اخر تحديث
الأحد-04/05/2025
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أسماء شهداء الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
قطوف وتأملات
\ فاضل السباعي و حزن الروائيين !!
فاضل السباعي و حزن الروائيين !!
28.11.2020
يحيى حاج يحيى
يستطيع الروائي أن يكون شاعرا في صياغته ، وأن يكون فيلسوفا في رؤيته، وأن يكون مصلحا وواعظا في نصائحه، وأن يكون وأن يكون ....... من خلال الموضوع وتناوله له ويستطيع أن يتحدث عن آلامنا و آمالنا دون أن يستعير آلام الآخرين وآمالهم ويسقطها على واقع مجتمعه !
ويبدو إبداعه من خلال إشعارك وأنت تقرأ مجموعةًَ قصصية ، كأنك تتابع فصول رواية ، كما يبدو في عرضه المعاناة وكأنه ينظر في مرآة نفسك .
استطاع القاص فاضل السباعي أن يصل بالحزن حدا يقربه من الموت الحقيقي بسبب فقدان الإنسان حريته و إنسانيته عندما يؤخذ بالشبهة والمشابهة ويحرم من الأمن والكفاية .
فالخوف يصبح عادة وينقلب إلى مرض كما في قصة ( يقظة بعد سبات طويل) والتهديد بالتسريح من العمل يصبح هاجسا ً وكوابيس تأتي في النوم كما في ( الحلم واليقظة ) . وقد يتنامى الخوف فيهرب الإنسان من الوهم كما في أقصوصة ( الصورة و الاسم ) إذ استطاع أحدهم أن يختفي طويلا مع أنه لم يرتكب ذنبا ً ، وحين قبض عليه خطأ أعطاهم اسما ًمخترعا ً، فإذا صاحب هذا الاسم مطلوب !! فتساءل وهم يجرونه : هل الأسماء كلها مطلوبة !
أما إذا كان صاحب قلم فإن المعاناة تكبر لأنه لا يجد مجالا لنشر فكره ، وحين يهم بالخروج لطبع إنتاجه يُستوقف لأنه خالف الأنظمة . وحتى لو أخطأ مرة و أحب كما في ( رسالة حب صغيرة ) يجد من يتدخل في شؤونه العاطفية من خلال رسائله .
وفي ( هل يعود الطائر إلى الأرض ) يكره الطغيان ويمقت الظلم فإذا سقط بيد غيره أصابته الدهشة والحيرة ؟ فهو لطول عبوديته غير قادر على اتخاذ أي موقف .
ولزيادة الأمر قتامة فقد رمز الكاتب في أكثر أقاصيصه بحروف ، إلى أسماء أبطاله ؛ ليوحي بالجو الذي تعيش فيه شخصياته ولزيادة الإيحاء بالمعاناة فقد صاغ عشر قصص بضمير الغائب وخمسا ً بضمير المتكلم ، فأظهر أن ثلثي الناس يخشون الحديث عن معاناتهم ، وأن الثلث هم الذين يبثون حزنهم بعد أن يطفح الكيل ! والأغلب بعد أن يصل بهم ( الحزن حتى الموت ) وهذا هو اسم مجموعته القصصية .