، محمد بن حُمَيد الطوسي ، قائلاً :
غَدا غدوةً ، والحمد نسجُ ردائهِ فلمْ ينصرفُ ، إلاّ وأكفانُه الأجرُ!
ورثى أحد هم ، رجلاً فاضلاً ، قتله أحد الأمراء وصلبه ، فقال قصيدة ، منها هذه الأبيات :
علوٌّ في الحياة ، وفي المَماتِ لحَقٌّ تلكَ إحدى المُعجزاتِ
كأنّ الناسَ حولك، حينَ قاموا وفودُ نَداكَ ، أيّامَ الصِلاتِ
كأنّكَ واقفٌ فيهـمْ ، خَطيبـاً وكلّهُمُ وقـوفٌ للصَـلاةِ
وقد قيل ، إن الأمير، الذي قتله وصلبه ، تمنّى أن لو كان مكانه ، ليُرثى بالقصيدة، التي رُثي بها!
وقد مات أحد الزعماء المجرمين ، في العصر الحديث ، فحزن عليه أنصاره ، حزناً شديداً ، وشمت به بعض الناس ، الذين ظلمهم ، وسمع أكثر الناس خبرَ موته ، دون اكتراث ! وقال أحد الظرفاء، متمثّلاً بقول الشاعر، الذي رثى حماراً له ، قائلاً :
ثَوى المِصَكُّ ، الذي قد كنتُ آملُهُ ذخراً، وخُيّبَ فيه ذلك الأملُ !
تعامُل الناس ، عامّة ، مع الموت ، ومواقفهم المختلفة ، من الموتى ، وحالات الموت :
قد يختلف بعض الأضداد ، حول ميت ، اختلافَ آكلَي الجَدي المطبوخ ؛ إذ قال أحدهما للآخر: مالك تسرع ، في نهش لحم الجدي ، كأنّ أمّه نَطحتك ! فردّ عليه ، قائلاً : وأنت ، مالك تُشفق عليه ، كأنّ أمّه أرضعتك !
من الطبيعي ، أن يتفجّع أهل الميت ، على فقده ؛ إذ تترمّل الزوجة ، ويَتيتم الأبناء ، ويحزن الآباء والأمّهات والإخوة .. ومن الطبيعي ، ألاّ يكترث أكثر الناس ، لموت شخص بعيد عنهم.. ومن الطبيعي ، أن يتأثّر بعض الناس ، سلباً أو إيجاباً ، بوفاة شخص ما ، بحسب كرههم ، أو مودّتهم له .. لكن الغريب ، هو أن تتفجّع أسَرٌ، لا تربطها بالميت صلة قرابة ، وحين تُسأل ، عن السبب ، تكشف سرّاً مكتوماً ، لا يعرفه أحد من الناس ، وهو أن الميت ، كان يرعاها مالياً ، وينفق عليها ، سرّاً ، بصورة لا يعلمها إلاّ الله ! وحين مات ، فقدت هذه الأسر المستورة ، أهمّ معين لها ، بين البشر!
قال أحدهم ، متحدّثاً عن موت الفضلاء :
لعمرُك، ماالرزيّة فُقد مالٍ ولا شاةٌ تموتُ ، ولا بَعيـرُ
ولكـنّ الرزيّـة فقد حُرٍّ يَموتُ ، بموته ، خَلقٌ كثيرُ!