اخر تحديث
الجمعة-19/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ التفكير: بين الحقّ والواجب ، والنعمة والنقمة ، والعجز والعبث !
التفكير: بين الحقّ والواجب ، والنعمة والنقمة ، والعجز والعبث !
25.07.2018
عبدالله عيسى السلامة
عقول البشر: مهمّتها التفكير، الدائم ، بتوجيه من أصحابها ، أو بغير توجيه !
والتفكير- من حيث هو تفكير- سهل ؛ فهو العمل الدائم لعقولنا، دون إرادتنا ! وماليس سهلاً، هو التفكير المجدي ، في حلّ الأمور الصعبة، التي تدَع الحليم حيران !
والعقول تفكّر، دائماً ، سواء : أقصَد أصحابّها ، أم لم يقصدوا ، وسواء أوجّهوها ، أم اتجهت بنفسها ! بل، حتى حين يوجّهها أصحابها ، في اتجاهات معيّنة ، قد تشرد ، في اتجاهات غيرها ؛ كما يحصل ، كثيراً ، في الصلاة ؛ إذ يَشرد العقل ، إلى التفكير، في معان بعيدة ، عمّا يريده أصحابها ، لها ، بينما يريد ، لها ، المصلّون ، التقيّد بمعاني الصلاة ، من حيث : أقوالُها وحركاتُها ! وقد ينسى المرء ، عدد الركعات التي صلاّها ، أو بعض حركاتها، الموجبِ نسيانُها، لسجود السهو !
والعقل يَختنق ، إذا حُرم من التفكير، كما يختنق الجسم ، إذا حُرم من التنفّس ، مع الفارق ، بين اختناق واختناق !
ولمّا كان العقل، هو العنصر الأساسي ، الذي يَميز الإنسان ، عن سائر الحيوانات ، فقد أعطى الإنسانَ ، قيمته الإنسانية ، وأعطاه حقوقاً ، ليست لغيره ، من سائر الحيوانات ، نابعة من حقّ التفكير، مثل : حقّ التعبير، وحقّ الاختيار، بين الأشياء ، والمواقف ، والعلاقات ، وغيرها ! ويتحمّل مسؤوليته ، عن اختياراته ، النابعة من حقّ التفكير! ولو مُنع من التفكير، أو مُنع ، من ممارسة حقّ الاختيار، لسقط عنه التكليف ؛ كما لو كان عاجزاً ، عن التفكير السويّ ، بسبب مرض فيه ، أو خلل في العقل ، أو نحو ذلك !
وإذا كان للعقل، حقّ التفكير، وعلى الإنسان واجبُ، تحمّلِ المسؤولية ، النابعة من حقّ اختياره ، النابع من حقّه في التفكير.. فإن للعقل حدوداً معيّنة ، لا يستطيع تجاوزها ؛ بسبب قصوره ، عن إدراك أمور كثيرة ، ليس مهيّأ ، للتفكير بها ، ولا مؤهّلاً ، لهذا النوع من التفكير ؛ كالتفكير بذات الله ، مثلاً ، وهو الذي قال ، عن نفسه : (ليس كمثله شيء) ! فأيّ شيء ، يفكر فيه الإنسان ، لا بدّ ، أن يكون لديه ، تصوّر عنه ! والله - جلّ شأنه - لايمكن تصوّره ، لأيّ عقل بشري ، لذا ؛ يّعَدّ أيّ نوع ، من التفكير فيه ، ضلالاً ، أو يؤدّي إلى ضلال !
بَيدَ أن الإنسان ، مندوب إلى التفكير، بل مأمور به ، مِن قِبَل مَن وهبه العقل ؛ فهو واجب عليه، كما هو حقّ له ! وإذا امتنع ،عن ممارسة هذا الواجب ، يتحمّل مسؤولية كبيرة ،عن امتناعه هذا: في الدنيا ، يحدث له خلل كبير، في حياته الإنسانية .. وفي الآخرة ، بحاسبه ربّه ، على تعطيل عقله ، عن التفكير: فيما خلقه الله ، من مخلوقات .. وفيما أمر الله عباده ، به ، من تكليفات !
على أن الأمور، التي تحتاج ، إلى : خبرة ، أو معرفة ، أو تخصّص..لايجوز للعقل ، اقتحامُها، مجرّداً ، من : الخبرة ، أو المعرفة ، أو التخصّص ؛ وإلاّ أفسد فيها ، كثيراً ، لاسيّما الأمور، المتعلقة : بحياة الناس ، أو بدينهم ، أو بصحّتهم ، أو بتشييد أبنيتهم ، أو بتعليم أولادهم ، أو بصناعة قراراتهم : السياسية ، والاقتصادية ، والعسكرية .. وغير ذلك !
وإذا كانت التكنولوجيا الحديثة ، مَنحت الإمكانية ، لكلّ مَن هبّ ودبّ ، للخوض ، في المسائل المعقدة ، أو التي تحتاج ، إلى علم ، أو خبرة .. فإن هذا لايعني شيئاً ، سوى الفوضى ، التي تشوّه عقول الناس ، وقلوبهم ، وحياتهم ، كلّها !
فما أكثر مانرى ، على شاشات الفضائبات ، وفي صفحات النتّ ، الجَهلة ، يُفتون في الدين ، أو في السياسة ، أو في الاقتصاد ! بل ، ما أكثر مانرى المشرفين ، على هذه الوسائل التقنية ، يَحضّون بعض الجهلة ، حضّاً ، على إبداء آرائهم ، في المسائل التي يجهلونها ! ولكلّ ، من هؤلاء المشرفين ، أهدافُه الخاصّة ، مِن حضّ الجهلة ، على الإفتاء ، بما لاعلم لهم به .. ويندر أن يرى العاقلُ ، بينَها ، هدفاً نبيلاً !