الرئيسة \  واحة اللقاء  \  استمرار التصعيد في إدلب: غارات روسية وبراميل متفجرة سورية

استمرار التصعيد في إدلب: غارات روسية وبراميل متفجرة سورية

21.11.2019
هبة محمد


القدس العربي
الاربعاء 20/11/2019
دمشق- القدس العربي: دخل الشمال السوري الخاضع لاتفاق خفض تصعيد برعاية روسية- تركية، أسبوعه الثاني من التصعيد العسكري، حيث واصلت قوات النظام السوري ومقاتلات الجيش الروسي الحربية تنفيذ المزيد من الضربات الجوية، وسط عودة مكثفة لسلاح دمشق الأشهر البراميل المتفجرة في استهداف العديد من المدن والبلدات في ريفي حماة وإدلب.
ريف إدلب الجنوبي، ومدينة كفرنيل على وجه التحديد، كانت المسرح الأكبر للضربات الجوية والمدفعية، حيث ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تسعة غارات جوية، نفذتها المقاتلات الحربية الروسية خلال الساعة الماضية على المدينة وريفها، في حين ألقت طائرات النظام السوري المروحية براميلها المتفجرة على ضواحي كفرنبل، فيما تعرضت العديد من القرى الصغيرة في ريف إدلب الجنوبي لقصف مدفعي مكثف، وسط غياب لأي مواجهات مسلحة بين طرفي النزاع في الميدان.
عودة التصعيد إلى منطقة خفض التصعيد في الشمال السوري، يوازيه معارك ضارية في ريف اللاذقية كبينة الاستراتيجي، وتنافس على الشمال الشرقي من سورية المفيدة بين الدول الفاعلة في الملف السوري، ولعل التصعيد الصامت على إدلب، يعود وفق مراقبين إلى اتباع سياسة الأولويات بين الأطراف المتداخلة، في حين أن إدلب تبقى ورقة الضغط ومسرحا للرسائل السياسية بأدوات عسكرية.
القيادي في المعارضة السورية المسلحة، العقيد فاتح حسون، يرى أن الدول الكبرى تتعامل مع منطقة خفض التصعيد في الشمال السوري، كورقة ضغط متعددة الاستخدام ومتنوعة الغايات، ففي الوقت الذي يحدث به تقارب تركي- أمريكي في الملف السوري، تعمل روسيا على زيادة القصف على إدلب، لوضع بصمتها على قائمة الحضور هنا، وكذلك تستخدم إدلب لايصال رسائل بعدم السماح للتقارب التركي الأمريكي، من التأثير على مصالحها، وخاصة في شرق الفرات.
ويقول القيادي، الذي يشغل منصب قائد حركة تحرير الوطن، لـ القدس العربي: الولايات المتحدة وروسيا تستخدمان إدلب، وما فيها من تنظيمات مصنفة، لمطالبة تركيا بتخفيف سقف مطالبها المحقة تجاه التنظيمات المصنفة شرق الفرات.
كما أن تركيا نفسها، تهدد الاتحاد الأوروبي، بموجات جديدة من اللاجئين في حال لم تعمل على مساعدة المهجرين داخل سوريا بدعم مشاريع إعادة الإعمار في مناطق عملية نبع السلام، ومساعدتها في زيادة الضغط على روسيا من أجل عدم اجتياح المنطقة.
واقع الأمر وحسب الإمكانيات المتوفرة حالياً لدى النظام وداعميه فلا يوجد حسب العقيد حسون، قدرات عسكرية لاقتحام المنطقة، لكن اتباع سياسة القصف المستمر، هي محاولة لإحداث هوة ما بين خطوط دفاع المعارضة، وأماكن إقامة عائلات المقاتلين، وذلك بهدف التأثير على الحالة المعنوية للمقاتلين، وإرسال رسائل تفاوضية للدول الفاعلة بالملف السوري، حول مصير المنطقة.
تبدو سياسة النظام السوري ومن خلفه روسيا، حول الأهداف الطامع بتحصيلها في الشمال السوري لم تتغير منذ شهر نيسان/أبريل الماضي، عندما بدأ الحملة العسكرية على منطقة خفض التصعيد، وهي أهداف تتمثل بضرورة السيطرة على المواقع الاستراتيجية والتي ستمنحه مكاسب الإدارة والتحكم بالطرق التجارية الدولية فيها.