الرئيسة \  مشاركات  \  الثورة السورية ووهم انتصار التكنولوجيا

الثورة السورية ووهم انتصار التكنولوجيا

10.01.2018
د. محمد أحمد الزعبي




استمعت صباح هذا اليوم ( السبت الموافق ٣٠.١٢.٢٠١٧ ) وهو اليوم الما قبل الأخير لعام ٢٠١٧ م الى أربعة بكائيات مختلفة كانت تدور حول الحالة الحرجة التي وصلت إليها ثورة آذار ٢٠١١ السورية ، بعد أن فقدت حصنها الأخير في الغوطة الغربية ( بيت جن ) لصالح النظام وشبيحته وشركائه الطائفيين مثله ،وأيضاً وأيضاً لصالح إعادة انتخاب بوتن رئيساً لكل من جمهوريتي روسيا الاتحادية والجمهورية السورية معاً بوصفه قد استطاع أن يلعب بورقة الجوكر التي بيده ( بشار الآسد) بصورة صحيحة داخلياً وخارجياً مكنته من ( طرنبة ) الجميع وبمن فيهم الولايات المتحدة الأمريكية ، والتصرف بسورياكما لو كانت جزءاً من امبراطوريته أو كواحدة من جمهوريات روسيا الاتحادية (!!) .
أما البكائيات الأربع التي استمعت إليها فهي لكل من : رياض الأسعد ( قائد الجيش الحر ) ، وأسعد عِوَض الزعبي ، ومجموعة من الأهازيج الثورية الحورانية ، وأحد القادة الميدانين الذين تم استبعاد هم أو طردهم من الغوطة الغربية إلى محافظة درعا / حوران .إن الأفكار العامة التي كانت تدور حولها هذه البكائيات الأربع التي استمعت إليها هذا الصباح ، تتلخص بالنقاط التالية :
1. الاعتراف بتراجع قوات الثورة وتقدم قوات النظام ، على كافة الجبهات ، بحيث لم يبق بيد الثوار سوى حصن واحد هو ( الغوطة الشرقية ) ،
2. إن التقدم المشار إليه أعلاه لقوات نظام بشار الأسد إنما هوا واقع الحال تقدم للتحالف الإيراني ( بما في ذلك حزب الله اللبناني ) الروسي براً وبحراً وجواً ضد الثورة السورية ،
3. لقد أشار كل من الرباعي الذين استمعت إليهم هذا الصباح الى مسؤولية وتقصير معظم الفصائل المسلحة التابعة للثورة ، في كافة الجبهات ، بل وانغماسها في جمع المكاسب المادية والأموال وتنفيذ أجندات مموليها تلك الأجندات التي كانت تظهر مالاتبطن وتقول مالاتفعل ، وذلك على حساب مئات ألوف الشهداء من المقاتلين الشرفاء ، ومن النساء والأطفال والشيوخ والصمت المخجل والمشبوه عن تهجير وتشتيت نصف الشعب السوري ،
4. لقد أدان المقاتل الذي تم تهجيره (مع من هجر) الى جنوب سوريا (حوران) أدان الحوارنة في أن أهازيجهم الثورية (الموت ولا المذلة ، احنا معاك للموت يا... وَيَا.... وَيَا ...الخ) لم تجد تطبيقها العملي على الأرض ، وخاصة في المناطق القريبة من حوران كالغوطة الغربية التي كانت أحوج ماتكون إلى ( فزعتهم ) ، ولكن هذه الفزعة كانت مع الأسف الشديد بالقول لابالفعل ، ( إن كاتب هذه المقالة الدكتور محمد الزعبي ، يسمح لنفسه باعتباره أحد أبناء حوران ، أن يقول لأهله وأقاربه وإخوانه في محافظة درعا : لقد كبر مقتاً عند الله أن تقولوا أيها الإخوة مالا تفعلون ) ،
5. فيما وجدناه صحيحاً جداً من أحدهم ، أنه قد بات من الضروري ( الآن الآن وليس غداً ) أن تفتح كافة الجبهات من جديد بحيث يضطر النظام ومسانديه الى توزيع قواتهم على كافة هذه الجبهات ، بدلاً من أن يستفردوا بها واحدة بعد الأخرى ،
6. ويرى الكاتب فيما يتعلق بالنقطة السابقة ، أن يتم إلى جانب الكفاح المسلح العودة الى تظاهرات ايّام الجمعة ، على أن تكون مظاهرات عارمة وبشعارات وطنية موحدة تدور حول مطالب الحرية و الديموقراطية والعدالة الاجتماعية (والتي يمكن تجسيدها بمثلث قاعدته الحرية وضلعاه الآخران الديموقراطية والعدالةالاجتماعية ) والتي تستلزم بالضرورة إسقاط النظام الطائفي ،وإقامة نظام بديل مدني و تعددي وديموقراطي .