الرئيسة \  مشاركات  \  البحث عن شبيه لحافظ اسد وابنه مهمة مخابراتية غربية شاقة

البحث عن شبيه لحافظ اسد وابنه مهمة مخابراتية غربية شاقة

15.02.2021
المهندس هشام نجار




عزيزي القاريء
من اجل تنظيف حافظ اسد من ثوب الخيانة كأفضل نمودج خياني لحكم سوريا ، فقد اوكل امره اولاً للمخابرات البريطانية بتدريسه فن الخيانة منذ مطلع الستينات من القرن الماضي ، حيث ابتعث مع ضباط اخرين الى بريطانيا ، فتولت المخابرات البريطانية امره خارج دوامه ولمدة ساعتين يومياً بنقله من مقر اقامته الى مقر المخابرات لتزويده بالدروس والتعليمات ،  ثم توالت جهود المخابرات الغربية والاسرائيلية بالعناية به منذ انقلابه عام 1970 عملياً و إعلامياً بقيامها بعدة خطوات داعمة له بشكل لايوصف  الغاية منها تقريبه من الشعب السوري وتقديمه للشعوب العربية على انه مثال الوطنية ، وعلى سبيل المثال كان احد اهداف  حرب  1973  هي غسيل ادرانه الخيانية التي علقت به منذ حرب الخيانة الكبرى  عام 1967 ، ورغم اعطائه كل الصلاحيات والامكانات لتحقيق ولو نصر وهمي واحد ، الا انه لم يفلح بتحقيق نصر صغير في هذه الحرب التجميلية ، فعوض إعلامه المدعوم من الإعلام الغربي عن فشله بانتصارات وهمية على قناته التلفزيونية  ،
ولم يكتف حكام الغرب باعطاء الاسد هذه الهالة من التقدير ، فقد شارك كيسنجر ونيكسون وكارتر وكلينتون بدعمه بشكل شخصي باطلاق تصريحات  عجيبه من اجل تلميعه،  فمثلا كان كيسنجر يصرح علناً : عندما كنت اجتمع بحافظ اسد كنت اخشى ان يقنعني ويغير افكاري وقد فعلها بي مرات عديدة!!! ، هكذا تصريح لم يقله سياسي واحد اجتمع مع اي خصم من خصومه، اما عن التحضير للقاء اسد بالرئيس كلينتون في جنيف عام 1994 فسبق هذا الاجتماع دعاية اين منها اجتماعات القمة بين السوفييت والامريكان في ايام الحرب الباردة والتصريحات التي سبقت اللقاء توحي باجتماع مصيري بين قوتين عالميتين بيدهما تقرير مصير الكرة الارضية. فقد ذكرت ادارة فندق انتركونتيننتال انها تبلغت تعليمات بالاعداد للقمة قبل اعلان كلينتون عنها من دكا بثلاثة أيام. وقال كورت كوسين نائب مدير الفندق (لقد جرى ابلاغنا اعتبارا من الجمعة 17 اذار/ مارس بهذه القمة) . حيث سينزل كلينتون والرئيس السوري حافظ الاسد في الفندق وذكر نائب مدير الفندق  كوسين بأن هذا الفندق سبق واستقبل ثلاث مرات لقاءات بين رئيس امريكي والرئيس الاسد منذ 1977. لكن هذه المرة ومع انعقاد المؤتمر سيكون الوضع على الارجح من اصعب المواقف التي نتعامل معها . مثل هذه التصريحات تعطي اهمية خاصة لهذا الرجل الذي سلم له حكم سوريا .
اما دخوله بالحرب بجانب امريكا ضد العراق ، فقد اعطت امريكا لواءه العسكري موقعاً متميزا بتمركزه على ميمنة القوات الامريكية في حفر الباطن .
ولم يكتف الغرب بشمل حافظ اسد بهذه العناية ، فاوعزوا للحكام  العرب باعطائه حق المعاملة  المتميزة ايضاً ، كما طلبت امريكا من السعودية ودول خليجية اخرى بتقديم الدعم المادي له تحت هدف  تحقيق التوازن الاستراتيجي مع العدو ، "تصوروا امريكا تطلب من حلفائها العرب تزويده بالمال من اجل تحقيق التوازن الاستراتيجي مع اسرائيل ، وكأنها تعرف مسبقا ً أن سلاح التوازن هذا سينقض على السوريين والعراقيين واللبنانيين والفلسطينيين ".
اعزائي القراء
لقد  تطرقت الى النذر اليسير من سيرة هذا العميل ولي مقالة اخرى لاضافة الكثير مما قدمه الغرب واسرائيل لهذا الخائن من عناية خاصة  لم يحصل عليها  اي حاكم في دولة اخرى ، لان المطلوب منه خيانات من نوع خاص  لايستطيع غيره تحقيقها، فصرف الغرب عليه من الاموال لتلميع صورته وتبييض تاريخه الخياني الاسود الشيء الكثير فوظفت له  مؤسسات دولية للعلاقات العامة وهدفها تنظيف هذا العميل الفريد من نوعه كما وصفه الرئيس السادات ، واعطائه المزايا  الخاصة  حتى يقنعوا الشعب السوري به . فقامت هذه الهيئات بمهمتها على اكمل وجه واقنعت العالم  انه  الرجل الوحيد والقادر على تحرير فلسطين في الوقت الذي كانت مدافعه تدك الفلسطينيين في تل الزعتر وتخرج قيادتهم من لبنان في سفن شحن الأغنام قدمتها اليونان لهم لتوصلهم لشواطئ تونس واليمن  .
واكثر من ذلك فقد اعطت تعليماتها لبعض الدول الغربية بتقليد حافظ اسد الاوسمه فقلدته النمسا النجمة العظمى لوسام الشرف للخدمات و
طوق نيشان الأسد الأبيض .
ويحار الانسان عن ايجاد ولو سبب واحد لتقليد حافظ اسد هذه الاوسمة. فلا يجد سوى سبب يصب  في تقديرهم  لخياناته العظمى .بينما كان  المجرم يصول ويجول ممعناً بقتل الشعب السوري واللبناني والفلسطيني .
ولما نفق  الخائن الاكبر امرت اولبرايت وزيرة خارجية امريكا انذاك بتعيين الخائن الاخر ابنه فقدم للغرب واسرائيل ما لم يستطع اي خائن عربي اخر ان يقدمه .
لقد قدم لهم سوريا مدمرة وشعبها مهجر على طبق من ذهب .
ومازال الغرب والشرق واسرائيل يبحثون عن مخلوق ولو ادنى منه خيانة واجراماً بنسبة 90% ليوظفوه بدلاً عنه فلم يجدوا حتى الآن.