اخر تحديث
الخميس-28/03/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ التطرف والاعتدال ، بين أصحاب المواقف السياسية ، وأصحاب العقائد الدينية
التطرف والاعتدال ، بين أصحاب المواقف السياسية ، وأصحاب العقائد الدينية
08.02.2018
عبدالله عيسى السلامة
*) حكاية التطرّف والاعتدال ، تظهِر تهمة التطرّف ، وكأنها كرة تتقاذفها الأطراف المتصارعة فيما بينها ! وتظهر صفة الاعتدال ، وكأنها فضيلة خاصّة بكل طرف، يستأثر بها لنفسه ، ويَحرم منها خصومه ، في كل ساحة من ساحات الصراع السياسي والاجتماعي والعقَدي والفكري والثقافي..!
*) الحكومات تمارس أقسى أشكال العسف والعنف ، في حرصها الدائم على الاستئثار بكراسي الحكم ..! وتتّهم كل مَن ينافسها على الكرسي ، أو حتى ينتقد تسلطها واستبدادها .. بالتطرّف !
*) والمعارضات تطالِب بحقّها ، في المشاركة بقرارات بلادها ، وتتّهم الحكومات بالتطرّف ، في تشبّثها بالسلطة !
*) وأصحاب المبادئ القومية واليسارية ، يحرصون على الاحتفاظ بمبادئهم وأفكارهم ، كما هي ، كما وضعوها لأنفسهم ، وكما التزموا بها أوّل مرّة ! ويرون أنفسهم معتدلين ، حتى لو تشدّدوا في التمسك ، بمبادئهم وأقكارهم ! إذ لا يرون صلابتهم ـ أو تصلبهم ـ في الدفاع عن هذه المبادئ والأفكار تطرّفاً ! ويتّهمون مَن يخالفهم بالتطرّف ، ولا سيّما الإسلاميين ، الذين يؤمنون بمبادئ الإسلام ، وضرورة أخذِه دورَه في ساحة العمل السياسي والاجتماعي !
*) والإسلاميون الذين يتمسّكون بمبادئ الإسلام ، وشعائره وأحكامه وأخلاقه ، يرون أنفسهم معتدلين ! لأن هذا التمسك مطلوب بحدّ ذاته ، والتفريط بشيء ممّا أمَر الدين بالتزامه ، يعَـدّ معصية ، وقد يُخرج من الملّة ، إذا كان تفريطاً بشيء من أساسيات الدين ! فالتمسك الواجب هنا ، هو اعتدال ! وإن رآه الآخرون تطرفاً !
*) وفي مجال العقائد الدينية ، يرى الشيعة الاثناعشرية ، على سبيل المثال ، أن تمسّكهم بعقائدهم ، التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم ، وثـقِفوها من كتب علمائهم ، ومن فتاوى مرجعياتهم .. يرون التمسّـك بها ، عين الاعتدال ! وما هو وارد فيها ، من عقائد خاصّة ، مخالفة لأصول أساسية من أصول الدين ، يرونه جزءاً أساسياً ، من هذا الاعتدال ، يعَـدّ التفريط به خروجاً عن الملّة ! ومِن ذلك ( اتّهام القرآن الكريم بالنقص ، ولَعنُ الصحابة الكرام ، حتى المبشّرين بالجنة منهم ، واتّهامهم بالكفر والردة ! واتّهام بعض أمّهات المؤمنين ، اللائي نَصّ القرآن على طهارتهن ، بتهم تنقض آيات القرآن ! وإضفاءُ بعض صفات الألوهية ، على الأئمّة من آل البيت ..!).
*) أمّا السنّة ، فيرون في تمسّكهم بالقرآن ، واعتقادِهم بتمامه ، وحفظهِ مِن قِبل الله تعالى، وفي إجلال صحابة النبيّ ، وطهارة نسائه ، وفي عدم العصمة لأحد من البشر غير الأنبياء .. يرون في هذا كله عين الاعتدال ! والتفريطُ بشيء منه يُخرج من الملّة، أو يَنقـل صاحبه من دائرة الإيمان ، إلى دائرة الكفر، أو الزندقة ،أو الضلال !
*) الأفكار والمبادئ السياسية ، المنتَجَة بشرياً ، تظلّ بشكل عامّ ، قابلة للتعديل والتطوير، حسب الظروف والأحوال والمصالح ، واختلاف العقول والأفهام !
*) المبادئ الدينية ذاتها ، غير قابلة للتعديل ، وإنّما الاستنباط البشري منها ، بما يناسب الظروف والأحوال ، قابل للتعديل والتطوير.
*) التقريب بين المذاهب السياسية البشرية ، القابلة للتعديل والتطوير، سهل !
*) التقريب بين العقائد الدينية ( والمذاهب التي صارت عقائد) صعب جداً ، إن لم يكن مستحيلاً ! إلاّ أن يتخلى أصحابها عنها !
*) لذا :
- أمر عادي ومألوف ، أن يتعامل أصحاب المبادئ السياسية ، تعاملاً سياسياً ، على أساس المصالح والقوى ، والمنافع والمضار!
- السعي إلى تقريب المذاهب الدينية ، لتشكيل (أطر دينية) مشتركة بين المذاهب المتناقضة ( كالمساعي القائمة للتقريب ، عقدياً ، بين السنة والشيعة الجعفرية) هدر للأوقات والطاقات ، بلا طائل . والمساعي المجدية في هذه الحال ، هي تلك التي تقوم على مراعاة (المصالح السياسية) ، للجماعات الدينية والمذهبية ، سواء أكانت على مستوى دول ، أم على مستوى أحزاب .. كعلاقات حسن الجوار وتبادل المصالح، مثلاً ، بين دولة إيران الشيعية ، والدول العربية المجاورة لها !
- ورحم الله الشاعر، عمرو بن مَعدِ يكَرِب الزبَيدي ، القائل:
إذا لم تستطعْ شيئاً فدعْه وجاوِزه إلى ما تَستطيع