الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الإسلام والمسلمون في خطر

الإسلام والمسلمون في خطر

24.03.2019
د. محمد صالح المسفر


الشرق القطرية
السبت 23/3/2019
تُبذل جهود جبارة من قبل معظم الانظمة العربية للنيل من الاسلام عن طريق تحريف معاني ومقاصد القرآن الكريم بتشجيع وابراز بعض من يدعي انه باحث متبحر في البحث في معاني ومقاصد القرآن الكريم، أذكر من هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر محمد الشحرور من اهل الشام، ووسيم "القبيح" من ابوظبي، وغيرهما من اهل العمائم البيض والسود، واهل الطرابيش بانواعها الازهرية والشامية. هذا النوع تُرك له المسرح الاعلامي ليبث سمومه تحت حماية وإعجاب بعض حكامنا وتشجيعهم، وراحوا يتطاولون على أهل الفقه والحديث (البخاري، وأبوهريرة وغيرهما) ليشوهوا اجتهادهم في رواية الحديث واجتهادهم ايضا لشرح مقاصد السنة والحديث. لم تقف جهود هذه الانظمة عند هذا الحد بل راحت تلغي وظائف الائمة (أئمة المساجد) وخاصة خطباء الجمعة، يقول السيد عادل الجبير وزير خارجية الدولة السعودية في برنامج تلفزيون روسيا اليوم في 10 أكتوبر 2017 ان بلاده فصلت من العمل 5000 من أئمة المساجد. وزير الخارجية الامريكي السابق تيلرسون تحدث امام الكونجرس بخصوص مراقبة امريكا لمناهج التعليم في السعودية وانتشار الوهابية والارهاب المصاحب لذلك قال: "احدى نتائج زيارة الرئيس دونالد ترامب للسعودية في قمة الرياض كانت انشاء مركز لمكافحة الخطاب الاسلامي المتطرف في السعودية، وقد افتتح ذلك المركز ونحن هناك، وطلبنا ان ينشروا كتبا دراسية جديدة تدرس في المدارس الموجودة في المساجد حول العالم، وهذه الكتب ستحل محل الكتب الدراسية الموجودة اليوم التي تبرر للفكر الوهابي المتطرف الذي يبرر العنف وعليهم سحب جميع الكتب السابقة حتى نستعيدها". في عام 2017 حذر الشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية الامارات "حذر الحكومات الاوروبية من وجود 50 مليون مسلم في بلادهم ومن ضمنهم يخرج الارهابيون والمتطرفون"، والجنرال السيسي حاكم مصر انضم الى تحريض اوروبا على المسلمين. هناك حملة تقودها بعض الانظمة العربية على كل الحركات الاسلامية دون تمييز، فحركة الاخوان المسلمين يصنفونها بأنها حركة ارهابية يجب القضاء عليها، والاصلاح في اليمن والاسلاميون في الجزائر وسورية والعراق والسودان منصنفون بأنهم تنظيمات ارهابية.
لقد استعانت تلك الانظمة بالاسلاميين بجميع مذاهبهم لمحاربة الشيوعية في افريقيا واوروبا وكان قمة ذلك التوظيف للاسلام والمسلمين في محاربة الشيوعية في افغانستان في ثمانينات القرن الماضي وفي الخمسينات والستينات من القرن الماضي ايضا كانت تلك الحركات مصنفة تصنيفا وطنيا من قبل بعض الحكام وبالتعاون مع الاسلاميين اسسوا رابطة العالم الاسلامي وانضم اليها شاه ايران وغيره من الحكام الطغاة، واليوم نفسها تلك العواصم تجرم الحركات الاسلامية وتصفها بالارهاب وانضم الى تلك العواصم عواصم عربية حديثة النشأة والانخراط في عالم السياسة.
لقد أُمرت تلك الانظمة العربية الاسلامية بتغيير مناهج التعليم وخاصة مناهج التاريخ والمناهج الدينية، الى الحد الذي حذفت آيات الجهاد من المقررات الدينية واكتفوا بشروط الصلاة والتوحيد، اما التاريخ فبالكاد تجد ذكرا لخالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح وغيرهما ثم راحوا يطعنون في عروبة بعض القيادات الاسلامية مثل صلاح الدين (يقولون إنه كردي ولا صلة له بالعروبة، وان طارق بن زياد بربري ولا صلة له بالعروبة وغاب عنهم ان تعريف العربي هو الى جانب النسب هو كل من نطق باللغة العربية وحرص على امن الوطن العربي واهله وعمل من اجل رقيه واستقلاله وامنه وسلامته، الى جانب عوامل اخرى، فهو عربي) وفي هذا السياق هل من عمل على احتلال امريكا للعراق وعمل على تدميره يعتبر عربيا؟ وهل من عمل وتعاون مع اعداء الامة على تدمير سورية الحبيبة وتشريد اكثر من ستة ملايين من الشعب ليعيشوا في الفيافي والقفار او يعيشوا في مخيمات البؤس هل نعتبر من فعل ذلك عربيا ؟ وهل من يدمير اليمن اليوم ويمزق وحدته حتى ولو كان يمنيا هل نعتبره عربيا؟ لا جدال بأنهم اعداء للعروبة والاسلام ولا يمكن أن نصنفهم عربا.
يقودنا هذا الى القول لو لم يعاد الحكام العرب الحركات الاسلامية لما تجرأ احد علينا نحن المسلمين. ألم تعن امريكا والغرب كله على تدمير العراق وافغانستان وسورية دول اسلامية عربية، وتتآمر على تركيا المسلمة وتصمت عما يجري لاخواننا المسلمين (الروهينجا) في جنوب شرق اسيا. تخيل ايها القارئ الكريم لو ان ما يحدث لمسلمي الروهينجا من قتل وتشريد وحرق ممتلكات حدث لفئة من اليهود، ماذا سيكون رد فعل العالم الغربي كله، تخيل ايها القارئ الكريم ما يحدث للفلسطينيين في القدس وما حولها من هدم منازل بأيدي اصحابها بموجب امر صهيوني وان لم يفعلوا فإن الجيش الاسرائيلي سيهدم تلك البيوت ويحمل اصحابها التكلفة، لو فعل العرب لبيت يهودي واحد ما يفعل ببيوت الفلسطينيين ماذا ستكون ردة الفعل عليهم؟.
والحق لو ان القادة العرب الذين نزل القرآن بلسانهم والقبلة الاولى والثانية في ارضهم وانبياء الله ورسله منهم كانوا على قلب رجل واحد لما تجرأت أي قوة في الأرض على المساس بأي عربي مهما كانت ديانته، لكن مع الاسف اهاننا حكامنا واهانوا قيمنا فهنا على الاعداء.