الرئيسة \  ملفات المركز  \  التنافس الروسي الإيراني يصل إلى حلب واشتباكات بين قوات الأسد

التنافس الروسي الإيراني يصل إلى حلب واشتباكات بين قوات الأسد

31.03.2019
Admin


ملف مركز الشرق العربي 30/3/2019
عناوين الملف :
  1. الجزيرة :ما علاقة روسيا وإيران بالاشتباكات داخل جيش النظام السوري؟
  2. العربي الجديد :تنافس روسي إيراني على اقتسام سورية
  3. بلدي نيوز :اشتباكات بين شبيحة النظام والميلشيات الإيرانية في حلب
  4. الساعة 25 :تحالف روسي إسرائيلي جديد للقضاء علي إيران بسوريا!
  5. حرية برس :الصراع الإيراني الروسي يمتد إلى حلب بعد حماة
  6. المدن :حلب: الاقتتال بين "لواء القدس" و"الفرقة الرابعة" يتصاعد
  7. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا  :التنافس الروسي الإيراني في سوريا (ريف حماة مثالاً)
  8. عربي 21 :لماذا ينحاز الأسد لإيران أكثر من روسيا بظل تنافسهما بسوريا؟
 
الجزيرة :ما علاقة روسيا وإيران بالاشتباكات داخل جيش النظام السوري؟
قبل 18 ساعة
تستمر الاشتباكات بين صفوف القوات السورية الموالية لنظام الأسد. وهذه المرة في مدينة حلب بين المتطوعين في لواء القدس من جهة، ومقاتلي فرقة الدبابات الرابعة والمليشيات الشيعية من جهة أخرى.
في تقريره الذي نشرته صحيفة "نيوز.ري" الروسية أكد الكاتب إيغور يانفاريف أن السبب وراء هذه الاشتباكات، هو أن بقية الفصائل التابعة لجيش النظام السوري تعتبر لواء القدس قوة عسكرية موالية لروسيا، في حين أن فرقة الدبابات الرابعة والمليشيات الشيعية موالية لإيران.
وأفاد الكاتب أيضا بأن الاشتباكات وقعت تحديدا في منطقة الحمدانية، حيث كان لواء القدس بصدد عبور المنطقة، فحدثت مناوشات بين مقاتليهم وجنود فرقة الدبابات الرابعة.
وقد استُخدمت الرشاشات الثقيلة في هذه الاشتباكات التي استمرت لعدة ساعات ما أدى لسقوط عشرات الجرحى مع احتمال وجود حصيلة قتلى.
ليست المرة الأولى
ذكر الكاتب أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فمنذ أكثر من شهر شبّ نزاع في منطقة تابعة لمحافظة حماة.
وقد شاركت الفرقة الرابعة في الاشتباكات التي قادها شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد الذي يعرف بعلاقاته الوثيقة مع إيران، وفي الجانب الآخر من النزاع كان الفيلق الخامس للجيش الحكومي الذي تسيطر عليه القيادة العسكرية الروسية.
ومن الواضح أن الجانب الروسي يعارض تشكيل جماعات عسكرية يسيطر عليها ماهر الأسد في منطقة سهل الغاب التابعة لمحافظة حماة، التي تتميز بأهمية إستراتيجية.
في السياق ذاته، توجد مبادرات من قبل الكرملين تتعلق بالجيش السوري، تؤكد نوايا موسكو في تقليص النفوذ الإيراني في سوريا.
تقاسم الولاء
منذ بداية هذا العام بدأ متطوعو لواء القدس يتمتعون بدعم كبير من القيادة الروسية ويضمون العشرات من المجندين الذين تدربوا في منشآت خاصة في مخيم حندرات، تحت قيادة مستشارين روس غير رسميين تابعين لشركات عسكرية خاصة ذات خبرة عالية.
كما يلاحظ الخبراء أن مقاتلي لواء القدس يملكون أسلحة روسية حديثة، ويرتدون الزي العسكري الروسي. وتتركز وحدات لواء القدس بمركز المراقبة الروسي الواقع في حلب.
وفي النصف الأول من عام 2018، شرعت القيادة الروسية في إعداد خطة شاملة لإعادة هيكلة القوات المسلحة التابعة للنظام السوري بهدف تعزيز شبكة الضباط الموالين لموسكو.
وبعد إعادة هيكلة الجيش الحكومي التي كانت بمبادرة من موسكو، تتالت عمليات تسريح واستقالة الجنود والضباط، بما في ذلك أولئك الذين يعتبرون من أنصار النظام الإيراني.
أما ماهر الأسد، فقد كان على خط المواجهة للتصدي لمحاولات الروس الرامية إلى تطهير الجيش النظامي السوري.
وبالنظر إلى مستوى العلاقات الإسرائيلية الروسية، فإن هذه الإصلاحات بالغة الأهمية بالنسبة لروسيا خاصة أنها تؤثر بشكل مباشر في العلاقات بين موسكو وتل أبيب.
ولذلك تعتبر هذه المسألة من القضايا المدرجة في جدول أعمال السياسة الخارجية الروسية، ولكن ذلك قد يزيد من خطر نشوب صراع أهلي -داخل أجنحة النظام- في سوريا.
===========================
العربي الجديد :تنافس روسي إيراني على اقتسام سورية
عدنان أحمد
29 مارس 2019
تعاونت روسيا وإيران على نحو وثيق طوال الأعوام الماضية للحفاظ على نظام بشار الأسد ومنع سقوطه في مواجهة الثورة السورية التي دخلت عامها التاسع خلال شهر مارس/آذار 2019 الجاري، إلا أن خلف هذا التعاون عناوين خلاف عدة في الرؤى والمصالح والأهداف في سورية، تظهر شواهدها في أكثر من مكان في سورية وفي أكثر من موقف عبر عنه مسؤولو البلدين.
يرصد "العربي الجديد" هذه الخلافات التي بدأت تتسع في الآونة الأخيرة، وتظهر إلى العلن، مع انحسار العمليات العسكرية، وبدء المرحلة المفترضة لـ"جني الثمار"، بعد سنوات من الاستثمار العسكري والمالي والسياسي للبلدين لصالح نظام الأسد.
ولعل الزيارتين المتزامنتين تقريباً اللتين قام بهما كل من رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى طهران في 25 فبراير/شباط الماضي، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى موسكو بعد يومين، تعكسان إلى حد بعيد هذا التناقض في الموقع والمصالح، خصوصاً إذا ما أضيف إليهما قصف إسرائيل المتكرر الذي يستهدف مواقع ومستودعات إيرانية في سورية بغض طرف، على أقل تقدير، من قبل روسيا، وأحدثه القصف في حلب ليل الأربعاء- الخميس،
فضلاً عن الرسالة الواضحة التي نقلها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى الأسد خلال زيارته دمشق في 19 مارس الحالي، بالتزامن مع المباحثات الثلاثية الإيرانية العراقية السورية التي كانت تعقد في دمشق، ومفادها بأن ما حققه النظام من تقدم عسكري تم بفضل روسيا، وأنه بفضله أيضاً تم "الحفاظ على الدولة السورية". كما لا يمكن إغفال الموقف الروسي من الاعتراف الأميركي بـ"سيادة" الاحتلال الإسرائيلي على الجولان السوري المحتل. وبينما اختارت موسكو التنديد اللفظي بالخطوة امتنعت عن قيادة التحرك في مجلس الأمن الدولي لمواجهة القرار الأميركي.
وإذا كانت أولوية نتنياهو العمل على منع إيران من تثبيت قواعدها في سورية، فإن استدعاء طهران للأسد كان الهدف منه عكس ذلك تماماً، أي زيادة الحضور الإيراني في سورية، مع إحساس بات راسخاً وعلنياً من جانب طهران بأن روسيا تتساهل، وربما تتواطأ مع الضربات الجوية الإسرائيلية لأنها تخدم مصالحها في سورية، تحديداً ما يتعلق بإضعاف هذا الوجود، في ظل التزامات روسية سابقة لإسرائيل بإبعاد ايران عن الحدود مسافة 40 كيلومتراً على الأقل، وهو ما لم يحصل حتى الآن، بل إن إيران زادت من حضورها، المستتر والمُعلن، في تلك المنطقة بعد سيطرة النظام السوري عليها في أيار/مايو العام الماضي.
وأسفرت زيارة نتنياهو لموسكو، كما أعلن في حينه، عن تشكيل "فريق عمل بمشاركة عدد من الدول لدراسة مسألة إبعاد القوات الأجنبية من سورية"، وإن كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن هذه المجموعة، التي ستضم ممثلين عن كل الأطراف المعنية بما فيها إسرائيل، "لن تبدأ عملها إلا بعد القضاء بشكل كامل على الإرهاب في سورية" حسب تعبيره.
حاولت طهران الاستخفاف في العلن بنتائج مباحثات نتنياهو في موسكو، معتبرة أن تصريحات الأخير "لن تؤثر على الوجود الإيراني في سورية". وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إن "إيران ستواصل تقديم الدعم للحكومة السورية طالما بقيت تطلب ذلك". من جهته، قال مندوب النظام الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن موسكو لم تشاور دمشق بشأن تشكيل المجموعة.
خلافات سياسية
ويرى كثر من المتابعين أن العلاقات الروسية-الإيرانية في سورية غير مستقرة، ولا تستند إلى أسس راسخة، بل إن الطرفين يستفيدان من بعضهما البعض، ومن ضعف الموقف العربي والدولي. وتنظر روسيا إلى إيران بوصفها ورقة ضغط في العلاقات مع الغرب والعرب، أكثر من كونها حليفاً. وبينما تستقوي إيران بروسيا حيال الغرب، فإنها ترى أنّ علاقاتها مع الغرب أهم من علاقاتها مع موسكو والعرب.
ومن خلال تتبع بعض مظاهر الخلاف بين مواقف الطرفين في المسألة السورية، يمكن تسجيل العديد من النقاط، أحدثها ما يتعلق بالموقف من "المنطقة الآمنة" المقترحة في الشمال السوري، إذ ينظر نظام الأسد، ومعه طهران، إلى هذه المنطقة باعتبارها "مؤامرة أميركية لتقسيم البلاد"، بينما أبدت روسيا تفهماً للموقف التركي الراغب في إقامة هذه المنطقة، وعرضت نشر قواتها فيها.
والخلاف الأساسي بين الطرفين هو حول استمرار نظام حكم الأسد، إذ يمثل ذلك هدفاً بحد ذاته لإيران بوصفه ضمانة لاستمرار نفوذها، بينما تقول روسيا إنها "تفصل" بين بشار الأسد الشخص والنظام السياسي السوري بمؤسساته المختلفة، وتؤكد أنها تدعم استقرار النظام السياسي.
وثمة تخوف روسي من المليشيات المسلحة التي شكلتها إيران في سورية، إذ تقترح موسكو ضم تلك المليشيات إلى القوات المسلحة التابعة للنظام والتي تقيم معها موسكو علاقات قديمة، وهي خطوة تثير امتعاض إيران التي تعتقد أن روسيا تستهدف حرمانها من نفوذها العسكري، وتالياً انفرادها بالسيطرة على القوى العسكرية لنظام الأسد.
وعلى مستوى العلاقات الخارجية والتحالفات الخاصة بكل طرف، تتخوف طهران من احتمال حصول مقايضات أميركية - روسية لإيجاد تسوية في سورية، تكون على حساب نفوذها في سورية والمنطقة. وينطبق هذا على علاقات روسيا مع إسرائيل، وإمكانية أن تتخلى موسكو عن طهران بسبب مزايا العلاقات مع تل أبيب، والتي قد تكون في حسابات السياسة الدولية أفضل من العلاقة مع إيران.
كما تتوجس إيران من علاقات روسيا مع تركيا، وتخشى أن يحصد الطرفان النتائج بينما هي تتكبد التكاليف والخسائر. وهناك تباين في دعم الأكراد، فروسيا كانت تراهم منذ البداية "مجرد وسيلة غير مكلفة" لتحقيق غاياتها في دحر "داعش" والتنظيمات المتشددة، والضغط على نظام الحكم في دمشق، في حين ترى إيران أن الأكراد يمكن أن يشكلوا عامل ضغط عليها مستقبلاً، في ظل الوجود الكردي في إيران، وبالتالي تتوجس من أن تنتقل إليها "عدوى الانفصال" إن نجحت التجربة في سورية.
خلافات على الأرض
وعلى أرض الميدان، حيث تنتشر القوات الخاصة بالدولتين، أو المجموعات المحلية الموالية لكل منهما، تزايدت في الفترة الأخيرة الخلافات والصدامات بين أتباع الطرفين، وبدأت تطفو على السطح بشكل خاص الخلافات والصراعات بين رجل روسيا القوي العقيد سهيل الحسن، قائد ما يسمى بـ"قوات النمر"، وماهر الأسد قائد "الفرقة الرابعة" وشقيق رئيس النظام الموالي لإيران. وحسب مصادر عدة، فإن اشتباكات وقعت أخيراً بين الجانبين في منطقة الغاب في محافظة حماة وسط سورية جراء خلاف على التحكم بطرق مرور البضائع والسيطرة على المنازل التي هجرها سكانها نتيجة الحرب. وقال قائد عسكري محلي إن ما يجري هو صراع روسي إيراني للهيمنة على النظام، إذ لا ترغب موسكو في وجود قوات عسكرية موالية لطهران على خطوط الجبهة مع المعارضة السورية. ورأى مراقبون أن روسيا تسعى لإبعاد المليشيات التابعة لإيران من سهل الغاب لتطبيق اتفاق سوتشي مع تركيا وحماية قاعدة حميميم بينما تسعى طهران إلى إدارة المعابر.
وهذه ليست المرة الأولى التي تصطدم فيها قوات موالية لإيران وأخرى موالية لروسيا خلال الأشهر الأخيرة، إذ شهدت محافظة دير الزور اشتباكات واعتقالات متبادلة بين المليشيات التابعة لإيران ومليشيات الدفاع الوطني المرتبطة بموسكو، بعد أن قامت الأخيرة، مدعومة من قوات تتبع جيش النظام، بالسيطرة على معابر نهرية كانت تحت سلطة المليشيات الإيرانية صيف العام الماضي. وكان النظام حاول بطلب من إيران، صيف العام 2017، تأسيس ما يسمى بـ"الحشد الشعبي السوري" في محافظة الحسكة التي يتشارك السيطرة عليها مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد). كما قيل إن طهران تسعى إلى تشكيل "جيش محلي" في البادية السورية، قوامه نحو 40 ألف عنصر، بهدف تحقيق السيطرة على المثلث الحدودي مع العراق، وعدم إدخال أي مليشيات تنافس المليشيات الإيرانية في المنطقة، خصوصاً "الفيلق الخامس" الذي يدين بالولاء لروسيا. وبالفعل قامت المليشيات الإيرانية مطلع العام الحالي بطرد مجموعات تابعة إلى "الفيلق الخامس" من مناطق البوكمال الحدودية مع العراق ومنطقة الميادين بريف دير الزور، اللتين تعتبران معقلاً رئيسياً للمليشيات التابعة لإيران.
كما يستمر الصراع بين الطرفين على السيطرة والنفوذ في محافظة درعا جنوب البلاد، وعلى استقطاب المجندين ومقاتلي المعارضة السابقين إلى القوات الموالية لكل طرف، في الوقت الذي تتحدث فيه مصادر محلية عن أن بعض عمليات الاغتيال والاعتقال التي طاولت القادة المنخرطين في المصالحات في الجنوب، كانت في الواقع جزءاً من التنافس بين موسكو وطهران.
واندلعت أخيراً اشتباكات بين رجل روسيا في الجنوب السوري، أحمد العودة، وقوات أبو صدام خربة التابع إلى "حزب الله" اللبناني انتهت بسيطرة قوات العودة على مدينة بصرى الشام في ريف محافظة درعا الشرقي.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تواترت أنباء عن نية روسيا إنشاء تشكيل جديد قد يسمى "الفيلق السادس"، على غرار "الفيلق الخامس" الذي شكلته سابقاً من قادة وعناصر فصائل المصالحات في درعا، وذلك بالتزامن مع عودة بعض قادة الفصائل السابقين من الأردن، إثر اتصالات وترتيبات جرت مع ضباط روس واستخبارات النظام السوري والاستخبارات الأردنية.
وذهبت بعض التحليلات الى أن التشكيل العسكري الجديد "السني" يأتي في سياق توافق خليجي ــ أردني ـ روسي لمواجهة "المد الشيعي" في الجنوب السوري المتمثل بمليشيات تابعة إلى طهران، والتي تواصل التغلغل في المنطقة على الرغم من تعهدات سابقة بالابتعاد مسافة 40 كيلومتراً. وكان رئيس النظام أوفد، نهاية فبراير/شباط الماضي، إلى المحافظة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، اللواء محمد محلا، في زيارة جال خلالها على عدد من مدن المحافظة وبلداتها. وعقد محلا اجتماعات مع بعض قادة فصائل المعارضة السابقين بهدف التنسيق معهم لتشكيل فصيل عسكري جديد، من المتوقع أن يترأسه عماد أبو زريق، بدعم من روسيا ودول إقليمية بهدف تقليص نفوذ إيران في المنطقة. وتأتي زيارة محلا بعد ثلاثة أشهر على زيارة مماثلة لرئيس جهاز الاستخبارات الجوية اللواء جميل الحسن إلى المنطقة، بهدف تجنيد أبناء المنطقة للعمل مع الاستخبارات الجوية المقربة من إيران، وذلك على عكس زيارة محلا التي جاءت بهدف وضع حد للنفوذ الإيراني في المنطقة.
ولعل أكثر ما يثير امتعاض طهران ما بدا أنه ضوء أخضر من موسكو لتل أبيب لضرب الأهداف الإيرانية في سورية. وفي يناير/كانون الثاني الماضي انتقد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، العداء الإيراني لإسرائيل، في اليوم نفسه الذي اتهم فيه رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت، القوات الروسية بتعطيل منظومة "أس 300" خلال الغارات الإسرائيلية على سورية. وقال فلاحت "لو كانت منظومة أس 300 الروسية تعمل بشكل صحیح، لعجز الكيان الصهيوني عن شن هجماته على سورية بسهولة". وأعرب عن اعتقاده بوجود نوع من التنسيق بين هذه الهجمات والدفاع الجوي الروسي المتمركز في سورية.
التنافس الاقتصادي
وعلى الصعيد الاقتصادي، تعتقد روسيا وإيران أنهما استثمرتا الكثير من الأموال والإمكانات في سورية، وأنه لا بد من حصول كل منهما على التعويض الكافي. وتنفق موسكو، منذ تدخلها العسكري في سورية نهاية سبتمبر/أيلول 2015، نحو مليار دولار سنوياً على العمليات الحربية، وفق تقديرات مجموعة "أي أتش أس جاينز" الاستشارية البريطانية، وسقط لها أكثر من 200 مدني وعسكري بين قتيل وجريح في سورية. وفي موازاة ذلك، حصلت حتى اليوم على اتفاق للتنقيب عن النفط والغاز في مياه سورية الإقليمية ومشاريع في قطاعات الغاز والمطاحن والأعلاف والكهرباء والقمح، بالإضافة إلى اتفاقيات تخص القواعد العسكرية الروسية في سورية تضمن استمرارها لـ49 سنة مقبلة.
وعلى الرغم من ذلك، تحدث نائب رئيس الوزراء، الروسي ديمتري روغوزين، نهاية 2017، عن "ضرورة التفكير بكيفية جني الأموال لقاء العمل الكبير الذي قامت به روسيا على أراضي سورية، لأن روسيا ليست فاعل خير أو دولة مانحة وإنما ستحسب كل روبل وضعته في هذه الحرب بدون التساهل في ما يخص مصالحها وأرباحها". وتريد موسكو تأمين وصول الشركات الروسية إلى الأراضي السورية للاستثمار وإعادة الإعمار، حيث المنافسة مع الشركات الإيرانية والصينية أيضاً، فيما صادق مجلس الشعب السوري في 27 مارس/آذار 2018، على عقد يعطي شركة "ستروي ترانس غاز" الروسية حق استثمار واستخراج الفوسفات في منطقة مناجم الشرقية جنوب غرب تدمر، ضمن قطاع يبلغ الاحتياطي المثبت فيه 105 ملايين طن.
من جهتها، دعمت إيران النظام السوري مادياً وبشرياً منذ الأشهر الأولى لاندلاع الثورة. ويقدر خبراء اقتصاديون إنفاق إيران أكثر من ستة مليارات دولار والمئات من الجنود خلال الحرب في سورية، إضافة إلى قروض ائتمانية بملايين الدولارات. وقد طالب مستشار المرشد الإيراني للشؤون الاستراتيجية رحيم صفوي بتعويض طهران عن "التضحيات والتكاليف التي قدمتها وهي تحارب الإرهاب في سورية، مع إمكانية توقيع معاهدات مع الحكومة السورية مشابهة لما حصلت عليه موسكو من معاهدات استعادت عبرها ما قدمته لسورية"، حسب قوله.
وحصلت إيران بالفعل على عقود اقتصادية في سورية في مجالات الزراعة والنفط والصناعة والثروة الحيوانية والموانئ، ونمت مختلف صادراتها للبلاد بشكل مطرد، خصوصاً بعد إعفائها من الضرائب في العام 2012. كما تهدف طهران للسيطرة على صناعة الاتصالات السورية، التي تضررت خلال الحرب، لكنها لم تدمر بالكامل. ويشكل قطاع الاتصالات أهمية خاصة لإيران، ليس فقط بسبب العائدات المالية وإنما للتنصت على المواطنين أيضاً.
كذلك حصلت طهران على اتفاق يسمح لها بتطوير مناجم فوسفات في سورية، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كانت ستحصل على حقوق حصرية لتلك المناجم أم ستتشاركها مع موسكو. ويشمل ذلك عقود انتفاع بين إيران والنظام السوري، لنحو 12 ألف فدان من الأراضي في محافظتي حمص وطرطوس، يمكن استخدامها لبناء محطات للنفط والغاز.
ومن المنافع المالية الأخرى لإيران التي قد تخرج بها من عملية إعادة الإعمار، نقل ملكية الأراضي الزراعية في سورية، التي تركها السوريون الفارون من الحرب على مدار السنوات السبع الماضية، إلى أيدي الإيرانيين، وتحويل بعض تلك الأراضي إلى أعضاء المليشيات الموالية لطهران، كوسيلة لمساعدتهم على ترسيخ وجودهم في سورية.
وفي 25 فبراير الماضي، أعلن نائب رئيس جمعية المقاولين الإيرانية إيرج رهبر أن بلاده أبرمت مع نظام الأسد مذكرة تفاهم لبناء 200 ألف وحدة سكنية في سورية، فيما وقّع النظام في يناير/كانون الثاني الماضي مع حليفه الإيراني 11 اتفاقية اقتصادية استراتيجية طويلة الأمد، استكمالاً لاتفاقيات سابقة ترتبط بإعادة الإعمار في سورية. كما بدأت إيران بمشروع فتح طريق من المقرر أن يربطها بسورية مروراً بالعراق. وحصلت على استثمارات سيادية، مثل عقود لبناء مصفاة نفط كبرى قرب مدينة حمص بطاقة تكريرية تبلغ 140 ألف برميل يومياً. وتلقّت مؤسسة الخط الحديدي الحجازي عرضاً من شركة "ميللي ساختمان" الإيرانية لتنفيذ مشروع قطار ضواحي دمشق، على أن يتم تنفيذه بالشراكة مع الصين. وبالتزامن كشفت وسائل إعلام روسية عن اهتمام شركة "أورال فاغون زافود" الروسية المُختصّة بتصنيع العربات بتصدير عربات الشحن لشبكة السكك الحديدية بسورية. وكانت إحدى أهم الاتفاقيات، التي تم التوقيع عليها في العام 2017، إنشاء ميناء تصدير النفط في سورية، بغية تسهيل قيام إيران بتصدير النفط إلى الأسواق الأوروبية.
الثقافي والإنساني
وعلى الصعيد الثقافي، تحاول روسيا السير على خطى إيران في سورية، عبر اهتمامها بقطاع التعليم والثقافة، فيما يبدو أنه حالة من التنافس الإيديولوجي على أطفال سورية. وقد افتتحت موسكو نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مدرسة ثانوية في الغوطة الشرقية، فيما ذكرت مواقع موالية أن أخصائيين في قسم علم اللغات الروسي في جامعة دمشق يخططون لوضع كتب مدرسية جديدة لتلاميذ المدارس في سورية، تشمل المزيد من الأعمال الأدبية الروسية. كما تقوم جمعيات دينية، مثل جمعية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، باستغلال حاجة السكان في بلدات الغوطة الشرقية الفقيرة عبر تقديم بعض الخدمات والهدايا لطلاب المدارس والأهالي لزرع أفكارها وثقافتها.
وضمت روسيا، في سبتمبر/أيلول الماضي، أول مجموعة من الأطفال السوريين إلى معهد السكك الحديدية والاتصالات العسكرية، التابع للأكاديمية العسكرية للإمداد والنقل في سان بطرسبورغ. وتحت ضغط من موسكو، أغلقت وزارة الأوقاف التابعة للنظام عدة مدارس تمولها إيران في الساحل السوري بحجة أنها لا تلتزم بالمناهج الرسمية. وتعتبر روسيا الساحل السوري منطقة نفوذ لها، باعتباره يضم قاعدة حميميم العسكرية ومنفذ الوصول الروسي البحري إلى البلاد، في حين تعتبره إيران أيضاً منطقة نفوذ لها.
وفي الوقت الذي اتجهت فيه إيران إلى دعم انتشار اللغة الفارسية في الساحل السوري، بدأت روسيا تقديم منح دراسية لتعلم اللغة الروسية، فيما أعلنت وزارة التربية التابعة للنظام بدء تدريس اللغة الروسية مع العام الدراسي الحالي، وأصبحت لغة اختيارية مقابل الفرنسية، ويبدأ تدريسها من الصف السابع الإعدادي.
وفي المقابل، تركز إيران اهتمامها على دعم المعاهد الشرعية والتعليمية للغة الفارسية. ووفق تقارير محلية فإن هناك مراكز لتعليم اللغة الفارسية في العديد من المحافظات مثل اللاذقية ودمشق، بدعم مباشر من الملحقية الثقافية الإيرانية في سورية. كما تدعم تعليم اللغة الفارسية جهات أخرى، منها "حوزة الإمام الخميني" في دمشق، و"مجمع الرسول الأعظم"، و"مجمع السيدة رقية" و"مركز الحُجة" في طرطوس، ناهيك عن المنح المقدمة من إيران للطلاب السوريين. وامتد هذا التنافس بين الجانبين إلى المجال الإنساني والخدمي، حيث سجلت مصادر محلية مطلع فبراير الماضي، قيام القوات الروسية بتوزيع مساعدات على مناطق في القطاعين الغربي والشمالي الغربي من ريف حماة، إذ وزعت هدايا للأطفال ومساعدات إنسانية وغذائية، ضمن المناطق القريبة من خطوط التماس مع الفصائل المقاتلة والواقعة ضمن المنطقة منزوعة السلاح. كذلك وزع مركز المصالحة الروسي في سورية دفعة من المساعدات الإنسانية على سكان قرية الدلافات في منطقة منبج شمال شرقي محافظة حلب.
وفي الوقت نفسه، تعمد القوات الإيرانية لاستغلال حاجة السكان في غرب الفرات والجنوب السوري والمنطقة الممتدة بينهما، وتمدهم بالمساعدات الإنسانية والغذائية، وتقدم رواتب للمتطوعين بمبالغ تبدأ من 150 دولارا أميركيا. وتحاول القوات الإيرانية تجنيد مزيد من العناصر ضمن صفوفها، والتقرب من السكان من خلال دفع أموال أو تقديم معونات أو محاولة حل قضايا عالقة، فيما تعمل روسيا على إقصاء الإيرانيين عن مراكز القرار والتحكم بالتفاصيل السورية، من خلال محاولة كف يدهم في الساحل السوري وريفي حمص وحماة، وتحجيم الدور الإيراني في إدلب ومحافظة حلب. لكن الانتشار الإيراني الواسع، على الأصعدة العسكرية والفكرية، يحول دون تمكن الروس من لي ذراع الإيرانيين في الوقت الحالي، على الرغم من التوجه الدولي تحديداً الأميركي والعربي لمحاربة الوجود الإيراني، خصوصاً على الأرض السورية.
وعلى الرغم من حالة التنافس بين الحليفين الرئيسيين للنظام، روسيا وإيران، إلا أن الحديث عن صراع مفتوح بينهما في سورية قد يكون فيه بعض المبالغة، لأن طهران، التي يتعرض وجودها في سورية لضغط سياسي دولي، إضافة إلى الضربات الإسرائيلية المتلاحقة، ليست في موقع تستطيع معه فتح صدام مفتوح مع موسكو. والحقيقة أن الطرفين لا يزالان يعتمدان على بعضهما في سورية، لإيجاد توازن مع أنقرة وواشنطن، وسيؤدي تحولهما إلى خصمين إلى إضعاف موقفهما. لكن احتمالات تصاعد الخلاف بين الجانبين، وظهورها إلى العلن بشكل أوضح، تظل قائمة، بل مرجحة مع اقتراب الحرب في سورية من نهاياتها، والدخول في مرحلة اقتسام الغنائم، ورسم مستقبل البلاد، حيث الرؤى والمصالح متضاربة إلى حد كبير بين الطرفين. وبالنسبة لنظام الأسد، فإن من المفهوم أنه يثق بإيران أكثر من ثقته بروسيا التي تعتريه شكوك بأنها قد تفاوض عليه في مرحلة ما. لكن خياره المفضل حتى اليوم هو الموازنة في العلاقة بين الجانبين، لأنه ما زال بحاجة لكليهما فيما بقاؤه مرتبط باستمرار دعمهما.
===========================
بلدي نيوز :اشتباكات بين شبيحة النظام والميلشيات الإيرانية في حلب
ميداني
السبت 30 آذار 2019 | 11:59 صباحاً بتوقيت دمشق
بلدي نيوز – حلب (عبد الكريم الحلبي)
دارت اشتباكات بين عناصر من قوات النظام والمليشيات الإيرانية، في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، خلال اليومين الماضيين.
وقال مصدر خاص من داخل حلب "لبلدي نيوز" إن اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة اندلعت بين عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني والشبيحة التابعة لقوات النظام ضد المليشيات الإيرانية، في حي الشعار وباب النيرب والفردوس بمدينة حلب، ما أدى إلى سقوط جرحى بين الطرفين.
وأضاف المصدر، أن الاشتباكات بدأت مساء الأربعاء وتجددت أمس الجمعة، وخاصة في حي الفردوس، وتطورت إلى قتال شوارع بين الطرفين استمرت لعدة ساعات بين الطرفين.
يذكر أن قوات النظام فرضت سيطرتها على الأحياء الشرقية لمدينة حلب نهاية عام 2016، بعد عملية عسكرية مشتركة بين روسيا وإيران وقوات النظام، أدت إلى تدمير الأبنية السكنية في هذه الأحياء وتهجير الأهالي إلى ريف حلب وإدلب.
===========================
الساعة 25 :تحالف روسي إسرائيلي جديد للقضاء علي إيران بسوريا!
هل هناك كما رأت أطراف سياسية حلفا جديداً بين الروس والإسرائيليين ضد الوجود الإيراني في سوريا؟
الاختلافات بين روسيا وإسرائيل ليست حول بقاء النظام ولكن على إخراج أو إبقاء القوات الإيرانية على الأراضي السورية.
اشتباكات بين فرقتين عسكريتين سوريتين، الرابعة الموالية لإيران، والخامسة الخاضعة للروس.
* * *
كيف يمكننا «تصريف» تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول أمس الأحد بأنه اتفق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على «إخراج القوات الأجنبية من سوريا».
وهل يمكننا اعتباره، كما رأت بعض الأطراف السياسية، تحالف روسي إسرائيلي ضد الوجود الإيراني في سوريا، أم أنه مجرّد استطراد بلاغيّ متوقع من نتنياهو الذي يواجه تهما بالفساد وكذلك منافسة قوية من خصومه في الانتخابات النيابية المقبلة؟
اللقاء «الحميم» والقصير بين بوتين ونتنياهو الأسبوع الماضي سبقته لقاءات كثيرة عديدة منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015.
ورغم المناكفات العديدة بين الطرفين، والتي يمثل إسقاط تل أبيب لطائرة شحن روسية العام الماضي ذروة التصعيد فيها، فإن الأكيد أن الاختلافات بينهما لا تدور على بقاء النظام السوري ولكن على إخراج أو إبقاء القوات الإيرانية على الأراضي السورية.إشارات عديدة قادمة يمكن تفسيرها بحصول تقارب بين موسكو وتل أبيب في الموضوع الإيراني.
من هذه الإشارات تقصد إيران معاكسة مفاعيل زيارة نتنياهو لموسكو بالزيارة المفاجئة لرئيس النظام السوري بشار الأسد إلى طهران، ولقائه مرشدها الأعلى علي خامنئي، والتي أعطاها حضور قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني (والتغييب المتقصد لوزير الخارجية محمد جواد ظريف) طابعاً عسكريّا واضحاً.
وتبعت ذلك تصريحات الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني سخرت من «زيارات نتنياهو العبثية» وأكدت أنها «لن تؤثر على التواجد الإيراني في سوريا».
إضافة لذلك فهناك أنباء من جهات مختلفة تؤكد حصول صراع عسكري وسياسي على النفوذ في سوريا بين موسكو وطهران انعكس باشتباكات ومناوشات بين فرقتين عسكريتين سوريتين، الرابعة الموالية لإيران، والخامسة الخاضعة للروس.
ويبدو أن صمود القوات الموالية لإيران، معطوفا على إعلان دمشق وطهران اتفاقا للتعاون الاستراتيجي يتضمن استثمارات إيرانية في قطاعات الكهرباء والمياه والطرق والإسكان، أديا لإعلان موسكو تقاربا أكثر مع إسرائيل (رغم الوضعية المتراجعة سياسيا لنتنياهو)..
وخصوصاً بعد التشدد الأمريكي ـ الأوروبي الذي ربط عمليات «إعادة الإعمار» وعودة اللاجئين بحلّ سياسيّ يضعف مركز الأسد، والذي أدّى إلى تراجع مواز في حماس بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع نظام الأسد.
هناك إشارات أخرى كثيرة من الساحات العالمية والإقليمية إلى مشاركة بعض الدول الأوروبية في حصار النظام في إيران، والتضييق على أذرعه العسكرية والسياسية، كما حصل قبل أيام من إعلان بريطانيا «حزب الله»، بجناحيه السياسي والعسكري، منظمة إرهابية.
ويقابله تصعيد إيرانيّ، وخصوصاً في العراق، حيث تتصاعد الدعوات السياسية لإخراج القوات الأمريكية، وتعمل بعض القوى السياسية في البرلمان على إصدار قانون بهذا الخصوص، وكذلك في اليمن، التي تقف المفاوضات السياسية فيه على كف عفريت.
تصريحات نتنياهو، رغم أنها تؤشر إلى تقارب أكثر بين موسكو وتل أبيب ولكنّها لا يمكن أن تعتبر إعلانا عن «حلف» بين الطرفين، وجلّ ما يمكن أن يحصل عليه نتنياهو هو ما حصل عليه سابقا، وهو ترك خريطة الأهداف الإيرانية على الأرض السورية متاحة للقصف (بوقف تشغيل منظومات الصواريخ الروسية ضد الطيران الإسرائيلي).
وهو ما سيجعل نظام بشار الأسد أكثر ضعفاً ومطواعيّة للأمر الروسي، وسيكون موضوع التفاوض الرئيسي بعد ذلك، مع الأمريكيين والأوروبيين، حيث سيرتبط ارتفاع (أو هبوط) أسهم روسيا في المقايضة بدرجة تحكّمها في زيادة أو تقليص الوجود الإيراني في سوريا.
===========================
حرية برس :الصراع الإيراني الروسي يمتد إلى حلب بعد حماة
فريق التحرير24 مارس 2019آخر تحديث : الأحد 24 مارس 2019 - 3:25 مساءً
عمران الدوماني-حرية برس:
انتقل الصراع الإيراني الروسي في سوريا من ريف حماة إلى مدينة حلب، منذ مطلع الشهر الجاري، بعد اعتقال الشرطة العسكرية الروسية عدداً من عناصر ميلشيا “حركة النجباء” التي تتلقى دعمها من إيران، في وسط مدينة حلب.
وكانت مجموعة تابعة للحرس الثوري الإيراني، قد اعترضت دورية تابعة للشرطة الروسية، في “جبل عزان” في ريف حلب الجنوبي، ومنعت الشرطة العسكرية الروسية من المرور.
بدوره، صرحَّ النقيب “عبد السلام عبد الرزاق”، المنشق عن إدارة الحرب الكيميائية في صفوف قوات النظام، لـ”حرية برس” أن “الشرطة العسكرية الروسية اعترضت مجموعة تابعة لميلشيا ’حركة النجباء الإيرانية’، واعتقلت 15 عنصراً في وسط مدينة حلب، شهدت المدينة بعدها استنفاراً للميلشيات الإيرانية وقوات النظام”.
وأضاف أن مجموعة تابعة للحرس الثوري الإيراني “منعت دوريات للشرطة العسكرية الروسية من المرور على الطريق المؤدي إلى قاعدة ’السيدة رقية’ في ’جبل عزان’ في ريف حلب الجنوبي، حيث طلب ضباط إيرانيون من الشرطة العسكرية الروسية المغادرة بسبب دخولهم منطقة عسكرية خاصة بالإيرانيين”.
وأشار “عبد الرزاق” إلى أن ” الصراع الروسي الإيراني على امتلاك القرار في سوريا كان واضحاً في الآونة الأخيرة، عن طريق السيطرة على الأرض والمواقع الهامة؛ حيث سيطر الفيلق الخامس التابع لقوات النظام، الذي يتلقى دعمه من روسيا، على جبهات ريف حماة، وأبعد الميلشيات الإيرانية؛ ما أدى إلى انتقال الصراع إلى مدينة حلب، بسبب أهميتها الكبيرة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً”.
وبغية الاحتفاظ بتأثيرها على مسار المفاوضات، بعد خسارتها كثيراً من المواقع العسكرية في الفترة الماضية، احتفظت الميليشيات الإيرانية بوجودها على الجبهات وأعادت نشر قواتها في ريفي حلب الجنوبي والشرقي، محاولة بذلك أن تعود إلى مفاوضات “سوتشي” بصفتها قوة ثالثة على الأرض السورية يمكنها قلب الطاولة في أي لحظة تستبعد فيها”.
في السياق ذاته، قال المحلل الاستراتيجي والعسكري، العميد “أحمد رحال”، لـ”حرية برس”: “لا يرغب الإيرانيون في الوجود الروسي في سوريا، لكن الحاجة أجبرتهم على ذلك بسبب خروج سلاح قوات النظام الجوي عن الخدمة، ولأن إسرائيل لا تقبل بتحليق طيران إيراني في المجال الجوي للمنطقة”.
ونوّه إلى أنَّ الروس “ليسوا أغبياء للعمل تحت قيادة الإيرانيين وجعلهم يقطفون ثمار جهودهم في سوريا، وأنهم بدؤوا بتحجيم الدور الإيراني في البلاد بعد تمركز قواتهم فيها، وتعاونوا على ذلك مع اسرائيل عن طريق منع أي دور إيراني في سوريا على الصعيدين العسكري والاقتصادي”.
وكانت اشتباكات عنيفة قد نشبت في ريف حماة الغربي، منذ مطلع العام الجاري، هدفت منها روسيا إلى إبعاد إيران عن المواجهة على جبهات ريف حماة الغربي مع فصائل الجيش السوري الحر.
وجرت هذه الاشتباكات بين الفيلق الخامس، الذي يتلقى دعمه من روسيا، والفرقة الرابعة التي تتلقى دعمها من إيران، وقد استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أسفر عن مقتل عشرات في صفوف الطرفين.
بدورها، عززت ميلشيا الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية التابعة لها، قواتها في ريف حلب الشرقي في منطقة “الواحة”، عقب نقل قوات لها من محافظة دير الزور وريفها إلى المنطقة، بالإضافة إلى أسلحة وذخائر وضباط وعناصر إيرانيين.
ويتركز انتشار الحرس الثوري الإيراني ولواء “باقر” الشيعي، الذي يتلقى دعمه من إيران، في ريفي حلب الجنوبي والشرقي، بسبب القواعد العسكرية التابعة لهم، بالإضافة إلى بسط سيطرتهم على عشرات القرى في المنطقة وتهجير سكانها.
===========================
المدن :حلب: الاقتتال بين "لواء القدس" و"الفرقة الرابعة" يتصاعد
المدن - عرب وعالم | الإثنين 25/03/2019 شارك المقال : 2498Google +20
شهد حي الحمدانية في حلب الغربية، اقتتالاً داخلياً عنيفاً بين مليشيات النظام، استخدمت فيه الأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.
واستمرت الاشتباكات لساعات، وتسببت بسقوط عشرات الجرحى الذين نُقلوا إلى المشفى العسكري في حلب. وشهد حي الحمدانية والأحياء المحيطة بالأكاديمية العسكرية، حظراً مؤقتاً للتجول، تبعته حملة مطاردة واعتقالات، وفق مصادر "المدن".
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل الملازم أول، أوس ديب، من "أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية" الواقعة بين الحمدانية وحلب الجديدة. وقالت مواقع إعلامية موالية في حلب إن ديب، أصيب أثناء تواجده في الحمدانية بالصدفة، بعدما اخترقت رأسه رصاصة طائشة، نقل على إثرها إلى المشفى العسكري ليفارق الحياة بعد وقت قصير.
مصدر خاص أكد لـ"المدن"، أن الاشتباكات التي شهدها حي الحمدانية ومواقع قريبة من الأكاديمية العسكرية، جرت بين مجموعات تابعة لمليشيات "الدفاع الوطني" و"الفرقة الرابعة" و"لواء الباقر" من جهة، ومليشيا "لواء القدس" من جهة ثانية. وبدأت المواجهات بين الطرفين بعدما اعترضت دورية تابعة لـ"الفرقة الرابعة"، طريق مجموعة مسلحة من "لواء القدس" أثناء مرورها في الحي، وتطورت المواجهات بعدما وصلت تعزيزات عسكرية للطرفين؛ من الأكاديمية العسكرية في الحمدانية، ومن كتيبة المدفعية في جمعية الزهراء.
وبحسب مصدر "المدن"، فإن الضابط القتيل، أوس ديب، كان قد وصل إلى منطقة الاشتباكات مع التعزيزات التي جاءت من الأكاديمية العسكرية، ولم يكن مقتله صدفة برصاص طائش.
وكانت أحياء حلب الغربية قد شهدت إعادة انتشار للمليشيات الموالية منذ بداية آذار/مارس. وشهدت المنطقة توسعاً وانتشاراً متزايداً لمليشيا "لواء القدس" المدعوم من روسيا، على حساب المليشيات المدعومة من إيران التي كانت تسيطر بشكل شبه كامل على الكتل السكنية في الأحياء الغربية الواقعة على خط التماس مع المعارضة المسلحة حتى نهاية العام 2018.
وتشكل "الفرقة الرابعة" و"لواء الباقر" و"الدفاع الوطني" طوقاً أمنياً يحيط بالأكاديمية العسكرية التي تعتبر نقطة مراقبة إيرانية، بالإضافة إلى كونها أكبر نقطة عسكرية داخل مدينة حلب تتبع لـ"الحرس الثوري" و"حزب الله" اللبناني. وكانت المليشيات الإيرانية تتمتع بالسيطرة الكاملة على الكتل السكنية في الأحياء الواقعة على تماس مع المعارضة، وتم تحويل جزء كبير منها إلى سكن للضباط والعناصر ومقار ومستودعات للأسلحة.
وحظي "لواء القدس" بدعم كبير قدمته روسيا منذ بداية العام 2019، وضم إلى صفوفه مئات العناصر الجدد الذين تم تدريبهم في معسكرات خاصة، في معسكر حندرات شمالي المدينة، والذي أنشأته القوات الروسية بالقرب من نقطة المراقبة الروسية الجديدة في تلة حندرات. ونشرت روسيا المئات من عناصر "لواء القدس" الجدد، في حي جمعية الزهراء والأطراف الشمالية من حي حلب الجديدة، وأنشأت لهم قاعدة تمركز رئيسية داخل كتيبة المدفعية بالقرب من نقطة المراقبة الروسية في جمعية الزهراء.
وتأتي هذه المواجهات في سياق التنافس بين المليشيات الموالية على النفوذ والسيطرة. إذ تريد روسيا التقليل من نفوذ وسيطرة المليشيات الإيرانية، وعلى رأسها "الفرقة الرابعة" في جبهات أحياء حلب الغربية ومنطقة الضواحي. وتسيطر المليشيات الإيرانية على شريط طويل؛ من نقطة المراقبة الإيرانية في الأكاديمية العسكرية، وحتى النقطة الثانية في أرض المصطبة شمالي الحاضر في ريف حلب الجنوبي، مروراً بخان طومان ومعمل الاسمنت والراشدين. ويزيد طول هذا الشريط عن 50 كيلومتراً، ويحظى بدعم القاعدة الإيرانية الخلفية في منطقة جبل عزان جنوبي حلب.
===========================
مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا  :التنافس الروسي الإيراني في سوريا (ريف حماة مثالاً)
وكالات
28/03/2019
الكاتب: مرصد مينا
مدخل
تنافس لم يعد يخفَ على أي متابع للشأن السوري بين القوتين الرئيستين الداعمتين للنظام السوري اللتين تمكنتا من المحافظة عليه مدة 8 سنوات من الحرب.
فقد كانت إيران القوة السباقة في دعم النظام السوري على الأرض وقد اعتمدت اعتماداً رئيساً على الميليشيات في إسنادها للنظام وقد تحول الجيش السوري في العهد الإيراني إلى ميليشيات طائفية متعددة الجنسيات قبل أن تتعرض لهزائم عدة على يد المعارضة السورية، ما دفع بروسيا إلى التدخل في 2015 بهدف حماية النظام السوري ومصالحها.
روسيا التي وقفت بقوة إلى جانب النظام السوري ساندته بالتغطية الجوية وعملت جاهدة على تأمين تلك التغطية لقوات النظام وحتى لمليشيات إيران ما أتاح لقوات النظام والميليشيات المساندة السيطرة على مساحات واسعة من سوريا قد تصل إلى 60 في المئة من مساحة البلاد.
لكن ذلك التقارب كله بين الروس والإيرانيين بدأ يضعف ويتكشف نوع آخر من التنافس -إن لم يكن الصراع- خصوصاً بعد الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت عدداً من المواقع الإيرانية والصمت الروسي تجاه تلك الاستهدافات، إذ تبين للإيرانيين أن روسيا مصممة على حماية نفسها وأتباعها فقط.
صور عدة لذلك التنافس بين القوتين الإيرانية والروسية في سوريا كان آخرها في ريف حماة الشمالي الغربي والشمالي الشرقي.
إذ يعد ما حصل في هذه المنطقة خير مثال ومؤشر على وجود تنافس حقيقي بين روسيا وإيران، حيث دارت اشتباكات في المنطقة بين القوى المدعومة من إيران والقوى المدعومة من روسيا وهي المرة الأولى التي يظهر فيها التنافس بهذه الصورة الميدانية وبين العناصر والأتباع على الأرض.
إيران تشتري الولاءات في شمال حماة وغربها عن طريق التهريب
بداية وقبل الخوض في الاشتباكات فالمنطقة معقدة من حيث التركيب السكاني إذ ينتشر فيها سكان من طوائف علوية مرشدية وسنية ومسيحية وقد عملت إيران على جذب الولاءات فيها منذ القدم، أطلعنا أبو سطيف خطاب -مرصد عسكري ومدني في منطقة ريف حماة وهو من أبناء المنطقة- على التركيبة السكانية ((المنطقة معقدة جداً من حيث التركيبة السكانية إذ ينتشر المرشديون في شطحة والرصيف والجيد وجورين والعلويون ايضا في القرى نفسها، إضافة إلى الكريم ونهر البارد، وللمسيحيين وجود قوي في السقيلبية وللسنة أيضاً في قبر فضة والسقيلبية والكريم وغيرها، هذا ما صعّب على إيران الحصول على ولاءات مطلقة في المنطقة).
ويضيف الخطابي: (وبسبب تعدد الطوائف لم تتمكن إيران من كسب الولاءات عن طريق اللعب على الوتر الطائفي والتشيع الذي طالما حركته واستغلته، فقد عملت على جوانب مختلفة عدة؛ الأولى وهي تهجير السنة للتخلص من خطرهم نهائياً في المنطقة، والثانية فتح طرق التهريب للميليشيات التابعة لها في المنطقة على اختلاف انتماءاتهم الدينية).
أمجد الحسن ناشط مدني من أبناء قرية قبر فضة ونازح إلى جبل شحشبو (بالقرب من منطقة الغاب) يقول: تعرضنا لضغط كبير من الميليشيات المحلية المدعومة من إيران وضيقوا علينا وأجبرونا على الخروج لأننا كنا أمام خيارين؛ إما ان يقتل شبابنا كلهم أو نخرج، فخرجنا إلى جبل شحشبو وبقيت المنطقة هنالك في أيدي الميليشيات، ويضيف أمجد الحسن الميليشيات هناك من كل الطوائف أصحاب نفوذ، وأكثر ما يجذب شباب المنطقة إلى العمل مع الميليشيات هو التهريب. إذ فتحت تلك المليشيات خطوط التهريب بين مناطقها ومناطق المعارضة في قلعة المضيق ومحيطها.
ويؤكد ذلك أبو سطيف خطابي: (التهريب في المنطقة على قدم وساق، يدار من تلك الميليشيات ولا شيء محرم على التهريب المحروقات والسيارات والجوالات وحتى الأسلحة تهرب، بالفعل إن إيران تمكنت من شراء ولاءات كبيرة في المنطقة، إذ يسارع كثيرون لدخول تلك الميليشيات للاستفادة من عائدات التهريب).
بالنسبة إلى المعتصم بالله الشحود وهو عضو المكتب الإعلامي لجيش النخبة التابع للمعارضة السورية والعامل في حماة فإن لإيران أيضاً طرائق إضافية غير التهريب لكسب الولاءات، كسب الإيرانيون الولاء في ريف حماة عن طريق دفع أموال كبيرة لمن يتبعهم مع تأمين حماية شخصية وسلاح وعقارات ومنازل مصادرة من النازحين والهاربين من المنطقة لمن يتبع لهم.
ويضيف الشحود: إن للإيرانيين مراكز للتدريب خارج نطاق الجيش تماماً ويفضل الشباب التطوع فيها هرباً من الخدمة في الجيش السوري سيء السيط من حيث تأمين مستلزمات الجنود والطعام والإجازات.
ومن أهم تلك المراكز في حماة مركزين للتدريب الأول في جنوب حماه داخل اللواء 47 والثاني في ريف مصياف قرب الشيخ غضبان والمركزان فاعلان بقوة ويخرجان الدفعات على الدوام.
اشتباكات والفيلق الخامس يسيطر على المنطقة
إضافة إلى النفوذ القوي الذي يحظى به الإيرانيون عن طريق ميليشياتهم على الأرض فإن جزءاً من المليشيات أيضاً يدين بالولاء المطلق لروسيا، بل إن روسيا هي من شكلت تلك الميليشيات، المرصد خطابي عدد بعض الميليشيات التابعة لروسيا في المنطقة وهي فوج الحوارث وفوج البواسل ومليشيا علي شلي وغيرها وبحسب الخطابي فإن تلك الميليشيات كلها تتبع لسهيل الحسن وهو رجل روسيا الأول في سوريا كما يعلم الجميع.
أما عن الميليشيات التابعة لإيران والمنتشرة في المنطقة وكانت تحظى بالنفوذ الأوسع فيعددها المعتصم بالله الشحود وهي بعض الكتائب من الفرقة الرابعة ومجموعات متعددة مرتبطة بحزب الله، إضافة إلى عدد من المجموعات المرتبطة بإيران مباشرة كلواء الفضل العباس وزينبيون والنجباء وغيرها عشرات من المجموعات.
ويؤكد أمجد الحسن أنه على الرغم من وجود مجموعات تتبع للقوات الروسية في المنطقة إلا أن مجموعات إيران كانت صاحبة النفوذ الأكبر مع وجود تداخل كبير بين مناطق السيطرة لكل من القوتين في المنطقة.
ويضيف أمجد إنه على الرغم من اختلاف الولاءات في المنطقة إلا أننا لم نكن نظن مطلقاً أن الأمر سيصل إلى الاشتباكات المباشرة على الأرض، لكن ذلك حدث بالفعل.
عن طبيعة تلك الاشتباكات وسببها المباشر وتفاصيلها حصلنا على معلومات من أحد الضباط المجندين ويدعى عبد الله (اسم مستعار) وهو يخدم إلزاميا برتبة ملازم مجند في صفوف الفوج 11 في الفيلق الخامس المشكل من روسيا، وبحسب عبد الله فإن أوامر جاءت لقيادة الفوج بضرورة التحرك من مناطق غرب حماة وجنوبها إلى مناطق سهل الغاب من أجل تعزيز قواتهم في المنطقة، ويقول عبد الله: (مع وصولنا إلى سهل الغاب فوجئنا بوجود رفض شديد من بعض التشكيلات والوحدات الموجودة في المنطقة، رفضت رفضاً قاطعاً وجود الفيلق الخامس في المنطقة).
ويضيف إنه (في اليوم التالي حاصرت تلك القوات الرديفة المعسكر الذي أنشئ للتمركز في سهل الغاب وحدت من حرية تحركنا، ما دعى قادة المعسكر إلى التعامل معها وطلب مؤازرة تمكنت تلك المؤازرة لاحقاً من فك الحصار وردع المجموعات الرافضة لوجود الفيلق الخامس).
يقول أبو سطيف خطابي: لقد رصدنا عبر أجهزة التنصت المعركة بين الفرقة الرابعة وعناصر مواليين لإيران ومجموعات الفيلق الخامس استقدمت إلى منطقة سهل الغاب.
يضيف الخطابي: (أوعزت روسيا لقوات من الفيلق الخامس بدخول ريف حماة الغربي والشرقي بغية بسط نفوذها بالقوة هنالك وهذا الأمر لم يرُق ميليشات الفرقة الرابعة والمتحكمة في المنطقة التي سارعت إلى الاشتباك مع الفوج الخامس واستدعت تعزيزات لها من ريف حماة الجنوبي من أجل تثبت نقاطها وطرد الفيلق الخامس من المنطقة).
ويؤكد أمجد الحسن أن تلك الاشتباكات جرت وبقوة على مدار أربعة أو خمسة أيام إذ يقول: (بحكم سكني بالقرب من منطقة سهل الغاب فقد كنت أسمع أصوات الاشتباكات بوضوح، لم تستخدم الأسلحة الخفيفة فقط، إنما الأسلحة المتوسطة والثقيلة أيضاً).
ويضيف أمجد الحسن: كنا في مرات عدة نسمع أصوات القصف فنهرع خوفاً، ظناً منا أن القصف يستهدف مناطق المعارضة، إلا أننا كنا نفاجأ بأن القصف يخرج من مناطق النظام إلى مناطق النظام، وهذا ما أكد لنا وجود تلك الخلافات الحادة بين الطرفين.
المعتصم بالله الشحود يرى ان تلك الاشتباكات لم تكن لتحدث بسبب مشكلات بين عناصر أو لأسباب شخصية أو فردية، وإنما تلك المعارك على الأرض بين العناصر ما هي الا انعكاس وترجمة للتنافس الذي لم يعد ليخفَ على أحد بين كل من روسيا وإيران.
أما عن نتائج تلك الاشتباكات فقد أكد ابو سطيف خطابي أنه بعد جولات عدة من الاشتباكات والمعارك العنيفة فإن النهاية كانت لمصلحة روسيا التي فرضت سيطرتها على المنطقة واستلمت عن طريق ذراعها الفيلق الخامس حواجز ونقاط تفتيش عدة من القوات المحلية الموالية لإيران والفرقة الرابعة في منطقة سهل الغاب.
وهذا ما يؤكده الملازم في جيش النظام السوري، عبد الله الذي قال إنه ما يزال مع كامل قوات الفيلق الخامس التي نقلت إلى المنطقة منتشرة في مواقعها الجديدة في سهل الغاب، مضيفاً أن قوات الفيلق الخامس هي من باتت تسيطر سيطرة شبه كاملة على الحواجز ونقاط التفتيش حتى المعسكرات مع وجود غير مؤثر لباقي القوات (قاصداً القوات الموالية لإيران).
الاشتباك في ريف حماة الشمالي وفرض سيطرة الفيلق الخامس لم يقتصر مطلقاً على المنطقة الغربية المتمثلة في سهل الغاب، إنما امتد ليشمل المنطقة الشرقية من ريف حماة الشمالي حيث كانت تنتشر أيضاً ميليشيات مدعومة من إيران تمتهن التهريب لجذب المجندين وإغرائهم وكسب ولائهم، ومن بين تلك المجموعات التي فككتها روسيا واستبدلت بها الفيلق الخامس فوج المبارك، إذ أفادتنا مصادر من منطقة ريف حماة الشمالي الشرقي أن قوات تابعة للفوج الخامس اقتحام المدعوم من روسيا سيطرت على مواقع عدة كانت تتبع سابقاً لفوج المبارك في ريف حماة الشمالي الشرقي.
كان فوج المبارك يُعرف بنفوذه القوي في منطقة انتشار عرب الموالي قرب أبو دالي بريف حماة الشمالي ويتزعم الفوج الشيخ أحمد مبارك درويش عضو مجلس الشعب السابق الوجه البارز من الوجوه العشائرية في المنطقة.
وبحسب المصادر ذاتها فان عملية سيطرة قوات روسية على مقار ومواقع فوج المبارك جاءت بعد ان اتخذ الروس قرارا بإنهاء وتفكيك فوج المبارك المقرب من إيران والذي كان يدير علاقات تجارية متميزة في المنطقة مع مناطق المعارضة في ادلب..
كما اكدت المصادر ان روسيا لم تكتف فقط بتفكيك فوج المبارك انما عملت ايضا على تضييق الخناق على زعيم الفوج احمد درويش حيث قامت بالحد من صلاحياته ومصادرة ذخائر واسلحة وبطاقات امنية تسهل التحرك كانت بحوزة المقربين منه وتحميهم من الخدمة الالزامية
بالقرب من ابو دالي إلى الغرب منها حيث معبر مورك بين المعارضة والنظام؛ رصد ناشطون في المدة الأخيرة إغلاقا متكرراً للمعبر من طرف النظام وقال الناشطون إن سبب إغلاق المعبر بشكل متكرر نتيجة لخلافات حادة حول إدارة المعبر بين الفيلق الخامس من جهة ومجموعات من الشبيحة مرتبطة بشخصيات مقربة من إيران، إذ كانت تلك المجموعات تمتهن الترفيق للحصول على مبالغ مالية هائلة من المعبر.
ويؤكد الناشطون في المنطقة أن الفيلق الخامس تمكن أخيرا من فرض السيطرة المطلقة على المعبر ونشر قوات بالقرب من المعبر في معسكرات عدة مزودة بمدفعية ثقيلة وراجمات تستهدف يومياً مناطق المعارضة القريبة من المنطقة.
لماذا تريد روسيا السيطرة على حدود المنطقة عازلة
ولكن ما هدف روسيا من بسط نفوذها على تلك المنطقة وما أهميتها بالنسبة إلى الروس؟
حصلنا على الإجابة من المعتصم بالله الشحود الذي أكد وجود أسباب عدة لرغبة روسيا العارمة في بسط سيطرتها على تلك المنطقة، وأهم تلك الأسباب بحسب الشحود أن لدى روسيا رغبة جامحة في فرض سيطرتها كاملة على حدود المنطقة العازلة التي جرى التوافق عليها في سوتشي مع تركيا، إذ تزيد سيطرتها على المنطقة من قوة موقفها أمام أي مفاوضات لاحقة مع الأتراك والمعارضة.
ويرى معتصم أيضاً أن روسيا تريد من سيطرتها هناك إيقاف عمل التهريب الذي كانت تمارسه إيران وذلك خدمة لاتفاق سوتشي الذي يقضي بتفعيل عمل الطرق الدولية، إذ ترى روسيا في عمليات التهريب مقوضاً لعملية فتح الطرق الدولية إذ تؤثر تلك المعابر غير المنضبطة التي كانت تديرها المجموعات الموالية لإيران في عمل المعبر الرئيسي في مورك الذي أغلق وأعيد فتحه مرات عدة مؤخراً نتيجة لخلافات أيضا بين الفيلق الخامس المدعوم روسياً والفرقة الرابعة المدعومة إيرانياً.
إضافة إلى السببين السابقين فإن سببا ثالثاً لا يقل أهمية عن سابقيه تحدث عنه أبو سطيف خطابي وهو وقوع منطقة الغاب الغربي في موقع استراتيجي مهم بالنسبة إلى قاعدة حميميم العسكرية وإذ تعد تلك المنطقة بحسب الخطابي مفتاحاً لقاعدة حميميم كونها أكثر المناطق قرباً إلى القاعدة وهي بوابة الساحل والقرى العلوية وبحسب وصف الخطابي فإن روسيا لا ترغب مطلقا في أن تكون إيران هي المتحكمة في بوابة قاعدتها.
ثم إن روسيا ترغب في السيطرة على المنطقة لأنها على تماس مباشر مع أقرب مناطق المعارضة إلى حميميم، فروسيا بسيطرتها على الغاب الغربي يمكنها مراقبة أي هجوم قد يحدث على قاعدتها سواء بقذائف مدفعية أم حتى بالطائرات المسيرة التي تقض مضجع الروس في كبرى قواعدهم بين الفينة والأخرى.
إضافة إلى تلك الأسباب كلها التي تفرض على روسيا سيطرتها على ريف حماة فإن كثيرين يرون أن الأمر يتعلق عموماً عام بسياسة روسيا التي اتبعتها مؤخراً لإرضاء إسرائيل والغرب الغاضب وبصورة كبيرة من الوجود الإيراني في سوريا، لذلك فهي تحاول الحد من النفوذ الإيراني في المناطق السورية كلها وخصوصاً في المناطق القريبة من قواعدها كي لا تقع في موقف المحرج أمام أي هجوم إسرائيلي على مواقع إيرانية قريبة من قواتها.
شبيحة ريف حماة بين الولاء لإيران ورضى روسيا
أخيرا فإن القوات الموالية لإيران بحسب ما ذكر أمجد الحسن ما تزال موجودة في المنطقة على الرغم من تقويض نفوذها، فبحسب أمجد فإن أهالي المنطقة من الشبيحة يجدون في إيران صديقاً أكثر جدية من روسيا التي لربما تستغني عنهم أو تحد من نفوذهم أو تسلط عليهم قادة من طوائف أخرى سنية أو مسيحية.
و بحسب الخطابي فإن الشبيحة في ريف حماة الشمالي اليوم يقعون بين نارين الأولى ولاؤهم لإيران طائفياً ومالياً ورغبتهم بعدم إزعاج روسيا ذات القوة العسكرية الكبرى والسطوة الدولية الأوسع.
لذلك يسعى قادة المليشيات المحلية اليوم في ريف حماة الشمالي إلى الاستمرار في الولاء لإيران والعمل على إرضاء روسيا عن طريق الحد من عمليات التهريب والتعاون مع قوات الفيلق الخامس المنتشرة حديثا بقوة في المنطقة.
لكن يبقى السؤال هل يستطيع قادة المليشيات والجيش في ريف حماة خصوصاً وسوريا عموماً الاستمرار في التوفيق بين طرفي المعادلة.
وهل يمكن لهم الاستمرار في الولاء لإيران مع الحصول على الرضى الروسي؟
أم أن الطاولة ستنقلب عليهم وسيخسرون حليفهم الأكثر جدية (إيران) أمام استمرار توسع نفوذ روسيا التي تقع تحت ضغوط كبيرة للتخلص من إيران في سوريا؟
 مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا”
===========================
عربي 21 :لماذا ينحاز الأسد لإيران أكثر من روسيا بظل تنافسهما بسوريا؟
عربي21- صلاح الدهني# الإثنين، 25 مارس 2019 03:45 م00
أظهر النظام السوري مؤخرا، انحيازا متناميا لإيران أكثر من روسيا، في ظل تنافسهما في سوريا، وسط تصاعد ضغوط روسية على بشار الأسد، ما يثير تساؤلات بشأن تفضيل النظام الانحياز إلى طهران، وأسباب ذلك.
وظهرت مؤشرات مؤخرا، على ذلك، بدءا من زيارة الأسد لطهران في 25 شباط/ فبراير الماضي، وانتهاء بالمشاركة في لقاء ثلاثي، جمع قادة أركان إيران، والعراق، والنظام السوري، الأمر الذي دفع موسكو لإرسال وزير الدفاع سيرغي شويغو وإبلاغ الأسد بالعديد من الرسائل، وفق ما نقلته وكالات روسية.
وسربت تقارير أن روسيا عبرت للأسد عن انزعاجها بسبب انحيازه لطهران على حسابها، وأن بوتين بعث بوزير الدفاع للقاء الأسد بشكل مستعجل، من أجل إيصال رسائل مهمة متعلقة بإيران.
من جهته، رأى المنسق العام بين فصائل الثورة السورية، الدكتور عبد المنعم زين الدين، أن هناك أسبابا عدة، لانحياز النظام السوري لإيران أكثر من روسيا.
وأوضح لـ"عربي21"، أن أول هذه الأسباب أن "النظام بدأ يشعر بأن روسيا ستبيعه بصفقة"، مشيرا إلى أن "موسكو مصالحها قد تكون محدودة في إحراز بعض النفوذ في سوريا في الساحل وغيره،
أما إيران فأشد تمسكا بالأسد".
وأضاف أن طهران تعتبر النظام السوري "جسر عبور لها يربط بين مشاريعها من العراق إلى لبنان إلى غيرها".
رسائل للروس
أما السبب الآخر، فعزاه إلى أن "النظام المجرم قد يكون أراد أن يوصل رسالة إلى الروس، بأنه ليس بإمكانكم بيعي بصفقة أو التخلي عني، لأنكم لستم الوحيدين الداعمين لي، بل إن هناك جهة أخرى موجودة ومصرة على بقائي، وهي إيران".
وقال إن الرسالة لعلها أتت في هذا الإطار خلال زيارة الأسد الأخيرة إلى إيران.
إذلال الأسد
أما السبب الآخر المحتمل أيضا، فهو أن انحياز الأسد لإيران، "رد على الإذلال الذي تعرض له بعد تسريب الصور التي أوضحت تعرضه للإهانة في قاعدة حميميم وغيرها، التي تنذر بقيمته الحقيقية عند الروس، بالإضافة إلى الجولة الروسية في دول الخليج الأخيرة، التي قد تفسر بأنها عرض جديد لبيع النظام، والتخلي عنه مقابل صفقات معينة".
وشدد على أن ذلك قد يكون مفسرا لماذا ينحاز الأسد إلى إيران، فهو يريد أن يوصل أكثر من رسالة إلى روسيا، في مقدمتها أنكم لستم الحلفاء الوحيدين لي.
تغلغل إيراني
وقال زين الدين: "الأمر الأخير، أن الفارق ما بين السيادة الروسية والإيرانية على النظام، أن الروس سيطرتهم سياسية على قرارات نظام الأسد، وعسكرية من بعيد، من خلال تغطيته بالطيران وتقديم دعم عسكري من خلال مطار حميميم، وغيرها، أما السيادة الإيرانية على النظام فأكثر تغلغلا في مفاصل مؤسساته جميعها".
وأوضح أن التغلغل الإيراني داخل النظام السوري يجعله "لا يستطيع أن يغضب إيران، لا سيما أن هناك مليشيات موجودة معه داخل نظامه وقواته ومؤسساته، لذلك فهو لا يقدر على أن يعاملها مثل الروس".
 ولفت إلى أن النظام السوري قام بتجنيس المليشيات الإيرانية التي استوطنت في أماكن كثيرة تم تهجير أهاليها منها، لذلك فإنه لا يزال النظام يظهر أنه ينحاز إلى إيران، التي بات يعتبرها "الشريك القريب المتغلغل أكثر في مفاصله" مقارنة بروسيا.
"استنجاد بإيران"
بدوره، اعتبر تقرير لـ"المرصد الاستراتيجي" (Strategy Watch) أن الأسد من خلال انحيازه لإيران، يستنجد بها لأن "الدائرة تضيق على الأسد بسبب الروس"، ومن أجل "إنقاذه من الأزمات الداخلية".
وأشار التقرير الذي اطلعت عليه "عربي21"، إلى أن الأسد بذهابه إلى طهران نهاية شباط/ فبراير الماضي، كان مدفوعا بالحاجة القصوى إلى جهود إيران لإنقاذه من الأزمات الداخلية التي يعانيها.
وزار الأسد إيران في وقت لا يوجد فيه لدى النظام المخزون الاستراتيجي الكافي، إلا لمدة أربعة أسابيع، ويعاني نقصا حادا من المواد الأساسية كالطحين والسكر، والوقود والمازوت والغاز، ما دفع الأسد للتعبير عن قلقه على مستقبل النظام، نتيجة إحكام الحصار عليه، وتنامي السخط الشعبي الذي كاد أن يصل في بعض المحافظات إلى مستوى المظاهرات الشعبية عام 2011، وفقا للتقرير.
استغلال إيراني
وبحسب التقرير، فإن المرشد الإيراني خامنئي الذي استقبل الأسد، أراد استغلال حاجته، فاشترط عليه الالتزام بتعهداته في منح الشركات الإيرانية الأفضلية في مشاريع إعادة الإعمار، خاصة منها ما يتعلق ببناء ضاحية جنوبية في دمشق تتضمن 200 ألف وحدة سكنية، ومنح نحو 5000 عنصر أفغاني وباكستاني من مليشيات "فاطميون" و"زينبيون"، الجنسية السورية ودفع رواتبهم من ميزانية الجيش السوري، وتوطين عوائلهم في تلك المشاريع الإسكانية المزمع بناؤها في دمشق.
 وكان لـ"حزب الله" نصيب أيضا من الشروط، إذ طلب خامنئي وفقا لتقرير المرصد، توطين آلاف من المنتسبين لـ"حزب الله" في قرى تنوي إيران إعمارها في المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان، ومنح الجيش الإيراني تعاقدات إعادة تسليح وتجهيز جيش النظام وتفضيلها على المناقصات الروسية.
انزعاج روسي
إلا أن تقرير المرصد لفت إلى أن المعضلة الأكبر أمام تنفيذ تلك التفاهمات تمثلت في غياب التنسيق مع روسيا، التي أرسل رئيسها فلاديمير بوتين وزير دفاعه شويغو يوم 19 آذار/ مارس الجاري إلى دمشق، في مهمة عاجلة وأبلغ بشار الأسد رسالة شديدة اللهجة، في أربع نقاط.
وأوضح التقرير أن النقاط الأربع هي:
1- ضرورة الاستفادة من الفرصة التي وفرتها العمليات الروسية في غضون السنوات الماضية للتغلب على "الإرهاب الدولي"، والمحافظة على الدولة السورية، وضرورة "تفويت الفرصة على الذين لا يرغبون في رؤية سوريا دولة مستقرة"، وذلك في إشارة إلى إيران التي ترغب في تنفيذ سياسة انتشار يذكي المزيد من الصراعات الإقليمية مع دول الجوار، وعلى رأسها "إسرائيل".
2- مطالبة الأسد بإطلاع شويغو على تفاصيل ما دار في لقائه مع خامنئي بطهران، وفي اجتماع الجنرالات الثلاثة، وتذكيره بضرورة إطلاع ضابط التنسيق الروسي في دمشق، وعدم تجاهل ما يمكن أن تشكله أية التزامات مع أية دول أخرى من مخاطر على القوات العسكرية الروسية المرابطة في تدمر وحمص، والتي يبلغ قوامها نحو ثلاثة آلاف عنصر.
3- تذكير الأسد بالعواقب الوخيمة المترتبة على تبني أجندات سياسية أو عسكرية مستقلة في معزل عن الأدوار العسكرية والالتزامات الأمنية التي تلتزم بها روسيا إزاء القوى الإقليمية في ما يتعلق بأمن سوريا، وما يمكن أن يعود على ذلك من أضرار على سالمة أفرادها وعلى منشآتها الحيوية في البلاد.
4- تحذير بشار الأسد من المضي في خطة تسليم ميناء اللاذقية لإدارة إيرانية، وإبلاغه بأن موسكو قد بدأت بأعمال تنقيب بحري عن النفط والغاز في المياه الإقليمية السورية، الأمر الذي مثل مفاجأة غير متوقعة لمضيفي شويغو في دمشق.
انحياز متوقع
من جانبه، قال الباحث السوري في مركز عمران للدراسات، معن طلاع، إن "علينا إدراك طبيعة تحالفات نظام الأسد سواء مع روسيا أو مع إيران؛ فمن حيث المبدأ الناظم لتلك العلاقة، لم يكن فيهما الأسد طرفا مؤثرا بقدر ما كان مضطرا لتك التحالفات لإنقاذ نظامه، وتحسين شروط التفاوض الخاصة به، وبهذا المعنى، فإن العلاقة التحالفية هذه أقرب منها لحالة التبعية أو على أقل تقدير الاستجابة لكافة ضغوطات الحلفاء".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21": "إلا أن هذا لا يعني أن نظام الأسد فقد هوامش تحركه ومناورته ما بين الحلفاء، فهو لا يزال يعتمد على التباين الحاصل ما بينهما، لتعزيز قدرته على امتلاك أوراق قوة، مستغلا تحكمه بمؤسسات الدولة القانونية والتشريعية".
ولفت إلى أنه "في حين أن روسيا انتظرت قرابة ثلاث سنوات وللحظات الأكثر حسما في الصراع السوري (لحظات انهيار متدحرجة للنظام) حتى تدخلت وحسنت من شروطه وفق معادلة من المصالح تتشابك فيها مع مصالح النظام حينا، وتتباين حينا آخر، بما يتعلق بحسابات موسكو الجيوسياسية والأمنية في المنطقة؛ انخرطت طهران في الصراع منذ لحظاته الأولى، حيث شكل مشهد التخلي عن النظام السوري من معظم حلفائه السابقين (كدول الخليج وتركيا وأوروبا قبل الثورة) فرصة مهمة لطهران للاستحواذ على دائرتي التفاوض المنبثقة بحكم الصراع؛ الدائرة المحلية والدائرة الخارجية".
وقال إن الأمر "أتاح لها القدرة على التغلغل البنيوي والعضوي في بنية النظام ومؤسساته ومراكز القوة والتأثير فيه؛ بالتالي مصادرة قرار دمشق وجعله أسير خيارات طهران، حيث تدلل الحركية السياسية والعسكرية والاقتصادية الإيرانية على استمرارها بالقيام بثلاث وظائف رئيسة:
الأولى الاستحواذ الأفقي على المؤسسة العسكرية والأمنية وكافة تفاعلاتها بحيث تضمن امتلاك مداخل صنع القرار فيهما، بالتالي تحكمها بأحد أهم أركان الدولة العميقة، وهو أمر له تقاطعاته مع الغاية السياسية لطهران والمتمثلة في ضمان مراعاة شروطها الجيوسياسية والجيبولتيكية.
والوظيفة الثانية، تتمثل في الاستحواذ على أهم الطرق البرية في سوريا، لتحقيق الوصول للمياه الدافئة من جهة، وللاستمرار بإرسال الأسلحة لحزب الله من جهة ثانية.
أما الوظيفة الثالثة، فهي الاستثمار في تحالفاتها الراهنة باتجاه تضمين مصالحها في أي تسوية محتملة في سوريا.
وأكد أنه "ضمن هذه المعادلة الجيوسياسية، لا يعد انحياز الأسد لطهران أمرا مفاجئا؛ بل متوقعا، ولا يزال يمتلك عوامل ديمومته؛ فالتموضع النوعي لطهران وامتلاكها أكبر قدر ممكن من مجالات التأثير على الدولة السورية وشبكات النظام الآخذة بإعادة التشكل؛ بات النظام جزءا رئيسيا من منظومات التحكم الإيرانية في المنطقة، لا سيما أن هذا النظام جعل البلاد مسرحا للاستثمار المفتوح دون أي شروط في سبيل تحكمه وأحكامه على سوريا، ما جعل الدولة تعيش حالات من الشبكات المتحكمة متعددة الولاءات والأجندة، وهو المناخ الذي دفعت باتجاه طهران منذ اليوم الأول لتدخلها في سوريا".