الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  التكافؤ الإعلامي واجب ومطلوب

التكافؤ الإعلامي واجب ومطلوب

07.08.2019
يحيى حاج يحيى




{ تحية للإعلاميين الذين يخوضون المعركة مع المجاهدين ، وجراحهم وسام شرف ، وشهادة تقدير }
الكلمة إما أن تمهد للطلقة ، أو تصور نتائجها ! بمعنى أن البندقية والإعلام متلازمان !
فإذا دوَّت الطلقات ، ولو أصابت مرماها ، ولم تجد إعلاماً مكافئاً ،ضاعت في ضجيج الأثير !؟
وإذا انطلق الإعلام ، ولم يجد طلقة تصدق مايقول ، انقلب أيضاً إلى فرقعات تذروها الرياح !
فإن حدث ذلك صارت الكلمة إثارة وتهويشاً ، و أصبحت الطلقة ضجة لا تلبث أن تختفي !؟
إن التكافؤ في هذا المجال مطلوب ! في غزوة احد لم يرض رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين ، حتى وهم في جراحاتهم  ، إلا أن يقولوا للمشركين مثل مايقولون لهم ، فيأمرهم أن يجيبوهم فيقولوا : ( الله أعلى وأجَل ) رداً عليهم لما قالوا : اُعلُ هُبل ، اُعل هبل !؟ وأن يقولوا : ( الله مولانا ولا مولى لكم ) لما قال المشركون : لنا العُزّى ولا عزى لكم !؟
فكان الرد حاملاً لمفاهيم العقيدة في صيغة تكافئ صيغة المشركين الذين استعملوا الشعر من بحر الرجز !
فجاء تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ( الله مولانا ، ولا مولى لكم ) ( والله أعلى وأجل ) على وزن من أوزان الرجز ، وهو ليس بشاعر ، وما ينبغي له أن يكون ! تنبيهاً للمسلمين أن يجيبوا أعداءهم بما يكافئ ، وتعليمًا لهم أن يكون لهم من قوة اللسان مايرد عنهم الهزيمة النفسية التي تجرها الهزيمة العسكرية في غالب الأحيان ، وتعمل على تثبيتها !؟
 يقول الدكتور أحمد المغازي في كتاب : الإعلام والنقد الفني : وخطورة الكلمة المنشورة والمسموعة لا تقل بحال عن خطورة المدفع والصاروخ والقنبلة والجراثيم الكيماوية ! فإذا كانت هذه العناصر تقتل من الخارج ، ويستطيع الإنسان تفاديها بالخندقة ، أو بالوسائل المضادة  فإن الكلمة لا يمكن تفاديها بسهولة ، إنها تصل إلى المرء في مخدعه ومكتبه  و شوارعه ومقهاه ومنتداه ، وفي كل مكان يحل به !!