الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  البَهيّ بهاء

البَهيّ بهاء

22.04.2020
عبدالله عيسى السلامة




( يعاد نشرُها، اليوم، لِما تراه الأمّة، من وميض الجمر، تحت رماد الهوان )!
( إنه حفيدي الأول ، الحبيب ، الذي ولِد في الربيع العربي ، ربيع الأمّة .. التي أكرمها الله ؛ إذ نزعَ الوهنَ المزمن ، من قلوب أبنائها ، وقذفَه في قلوب حكّامها المستبدّين ، الذين ناصبوها العداء ، وساموها الخسف والذلّ والهوان ، وأمعنوا فيها قتلاً وسجناً ، وحصاراً وتجويعاً وتشريدا ..
جاء بهاء ، بشيرَ خير ، في ربيع الأمّة ، وفي ربيع العام .. فكان ، هو ، ربيعاً في ربيع ، في ربيع ! ونرجو أن ينشئه الله نشأة صالحة ، ويجعله زهرة مؤمنة بديعة ، في روض هذا الربيع العربي السامي النبيل ، الذي انتظرته أجيال الأمّة ، طويلا ، وحلمت به كثيرا ..! فيكون ، هو ، وأبناء جيله ، جيلَ البناء ، المخلصَ الرائع .. بعد أن نزعَ الله الوهنَ ، من قلوب جيل الربيع ، الأبيّ الثائر..
لقد توحّدتُ مع بهاء ، بشكل أسطوري .. فكأنني هو! توحّد حلمي مع حقيقته ، وجيلي المخذول الآفل ، مع جيله المطلّ من علياء الرفعة والسؤدد ..!
إنه وِلد مع ميلاد أمّة ، تُبعث من جديد ! وأيّة أمّة ! إنها أمّة الحياة ؛ أمّة العالَم ، الشهيدةُ على العالم !
لقد بُعثتْ أمّةُ الهادي ، الشهيدِ عليها ، بعثاً زِلزالياً فريداً ، زَلزلَ ركامَ الذلّ ، كله.. وثوابتَ الوهم والجبن والخنوع ، كلها.. والعقولَ المظلمة الواهمة الشائهة ، كلها .. وأركانَ الظلم والفساد والاستبداد ، كلها ..!
فأيّ بَعث أعظمُ من هذا ، وأجلّ ، وأروع !؟
إن بعث إنسان واحد ، من موت ( سريري ) ، يثير الدهشة ، ويستوجب الحمد الذي لاينقطع ، لواهب الحياة ! فكيف يكون الأمر ، إذا كان البعثُ ، هو بعث أمّة كاملة ، رانَ عليها غبار الموت ، وصدأ النسيان ؛ فأصبحت ، بفضل ربّها ، بين عشيّة وضحاها ، ملء السمع والبصر .. بعد أن لمْ تكن ، في موازين الأمم ، شيئاً مذكورا
فلله الحَمد والمَجد .. إنه هو الحميد المجيد .
***
إنها كلمات .. مجرّد كلمات .. لي ، ولجيلي .. وله ، ولجيله ، ولمن يليه ، من سائر الأجيال .. وللجيل الرائع ، الذي بين جيلَينا .. الذي صنَع به الله ، الربيعَ الحلم ، والذي أقام جسر العزّة والمجد ، بين أجيال العجز الماضي ، وأجيال البناء الآتي ..!
ولله الأمرُ مِن قَبلُ ومِن بَعد ).

البَهيّ بهاء !
يـابـهـاءَ الروحِ ، قلْ ليْ ، يا iiبهيّْ
كـانَ قـلـبيْ ، في ضلوعيْ ، iiهامِداً
يـجـهـلُ الحَيرةَ ، فيْ وجْهي ، iiكَما
***
يـا رَبـيـعـاً فـي رَبـيعٍ ، iiمازَجا
أنـتَ ، فـي الـدهـرِ الذي جئتَ iiبهِ
أنـتَ شِـعري ، كلُّ حَرفٍ فيه ، iiمِن
***
يـاصَـغـيـريْ ، كـنْ مُحالاً iiمُمْكِناً
أنتَ رمْزيْ ، بلْ : ( أنا ) ، فِيما iiأَرى
***
يـاحَـفـيـديْ  ، ياحَبيبيْ ، يا iiأخيْ
لـيْ ( أنا ) أَسْريْ ، بها ، ليستْ iiأنا
يـا  دَبيبَ الخِصْب ، في الجَدْبِ ، وَيا
يـا  اشْـتِـدادي ، فـي لياليْ شِدّتيْ
يـا أنـا الـمَـولـودَ فيْ ليلِ الضَنَى
حَـيثُ  تستعصيْ ، على الفَصْم ، هُنا
كـمْ رَمـاهـا حـاقـدٌ ، أو iiمـارِقٌ
فـتَـسـامـتْ  ، فوقَهمْ ، سَيْفَ سَناً
***
ارتَـشِـفْ مـاءَ الـمُـروءاتِ iiوخُذْ
كُـنْ فَـتَـى عَبْسٍ ، بساحاتِ iiالوغَى
كـنْ أنـا الـعـابـرَ أجْـوازَ المَدى
كـنْ  أنـا الـرؤيـا الـتي يَحيا iiبها
***
احْـرُسِ الـعِـزّةَ فـي عِـزّ iiالـتُقى
وتَـسـلـحْ  بـسِلاحَيْ ذيْ الحِجى ii:
أمّـةً  كـنْ ، فـي إهـابٍ iiطـاهِـرٍ
حَـطـم  الأصـنـامَ ؛ أصنامَ iiالهَوَى
وارجُ  ، مِـن مَـولاكَ ، عِزاً ، iiوَحْدَه
***
خُـذ رؤى جَـدّكَ ، واحْـذرْ iiضَـعْفَه
أكْـرمِ  الـنـفْـسَ ، ولا تَـبخَلْ iiبها
لـيـسَ كـلُّ الجُودِ ، بالنفْسِ ، iiتُقى
مـاسَـخـاءُ الـمؤمنِ الحُرِّ ، iiسِوَى
***
آهِ  .. لــوْ تَــنْـقَـعُ آهٍ iiغـلـةً
آهِ  م__ـن ( آهٍ ) ، وآهٍ م__ـن iiدَمٍ
مَـن أُنـاجي ، يافَتَى ، غَيْرَكَ !؟ iiمَن
مَـن أنـادي !؟ زفْـرتـيْ iiمـخْنوقَةٌ
ربّـمـا  لاحَ ، على الوجه ، iiالرضى
***
لـحـمُ  قَـومـيْ مُـسـتَباحٌ ، iiكُله
والأذِلاّءُ ي_ـري_ـش_ـون ، ل_ـه
والـعُـتُـلُّ الـوغـدُ يهذيْ ، شامخاً
وبِـبَـطـنِ الـغَـيـبِ حَـتْفٌ iiطائِرٌ
كَـيفَ !؟ دَعْ ذا ، اليَومَ ، وارقُبْه iiغَداً
***
الـرَبـيـعُ  الـعَـذْبُ بـحـرٌ هائِجٌ
إنــه  الـمَـهـر ، ونَـدري iiأنـه
أَيُّ  حــرٍّ نــالَ مــن iiحـرّيـةٍ
***
يـابـهـاءَ  الـدِيـنِ والـدنيا ، ويا
أيـهـا الـمُـبْـدعُ ، فـي iiإسْـعادِه
أيـهـا الـبـاسِـمُ والـعابسُ ، iiفي
اعْـفُ  عـنْ جَـدّكَ ، يـاجَدّيْ ، إذا
فـهـوَ  قد ينسى ، مِن الهمّ ، iiاسْمَه
بَـيْـدَ  أنّ الـقـلـبَ حُـرٌّ iiمـؤمِنٌ
***
طِـرْ  إلـى الـشمسِ ، ونَوّرْ iiنورَها
وامْــلأ  الأفــلاكَ حُـبّـاً وهـدىً



























































 
أيُّ  سِـرٍّ ، فـيكَ ، بثّ الوَجدَ فِيّْ ii
سـاكِـنـاً ، فـي وجهِ إعصارٍ iiعَتِيّْ
يَـجـهـلُ الـلـمْـحَـةَ تلميذٌ iiغَبيّ

فـي  دمـي ، عِـطرَ الرَبيعِ iiاليَعربِيّْ
دفـؤُه ، والـحُـبُّ ، والـنُور iiالبهِيّْ
أوّلِ  الـصَـدرِ ، بـهِ ، حَتى iiالرَوِيّْ

واخـتَـرِقْ أسطورةَ ( الخِلٍّ الوَفِيّ ii!)
مِـن رؤَى الـنورِ.. وما بِيْ مِن iiرِئِيّْ

يـاصَـفِـيَّ  الرُوحِ ، يا أحلى iiصَفِيّْ
فـاسْرِ  بيْ ، يا أيها الساريْ iiالسَرِيّْ
نَـبْـضـةَ الإصـرارِ في القَلبِ الأبيّْ
وامْـتِداديْ  ، في مَدَى الدَهرِ iiالعَصِيّْ
كـنْ أنـا الـنـاشِـئَ في نُور iiالنَبِيّْ
عـروةٌ عـزّتْ عـلـى كـلِّ iiغـويّْ
أو  بَـلـيـدٌ ، أو سَـفيهٌ ، أو iiشقِيّْ
فـيْ سَـمـاءٍ مـالها ، فِيها ، iiسَمِيّْ

لـبـهـا  ؛ إذ أنـتَ بـالـلبِّ حرِيّْ
وكُـنِ الأحـنَـفَ ، حِلماً ، في iiالنَدِيّْ
فـيْ مَـزيـجِ الضَوءِ والعِطرِ iiالسَنِيّْ
قـلـبُ شَـيْـخٍ شاخَ فيْ صَدرِ iiصَبِيّْ

فـالـفَـتـى الـحُرُّ على العِزِّ iiوصِيّْ
سـوْرةِ الـلـيـث ، وحَدْسِ iiالألمَعِيّْ
وامْضِ، نَحْوَ النُور، في الدرب السَويّْ
وانـسـف الـعَظمِيَّ ، قَبْلَ iiالمَرمَريّْ
مـالـمـولاك ، مـن الـذلِّ ، iiولـيّْ

لـيـسَ يـرقـى لـلعلا ، إلاّ iiالقَويّْ
إن دَعـا داعـيْ الهُدَى ، غَيرُ iiالدَعِيّْ
ربـمـا جـادَ ، بـهـا ، غَـيرُ iiتقِيّْ
خَـلـةٍ  يَـسْـمو بها الشَهمُ iiالسَخِيّْ

كـان  لـلـظمآنِ ، في البيداء ، رِيّْ
فاضَ  ، تحتَ الشمسِ ، كالسَيْلِ iiالأتِيّْ
يـسـمَعُ  الآهاتِ .. يا أبهى نجِيّْ !؟
في ضلوعيْ .. وهيَ ، ليْ ، داءٌ iiدَوِيّْ
والـشَـجَـى يوغِلُ فيْ القلبِ iiالشَجِيّْ

ويُـغَـنّـيْ بـعـضُـهمْ ، iiللقُرمُطِيّْ
أسْـهـمَ الـمَـوتِ ، ويبْرون iiالقِسِيّْ
أَنـفُـه  ، فـي مـشـهَدٍ مُخْزٍ زَرِيّْ
نَـحْـوَه ، مِـن كَفِّ ذيْ بأسٍ ، iiكَفِيّْ
فـهـوَ مَـحْجوبٌ ، عَن القلبِ iiالخَلِيّْ

مِـن  نَـجـيـعٍ فـائـرٍ قـانٍ iiزكيّْ
خـيـرُ  مـا زَفَّ بـشيرٌ ، مِن iiنَعِيّْ
ضـمّـةً نـشوى ، بلا جَفن رَوِيّْ ii

ومْـضـةَ  الإلـهـامِ في اللبِّ iiالذَكِيّْ
يـاضُـحى عَينِيْ وقلبيْ ، في iiالعَشِيّْ
لـحْـظـةٍ ، والآسِـرُ الغَضُّ iiالطَريّْ
عـاقَـه ، عَـن قَـصْدِه ، جَهْلٌ وعِيّْ
لا  تـلـمْـه ؛ كـلُّ إنـسـانٍ iiنسِيّْ
وهـوَ مُـسـتَـغْـنٍ ، بمَولاه iiالغَنِيّْ

بـضـيـاءٍ  مِـنـكَ ، زاهٍ iiعـبقرِيّْ
ورِضـىً  مِـن قلبكَ الراضيْ iiالرَضِيّْ
30/6/2011