الرئيسة \  مشاركات  \  الأصوليات السورية ، والأشقاء العرب . والسادة الأمريكان

الأصوليات السورية ، والأشقاء العرب . والسادة الأمريكان

10.12.2017
عبدالله عيسى السلامة




         1) الأصوليات في سورية كثيرة ، متنوّعة المذاهب والمشارب .. بمعنى عودة كل فِكرة إلى أصولها ، وعودة كل ذي مذهب ، إلى أصول مذهبه أودينه !
ومن هذه الأصوليات ، على سبيل المثال :
         - الأصوليات الإسلامية ، بكل مافيها من فرق ومذاهب . ومن أبرزها السنة والشيعة ، وما يتفرع عن الشيعة من مذاهب وفرق !
         - الأصوليات القومية ، على تعدّد مدارسها .. (والمقصود هنا : القومية العربية المتشدّدة.. الشوفينية !) .
         - الأصوليات الماركسية ، على تنوّع مشاربها..
         - الأصوليات المسيحية ، بما فيها من مذاهب ..
         2) المرفوض لحكم سورية ، أو المشاركة في حكمها ، أو مجرّد الوجود في هوامش العمل السياسي فيها ، لدى الساسة الأمريكان وحلفائهم العرب .. المرفوض هو التابعون لمذهب أهل السنة تحديداً ، وحصراً ! وكل ماعدا هؤلاء  ، هو مقبول مرحّب به ، أو لابأس به ، أو لامانع من استلامه السلطة .. فهو لايشكل خطراً ، على أحد !
      - المدارس القومية واليسارية والليبرالية .. على اختلاف ألوان كل منها ، ودرجات تطرّفها واعتدالها.. مقبولة لدى أمريكا وحلفائها العرب !
      - الشيعة على اختلاف مدارسها ومذاهبها ، من جعفرية ومن فرق متفرعة عن مذهبها ، مقبولة للحكم في سورية ، والتسلط عليها .. لدى أمريكا وحلفائها العرب ، سواء أجاء هذا القبول مصحوباً برضى ، أم بحذر وتوجّس ، أم تحت ضغط الأمر الواقع ! ومهما شكّل تهديداً لأهل البلاد ، التي تعدّ أكثريتها الساحقة محسوبة على أهل السنة ! بل مهما شكّل على المنطقة كلها ، من أخطار ، يلوّح بها سادة المذهب في إيران ، صباح مساء !
      - السنّة الذين يشكلون أكثرية أهل البلاد الساحقة ، هم وحدهم ، المرفوضون لحكم بلادهم ، بشكل قاطع ، من قبل أمريكا وحلفائها العرب !
  وما نحسب أحداً يماري اليوم في هذه الحقيقة ، إذا كان لديه شيء من الوعي ، والاهتمام بقضايا المنطقة عامّة ، والقضية السورية خاصّة !
  فما السرّ ياترى !؟
   -  لقد شارك أهل السنة في حكم بلادهم ، سنوات طويلة ، في العصور المختلفة . وكانت مدرسة الإخوان المسلمين ، من أبرز المدارس التي شاركت في حكم سورية ، في سلطاتها الأساسية الثلاث : التشريعية والتنفيذية والقضائية ! وما شكّلت ، في أيّ يوم ، خطراً على أتباع المذاهب الأخرى من أهل البلاد ، ولا على دول المنطقة ! بل كان الإسلاميون صِمامات أمان ، ضدّ تفجير التناقضات الحادّة في بلادهم ، وضدّ تفجير التناقضات والمشكلات في الدول العربية الشقيقة ! وهاهوذا تاريخهم كله ، يشهد على ذلك ! وما يزال كثير منه حيّاً ، في أذهان الأجيال التي عاصرت تاريخ سورية الحديث، من عهد الاستقلال حتى اليوم !
     - فما السرّ ، في هذا الرفض الأمريكي والعربي المتحالف معه ، لعودة أهل السنّة إلى المشاركة الفاعلة ـ غير الديكورية ـ في حكم بلادهم ، التي هم أكثرية أبنائها ، والذين يشتركون ، مع غالبية سكّان المنطقة العربية ، في مذهبهم !؟
     - هل صاروا ، من عهد قريب ، يشكّلون خطراً ، على أحد من أهل المنطقة مثلاً ، ممّا لا تشكّله أيّة مدرسة فكرية ، أو سياسية ، أو مذهبية .. في سورية !؟ وعلى مَن ينصبّ هذا الخطر ، تحديداً !؟
     - هل لأنهم لابواكي لهم من أبناء ملتهم .. وبالتالي ، لابواكي لهم من أبناء الملل الأخرى ، من باب أولى !؟
     - هل لأنهم ، على مدار تاريخهم ، أثبتوا أنهم المدافعون الأقوياء عن أوطانهم ، ضدّ كل غزو خارجي ؛ كما تشهد الحروب الصليبية ، وحروب المغول والتتار، والهجمات الاستعمارية الحديثة !؟
     - هل لأن اهل السنة ، لم يعودوا اليوم ، قادرين على حكم بلادهم ، لأسباب خاصّة بهم ، إمّا لضعفهم ، أو لجهلهم ، أو لغير ذلك من الأسباب !؟
     - هل ثمّة أسباب أخرى نجهلها ، ويعرفها الآخرون ، ولا يريدون التصريح بها !؟
      - وإذا كان لدى الأمريكان ، وحلفائهم الصهاينة والأوروبيين .. أسبابهم السياسية والتاريخية ، الخاصّة بهم ، لمعاداة أهل السنّة ، وتفضيل سائر الملل الأخرى عليهم.. فهل لدى الأشقاء العرب ، المتحالفين مع أمريكا ، الأسباب ذاتها ، وهم يعانون من غزو المذاهب الأخرى وأخطارها ، مايعانيه أهل السنة في سورية !؟
           أسئلة كثيرة مطروحة ، تنتظر إجاباتها من الأطراف الفاعلة في القضية السورية ، جميعاً ، الداخلية منها والخارجية ، وفي مقدمّتها أهل السنّة أنفسهم !
( نعلم أن بعض الناس ، يرفضون مجرّد الحديث عن هذا الموضوع ، من الملل المقبولة لدى أمريكا ، ومن حلفائها المعارضين السوريين للنظام الحاكم ! ويحتجّون بحجج شتّى ،  منها عدم إثارة الطائفيات التي تمزّق الأوطان ..! ومنها الحرص على الوحدة الوطنية ..! وغيرذلك من حجج ، تحتجّ بها الزمرة الحاكمة نفسها ، لتظلّ مهيمنة على البلاد والعباد ، إلى أبد الآبدين ! وواضح أن لهؤلاء المعارضين للحكم ، الرافضين للحديث عن المذاهب والمذهبية .. أسبابهم المختلفة الأخرى : العقَدية ، والسياسية ، والمصلحية ، والمتعلقة بطرائق حساب القرار والموقف ، والمتعلقة بتفاوت مستويات الفهم والوعي ، من حيث الشمول والعمق ، واستكناه آفاق الحاضر والمستقبل .. وغير ذلك من الأسباب غير المذكورة هنا ، وغير المعلنة ! ومناقشة كل منها تحتاج إلى وقت طويل ، وإلى صفحات كثيرة لايتّسع هذا البحث لمثلها !)