الرئيسة \  مشاركات  \  افعلْ ماتشاء ، وسَمّه سياسة !

افعلْ ماتشاء ، وسَمّه سياسة !

05.03.2020
عبدالله عيسى السلامة




كلمة (سياسة) ، صارت تَعويذة ، لكلّ : عاجز وأحمق ، وتافه وغدّار، وكذّاب وخائن ومأجور!
المهمّ التسمية ؛ تسمية الفعل : (سياسة) ، أيّاً كان الفعل ، ومهما كانت درجة انحطاطه : خُلقياً وفكرياً ، واجتماعياً وإنسانياً !
التسمية هي : التعويذة ، والذريعة ، والحجّة .. والسرّ، في شخصية المُسمّي !
العاجز: يسمّي انسحابه ، من صراع ، يستطيع متوسّط الكفاءة ، مادّياً ومعنوياً ، الانتصار فيه.. ويسمّي استسلامه لعدوّه .. ويسمّي خنوعه ، لمن هو أقوى منه ، أيّاً كان هذا الأقوى ، وأيّاً كانت قوّته ..  يسمّي ذلك ، كله : سياسة !
الأحمق : الذي يتصدّى ، لإدارة صرع معيّن ، مع بعض الأعداء ، أو الخصوم ، وهو لايعرف المبادئ الأساسية ، التي تَحكم الصراع..يسمّي كلّ سلوك يسلكه ، مع عدوّه ، أو حليفه: سياسة ،  حتى لو كان السلوك اطمئناناً ، لكلام معسول ، يقوله عدوّ ماكر خبيث .. أو كان السلوك ، تمزيقاً لصفّه .. أو كان السلوك ، تنفيراً لحلفائه منه ، ودفعهم إلى صفّ الأعداء !
التافه : الذي لاقيمة له ، ولا يعرف قيَم الأشياء ، المادّية والمعنوية..إذا أسنِدت إليه إدارةُ صراع، ضاع ، وأضاع مَن يمشي معه ! ويسمّي كلّ فعل يفعله ، وكلّ قول يقوله : سياسة !
الغدّار: الذي يغدر، بكلّ شخص ، حتى لو كان رفيق درب ، أو رفيق سلاح ! ويسمّي كلّ عملية غدر، يمارسها : سياسة !
الكذّاب : الذي أدمن الكذب ، في كلّ مايقوله ، أو يخبر عنه ؛ حتى لو أخبَر،عن درجات الحرارة، أو عن انتشار وباء الكوليرا، في بلده ، فأخفاه عن مواطنيه ، ولو عرّضهم للهلاك .. يَعُدّ كلّ نوع من الكذب ، يمارسه ، سياسة !
الخائن : الذي يخون أقرب الناس إليه .. ويخون أيّة أمانة ، يؤتمَن عليها .. ويخون صفّه الذي يعمل فيه ، ويخون قبيلته ودينه ووطنه .. يسمّي خياناته ، كلها : سياسة !
المأجور:الذي يسخّر نفسه ، لخدمة أعداء أمّته ، أو أعداء دينه ، أو أعداء وطنه .. مقابل منفعة مادّية أو معنوية ، يحقّقها لنفسه .. أو مقابل نجاة ، من تهديد ، يهدّده به عدوّه .. أو مقابل شهرة رخيصة ، يحبّ أن يشتهر بها .. أو إرواءً لشهوة نفسيّه ، لنفسه المريضة .. يسمّي كلّ مايفعله ، من أعمال متدنّية ، أو ساقطة ، أو شاذّة .. يسمّيه : سياسة ! والفرق واضح ، بالطبع ، بين الأجير الذي يسخّر جهده ، لكسب رزقه .. وبين المأجور، الذي يخدم أعداءه ، لِما سبَق ذِكرُه !